نعم لمبادرة حمادي الجبالي و لكن بشروط

<img src=http://www.babnet.net/images/7/jebalisante.jpg width=100 align=left border=0>


مختار البوزيدي

في البداية اودّ أن أؤنبّه إلى أنّ أي مبادرة سياسية تحتاج أن تتوفّر فيها جملة من الشروط الموضوعية و أن تتنزّل في ظلّ مناخ سياسي و توقيت مناسب حتّى يكتب لها النجاح. لقد كنت قبل و بعد إعلان نتائج إنتخابات المجلس التأسيسي ضمن عدد كبير من المناضلين و من كوادر النهضة و أنصارها من المدافعين على خيار حكومة تكنوقراط مطعمة ببعض السياسيين. إلاّ أنّ حركة النهضة فاجأتنا بإعلان الأخ حمادي الجبالي رئيسا للحكومة و انخراطها مع حزبي التكتل و المؤتمر في تكوين حكومة غلب على تركيبتها المحاصصة الحزبية و تقديم أهل الولاء و الثقة على أهل الكفاءة. لقد انبنى خيارنا على قراءة موضوعية للواقع و للإمكانات الذّاتية للقوى السياسيّة المناصرة للثورة و الفائزة في انتخابات التأسيسي. هذه القراءة حاولت أن تبتعد عن القراءات العاطفية المنتشية بالفوز في الإنتخابات. ولقد توصّلنا إلى الإستخلاصات التقييمية التالية:





1ـ إنّ القوى السياسيّة المناصرة للثورة و الفائزة في انتخابات التأسيسي بسبب الظروف الذّاتية و الموضوعية لم تهيّئ نفسها لتحمّل مسؤولية الحكم. فقد حرَم نظام البغي و الفساد طيلة أكثر من خمسة عقود النخب السياسية المعارضة له من اكتساب الخبرة الإداريّة و العمليّة، ولا شكّ أنّ هذه النخبة لم تتعاف بعد من آثار سنوات التجريف الذي أحدثته عقود من القهر والفساد.

2ـ ثقل تركة الفساد الّتي خلفها الإستبداد و الطغيان على مدى أكثر من نصف قرن كاستفحال حالات الفقر و اختلال التوازن الجهوي في مجال التنمية و ارتفاع معدّل البطالة خاصّة في صفوف الخرّيجين.

3ـ تلغيم الحكم و مؤسّساته من طرف حكومة السّبسي إضافة إلى سيطرة بقايا النّظام السّابق على مفاصل الإدارة و المواقع المتقدّمة فيها.
4ـ استنفار الأطراف المخالفة للترويكا لإفشال أيّ جهد تقوم به و توظيف كل المؤسسات الّتي اخترقوها في المراحل السّابقة كالإعلام، و النقّابات، و الجامعات وحتّى الأجهزة الأمنية.

5ـ تواصل الإضطرابات في القطر اللّيبي و عدم وجود أفق قريب للاستقرار.

6ـ التزام أغلب الأطراف السياسية بتحديد مدّة عمل التأسيسي بسنة، وهي مدّة لا تسمح بتحقيق انجازات حقيقية. وقد كانت هذه المدّة بمثابة الفخ الذي وُضع للقوى الثورية لتوريطها في الفشل و الإخفاق.

