قصــــف العقـــــول

<img src=http://www.babnet.net/images/8/kasfoukoul.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

يتعرّض الشعب التونسي إلى أكبر عملية دمغجة في تاريخه , عندما تتأمّل عناوين الصحف أو تستمع إلى الإذاعات أو تشاهد قنوات التلفزة الوطنية فلا تجد سوى بثّ اليأس و الإحباط و الأخبار المفزعة و الجرائم المروّعة تحتلّ صدارة الصحف و الأحداث و كأنّه لا يوجد مجتمع بلا جرائم أو إنّنا نعيش في بيئة ملائكية . لقد تحدّث أحد القادة الأمنيين منذ سنة قائلا : إنّ مجموع الجرائم المرتكبة قبل الثورة بسنة واحدة أكبر من سنة 2011 حسب إحصائيات دقيقة لكن الفرق أنّ الإعلام اليوم يتحدّث عنها بحريّة . يجب ألاّ يفهم البعض أنّي ضدّ التشهير ببعض الجرائم التي قد تحتل صدارة المشهد الإعلامي كما يحصل في أغلب الدول الديمقراطية لكن أن يصبح الأمر خبزا يوميا فالأمر ليس بريئا. الشعب التونسي لم يفرح بثورته بعد 14 جانفي 2011 و جاءت قصّة القناصة لبث الرعب , و بعد أن كان إعلامنا يتحدّث عن الإنجازات صارت الأماكن المحرومة و التي تعرّضت لتفقير منهجي محور الأخبار و الصور و كأنّهم اكتشفوا تونس من جديد. تحوّل الخطاب أثناء الحملة الإنتخابية و بعدها إلى تغذية الصراع الإيديولوجي و الإستقطاب الثنائي فلم تعد مطالب الثورة من تشغيل و تنمية و حرية في صدارة الإهتمامات بل جعلونا نتابع نقاشا نخبويّا بيزنطيا حول الإسلام و العلمانية و اللائكية . لقد سطت النخب المفلسة و المنبطحة أيام الإستبداد على الثورة لتتحوّل أولوياّت المناطق المحرومةالتي كانت وقود الثورة إلى مطالب غريبة لنخب الأبراج العاجية و الطبقات المرفّهة فصارت كتابة الدستور عملية معقّدة بعد أن شكّك هؤلاء حتّى في ثوابت الشعب التونسي.





نعم , لقد ملّ التونسيون سماع أخبار الإعتصامات و الإحتجاجات و المطلبيّة المشطّة و قطع الطرقات رغم مشروعية بعضها . لقد صدق الأستاذ قيس سعيد عندما قال أنّ جوهر الصراع في تونس ليس قانونيا بل سياسي بامتياز . الديمقراطية تفترض التعايش بين مختلف ألوان الطيف السياسي لكن هناك من يرفض التعايش و القبول بالآخر المختلف و تبلغ الازمة ذروتها عندما يرفض آخرون وجود الإسلاميين في السلطة و لو عبر صناديق الإقتراع. لست نهضويّا لكني أحترم اختيار الشعب التونسي و على البقية طرح السؤال المحرج الذي يتهرّبون منه باستمرار : لماذا لم نحظ بثقة الشعب ؟ إنّ المصيبة أن الخطاب السياسي لبعض الأحزاب و قياداتها يخدم حركة النهضة فقد صارت حديث كل المنابر حتى في المسائل الهامشية . البعض يصوّر تونس و كأنّها قد أصبحت خرابا و لم يقبلوا بتونس المتنوّعة و الحرّة . لقد صمّوا آذاننا في السابق بعبارة : تونس بلد الفرح الدائم – تونس ترقص و تغني , فإذا بالشعب يقلب الطاولة عليهم جميعا ليكشف نفاقهم و كذبهم . في الدول الديمقراطية , السلطة تحكم و المعارضة تقوم بدورها في المراقبة و اليقظة و تقدّم البدائل عند الفشل فهي بمثابة حكومة ظلّ . لكن ما نشاهده اليوم هو صراع محموم على السلطة و الأغرب أنّ بعض قوى المعارضة تريد السلطة دون تفويض شعبي . للأسف الشديد يريد بعض الموتورين من المتطرّفين الإيديولوجيين و قوى النظام القديم التي فقدت امتيازاتها أن تجعل الشعب يندم على ثورته . الشعب التونسي يحبّ الحياة مثل حبّه للحريّة و يريد خطاب الأمل و المستقبل المشرق , يريد إعلاما يعبّر عن شواغله و همومه كما يعبّر عن لحظات سعادته و فرحه لا أن يتحوّل إلى راع رسميّ للجنائز و المؤامرات و مظاهر الكآبة .
كاتب و محلل سياسي


Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 62388

Wassimetline  (Tunisia)  |Mardi 26 Mars 2013 à 10:04           
L'exemple de la fete du fin d'annee 2012, toutes les chaines de radio et de la tele font la fete , diffusent les chonsons , plein de joie , plein de cadeux , personne ne veut parle de la politique.
juste apres ils ont repris la diffusion des mensonges , plein de haine et de pessimisme

Adamistiyor  (Tunisia)  |Mardi 26 Mars 2013 à 07:12           
بدأوا بقصف العقول والآن بقصف الصدور
حسبنا الله ونعم الوكيل إنا إلى الله راغبون

Lina3  (Tunisia)  |Mardi 26 Mars 2013 à 00:26 | Par           
Très bien dit bonne analyse

Mandhouj  (France)  |Lundi 25 Mars 2013 à 21:31           
Le peuple a bien demontré qu'il sait faire le tri. ben ali harab. mandhouj tarek.

Chicou  (France)  |Lundi 25 Mars 2013 à 20:40           
@ulysswarrior...t'a tout compris.0.rien à dire..

