عندما يتحول رؤوف العيادي إلى سلفي جهادي

<img src=http://www.babnet.net/images/7/ayadiabdraoufff.jpg width=100 align=left border=0>


عادل السمعلي

تداولت صفحات المواقع الاجتماعية المعادية للمسار الإنتقالي في تونس مقطع فيديو لمداخلة الأستاذ رؤوف العيادي في إجتماع المجلس التأسيسي ليوم الخميس الفارط الذي خصص لمناقشة بنود مسودة الدستور وقد تم نشر شريط الفيديو تحت عنوان (عبد الرؤوف العيادي يطالب بإدراج مبدأ الجهاد في الدستور) وقد تلقى العيادي إثر ذلك كالعادة سيل من الإتهامات و الشتائم والنعوت القبيحة من مثل إرهابي وسلفي جهادي متستر بل تجرأت صحفية إعلامية على وصفه بأنه يحمل الفكر النازي ولا علاقة له بحقوق الإنسان وهذا ما يعكس كره البعض وحقدهم على الخط السياسي الذي يمثله رؤوف العيادي .





لكن المدقق في مقطع الفيديو لن يجد صعوبة تذكر في ملاحظة أن المداخلة المنشورة التي لا تتجاوز الدقيقة من الزمن هي مقتطعة من سياقها وخضعت لعملية نسخ ولصق بنية الاساءة لحركة وفاء ممثلة في أمينها العام ويبدو أن أصحاب النوايا الحسنة مفبركي الفيديو قد أنفقوا الساعات الطوال في إخراج هذا العمل وإقتطاعه من سياقه بغية لمز وتشويه صورة السياسي الذي طلعت أسهمه في الأونة الأخيرة لإظهاره في وضع الداعم للمتشددين و المتواطيء مع ما يسمى الارهاب

إن الاتهامات المجانية والمتواترة من بعض الأطراف التجمعية لرؤوف العيادي ووصفه بأنه مجنون ومخبول ويجب عليه زيارة عيادة نفسية يؤكد نظرية تاريخية قرأناها منذ الصغر وأكدتها الثورات التاريخية منذ العصور الأولى وهو تعرض الوطنيين والشرفاء والصادقين لهجمات تشكيك وتحقير لإبعاد عامة الناس عنهم وعن أفكارهم حتى لا يفسدواعليهم دينهم ( على حد قول مشركي قريش

إن هذه الحملات عملية قديمة جديدة ألفناها وتعودنا عليها من المنهزمين سياسيا والمنبطحين فكريا الذين لم يبقى لهم قبل إعلان إفلاسهم النهائي إلا الكذب والفبركة والتزوير لعلهم ينقذون بذلك ما لا يمكن إنقاذه من سمعة سيئة وفقدان للشعبية لدى الرأي العام التونسي حتى أخذ منهم اليأس مأخذه وأصبحوا مستعدين للتحالف حتى مع إبليس من أجل تحقيق أهدافهم

أفليس من سخرية الأقدار ومن تناقضات الزمن أن تتحول كلمة الجهاد ومشتقاتها اللغوية عند البعض إلى مصطلح يقض مضجعهم ويؤرقهم ويصيبهم بمغص الأمعاء فيتصارخون بصوت واحد بإتجاه أطراف خارجية معروفة ينادونها بالتدخل لإنقاذ تونس من خطر الإرهاب فهل نسي هؤولاء الذين يعرفون أنفسهم والذكرى ليست ببعيدة أن زعيمهم الحبيب بورقيبة الذي علمهم هذه الأساليب الماكرة كانوا يطلقون عليه لقب المجاهد الأكبر طيلة ثلاثة عقود من الزمن قبل أن يلقى مصيره على أيدي الجنرال بن علي أم أن المصطلحات والمفاهيم حكرا على عصابات الحق العام التي حكمت البلاد طيلة ستة عقود من الزمن