اتضح اليوم للجميع أنّ أداء حكومة الترويكا لم يكن مقنعا، قد يعزوه البعض إلى عدم كفاءة أعضائها ولكن الأكيد أنّ الظروف الموضوعية لا تسمح لأيّ حكومة مهما كانت كفاءة أعضائها أن تحقّق نجاحات و إنجازات مقنعة إضافة إلى أنّها ورثت وضعا متدهورا جدا بعد الفشل الذريع الذي تسببت فيه حكومة السبسي وزملائه. أودّ أن أذكّر أنّ سقف المطالب و الطموحات بعد الثورات عادة ما يكون مرتفعا جدّا، وأنّ مشروع حكومة التكنوقراط الذي قدّمنا مبرراته لم يكن مؤمّلا منه أن يلبي كل هذه الطموحات. حكومة التكنوقراط كانت في أسوا التقديرات قادرة في ظرف سنة أن توقف الإنحدار إلى الأسوأ و أن تحمي القوى السياسية المناصرة للثورة من الفشل ويأس جماهير الشعب منها، وهو ما يفسح المجال لعودة الفلول إلى الحكم. كما كانت ستسمح للنخب السياسية المساندة للثورة باكتساب الخبرة العملية من خلال التواجد في المواقع الخلفية بدل التواجد في المواقع الأولى، و كانت ستسمح باختصار المرحلة الإنتقالية و الإسراع بكتابة الدستور.
و اليوم بعد سنة من تجربة الترويكا و أزمة التحوير الوزاري وحادثة اغتيال المناضل شكري بلعيد تتأكّد هذه القراءة و تثبت صحّتها وهو ما دفع رئيس الحكومة الأخ حمادي الجبالي إلى تقديم مقترح تكوين حكومة تكنوقراط. نحسب أنّ هذا المقترح جاء متأخّرا ولكن إذا توفّرت بعض الشروط الموضوعية يمكن لهذه الحكومة أن تق البلاد شر التراجع إلى الأسوأ و أن تساهم في إنجاز خطوات إلى الأمام على طريق تحقيق أهداف الثورة. إضافة إلى الشروط التي وضعها رئيس الحكومة نقترح ما يلي:
أ ـ أن يُسنَد كل وزير بفريق من السياسيين المحسوبين على الثورة من الترويكا و غيرها كمستشارين، ممّا يساهم في دعم و ترشيد قرارات الوزير و أن يكسب المستشارين مزيدا من الخبرة.
ب ـ أن تكون الجهات الدّاخلية خاصّة مهد الثورة سيدي بوزيد و القصرين ممثّلة في هذه الحكومة.
ج ـ أن تتكوّن وزارة التخطيط و التنمية من فريق ممثّل لكلّ الجهات و خاصّة الدّاخلية منها.
د ـ أن يقترح رئيس الحكومة صيغة مقبولة حتّى يواصل الأخ علي العريض تواجده في وزارة الدّاخلية ليتابع التحقيق في قضيّة الإغتيال.
ه ـ أن يتواصل الحراك الشعبي عبر المسيرات لحض الحكومة الجديدة و إلزامها بالعمل على تحقيق أهداف الثورة دون خوف أو تردّد و إيصال رسالة إلى المتآمرين مفادها أنّ الثورة مستمرّة في تحقيق أهدافها بتطهير البلاد منهم.
و ـ إسراع المجلس التأسيسي بإتمام كتابة الدّستور و إصدار قوانين تحصين الثورة و إنشاء المحاكم التي تساهم في الإسراع بمحاكمة الفاسدين و قتلة شهداء الثورة.
ح ـ القيام بإجراءات حازمة و جريئة لتحييد الإعلام العمومي و إلزام العاملين فيه بالمهنية.
ز ـ أن يواصل الأخ حمّادي جهوده لإقناع مؤسسات حزبه حتّى لا يكون أوّل من يسنّ سنّة الخروج على قرار المؤسسات. كما يتحتّم على مجلس شورى حركة النّهضة أن لا ينشغل بالقرارات الجزئية و القضايا التنفيذية و يتفرّغ لرسم السّياسات العامّة و تهيئة حركة النهضة للتحديات المستقبلية ، وحتّى لا يتحوّل هذا المجلس إلى جزء من الأزمة بدل معالجتها.
في الختام أودّ أن أؤكّد أنّ الحكومة السّياسية التي يطرحها المؤتمر و وفاء و غيرهم لا يمكن أن تنجز إنجازات كبيرة في المرحلة الإنتقالية المتبقيّة، و عليه فإنّ مقترح الأخ حمّادي هو إنقاذ للترويكا مع أنّه إنقاذ للوطن. ولا يفوتنا أن نؤكّد أنّ نجاحه هو نجاح للترويكا و فشله لا قدّر الله يلزمه و لا ينعكس سلبا على القوى الدّاعمة للثورة.




Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 60435

Chokko  (Tunisia)  |Jeudi 14 Février 2013 à 12:23           
مع الأسف أفلحت النهضة و نجحت فعلا في مخططها الجهنمي فآنشغل الشعب بمسرحية الجبالي و تناسوا دم الشهيد شكري بلعيد، و باللهي فكوا علينا من هالمجلس و مضيعة الوقت اللي بكلنا نعرفوا اللي أغلبيتو نهضة و حلفائها.

Tunisienwatani  (France)  |Mercredi 13 Février 2013 à 17:46           
استقر راي اهل السياسة في بلادنا منذ بضعة اشهر على فشل الحكومة الحالية و انه لانقاذ البلاد والعباد لا بدمن تحوير وزاري وانطلقت المناورات السياسية في خضم المشاورات قصد الاتفاق على التحوير ثم جاء مقتل شكري بلعيد ليتحول مطلب التحوير الوزاري الى مطلب حكومة انقاذوطني بعد المطالبة اصلا بحل المجلس التاسيسي و اسقاط الشرعية الحيدة و هي شرعية الانتخابات الم تدركوا ان النهضة ومنذ الايام الاولى لتشكيل الحكومة الحالية تعلم ان قوى الثورة المضادة قد انطلقت
و اصبحت كل الامكانيات المتاحة من اعلام و معارضة غبية و اياد موالية لفرنسا ممثلة في" الشيخ" الباجي قائد الثورة المضادة ولكن مرة اخرى الغباء السياسي و لنقل مراهقة الاحزاب المعارضة جعلتها ترى المشهد اليباسي كما تصوره قوى الردة و ليس كما هو عليه الحال في الواقع لذلك ثقوا جيدا ان ما يحدث الان في تونس لا يخلو من مناورة سياسية فالحكومة القادمة ستكون حكومة سياسية و للنهضة موقع القيادة فيها لان حكومة "تكنوقراط" لا يمكنها مواصلة المسار الانتقالي
لما فيه خير البلاد و لا يمكنها مجابهة الردة الثورية

