مركز الاسلام والديمقراطية شمعة في ظلام التجاذب السياسي

<img src=http://www.babnet.net/images/8/radwannnmasmoudiii.jpg width=100 align=left border=0>


عادل السمعلي
في ظل التجاذب السياسي والعراك على الكراسي الذي يشهده الواقع التونسي منذ قيام الثورة وغلبة المزايدة السياسية والمماحكة الايديولوجية على الفكر العميق والرؤية الاستراتيجية برز مركز دراسة الاسلام والديمقراطية كأحد أهم المراكز الناشطة بتونس والباحثة على التوازن المنهجي الرصين من أجل الدفع قدما لإنجاح الثورة التونسية والمساهمة الفكرية في تحقيق أهدافها بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة.
ويعتبر مركز الاسلام والديمقراطية من أنشط المراكز الفكرية التونسية وأكثرها إشعاعا بعد الثورة فقد نظم عشرات الملتقيات والندوات والدورات التكوينية للشباب لبث ونشر فكر دولة المواطنة والديمقراطية وأن الاسلام لم يكن عائقا على مدار التاريخ للتقدم والأخذ بأسباب النهضة الثقافية والفكرية وأنه لا حل للعرب والمسلمين إلا بالحوار الجدي والمصالحة مع الذات وهذه المصالحة تشمل سد الفجوة بين الفرقاء السياسيين والمصالحة مع ثقافة وعلوم العصر ومد أيادي التواصل مع الشعوب والثقافات المختلفة التي يمكن أن نستفيد منها ونفيدها في حركة جدلية ديناميكية و دائمة

إن مركز الاسلام والديمقراطية يضع لنفسه هدفا جليا واضح المعالم ولا يكتنفه اللبس أو الغموض وهو المساهمة في الحوار الوطني و حلّ الخلافات و صياغة دستور جديد توافقي يحظى بتأييد و دعم و توافق وطني كبير من طرف كلّ التونسيّين و التونسيّات مهما كانت آراءهم و توجّهاتهم الفكريّة و السياسيّة.




يقول الدكتور رضوان المصمودي مؤسس المركز : كان الهدف من تأسيس المركز هو اصرار بعض الحقوقيين العلمانيين على الترويج لفكرة التعارض بين الإسلام والديمقراطية رغم أن الأنظمة القمعية القائمة ليست دينيّة ولا تستمد مرجعية استبدادها من خلفية دينية. بل كان اغلبها علمانيّا مغرقا في العلمانية. نفس التمثل وجدته عند بعض الإسلاميّين المتشدّدين الذين يعتبرون الديمقراطية كفرا وإلحادا . لقد أسست هذا المركز لأبرهن على انه لا تعارض بين الديمقراطية والإسلام وان دعم أمريكا للأنظمة الديكاتورية خيار خاطيء .
ويستطرد قائلا : كما اني كنت على يقين بأن مشكلة المسلمين الرئيسيّة ليست نقل التكنولوجيا فهناك أكثر من500 ألف دكتور عربي ومسلم في شتى الاختصاصات يعملون بأمريكا. وبلدانهم غير قادرة على الاستفادة منهم في ظل أنظمة دكتاتورية فاسدة ومستبدة ومتخلفة.المفتاح الحقيقي للتنمية يكمن في إنشاء أنظمة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتعطي للمواطن الكرامة وحرّية المبادرة وتنشئ دولة القانون والمؤسسات»
إن هذا الدور الرصين و التوافقي الذي يقوم به المركز لم يعجب بعض الأقلام الحاقدة والشخصيات الموتورة التي تتبنى نظرية (من لم يكن معنا فهوضدنا )فراحت تلمز وتكيل الاتهامات يمنة ويسرة لمدير المركز الدكتور رضوان المصمودي فمرة تتهمه بأنه جاسوس و عميل أمريكي بمجرد أنه تونسي يحمل الجنسية الأمريكية ومرة أخرى تتهمه أنه كان الوسيط السري بين حركة النهضة والادارة الأمريكية الذي مكنتها من تسلم السلطة إبان الثورة وكأنه لم تجرى إنتخابات شرعية وكأن الشعب لم يحدد خياراته وكأن حكومة الائتلاف الاسلامي العلماني الحالي أتت على ظهر دبابة أمريكية.
ورغم هذه الحملات التي تطلق بين الفينة والأخرى يواصل مركز دراسة الاسلام والديمقراطية عمله بعمق فكري ورؤية إستراتيجية متبنيا سياسة رحلة الألف ميل في المسار الديمقراطي تبدأ بخطوة وهذه الخطوة ستتبعها خطوات حتما إذ يعتزم المركز عقد مؤتمره السنوي الثاني يومي 29 و30 مارس الجاري تحت عنوان الإنتقال الديمقراطي في العالم العربي - تونس كنموذج وذلك بحضور شخصيات وطنية تونسية وشخصيات عربية و دولية لتناول تجربة الثورات العربية وخاصة الثورة التونسية بالدراسة والفهم والتحليل عسى أن يكون ذلك منارة في الطريق لإستيعاب ما أستشكل من ظواهر رافقت الثورات العربية وطريقا يضعه المثقفون والأكاديميون لتجاوز الحواجز والعوائق التي تعرقل المسارات الانتقالية وتهددها بالنكوص.

