متى يا صاحبي التحوير الوزاري‎

بقلم عادل السمعلي

متى يا صاحبي التحوير الوزاري

أفق يا أيوب من النوم فقد طال إنتظاري

ستة أشهر مضت وأنقصت من الأعمار
لم نرى فيها إلا الكلام الفارغ و الخوار
بئس السياسة في بلدي وبئس الأفكار

النهضة حائرة بين التوافق والاستئثار
ومؤتمر منشق عن نفسه ويلعب بالنار
والتكتل لولا زعيم له لكان في الاندثار
وأحزاب وهمية لا تجمع إلا الأصفار
حين تسمعهم يصيبك الغثيان و ألم الدوار
معضلة تونسية لا يحلها إلا الصمد القهار

متى يا صاحبي التحوير الوزاري
أفق يا أيوب من النوم فقد طال إنتظاري
إعلام بنفسجي الهوى ألف الضرب على الطار
قايد السيبسي حبيب الإعلام وبقايا الجنرال الفار
يريدون أن يفرضوا علينا من هو في أرذل الأعمار
وتاريخه الأسود مسجل لا يغيب حتى على الصغار
العصابات المأجورة تخرب مقابل الدينار
أموال سوداء توزع عليهم تحت الأسوار
وأخرى لا تعلمونها تقبض باليورو والدولار
تنتمي للمجتمع المدني وتضم كل أفاك وسمسار
وجمعيات وهمية لا تعد إلا بعض الأنفار
تحتل المشهد وتريد الهيمنة على المسار
إن أحصيتها عددا لن تملأ بها فناء الدار

متى يا صاحبي التحوير الوزاري
أفق يا أيوب من النوم فقد طال إنتظاري

من قامت عليه الثورة أصبح من الثوار
فوضى خلاقة أرادها فلول الاستعمار
والمجلس التأسيسي حولوه لسيرك عمار
وأحزاب حق فيهم قول أحزاب الأصفار
يعملون جاهدا على طلب الإنهيار
ويحلفون جهد أيمانهم أنهم من الأحرار
وقسمات وجوههم تقول أنهم من الأشرار

متى يا صاحبي التحوير الوزاري
أفق يا أيوب من النوم فقد طال إنتظاري

وإعلام كاذب صدق من قال إعلام العار
يبيعون القرد ويضحكون على الشاري
التجمع أرجعوه للمشهد وعدوه من الثوار
ويصرون على الكذب في واضحة النهار
والزيف في عيونهم ظاهر وبادي الآثار
يقدمون لك ببهجة ما ساء من الأخبار
وكأنهم يبحثون بدون جدوى عن الدمار
أسفي عليهم لم يلحقوا بالمخلوع في المطار
وبقوا ينتظرون عودته وقد طال الإنتظار

متى يا صاحبي التحوير الوزاري
أفق يا أيوب من النوم فقد طال إنتظاري
يريد الوزارة من لم يجنى إلا الأصفار
ويترصد الفرص لينشب فينا الأظفار
لكن هيهات ...هيهات من الشعب الإنقهار
إنتصار ثورة تونس مكتوب في الأسفار

هذا ما جاد به قلمي صبيحة أحد ممطار
فخذوا الأمور ببساطة وتوكلوا على الواحد القهار

كتب بالمرسى صبيحة الأحد
3فبراير 2013

ملحوظة : أجدني كل مرة مرغما على التذكير أنها كتابة أدبية إبداعية لا علاقة لها بفن الشعرو ما أنا بشاعر ولا ينبغي لي

بقلم عادل السمعلي

Comments

12 de 12 commentaires pour l'article 59953

Mouatamarad (France) |Lundi 4 Février 2013 à 00:29

الشعب التونسي حر من كل أنواع الدكتاتورية و أزلام النظام السابق
و من يحكم تونس هو مفوض من الشعب و ليس من بقايا الفساد التبعية
أكبر انجاز هو تخلصنا من المفسدين و السراق و الدجالين و لن يعودوا أبدا لأن هذا الشعب متفطن جدا
و أما المعارضة لا تعرف الا حرق الصابة و تدمير كل شيئ و الاضرابات و الاعتصامات بعد أن فشلت في الانتخابات فهم يحرقون الأخضر و اليابس ليمرروا برامجهم
لكن لن تفلحوا أبدا و صندوق الاقتراع هو الفاصل
فقط أيها الشعب التونسي العظيم لا تنجر وراء المفسدين و المخربين و حكم العقل وكن فطن ذكي و متوازن لمصلحة البلاد و المستضعفين

