العثمانيون قادمون

<img src=http://www.babnet.net/images/5/ardogan.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم حاتم الكسيبي







ليعذرني إخوتي العربان، فما بدّلت البشرة والشّمائل ولغة اللّسان، ولكنّها الحقيقة تصدع بالبيان، فتدوّي لها أركان المتوسّط و سائر البلدان، هاهم يا اخوتي بنو عثمان ،هاهم أحفاد محمد الفاتح و جلال الدين وسليمان، قدموا يمدّون يد العون يتقدّمهم أردوغان. ذاك الذي تتلمذ على يد الدّاعية أربكان، فعلم أن العدل أساس العمران، وأنّ الإسلام هداية الرّحمان، يبني و يشيّد الحضارة في القديم و في كلّ أوان، فهو طوق النّجاة على الدّوام للإنسان، في هذه الدّنيا و يوم الحساب و الميزان. ثم ليعلم المبهورون بالرّجل في هذا الزّمان، أنه ذاق الأمرّين مناضلا و في الحكم من بني علمان، ففي التّسعينات كان ما كان، لقد فازوا في الانتخابات و عمروا المجالس و القصر و الإيوان، ولكنّ للجيش أركان و أركان، فانقلب على الشّرعية وأودع الفائزين وراء القضبان. و كان لهم إعلام كالّذي نملكه يقاتل الأصالة أينما كان، فيوهم الناس بالفشل والخور دون استبيان، ويُكبّر ما حُقّر ويُصغّر الكبير فنُصاب بالملل والاكتئاب والغثيان.
ما يئس القوم و ما تركوا السنّة والقرآن، فأعادوا الكرّة بحكمة و عزم و إتقان، و تشكّلوا بسرعة في حزب ثان، فانتصروا لذاك الدّين الّذي لا يهان. كانت انطلاقة جديدة بحنكة و حسبان، ارتكزت على عدل و تنمية و اعمار و بنيان. فنهضت أرض الترك من السّبات و سحر الجان، وعانقوا أحلام الماضي و نخوة الفرسان، أساطيل و جيوش و صناعات متقدمة و عمران، فنجاح تجاري و دين زائل و تقدم علمي بإتقان. تلك وصفة استعملت في عديد البلدان، فلاقت القبول الشعبي واحترام الجيران، فتركيا وماليزيا تعد نموذجان، لنجاح فكر الإسلام السياسي و الإخوان.
علم الإخوة الأتراك أن نجاح الأمة مرتبط بإطفاء النيران، هنا وهناك في مصر وسوريا و لبنان، فهرعت إلي دول الربيع العربي بالمعونة لتبديد الاحتقان، و النصيحة للحاكم الجديد والسلطان. وفود قدمت تتلوها أخرى للاستثمار والغشيان. زارت الوسط والجنوب والشمال فتنقلت في كل مكان، و عرضت بضاعتها : هلمّوا ندعمكم يا أهل الزيتونة و القيروان. فنحن بكم قوة وبدونكم وهن وضعف وخذلان، لنرمّم حضارة غابت لفترة من الزّمان، ولنبحث عن أحلاف جدد من الشرق الأقصى والغرب الأدنى و الألمان.
ثم اتّجهت صوب الجولان، وصاحت : يا أهل الشّام، يا أهل الكرم و الإحسان، اثبتوا فنحن نحمي ظهرانيكم فكونوا لاجئين بأمان، وسندعم أشاوسكم بالسّلاح والعتاد و الشبّان، فالأمر قد حسم والخير فيما قدّره الرّحمان. ثم أومأت إلى الحبيبة فلسطين المعزولة بالجدران، ضفة وغزّة تقطّعت أوصالهما بمستوطنات القطعان، بكت العين وسال الدمع على أسير يعذّب ويهان، أبشري يا غزّة فبضاعتي ستغزو المتجر والدّكان، فحصارك أضحى مكسورا لا يجبر و به يُستهان. قد فاوضتُ أصحاب الشمعدان فتلكّئوا أوّل الأمر يا إخوان، ثم أذعنوا لشروطي واعتذروا أمام جميع البلدان، و سيصرفون تعويضات في الإبّان، ولكنّ جوهر الأمر عندهم أن راودنا حلم الوحدة و القوّة والعنفوان، فخشيتْ إسرائيل المتعنّتة تعجيل زوالها فأظهرت التّفهم و التّحصين من إيران. هيهات هيهات أن تنطلي حيلكم فقد عاشركم الأجداد طوال أزمان، فأنتم أصل الدّاء والعلّة بعينها أيها الجرذان.


Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 62725

Alchahadatolileh  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 07:11           
الشعب التركي شعب عمل شعاره لا للكسل فعندما طلب أردغان من أبنآء بلده الرجوع من الخارج لأن تركيا في حاجة إلى سواعد أبنائها تهافتوا أفراد وجماعات وبالأخص من المانيا الي المصانع والمعامل للنهوض ببلدهم أما نحن فأبنائنا علمناهم الإتكال على الغير حتى خروجهم إلى أروبا لا تراهم يبحثون إلا على بيع ؛؛المخدرات؛؛ لأنه من لا يذهب لتعلم صنعة يجيدها ينفع بها أمته فلا خير فيه والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه وهل تريد أن تجعل تفكيرنا كالتركي بعد الإنتخابات تركوا حكومتهم
تعمل فأثمرت لم يحرقوا المصانع لم يعطلوا طريق وليس لهم ساسة كالذي عندنا ولا إتحاد كعصابة السراق عندنا بالله من يقول أين الأموال الطائلة التي نهبها الإتحاد قاطع الأرزاق من الطبقة الكادحة? مالمصانع التي أنتجها للبلاد ؟فيق أيها الشعب

Laabed  (Tunisia)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 22:49           
النهضويون يريدون تشبيههم بحزب العدالة و التنمية التركي،الفرق شاسع و يفوق سنة ضوئية ،حزب العدالة و التنمية انحاز الى الشعب التركي بدون تردد و ينفي ان يكون حزبا دينيا و يرفض استخدام الشعارات الدينية في خطاباته السياسية،هم يقدسون تاريخهم و يحترمون بناة الدولة التركية الحديثة و في مقدمتهم العلماني كمال اتاتورك ،اتمنى ان يزور نواب النهضة تركيا حتى يطلعوا بانفسهم،النهضة انحازت الى السلفية و الوهابيين و النقاب و مسحت تاريخنا و شيطنت رموزنا و زعماءنا

Mandhouj  (France)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 22:36 | Par           
La Turquie actuelle a bien réussi son progrès économique, social et technologique. Elle a réussi sa stabilité politique. Mais reste la problématique kurde qui continue à coûter cher aux deux communautés qui forme l'actuelle Turquie. À travers cette affaire les ennemis de la Turquie trouvent des portes d'entrée pour nuire à la Turquie et à sa démocratie. Ben Ali harab. Mandhouj tarek.

Makramm  (France)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 22:16           
تركيا بلد علماني و أردوغان نفسه يدافع عن العلمانية في أكثر من مناسبة و سبق ان نصح دول الربيع العربي بالعلمانية و هو ما تغاضى كاتب المقال عن ذكره

MIMIMIMI2  (Tunisia)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 20:59           
@ zahrane (tunisia)
oui t as raison

MIMIMIMI2  (Tunisia)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 20:51           
A admin babnet

c est pas gentil d avoir désactivé mon ancien compte

à ce que je sache cela est une atteinte à la liberté d expression

vous n aimez pas mes positions vous avez droit, mais vous n avez pas le droit de me désactiver

seulement me censurer si et seulement si, je dis des grossièretés

j espère que vous n allez pas me désactiver ce nouveau compte, que j ai fait exprès de garder mon pseudo car je ne suis pas de ceux et celles qui ne s assume pas


Zahrane  (Tunisia)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 18:31           
في تركيا المرأة ترث مثل الرجل تماما كما ألغت حكومة أردوغان عقوبة الإعدام ما قولكم لو نطبق هذا في تونس بما أنكم مبهورين بالتجربة التركية

MSHben1  (Tunisia)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 17:32           
لقد عرف الاتراك ان الدين علم و حياة و صدق و ديمقراطية و عدل و قيم بينما العرب جهلة الجهلوت و مسخرة عوالم العلم و الديمقراطية و الحياة و الموت ضلوا جهلة جهلة صم و بكم و عمي يذبحون بعضهم بعضا و سنتهم و شيعتهم يفجرون بعضهم بعضا . اما شعوب ثورات الربيع منهم اضحوا يقطعون الطرقات و يوغلون في الاجرام و المحرمات و يوقفون المصانع و الخدمات فهيهات هيهات ان اثني عليكم او اشكركم يا ضالمي انفسكم و ذويكم يا علات . موتكم بليار مرة خير من حياتكم يا قذرات .

