المطبخ السياسي العفن و حرق مقامات الأولياء

<img src=http://www.babnet.net/images/8/maus5.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

تتعرّض بعض مقامات الأولياء الصالحين إلى عمليات حرق و تخريب و نبش للقبور وهي من الأمور التي يحرّمها ديننا الحنيف فالإعتداء على الميّت كالإعتداء على الحي كما ذكر النبي الأكرم صلى الله عليه و سلم. هذه الحوادث تبدو غريبة عن الواقع التونسي حيث تشكل هذه المقامات جزءا من تراثه الحضاري و مخياله الديني رغم مستوى التطوّر الفكري و العقلي الذي بلغه بوجود نسبة هامة من المتعلمين و المثقفين الذين تبدو آراؤهم متباينة تجاه هذه الزوايا و الأولياء الصالحين, و لعله من المفارقات العجيبة أن نجد اليوم من كانوا يستهزئون بهذه المقامات و يتندّرون بمن يقصدها – وهم أساسا من المتطرفين العلمانيين – يتباكون عليها الآن وهو أمر لا يخلو من توظيف سياسي , بل كيف يبرر هؤلاء في السابق الإعتداء على المقدسات – الله تعالى و رسوله الأكرم – باسم حرية التعبير ثم يدافعون اليوم عن الأولياء في مفارقة عجيبة و غريبة ؟





طبعا , توجّهت الإتهامات مباشرة للسلفيين أو الوهابيين رغم أن التحقيقات لم تنته بعد فالتهم جاهزة و المتّهمون صيد سهل بسبب الرعونة السياسية و انحطاط الخطاب الإعلامي الذي يبدو في هذه الأحداث جزءا من المطبخ السياسي القذر. لست بصدد تبرئة السلفيين فاتهامهم من أطراف عديدة كان بسبب خلفياتهم الفكرية التي ترى في هذه المقامات من مظاهر الشرك بالله تعالى إضافة إلى تحريمهم اتخاذ القبور مساجد . لكن لماذا لم ننتظر نتائج التحقيق حتى لا يحصل لنا مثلما حصل في قصة القس البولوني , و لماذا لا ننصت لبعض السلفيين وهم يكذّبون التهم الموجهة إليهم , نعم قد يكونوا هم الفاعلون و قد يكونوا أيضا مخترقين من أطراف عديدة وهي مسألة قد أكّدها السيد حمة الهمامي عند حادثة السفارة الامريكية أو أحداث العبدلية لتنفيذ أجندات سياسية لأطراف تعمل على إجهاض الثورة التونسية و إعادة خلط الأوراق بخلق قضايا جانبية , فهكذا تسرق الثورات خاصة من الذين فقدوا مصالحهم من الحيتان الكبيرة و المتمعّشين التقليديين .
في عالم السياسة علينا أن نبحث دائما عن المستفيد من كل حدث و لو كان جريمة سياسية , و ما يحصل في بلدنا منذ انتصار الثورة و فرار المخلوع يطرح أكثر من سؤال , توجد أطراف داخلية و خارجية تعمل على تغذية الصراعات الداخلية و توتير الأوضاع و شحنها دينيا و سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا , و شريط الأحداث منذ 14 جانفي 2011 يؤكد ذلك , فما أن تهدأ الأوضاع حتّى يتمّ إثارة بؤر توتّر و صراع جديدة و هذه البؤر لا علاقة لها بأهداف الثورة التي سقط من أجلها شباب القصرين و سيدي بوزيد و مجمل الشعب التونسي و هذا جرد سريع للقضايا التي أثارها المطبخ السياسي العفن و التي لا نستغرب وجود غرفة عمليات مع تغلغل المخابرات الأجنبية في بلادنا { اللائكية : مارس 2011 , العلمانية و الإسلام , العروشية : ماي و جوان 2011 , الشريعة : فيفري 2012 , حادثة الإغتصاب : سبتمبر2012 , المساواة , حادثة السفارة : سبتمبر 2012 , دوار هيشر , حرق المقامات ....} و لا ندري ما الذي تخفيه الأيام القادمة في أجندة بالغة التعقيد .
المطلوب من كل التونسيين الشرفاء هو اليقظة و الفطنة و أن يكونوا إلى جانب الأمن و الجيش درعا لهذا الوطن مع وجود تهديدات داخلية و خارجية , و لكن ما أخشاه هو أن يصمّ الإعلام أذنيه عند الكشف عن الفاعلين الحقيقيين سواء كانوا سلفيين أو غيرهم . و حفظ الله تونس .
كاتب و محلل سياسي


Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 59628

Kairouan  (Qatar)  |Dimanche 27 Janvier 2013 à 20:39           
كاتب المقال يريد أن يمرر رسالة مفادها أن من حرق المقامات هم السلفيون سواء كانوا مندسين أو عن عمد
ولكن الحقيقة هي أن السلفيين لا يكمنهم حرق المقامات لأن فيها مصاحف قرآن والسلفيون لا يحرقون القرآن والجميع يعرف من تعود على حرق القرآن الكريم ودنيس كتاب الله لعنة الله عليهم جميعا

Lapravda  (Switzerland)  |Dimanche 27 Janvier 2013 à 15:31           
A qui profites le crime? aux whabites qui veulent effacer l identitée tunisienne et les zaouia font partie de l identitée tunisienne? il ya un grand projet derriere tout cela personne n est dupe!

