إلى الأخ علي العريض أهنئك أم أعزيك

د.خالد الطراولي
[رئيس حركة اللقاء]
[رئيس حركة اللقاء]
كان من حسنات حضارتنا أنه كلما تولى حكمها شخص إلا وانهالت عليه النصائح والتذكير من علماء الأمة وفقهائها، تبرئة للذمة ودفعا نحو الأفضل. ومن أشهر ما ذكره التاريخ رسالة الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز...

وددت في هذه الكلمات أن أجنح نفس الطريق ولست من علماء الأمة ولكن فردا يستشعر مسؤوليته نحو وطنه وشعبه وإخوانه...من هذا الباب ونظرا للحالة العصيبة التي يمر بها هذا الوطن الغالي التمست أن أبرق بهذه الكلمات إلى الأخ علي العريض وهو يتسلم مقاليد الوزارة...
مهمة ليست بالسهلة ونتمنى لها كل النجاح، شعارنا معك ومع غيرك : نقف مع من يقف مع تونس نؤازره وندعو له بالتوفيق، ونقف ضد من يقف ضد تونس ونعرقل له الطريق...
* راعي في توزيرك الله ثم الله ثم الله، فمن غيبه في مشروعه نسي المنطلق ونسي الهدف الأسمى وظل الطريق...

* لا تنسى البصمة الإسلامية في المشروع فلا تطرف ولا تفريط،الأصالة منا والحداثة منا ولا سقوط في المغالاة من أي زاوية كانت...
* لا تنسى إخوانك من الإسلاميين الذين دافعوا ثمنا باهظا على حساب أعمارهم وأسرهم وحياتهم الخاصة والعامة من أجل هذه اللحظات التي تعيشها اليوم، حقوق لا يجب نسيانها من منطلق الإنسانية والوطنية والأخلاقية...
* لا تنسى الثورة فهي المورد وهي الينبوع الصافي، الذي ارتوى من مائه الصافي جميع هذا الوطن، والتي أعادت الاعتبار إليك وإلى أهلك، وتونس تنتظر منك الكثير في تجذر الخطاب والممارسة في هذا البعد الثوري المعتبر.
* لا تنسى الفقير والمعذب والمسكين وأصحاب الشهائد والعاطلين، لا تنسى الأرملة واليتيم، فهم بوابتك إلى إرضاء ربك وإرضاء حكومة الضمير...
* لا تنسى أنك ابن هذا الوطن قبل أن تكون ابن حركتك وحزبك، وتونس اليوم في حاجة إلى كل أبنائها دون إقصاء أو تهميش...
* لا تنسى أن الثورة قامت ضد الفساد والاستبداد، ومن تهاون في تحصينها، أو تناسى المحاسبة فقد هلك وأهلك وجرأ الفاسدين على العودة من جديد... والمصالحة بعد المحاسبة، والعدل أساس العمران، والقضاء المستقل بداية الطريق السليم، فالإسراع الإسراع في إعطاء الحقوق لأهلها كائنا من كان.
* لا تنسى أن المرحلة حساسة فاجعل ليلها ونهارها من أجل تونس فقط، فاحرص على فك معضلة المجلس التأسيسي وتحديد موعد نهائي لصياغة الدستور وللانتخابات، فهذه مرحلة انتقالية وخطيرة على البلاد والعباد ونسأل الله السلامة...
هذه كلمات نزعم صدقها في أيام لها ما بعدها، ليست وعضا وإرشادا ولكن نصيحة الأخ إلى أخيه، منهجنا فيها أن نقول للمحسن أحسنت إن أحسن، وللمسيء أسأت إن أساء، وتلك منهجية مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، عليها تربينا وعليها نلتقي، من أجل تونس ومن أجل أهلها الطيبين.
Comments
11 de 11 commentaires pour l'article 60924