Anti_rcd  (Tunisia)  |Lundi 25 Mars 2013 à 19:39           
على الوزراء و أعضاء الحكومه التخلّى عن الحضور فى جميع البرامج الحوارية التلفزيه

Toonssii  (Tunisia)  |Lundi 25 Mars 2013 à 19:29           

إعلام مافيوزي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ثبت تورطه في أكثر من مناسبة في الكذب و التزوير المتعمد و إعتماده في تقديم الأخبار و البرامج على سياسة التخويف و التجويع ضمن شبكة كاملة متواصلة مع رؤوس التجمع و رجال الأعمال النافذين الذين كانوا كلهم شركاء الطرابلسية... و الأمر لا يستدعي الكثير من التفكير أو التأمل يكفي أن يعرف التونسيون أن إذاعتي موزييك و شمس آف آم على ملك بلحسن الطرابلسي و نسرين بن علي و أن مديري تحرير الأخبار و البرامج بالبنفسجية
هم أنفسهم الذين كانوا في عهد المخلوع و كذلك رؤساء النقابات الإعلامية.. و بالنسبة لقناة اللا تونسية وقناة نقمة فحدث و لاحرج حيث أن تمويلهما خارجي و برنامجهما يتبع أجندة خارجية متآمرة على تونس و شعبها و ثرواتها و تاريخها و دينها و يكفي أن تعرف أن باعثي هاتين القناتين هما المافيوزي "برلسكوني" و الصهيوني " إينون كرايز


UlyssWarrior  (France)  |Lundi 25 Mars 2013 à 18:17           
Mème chose en france, où le juif est sacré, intouchable ...
le moindre graffiti au cimetière juif, çà passe à la une, en boucle jour et nuit, devant toutes autres informations.
les palestiniens qui se font massacrer en israel, passe en dernière page ...

des anniversaires tous les jours, sur la déportation ( amplifiée ), spoliation imaginaire des juifs ...
shoah, shoah, shoah ... tous les jours, tous les médias: radio, télé, cinéma ....
quant on sait que la shoah est le plus gros mensonge de l'histoire ...
un lavage de cerveau en règle, pour montrer le juif toujours victime, jamais coupable ...
et l'arabe = musulman = terroriste ...

devinez qui possède/controle les médias en france ??
les sionistes ... on s'en doutait ....

Srettop  (France)  |Lundi 25 Mars 2013 à 18:15           
يا سي بولبابة أنت لا تطالب بإعلام حر، بل بإعلام خاضع للسلطة، بإعلام دعاية

Abouazizadam  (France)  |Lundi 25 Mars 2013 à 17:07           
الاسبوع الفارط سمعت صحفيين يقولان ان دور الاعلام هو :"ان يخبر عن القطار الذي لم يصل في وقته وليس ان يتحدث عن القطار الذي يصل في وقته"
أريد أن أقول لهم أن دور الاعلام اليوم هو المساهمة في إنطلاق القطار، قطار الكرامة؛ الحرية، الاقتصاد، الاستثمار،الثقافة،العلم...الخ

شكرا بولبابة مع أمل أن يعتبر و يفهم إعلاميين كما فهم "فهمتكم

Chebbonatome  (Tunisia)  |Lundi 25 Mars 2013 à 16:39 | Par           
نجاح باب نات هو التوازن بين المقالات مهما كانت مقنعة او مفزعة و مداخلات الزوّار التي تعطي صورة عن الطيف الفكري المرجعي للشريحة التونسيّة المتعاملة مع النات
فانشر ما شئت يابابنات لكن كذلك اسمح للزوار بنشر ما يشاؤون ليعكسوا لنا واقع الرأي العام بتونس
مع الشكر

Tounsiya  (France)  |Lundi 25 Mars 2013 à 16:23           
Bonne analyse , c'est malheureusement exactement ça , le probleme que le sentiment du desespoire est bien là , et que nombreux sont les tunisiens qui regretent la revolution qui les a liberer !!! et ça , c'est malheureux mais ça voudrait aussi dire qu 'ils sont tomber dans le piége des contres révolutionnaires ! je suis tout à fait d'accord avec vous

Voidmain  (Tunisia)  |Lundi 25 Mars 2013 à 16:19           
كلام في الصميم يا كاتب المقال وهذه الحرب الاعلامية لم تبدا من اليوم بل بدات قبل الانتخابات لكنها لم تاتي اكلها بكل صراحة لم اتابع الاعلام قبل الثورة تابعته قليلا بعد الثورة لكن عندما اكتشفت عدم نزاهته قاطعته بكل بساطة وادعو هذا المواطن للنسج على منوالي والبحث عن بديل اعلامي نزيه وموضوعي ويجب ان لا تنسى اننا في مرحلة انتقالية تكون فيها عادة عدة تجاوزات وشيء اخر الاعلام الهابط لم لن يختفي يجب ان تعي ذلك

Samyall  (Tunisia)  |Lundi 25 Mars 2013 à 16:16           
إنها حرب العقول التونسية وقصفها بخراطيش الإعلام المطبل سابقا للعهد البائد والذي يريدنا، بهذا القصف أن ننسى ما كانو يطبلون وينسبون إنجازات وهمية للمخلوع وأيديه المساعدة له,,,,,,,,,,, أما الشعب سيقول كلمته ككل مرة............

Fattou06  (France)  |Lundi 25 Mars 2013 à 15:54 | Par           
C'est vrais mais le peuple tunisien est beaucoup plus intelligent que l'on croit et il ferat la différence à la prochaine élection

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 25 Mars 2013 à 15:54           
مقال جيد يستحق كاتبه التحية والشكر فهو يلخص جل المداخلات بالموقع ....


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female