بالإضافة لذلك فقد سجل تاريخ الزمن الثوري التونسي أن محترفي الحملات التشويهية للشخصيات الوطنية من وراء لوحات المفاتيح الألكترونية قد توقفوا فجأة و بدون سابق إنذار عن مهاجمة وزير العدل الحالي نور الدين البحيري وذلك بمجرد سماعهم بخبر إقتراح السيد العيادي لتعويضه في هذا المنصب السيادي مما يكشف درجة الخوف والذعر من هذه الشخصية السياسية التي ما فتئت تنادي بمحاسبة مجرمي النظام السابق بما في ذلك بقايا التجمع المنحل الذين دخلوا المعترك السياسي من جديد تحت عباءة لباس تنكري جديد إسمه حركة نداء تونس وكأن ما حدث في تونس منذ عامين حفلة تنكرية وليست ثورة حقيقية


إن التونسيين يعلمون جيدا أن الهجمة المنظمة ضد عبد الرؤوف العيادي التي طبعت بالسخرية والاستهزاء إبتدأت حين رفع قضية عدلية لرفع اللثام عن حيثيات إغتيال الزعيم الفلسطيني أبو جهاد ثم تمادت حين تمسك بفرض بند ضد التطبيع في الدستور وأشتدت هذه الحملة حين إنحاز لمجالس حماية الثورة في تصريح ناري بالمجلس التأسيسي ثم تواصلت الهجمة منذ يومين بفبركة هذا المقطع المرئي ولا نظن أن هذه الحملة سوف تتوقف حتى يثوب الأستاذ إلى رشده ويعلن توبته السياسية علنيا ويعلن تبنيه لمصطلح التسامح بدون قيد أو شرط والتسامح الذي يقصدون ليس ذلك الذي نعرفه بمفهومنا التونسي الأصيل بل بمفهومه الدخيل الذي يساوي بين الضحية والجلاد الذي يعتبر أن التجمعيين شركاء في الثورة وأن كيان إسرائيل الغاصب دولة شقيقة وصديقة .


وفي الختام لا بد من التذكير أن جيوشا من الموظفين المأجورين يتدخلون في الفضاء الإفتراضي التونسي من الخارج ليبثون الاشاعات المدروسة والصور المفبركة والفيديوهات المقتطعة من سياقها ويقودون الحملات الهوجاء ضد هذا الشخص أو ذاك بغية التأثير على الرأي العام التونسي وتوجيه إهتمامه وإستنفاذ جهده في مسائل وهمية أو ثانوية وذلك لخدمة أجندات خارجية لا علاقة لها بمصلحة الوطن ومازلت أذكر حين تساءل أحدهم ببراءة وسذاجة : لماذا نحن كثيرون في الفيسبوك وقليلون في الشارع وهو لا يعرف الإجابة التي تقول أنه بين الفيسبوك التونسي وساحات تونس وأزقتها هناك مسافة طويلة يلزمها رحلة طيران جوية تقدر بثلاثة ساعات ونيف حتى يمكن لها أن تصل لمطار تونس قرطاج و قولي هذا لا يفهمه إلا العقلاء من بني قومي .

كاتب من تونس


Comments


17 de 17 commentaires pour l'article 59315

Mamou  (Tunisia)  |Jeudi 24 Janvier 2013 à 23:03           
Tout ce qui est excessif est insignifiant.
le général de gaulle