Alerter

ThePower (Germany) |Dimanche 3 Février 2013 à 18:21 | Par

والله الشعب لن يسكت وسوف يقاوم هؤلاء مهما حاولوا الكذب والنفاق للوصول للحكم.ليعلم الجميع أن وصول هؤلاء للحكم هو لن يكون إلا بتدليس الإنتخابات أو الإنقلاب على المجلس التأسيسي وشرعيته.لأن الشعب التونسي يعلم جيدا ويعرف جيدا نوايا هؤلاء. النوايا هي ضرب حركة النهضة و خاصة الزج بالسلفين في السجون والإعتداء على الإسلام لكي ترضى عنهم فرنسا الإستعمارية.وطمس الدين الإسلامي والمسلمين هو مخطط غربي نعيشه ونسمعه كل يوم هنى في الإعلام الغربي. وهو واضح. المسلم الملتزم يجب أن يصور إرهابي وجاهل ووو.لكن لن ولم نسكت لهم مهما حصل.

MSHben1 (Tunisia) |Dimanche 3 Février 2013 à 15:58

السمعلي محق في ما قاله و الامور قد اتطيح في الماء بين الفينة و الفينة ادعوا السلفيين الى تحمل مسؤلياتهم في هذه المرحلة التي اضنها ستفضي الى فراغات في الدولة و فوضى عارمة . ادعوا الشعب الذي مل الخرابيط هنا و هناك من احزاب ترويكا التي لا قرارات حاسمة لهم و مل خرابيط اعلام العار و خرابيط اتحادات الشغل و خرابيط تحالف نداء تونس مع الجمهوري و المسار و خرابيط الجبهة الشعبية و خرابيط المنظمات المدنية المرتبطة بالخارج ادعوهم الى l الوقوف مع السلفيين فهم
اقوم من هذه الحثالات التي لا يهمها سوى الكرسي .

انا خبير الاستراتيجيين
انا mshben1 .

Wahabi (Tunisia) |Dimanche 3 Février 2013 à 14:20

لنكون واقعيين، لا تنتظروا أن يقدّم التحوير الوزاري حلولا سحرية، فكل النخب السياسية التونسية مستواها متواضع. اٍذا استبعدنا الاختلافات الايديولوجية، فان كل السياسيين التونسيين متساوون و متشابهون، ولا يهم من يحكم، كلّهم سيفشلون في مقاومة الفساد و في التنمية و التشغيل. لكن ما يصنع الفارق بينهم هو المشروع الفكري الذي يريد كل طرف نشره في المجتمع التونسي. فهناك من يريد أن يعيد المجتمع التجمّعي من جديد، وهناك من يريد أن يجعل المجتمع يساريا اٍلحاديا لا
يؤمن اٍلا بالمادّة، وهناك من يريد صهينة المجتمع التونسي لخدمة قوى و مصالح خارجية، و هناك من يريد أسلمة المجتمع التّونسي و اٍرجاعه اٍلى أصوله. و كلّ حزب يرمي اٍلى استئصال الايديولوجيات الأخرى، فلا مكان لتعايش أي هذه الأفكار مع فكر آخر. لكن في مرحلة أولى، قد يلجأ فكر للاٍستعانة بفكر مخالف لكن مقارب له و ذلك مؤقتا حتى يخدم به مصلحته ثم ينبذه ليعود لأصله. فيمكن مثلا أن تتحالف القوى اليسارية مع القوى التقدّمية للتعاون ضد الاسلاميين، كما يمكن
للاسلاميين أن يستعينوا بالقوى الديمقراطية لخدمة مصالحهم. لكن كلّ حزب يرى أن برنامجه النهائي هو اقصاء كل من يخالفه و الهيمنة وحده على الساحة السياسية.

خلاصة القول : لا تنتظروا تشغيلا و لا تنمية، فالرّهان في الفترة القادمة سيعتمد على قدرة كل فرد على فرض فكره، و الانتخاب سيكون اعتمادا على التوجه الفكري والعقائدي للأفراد ، و سيكون حربا فكرية و اٍعلامية. و أتوقع هيمنة الاٍسلاميين في الفترة القادمة، لكثرة قواعدهم و لتغلغل الاسلام في قلب المواطن التونسي.