Chebbonatome  (Tunisia)  |Mercredi 13 Février 2013 à 17:24           
إنشاء الله تكون هذه المبادرة زمن بدل الضائع نستغلّه لتعديل النتيجة و لما لا تحقيق هدف الفوز

Daily1999  (Tunisia)  |Mercredi 13 Février 2013 à 17:13           
ملَا خبير و ملَا هوَ، موش نرمال. الشروط متاعو تتكلَف آلاف المليارات.

Moula7edh  (Tunisia)  |Mercredi 13 Février 2013 à 16:43           

إستحمار وإستبلاه للشعب التونسي! ماهي حجة هذا الإنقلاب ؟ عدم نجاح النهضة و الحكومة لايبرر هذا و صناديق الإقتراع هي التي تقصي و تعين ; مقتل بلعيد ؟, لم يثبت التحقيق تورط النهضة أو الحكومة فيه و إن تورط طرف فيها فإنه يحاسب على الجريمة الجنائية التي إقترفها و لاتحل الحكومة....حكومة جديدة لمدة شهرين أو ثلاثة فقط و'بطريقة خارجة عن القانون و مبادئ الديمقراطية.! أي '
? عملة' سينفذها هؤلاء التكنقراط '

لا سبيل للشعب إلا بتجريم كل من ينادي بهذا الإنقلاب و إلا فإن تونس و شعبها قد بيعوا مرة أخرى للأبد

Bononontroppo  (Tunisia)  |Mercredi 13 Février 2013 à 14:49           
لا لمبادرة حمادي الجبالي حتى بشروط

Chokko  (Tunisia)  |Mercredi 13 Février 2013 à 14:44           
"أرجو أن لا يتم الاستهتار بذكاء التونسيين وما يحدث بين الغنوشي والجبالي مُتـــفق عليه"

SOS12  (Tunisia)  |Mercredi 13 Février 2013 à 14:39           
La règle

la règle démocratique internationale ne peut pas s'installer dans les pays arabes que partiellement.

les arabes n'acceptent pas que le premier parti élu forme le gvt; et s'ils sont d'accord au début , ils changent d'avis au cours du chemin par des coups montés parfois.

nahdha et ses alliés ont sauvé la tunisie de s’écrouler mais les ennemis, les médias , l'ittihad et une partie de la société civile ont déformé les réalités et ont causé de l'antagonisme.

le nouveau gvt de technocrates ne peut rien faire mais il va bénéficier de l'arrêt des grèves et d'un discours moins tendu parce que les ministres de nahdha ne sont pas compris.

sciences sans conscience n'est qu'une ruine de l'âme ( montaigne )

Chokko  (Tunisia)  |Mercredi 13 Février 2013 à 14:37           
Le refus exprimé par ennahdha au projet de gouvernement de technocrates de jebali relève surtout de la mise en scène. il y'a peut être certaines personnes ou groupes à la nahdha qui ne sont pas d'accord avec cette initiative. mais ceux-la ne sont même pas d'accord avec eux-mêmes. ennadha espère se faire une nouvelle notoriété après ses multiples échecs. l'idée du gouvernement de compétences lui permet de faire un désengagement d'apparence,
qui lui donnera l'opportunité de faire oublier aux tunisiens ses déboires et faire endosser les suites de son échec au nouveau gouvernement. son refus actuel, cache aussi une autre carte: aller vers le sens d'un gouvernement de panachage: ministres politiques et ministres technocrates qui lui permettra de garder certains postes ministériels. le refus lui permet par ailleurs de se mettre aussi en position de ceux qui acceptent le compromis. et
de faire des concessions !!!! ils ne pensent pas à l'intérêt du pays mais aux leurs. c'est pour cette raison la que notre position vis-à-vis de cette initiative repose surtout sur des conditions fondamentales (voir le communiqué de nidaa touness à ce propos). nous voyons que ces conditions ne sont pas remplies...et que tout ce qui se fait actuellement ressemble à une farce contraire à l'esprit du gouvernement de compétences ou d'union
nationales que nous avions eu l'initiative de proposer avec nos partenaires démocrates, depuis plus d'une année. nous sommes les premiers patriotes mais nous serons les derniers dupes. a bon entendeur?

Langdevip  (France)  |Mercredi 13 Février 2013 à 14:25           
إلي هذا إعري على زـــــــ في موقع باب النات و يكتب ،تعليم لحجامه في روس ليتامه



babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female