Taiebmaaroufi  (Tunisia)  |Dimanche 20 Janvier 2013 à 13:01 | Par           
غريب أمركم يا قراء الفاسبوك خاصة و متتبعي الإعلام عامة. أنسينم سريعا أيام 17 ديسمبر 2010 إلى 18 جانفي 2011. أنسيتم بسرعة مطالب الشعب في القصبة 1 و2 و3. صحيح أن الشباب لو عرف الحالة التي كان عليها الحكم في تونس قي السنوات الأخيرة من حكم المجاهد الأكبر و الرئيس مدى الحياة (لغة الإعلام الأبدية) و ما كانت القناة الأولى للتلفزة التونسية تبثه على مدى اليوم من مشاهد ر مقرفة لبورقيبة و بنت أخته سعيدة ساسي في المسبح كأهم خبر في شريط الساعة الثامنة مساء و كان مؤيدي الحزب الإشتراكي الدستوري الذي أصبح التجمع في عهد المخلوع يصفقون لهذا التمشي منهم من كان مأجورا أو متمتعا بوضعه غير الشرعي و منهم من كان مقتنعا بما جاء في الإعلام
لو عرفتم آلاف المليارات التونسية التي هربت إلى الخارج من طرف آل المخلوع و آل زوجته و من والاهم من عديد رجال الأعمال الذين لم يعرفوا يوما دفع مليم واحد للأداءات و الديوانة كبقية صغار التجار ا
لو عرفتم قيمة الأموال الطائلة إن وضفت في التنمية لما وجدت صحافة اليوم ما تقوله عن الفقر و التخلف بعد أن كانت تمجد مزايا الأنضمة السابقة.
بالله عليكم ألا يصح طلب الأستاذ عبد الرؤوف العيادي بتسجيل وجوب الجهاد لمقاومة هذا الفساد حتى يصفه من ما زال يحن إلى عهد العبودية بالمعتوه أحيانا و فبركة فيديوات لا يضهروا فيها إلا كلمة جهاد كي يرمونه باتهامات سلفي جهادي دون أن يعرفوا هؤلاء بائعي ذممهم أن عبد الرؤوف العيادي و مؤيدوه عن قناعة ما عاشوه أنهم لم و لن يتركوا من أجرم في حق الشعب التونسي ينعم بالراحة و بالعيش الكريم بما كسبه بطرق غير شرعية أو بما اقترفه من جرائم ضد الأبرياء

AntiRCD  (Tunisia)  |Dimanche 20 Janvier 2013 à 11:50           
لو قمنا بتنضيف البلاد من الدساترة و التجموعيين منذ 14 جانفي 2011 لما وصلنا
إلى هذا الحد من التطاول على الثورة
و لكن الثورة هناك من يحميها
كانوا منذ الأيام الأولى للثورة ضد دستور جديد
لأنهم و ببساطة ضد التغيير الجذعي و الشامل
و لكن ستخيب آمالهم
عاش الإسلام
عاشت تونس
عاشت الثورة

Almansur  (Germany)  |Dimanche 20 Janvier 2013 à 09:43           
والله فهمناك جيدا يا سيد عادل و شكرا على المقال الرائع

TheMirror  (Tunisia)  |Dimanche 20 Janvier 2013 à 08:53           
Le jihad est pour ayadi, ce qu’est la révolution pour guevara

dans un monde de plus en plus matérialiste, où le business est roi, nous avons besoin d’hommes courageux et intègres, capables de montrer le droit chemin au peuple et l’encadrer dans sa lutte contre l’exploitation et la dictature.
ernesto che guevara était de ceux-là. il avait ses convictions, on peut ne pas les partager toutes mais on ne peut que respecter le révolutionnaire qu’il était. il a payé de sa vie son éternelle révolution. son nom est d’ores et déjà définitivement inscrit dans les annales de l’histoire.
abderraouf ayadi appartient à la même catégorie d’individus. il a le courage de dire tout haut ce qu’il pense, sans calcul politico-politique.
le che, ce jeune étudiant en médecine, s’est révolté contre les inégalités socioéconomiques de l’époque. il a compris que la révolution est l’unique moyen pour abolir ces inégalités.
ayadi a lui aussi compris que la corruption, qui ruine son pays depuis 60 ans, ne peut être abolie que par le jihad.
ayadi s’est toujours distingué des autres responsables politiques : tandis que les dirigeants du joumhouri, d’al massar, du front populaire et de nida tounes passent leur temps à chicaner sur des futilités, à polémiquer sur des détails et à remuer des poubelles, abderraouf ayadi quant à lui, s’attaque à l’essentiel, aux vrais problèmes qui torturent le tunisien et qui rendent infernal son quotidien.

Freesoul  (Oman)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 20:22           
عبد الرؤف العيادي سيدهم و يا جبل ما يهزك ريح ...و صحيح اذا تونس قلت فيها الذكورة و الرجال يمكن القول ان اصحاب المواقف مثل السيد العيادي لم يعد لهم و جود في تونس اصلا....