Chebbonatome  (Tunisia)  |Dimanche 27 Janvier 2013 à 13:59           
هذه العمليات المريبة في تونس مثل القناصة او حرق الزوايا و التي يصعب تحديد فاعلها و تجد الاعلام يتسابق في اتهام عدو هلامي بدون براهين مادية . نجد شبيها لها في العالم مثل تفجير محطة القطارات في ميلانو او اختطاف و اعدام رئيس الحكومة الايطالي الدو مورو واتهام الاشتراكيين بها حتى يخسروا الانتخابات كان وراءها في الحقيقة مجموعات يمينية مازالت تنشط الى اليوم وعلى نطاق دولي هدفها زعزعة الحكومات التي لا ترضخ لمشيئة النظام العالمي الجديد بعد ان نجحوا في
تحطيم المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السفياتي هذه المجموعات تسمّى بالستاي بيهايند و بنقرة على فارة كمبيوترك في محرك غوغل ستجد ما هو اغرب من الأساطير
http://www.cf2r.org/fr/notes-historiques/retour-sur-les-reseaux-stay-behind-en-europe-le-cas-de-lorganisation-luxembourge.php

Tunisia  (France)  |Dimanche 27 Janvier 2013 à 13:29           

منذ أن كنت صغيرا وأنا أسمع ولدي يقولون بان أماكن الأولياء والأضرحة

هي أماكن لشعوذة وشرك بالله حتي بورقيبة في إحدي خطابته كان يفتخر بهدمه

اللاضرحة ويقول بانها تكريس للجهل وحتي العلماجيين لطالما انتجوا أفلام ومسلسلات مثل فج الرمل ... والدوار ..بقيادة سلمي بكار ونوري بوزيد

ينتقدون فيها عادات المناطق الجهوية وصور لنا بانها أماكن للشعوذة والجهل والآن

ينقلبون 180 درجة ويصبحون من المدافعين علي من كانوا يسمونه جهل وتخلف !!!

لكن المواطن التونسي ذاكرته قصيرة وهنا اللوم علي كتبنا يجب النخر في الماضي إذ كانوا
فعلا يريدون معرفة الحقيقة ومواجهة الحجة بالحجة !

Rathouane  (Germany)  |Dimanche 27 Janvier 2013 à 11:59           
خويا العزيز أنا معاك عندما تتحدث عن بعض المؤامرات هنا و هناك، و لكن هذا ما يمنعش باش يكون بعض المتطرّفين وراء كل هذه الأفعال
العلمانيين الذين تتحث عنهم و تعتقد بكل حماس أنهم وراء هذا العمل القذر هم لا يدافعون عن هذه المقامات لأنّهم يؤمنون بكرامة الأولياء الصالحين و إنّما لحماية هذا التراث من التخريب
الصوفية التي علمت التونسيين منذ قرون طويلة سماحة الإسلام و انفتاحه على كل البشر هي المهدّدة اليوم من طرف من يعتبرون أنفسهم سيف الله في الأرض و الله منه براء
و لا تقلّي بأن مئاة الأضرحة في مالي، ليبيا و تونس التي حرقت و دمّرت بالكامل هي مؤامرات التجمعيين و العلمانيين!!؟؟

Bononontroppo  (Tunisia)  |Dimanche 27 Janvier 2013 à 10:52           
La france bouge ses pions et ils sont nombreux

Moonligth  (France)  |Dimanche 27 Janvier 2013 à 10:40           
سي بولبابة، مازلو 4 أشهر على الإنتخابات أكهو، أما هي ماهياش باش تصير على خاطر مافماش أمن، وهو بالآمارة أكثر من 30 مقام يتحرق و لتو مانعرفوش شكون صاحب العملة؟!!! منهم حتى مقامات كبيرة و موقعها إستراتيجي كيما مقام سيدي بو سعيد، وين فماّ سفراء و أجانب يسكنو في المنطقة هذيكة، و الهضبة تطل على قصر الرئيس. وهذا كل طبعا بفضل أقوى حكومة حكمت تونس.
زعمة شكون عندو مصلحة في تمغيط و تطويل الفترة الإنتقالية ؟!!!

Toonssii  (Tunisia)  |Dimanche 27 Janvier 2013 à 08:00           

@ chebbonatone

تعليل ممتاز


Chebbonatome  (Tunisia)  |Samedi 26 Janvier 2013 à 23:36           
من المستحيل ان ان يكون السلفيون وراء ظاهرة احراق زوايا الاولياء الصالحين لانهم لم يردوا الفعل عندما قتل اخوانهم في دوّار هيشر و ذلك درءا للفتنة

وصاحب الفعلة هو كل من لا يريد للأمن ان يستتب في تونس شماتةً في التروكا والنهضة

Toonssii  (Tunisia)  |Samedi 26 Janvier 2013 à 22:36           

"ولكن ما أخشاه هو أن يصم الإعلام أذنيه عند الكشف عن
الفاعلين الحقيقيين سواء كانوا سلفيين أوغيرهم"

هذا الذي تخشاه هو الذي يحصل دائما مع هذا الإعلام الفاسد والمتآمر على تونس وأمنها



Langdevip  (France)  |Samedi 26 Janvier 2013 à 21:52           
Excellent et sage article de si boulbaba
شكرا


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female