انا خبير الاستراتيجيين
انا عبد ديمقراطي من عباد الديمقراطي الاول و الاعلى الله جل جلاله و اسمي mshben1.

Tunisienneabd  (Tunisia)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 15:01           
بعيدا عن موضوع المقال.. الذي يبدو كاتبه في حنين لحقبة حكم العثمانيين.. و الذي يوضح لنا أن هناك من لا يريد أن يصنع مجدا و أن أكبر طموحه هو العودة بالزمن لأحضان العثمانيين لا تكون فيها تونس إلا مجرد إيالة تابعة وخاضعة و خانعة.. بعيدا عن هذا الموضوع..من يشاهد مسلسل حريم السلطان (الذي ألتقطت منه صورة هذا المقال) يعرف سبب سقوط الخلافة العثمانية..

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 14:15           
لن تجمعنا اللغة وحدها لأنها وسيلة تعبير عن شعور وسيجمعنا الدين لأنه هو الشعور بذاته

Ahmed01  (France)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 12:13           
لن أناقش كاتب المقال في اختيار المقامة شكلا للكتابة وللترويج للأردوغانية وهو قطعا لا يوفّق لأنّه يتناسى أو يقفز على الحقائق التالية وأولاها : أن نشأة الحزب كانت بانقلاب أبيض على الأب المؤسس أربكان وعبر قطيعة تامة مع المبادئ الأولى حتى يكون الحزب داخل إطار المنظومة التركيّة .ثانيا : يدين حزب العدالة بالولاء المقدس غير القابل مطلقا للمراجعة للكمالية العلمانية وعليه ورغم بعض الشعارات الاسلامية السطحية جدا للحزب فإن الدولة والمجتمع التركيان مدنيان
علمانيان حتى في أدق قوانين الأحوال الشخصية .ثالثا : تركيا الأردوغانية الكمالية غربية السياسة ، عضو فاعل في النيتو ويرتبط بعلاقة دفاعية استراتيجية مع الكيان الصهيوني وهو أمر غير قابل للمراجعة يوما ، أما عنتريات أردوغان في ديفوس أو زياراته لغزة ففرقعات إعلامية لا غير ومشاريع مد إسرائيل بمياه دجلة والفرات قيد الإنجاز وكذلك ملايين السياح الاسرائليين لشواط تركيا يزداد كل يوم ، أما مشاريع الهيمنة على شما العراق وسوريا فقائمة دائما والصفقة الأخيرة مع
الكرد ـ في إطار مخطط كبير أمريكي فمعروف، رابعا : الأسلام اللايت مصحوبا بطفرة إقتصادية كنمودج ناجح هو المشروع المقدم لتهدئة المنطقة وللتطبيع القادم مع إسرائيل والوسيلة هي خدعة الربيع العربي الذي تلعب الأردوغانية دورا أساسيّا فيه

BENJE  (France)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 11:47 | Par           
Il faut quand même pas exagérer dire que les ottomans sont nos sauveurs !
L'histoire de l'occupation turcs doit être rappelée comme celle qui a suivi la colonisation française !
ce sont avant tout et c 'est encore plus vraie aujourd'hui les intérêts turcs qui sont mis en avant il n'y à plus de bienfaiteur !

Billfer  (Libyan Arab Jamahiriya)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 11:37           
Bravo bravo

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 11:25           
تحية لناظم المقطوعة الموسيقية الآسرة بالحروف والكلمات والمعاني وما خفي من المعاني ....

SOS12  (Tunisia)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 10:18           
اقــــــــــصي الـــعرب منـــذ قــــرون بغير ارادتهم

فــلما امـــتدت لـــهم بــــعض الايادي فبعضهم يـــقصي نـــفسه


babnet
*.*.*
All Radio in One