Langdevip  (France)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 19:46           
La politique c. l’œuvre de satan et les sataniques
il faut mieux laisser la religion loin de tout ça

la religion c. dieu , la politique c. l'homme

Makramm  (France)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 19:22           
الوصف الأنسب للعيادي هو "معتوه" و بالعامية الأنسب له هو"مهلوس"

Tunisia  (France)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 19:05           
نا نحب مواقف الرجولية الشجاعة و أحب من يغير على وطنه و دينه و شعبه ، ومن هذا المنطلق نعلن رسميا أننا سنساند هذا الرجل الشريف الشجاع و سندعمه بكل قوة وسنواجه كل حملة صهيونية و تجمعية و شلائكية لتشويهه0

Abder50  (Tunisia)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 18:36           
السيد العيادي محترم وصادق وباستطاعته تمثيل أحرار البلاد والدّفاع على جميع مستحقّات الثورة والثّوار واصل يا عيادي وأصدق في القول وأخلص في العمل

Toonssii  (Tunisia)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 16:21           

تواطئ تونس 7 مع فرنسا جعلها أمس تجعل خبر الجيوش الفرنسية في مالي أول خبر لأنباء الثامنة وهي تهلل بدخول فرنسا إلى مالي وضربها تحضيرا لدخولها إلى تونس فيما بعد تحت غطاء محاربة الإرهاب

ومعلوم أن عديد الأحداث المفتعلة تنسب إلى السلفيين و الإسلاميين (على غرار حادثة بوسعيد) تحضيرا للناس من أجل تقبل أي قرار لمحاربة الإرهاب حتى و إن كان مقترنا بدخول قوات أجنبية إلى تونس


Toonssii  (Tunisia)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 15:19           

فرنسا الإستعمارية تستعمل عملائها لتبرير الدخول و ضرب مالي و تحضير الأجواء للدخول فيما بعد إلى تونس تحت غطاء محاربة الإرهاب و تونس 7 التي يسيطر عليها المجموعة الفرنكفونية متواطئة معها فقد جعلت أمس أخبار الجيش الفرنسي أول خبر لها



ThePower  (Germany)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 14:28 | Par           
فرنسا هي رأس الداء وهي تحارب في مالي من أجل مصلحتها المتمثلة في الأورانيوم والذهب والغاز وغيره من الموارد وهي تريد سبق أمريكا إلى الموقع وإستعمار البلدان المسلمة والتنكيل بهم وبشعوبهم مرة أخرى.
والدور آتي على الجزائر وتونس. والخطة واضحة تسليح هؤلاء المعتوهين المجاهدين من السوق السوداء وبعدها مقاتلتهم وبحجة الإرهاب الدخول إلى أراضينا وحمايتنا يا شعب تونس الحرب الحقيقية هي من أجل فلسطين والصهائنة لا من أجل قتل بعضنا بعض بسلاح الغرب الكافر.

Kairouan  (Qatar)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 13:52           
العيادي سياسي محنك وجريئ فهم متطلبات المرحلة السياسية وتطلعات الشعب التونسي فتكلم لغة الغالبية من الشعب مما جلب له الكثير من الإحترام والشعبية وقد يكون هو وحزبه مفاجأة الإنتخابات القادمة بعدما فقد الكثير من التونسيين الثقة في السياسيين عموما من معارضة بائسة التي تريد حرق البالد وتركيعها للوصول إلى الحكم وكذلك ضعف وتردد حكومة النهضة في تحقيق أهداف الثورة من محاسبة الفساد وتطهير أجهزة الأمن والقضاء التي نخرها الفساد وما نتج عن ذلك من عودة
التجمعيين الى الساحة السياسية وضهورهم الدائم في وسائل اعلام العار والخيانة

Elmejri  (Switzerland)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 13:18           
***الإرهاب يترصد البلاد والأحزاب تتلاعب بمصالح العباد***

Free_Mind  (Tunisia)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 12:45           
Wow!
quelle neutralité!
dés la 1ere phrase! lol
au moins, donnez l'info de façon neutre et après analysez comme vous voulez

Karimyousef  (France)  |Samedi 19 Janvier 2013 à 12:39           
Certains militants des droits de l'homme gardent des grandes sequelles traumatiques suite a la sauvagerie de la police de ben ali.
ayadi est de cette categorie.l'homme est mefiant,distant .il a besoin de certitude tres fortes pour etre securisé sur le plan psychique.
c'est un homme de conviction qui doit apprendre a composer avec un environement qui ne partage pas souvent ses idées.malheuresement c'est ça la politique.c'est retomber sur terre.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female