رغم العراقيل : سليم الرياحي يُعيد الهيبة لفريق الشعب

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
إن تغيير العقليات و القطع مع الموروث السلبي القديم هو من أصعب الأمور التي يواجهها من يتبنّى هذا الخيار , المنظومة القديمة لها من يتمعّش منها بل و يستفيد من الأزمات المتتالية لذلك يرفضون كل تغيير حقيقي و لو كان في مصلحة النادي التي تبدو في آخر اهتماماتهم .لقد عاش النادي الإفريقي في السنوات الأخيرة و خصوصا في السنة الماضية أوضاعا مأساوية على المستوى الإداري و الفني , و لاحظ جميع المتابعين للشأن الرياضي الوطني فقدان بريق ذلك الفريق العريق بتاريخه الحافل و ألقابه
الملحمية الخالدة خاصة في السبعينات و بداية التسعينات , لقد فقد الفريق هيبته بسبب كثرة المشاكل التي تنخر جسد النادي وهي أساسا صراعات داخلية بين مجموعات نفوذ تتعامل مع الفريق بمنطق الغنيمة و تتظاهر أمام الجمهور بحب النادي و غيرها من الإسطوانات المشروخة التي ألفها محبّي فريق الشعب حتّى أصبحت سمجة بدون طعم و لا رائحة.
إن تغيير العقليات و القطع مع الموروث السلبي القديم هو من أصعب الأمور التي يواجهها من يتبنّى هذا الخيار , المنظومة القديمة لها من يتمعّش منها بل و يستفيد من الأزمات المتتالية لذلك يرفضون كل تغيير حقيقي و لو كان في مصلحة النادي التي تبدو في آخر اهتماماتهم .لقد عاش النادي الإفريقي في السنوات الأخيرة و خصوصا في السنة الماضية أوضاعا مأساوية على المستوى الإداري و الفني , و لاحظ جميع المتابعين للشأن الرياضي الوطني فقدان بريق ذلك الفريق العريق بتاريخه الحافل و ألقابه

للنادي الإفريقي شعبية كبيرة داخل تونس و خارجها و أسماء عديدة لو بقيت خارج أسوار النادي لما سمع بها أحد لذلك ففضل هذا الفريق العريق كبير جدا على الكثيرين. لكن بعض هؤلاء بقوا ينظرون إليه كمقسم متوارث و يرفضون من يريد التحليق بفريق الشعب و تحقيق تطلّعات جماهيره الغفيرة التي أصبحت مثلا في تعلقها بناديها و حضورها القياسي. في ظلّ ظروف صعبة و قاسية تمرّ بها البلاد – و هي ظرفية – ترشح سليم الرياحي لرئاسة النادي الإفريقي و انحازت له كل الجماهير فقد وجدت في شخصه الرجل القادر على تخليص الفريق من مشاكله المزمنة المالية و الإدارية باعتبار ثقله المادي و صغر سنّه و عشقه للفريق , و قد تعهّد بأن يعيد الفريق إلى حجمه الطبيعي و يستعيد أمجاده فكانت الإنتدابات المدوّية و الصفقات التي أسعدت الجماهير و صارت كل الفرق الكبرى تخشى دخول الإفريقي على الخط في أي انتداب { و هل كان ذلك متاحا في السابق } فقد قال سليم الرياحي في الجلسة العامة خلال شهر جوان 2012 بأن مصلحة النادي الإفريقي فوق كل اعتبار و مكانه الطبيعي هو المرتبة الأولى . رغم البداية الصعبة فقد استطاع الفريق تحقيق نتائج باهرة فكبرت أحلام جماهيره العريضة في الفترة الأخير و هي تمنّي نفسها بانتدابات جديدة من الطراز الرفيع بل حلّقت أحلام الجمهور عاليا وهو يتابع رئيس فريقه يصرّح لإحدى القنوات التلفزية برغبته في شراء و استثمار ملعب رادس أو ملعب المنزة . لقد أعاد سليم الرياحي الهيبة لفريق النادي الإفريقي و الثقة و الأمل لمحبيه في ناد كان منذ وقت قصير يتخبّط في الأزمات و يعجز عن سداد أجور لاعبيه و مدربيه و كانت القضايا تلاحقه و عدول التنفيذ يزورون حديقة منير القبايلي بصورة دائمة.
مشكلة النادي الإفريقي في الماضي في أبنائه , هذا ما استخلصه سليم الرياحي و ما تدركه الجماهير الوفية للفريق , فقد تحصل مشاكل كبرى في فرق أخرى لا يسمع بها أحد أما حادثة بسيطة و عادية كاستقالة مسؤول أو فسخ عقد لاعب فتصبح حديث وسائل الإعلام , النادي الإفريقي يبيع الجرائد هكذا قال المرحوم الشريف باللامين. لكن جنازة مهيبة و ضخمة كالتي حصلت يوم السبت الفارط للمرحوم لسعد الورتاني القائد السابق للنادي لا تغطيها نشرة الأخبار في التلفزة الوطنية و تغطي في المقابل معرضا لجمعية الطيور, تلك هي القناة البنفسجية كما وصفها سليم الرياحي فقد غضب كل الرياضيين من عدم بث شريط الأخبار لجنازة توقفت عندها العاصمة بسبب السيل البشري المتدفق من كل الشوارع.
كلمة أخيرة لجمهور نادينا العزيز , النادي الإفريقي يعيش اليوم أزهى أيامه وهو بين أيدي أمينة و يسير وفق برنامج واضح و مسطر و لا تلتفتوا لمن يريد تسميم الأجواء و بث الفرقة و المشاكل . لقد كان من أولويات الهيئة الجديدة بناء فريق مهاب لتحقيق الإنتصارات و بعد فترة سيلاحظ الجميع ثورة في البنية التحتية للنادي الإفريقي ليكون فريق الشعب في الصدارة كما يريده أحباؤه.
كاتب و محلل سياسي
Comments
17 de 17 commentaires pour l'article 58796