كاتب تونسي وخبير بنكي


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 62606

Wissem_latrach  (Tunisia)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 14:15           
@ wildelbled من المغالطات أن يتم الاستشهاد بآيات الشورى في الإسلام لشرعنة الديمقراطية، ذلك أن الشورى عند المسلمين محصورة في المباحات فقط حيث لا يتم إخضاع أحكام الله إلى رأي الأغلبية، أما الديمقراطية فهي تبيح الخوض في أحكام الله واستحسانها واستقباحها بالعقل وعرضها على رأي نواب المجالس التشريعية وإن كانت غالبيتهم من العلمانيين، في حين أن الله عز وجل يقول: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم". سورة الأحزاب
الآية 36

أما عن فرع مركز دراسة الإسلام والديمقراطية الأمريكي في تونس فقد أبدع أيما إبداع في لي أعناق الأدلة الشرعية وتطويعها لصالح مبادئ الغرب من ديمقراطية وعلمانية وجمهورية، وهو بذلك أشد خطرا من العلمانيين أنفسهم حيث يسخر الدين لتحريف فهم الدين فيضرب الدين من الداخل!

SOS12  (Tunisia)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 07:41           
تحيـــــــــة للسيد رضوان

بعد المواطـــــنة والاسلام وبناء مؤسسات مدنـــــية بين الـــغصة والتوافق

هـــــــــل الانـــــــسان العربي قادر على القبول بموجبات والزامات الديموقراطـــــية

والاحتـــكام للقانون وامؤسسات

Wildelbled  (United States)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 04:19           
وأمركم شورى بينكم، ذاك هو كلام الله سبحانه، وتلك هي الديمقراطيه، وهذا ما نادى به الدكتور رضوان منذ سنين طويله، وماجلب له التتبعات والمتاعب ،زمن الدكتاتوريه العماء الصمء الظالمه المظلمه ، ليكن الله في عونه

Laabed  (Tunisia)  |Jeudi 28 Mars 2013 à 22:33           
موقف الاسلاميين من الديموقراطية لم يتضح بعد،هم يقبلونها في الوقت الحاضر لانها اوصلتهم الى الحكم و ساهمت في تديَن المجتمعات وباتت الشريعة المرجعية الاولى في التشريع،هل سيقبل الاسلاميون بالهزيمة الانتخابية و بالتناوب على السلطة،سنرى ذلك في السنين القادمة في مصر و تونس،الخوض في الديموقراطية و الاسلام يضع وجها لوجه الشريعة و الحدود من جهة و الارادة الشعبية من جهة اخرى،التجربة التونسية في الحكم ستفيد الاسلاميين كثيرا في استيعاب مقاصد و احكام
الديمقراطية البشرية ،نتمنى ان يتجاوز عمل المركز الكلام المنمق

Mandhouj  (France)  |Jeudi 28 Mars 2013 à 22:22           
Je suis d'accord. ben ali harab. mandhouj tarek.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 28 Mars 2013 à 21:41           
تحية لمركز الاسلام والديمقراطية وفعلا لا تناقض بين الاسلام والديمقراطية لمن يفهم بعقلانية مقاصد الاسلام وما قصة آدم وابليس الا قمة حرية التعبير والسلطة لمن هو أجدر وأقوى حجة وحتى الرسول عليه الصلاة والسلام تراجع عن مواقف لصالح الأغلبية أو من هم أكثر اختصاصا في ميدانهم ....


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female