اغتيال شكري بلعيد و إفلاس الطبقة السياسية

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
قال تعالى : من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعا صدق الله العظيم . صدمة كبرى أصابت الرأي العام الوطني عند سماعهم بخبر اغتيال شكري بلعيد الأمين العام للتيار الموحد لحزب الوطنيين الديمقراطيين و القيادي بالجبهة الشعبية , إنها أوّل جريمة اغتيال سياسي بهذه الطريقة البشعة منذ الإستقلال . مهما تباينت الآراء و تصارعت الأفكار فلا يمكن أن يقبل التونسيون باستخدام الرصاص في الحقل السياسي لأنّه نزوع إلى الهمجية. من اغتال شكري بلعيد رحمه الله فقد أراد اغتيال تونس الثورة , تونس الديمقراطية التي نحلم بها جميعا , تونس التعددّية الفكرية و السياسية و حق الإختلاف .
قال تعالى : من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعا صدق الله العظيم . صدمة كبرى أصابت الرأي العام الوطني عند سماعهم بخبر اغتيال شكري بلعيد الأمين العام للتيار الموحد لحزب الوطنيين الديمقراطيين و القيادي بالجبهة الشعبية , إنها أوّل جريمة اغتيال سياسي بهذه الطريقة البشعة منذ الإستقلال . مهما تباينت الآراء و تصارعت الأفكار فلا يمكن أن يقبل التونسيون باستخدام الرصاص في الحقل السياسي لأنّه نزوع إلى الهمجية. من اغتال شكري بلعيد رحمه الله فقد أراد اغتيال تونس الثورة , تونس الديمقراطية التي نحلم بها جميعا , تونس التعددّية الفكرية و السياسية و حق الإختلاف .

إذا أردت أن تعرف أهداف الجريمة فعليك أن تعلم من المستفيد منها ؟ هذا أوّل سؤال يطرح في خضمّ تكاثر الجدل و التصريحات و موجة الشحن العاطفي . تألمنا لفقدان شكري بلعيد و نتفهّم الألم و الحرقة التي تعانيها زوجته و أسرته فلا يعلم مصيبة الموت إلا من فقد أحبّته و أقاربه و أصدقاءه , و لكن من حزن على فقدان شكري بلعيد عليه أن يجهض المخطط الذي يريده من قام بهذه الجريمة البشعة . إنها جريمة لبث الفتنة و التقاتل بين التونسيين وهي بداية الحرب الأهلية التي يريدها أعداء تونس و ثورتها و ما أكثرهم في الداخل و الخارج . لن أنجرّ إلى التهم الجاهزة و لن أسبق الجهات المختصّة فلكل حادث حديث , و لكن ما مسؤولية النخب السياسية في ما حصل لشكري بلعيد ؟
من قاموا بعملية الإغتيال يدركون هشاشة الوضع التونسي وهو وضع تتحمّل الطبقة السياسية المسؤولية الكاملة فيما يعيشه من انقسام و توتّر و صراع عقائدي و استقطاب ثنائي و عنف و عنف مضادّ و تراشق إعلامي خطير بين الفرقاء السياسيين فصرنا و كأننا نعيش في حرب باردة . لقد بدأ الشعب التونسي ينفض يديه من الطبقة السياسية التي يراها كل يوم في المنابر الإعلامية تتصارع كالديكة على السلطة و تخوض في قضايا جانبية ليست من أهداف الثورة كالحديث عن الإسلام و العلمانية و اللائكية و المثلية الجنسية و النقاب و الحجاب و زواج القصّر... . لقد كانت أقصى أماني النخبة السياسية قبل سنوات قليلة هي الحرية فلمّا أهداها الشعب إيّاها عادت لتخوض في الجدالات البيزنطية العقيمة .
كان الأولى بهذه الطبقة السياسية أن ترشّد خطابها و تلتصق بهموم التونسيين الحقيقية و تكون أكثر واقعية في التعامل مع مشاغله دون مغالطات أو حسابات انتخابية . و لكنّها الإنتهازية المقيتة و قذارة السياسة أحيانا . و رحم الله شكري بلعيد الذي يجب أن يكون دمه فرصة لتوحيد التونسيين على اختلاف ألوانهم السياسية و إعادتهم إلى الصواب بعدما ضلّوا الطريق وهو ما يمكن أن نهديه إلى روحه الطاهرة .
كاتب و محلل سياسي
Comments
24 de 24 commentaires pour l'article 60088