التوانسة يتعاركو، يتضاربو، يتسابو، أما في الاخر يرجعو خوات ويضحكو على بعضهم
مهما فتنو بيناتنا نقعدو خوات و أعز أصحاب
مهما حاولو يفرقونا نقعدو وحدة

بالحق هذاكا الي لاحظتو حتى هنا في بابنات
تلحم ساعات بيناتنا و مبعد نرجعو نضحكو على الوضع


هذاكا هو التونسي
قلبو أبيض كي الحليب


ربي يدوم العشرة بيناتنا

كل ما يفعلونه لا يَنفع ولا يُصلح شيئا، لأن المشكلة الأصلية ليس سببها طريقة الأداء الإعلامي وليس حلها بوجود مدونة السلوك ولا حتى إحداث لجنة لمتابعة تنفيذها، لكن السبب الحقيقي في الأشخاص أنفسهم الذين يعملون في المجال الإعلامي والذي يستوجب تغييرهم بالكامل.

مثل هؤلاء الإعلاميين كشجرة في حديقة منزلية تمتد فروعها تحت الأرض إلى أن تصل إلى مس ساسات البيت.
بعد مشاهدة تشقق في الجدران، ماذا يفعل صاحب هذا البيت؟ يقوم بقص أغصان تلك الشجرة و ترميم تلك الجدران وينوي أيضا بناء طابق عُلوي.

يا أصحاب القرار أين عُقولكم؟ إذا قطعتم الأغصان، فسينبت غيرها، لكن فروعها ستواصل الإمتداد إلى أن يسقط البيت بالكامل وربما تكون الكارثة أكبر إذا سقطت معه أرواح بشرية ! الحل واضح ولا يختلف فيه اثنان وهو قطع تلك الشجرة من الأسفل و التضحية بها حتى لو كانت مُثمرة، بدل أن يسقط عليكم سقف البيت.

قطع الشجرة هو بمثابة تغيير كل الطاقم الإعلامي في التلفزة. إذا يجب تغيير كل شخص يشتغل في المجال الإعلامي من المسؤول على التحرير إلى غاية المصور... حتى لو لزم الأمر انتداب طاقم جديد لكن ليس عن طريق القدامى. القديم لا يختار الجديد. يقع اختيار الجدد بطريقة ديمقراطية، بطريقة الإنتخاب لا يُصوت فيها ولا يُرشح لها هؤلاء القدامى.

الشعب الذي يدفع من ماله الخاص تمويل التلفزة، يريد أن يرى وجوها جديدة غير مُلوثة من بقايا النظام البائد، فلا بد من تغيير الأشخاص أولا لي نضمن تغيير آداءهم الإعلامي.

محاولات إصلاح ذيل الكلب متواصلة

نعم هناك تطور حصل في مستوى نشرات الأخبار! و هناك نقائص عادية بإعتماد عدم الخبر بعد عهد من التسلط! تنقص التلفزة التونسية المهنية و تقديس الخبر و تقديس البث المباشر حيث لا زلنا نعيش حركات صبيانية من هذا الصحفي أو ذاك المحرر! نتمنى إنتهاء ذلك

عملية الاصلاح ليست مسألة نظرية وطرق ووو.جميل ان نستعين بخبراء في الميدان ولكن المشكل الكبير يبقى في مستوى الذين سيشملهم التكوين والاصلاح فهذه المجموعة التي ستتلقى ذلك قد يكون من بينها تربى واعتاد على نمط معين من العمل يصعب فيه اصلاح نفسه مثلما يقول المثل"الطبع يغلب التطبع" وعليه الاصلاح الحقيقي هو ابعاد القديم وتدريب الجديد.

آدم وابليس جهازين اعلاميين مخزنين بداخلنا ونستنسخهما في كل مظاهر حياتنا عبر كوكب الأرض والتلفزة الوطنية أرغمت على تشغيل البرمجية الابليسية لعدة عقود وبعد تحررها اختارت نفس البرمجية الابليسية وعن طواعية واصرار وبنفس الدهاء و خبث ابليس في التظليل بأنه لنا من الناصحين ليزين لنا محاسن الشجرة المحرمة ....

الاعلام التلفزي الوطني في تونس لا يمكنه التخلص بسهولة من رواسب 50سنة من الحكم الدكتاتوري و ليس بالسهل ايضا ان يعطي الاصلاح ان وجد ثماره الا بعد فترة زمنية لا تقل عن 5 او 6 سنوات اخرى قادمة و بالتالي فالاصلاح الداتي لهده المؤسسة لا ينطلق حسب رايي المتواضع بالندوات و الملتقيات فحسب بل لا بد من ان تكون البداية تنطلق بارساء نصوص قانونية و ترتيبية تنظم هده المؤسسة و تضبط مشمولاتها ثم تقع هيكلة المناصب و الوظائف بالاعتماد على مقاييس عالمية بعيدا عن
سياسة المحابات و الاقربون اولى بالمعروف ثم كدلك لا بد من السعي الى وضع برامج اهداف في مثابة خريطة طريق تتبع للنهوض بالاعلام كما و كيفا و اخيرا لا بد من تطهير المؤسسة من براثن النظام السابق التي لا تزال جاثمة على صدر الاعلام الوطني و تنخر صورة مصداقيته و حياده و تتجه به نحو الهلاك لقدر الله . و الله الموفق.

لا ينفع العقار في ما افسده التجمع ... لا خير يرتجى من وجوه الكوارث