هل ستظل تونس عصيّةً على القاعدة ؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/8/alqaeda.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم محمد دبارة

أعلن وزير الداخلية التونسي ''علي العريض'' ، في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا،أن قوات الأمن قد اعتقلت ثمانية أشخاص ينتمون إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كانوا ينوون ، رفقة آخرين لم يحدد عددهم ، تنفيذ أعمال تخريبية في تونس إلى جانب تركيز معسكر على الحدود تابع للقاعدة و تكوين مجموعة إرهابية أطلقت على نفسها إسم كتيبة عقبة بن نافع معظم أفرادها تونسيون ويشرف على تدريبهم ثلاثة جزائريين لهم علاقة مع أمير القاعدة في المغرب الإسلامي عبد المصعب عبد الودود كما جاء على لسانه.

ويأتي هذا الإعلان بعد أيام قليلة من البيان التي أصدرته وزارة الداخلية في تونس والتي أفادت فيه أن الأجهزة الأمنية لديها قد قامت بالكشف عن شبكة إرهابية تهدف لتجنيد عناصر متطرفة وإرسالها للانضمام إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي . والذي جاء متزامنا مع تسارع الأحداث في بعض النقاط الحدودية الغربية التونسية-الجزائرية وما رافقها من تسريبات عن وجود اشتباكات بين بعض العناصر المسلحة مجهولة الهوية و بين فرق خاصة من الجيش و الحرس التونسيين و التي أسفرت عن سقوط قتيل على الأقل هو الوكيل أنيس الجلاصي من فرقة حرس الحدود بمحافظة القصرين وسط غرب تونس.




ولم تكن هذه المواجهات هي الأولى بين القوات الامنية وعناصر مسلحة محسوبة على تيارات متطرفة فقد سبقتها مواجهات أخرى قبل نحو عام في منطقة بئر علي بن خليفة من محافظة صفاقس و قبلها بمنطقة الروحية من محافظة سليانة ،والتي كانت أغلب التأويلات و التحليلات بشأنها تفيد أن ورائها تيارات دينية متشددة تتبنى ما أصبح يعرف ب السلفية الجهادية والتي هي امتداد ،غير معلن صراحة ، لفكر تنظيم القاعدة .

لذلك وجب التساؤل هل من وجود فعلي لتنظيم القاعدة في تونس ؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون إلا محاولات اختراق معزولة وستظل تونس عصيّة على التنظيم ؟..

لعل في البيان الأخير لوزارة الداخلية في تونس والتي أشارت فيه ، للمرة الأولى و بصريح العبارة ، إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إضافة إلى ما جاء على لسان وزير الداخلية ما يقيم الدليل أن هذه التحليلات لم تجانب الصواب بل إن وزير الداخلية قد ذهب أبعد من ذلك عندما أشار بصريح العبارة أن بعض المعتقلين في الأحداث الأخيرة قد شوهدوا في تظاهرات واحتجاجات و مخيمات دعوية نظمها أنصار الشريعة الفصيل الجهادي الأكثر تشددا في تونس قبل أن ينفي وجود دليل عن احتمال أن تكون هنالك علاقة بين انصار الشريعة و القاعدة والمجموعة التي هي بصدد التشكل.

وإزاء هذه التطورات ومع نذر تصاعد حدة المواجهات مستقبلا خاصة في ظل الانفلات الأمني الكبير الذي تعرفه تونس منذ اندلاع الثورة و في غياب سيطرتها المطلقة على حدودها الشرقية والغربية يرى البعض أن بوادر المعركة بين امتداد تنظيم القاعدة وذراعه في المغرب العربي وبين السلطات التونسية قد بدأت تلوح في الأفق بعد هدنة استمرت سنتين بعد سقوط نظام بن علي .و ما يؤشر لقرب هذه المواجهة هو حجم الضغوطات المسلطة على الحكومة التونسية ،التي يعتبر حزب النهضة الإسلامي أكبر مكوناتها، وهي ضغوطات تأتي أساسا من الغرب و تحديدا من الولايات المتحدة العدو اللدود لتنظيم القاعدة ، و كذلك من الجارة الغربية الجزائر التي تشترك معها في الحدود و التي تعتبر الموطن الأصلي للجماعات الإسلامية المسلحة والتي وضعت حكومتها خطة استراتيجية لتضييق الخناق على القاعدة .علاوة على ضغوط الداخل التي تتهم الحكومة بالتسامح مع بعض التيارات المتشددة والتي يعتقد البعض أنها لا تعدو أن تكون إلا خلايا نائمة ستستيقظ يوما ما حين يحين الموعد لذلك.

هذه الضغوطات التي أشرنا إليها ربما قد تضطر الحكومة إلى هي بالفعل في موقف حساس خاصة بعد أن أحرجتها هذه التيارات السلفية المتبنية للفكر الجهادي أكثر من مرة ، والاعتداء على مقر السفارة الأمريكية في تونس أواسط شهر سبتمبر/أيلول الماضي مثلا مازالت آثاره لم تمحى بعد ،خاصة أن الشعارات التي رفعت في تلك المسيرة التي سبقت الاعتداء كانت كلها تشير إلى فكر القاعدة والدعوة إلى الجهاد و دحر أعداء الأمة من يهود و صليبيين و التغني بزعيم التنظيم أسامة بن لادن من خلال شعارات من قبيل أوباما..أوباما..كلنا أسامة في إشارة إلى الرئيس الأمريكي الذي أمر بتصفية زعيم القاعدة في مايو 2011. هذه الضغوطات على الحكومة التونسية قد تضطرها إلى إعادة النظر في سياستها وتغيير خطتها على الأرض بهدف إحتواء أية مساع لإقامة دولة إسلامية بقوة السلاح أو فرض الشريعة الإسلامية ، وهما يعتبران الهدف الأساسي لتنظيم القاعدة ليس في تونس فحسب بل في كل مكان في العالم ،لكن ربما ما يميز تونس هو موقعها الإستراتيجي كهمزة وصل بين الشرق و الغرب إضافة إلى أنها ظلت إلى زمن قريب عصية على محاولات التسلل ناهيك عن إقامة المعسكرات وتكوين خلايا بها.

فحتى اليوم ،يمكن القول أن وجود القاعدة كتنظيم قائم في تونس هو قول مبالغ فيه وحتى إمكانية وجود معسكرات او مخيمات لتدريب عناصر من التنظيم أو عناصر حركية موالية هي إمكانية تقارب نسبتها الصفر. لكن هذا لا يعني أن تونس بقيت بمنأى عن تطلعات القاعدة بل إن هناك عديد المؤشرات على أن هنالك على الاقل وجودا فكريا وعقائديا للتنظيم و انتشارا للفكر الجهادي في صفوف الشباب المتحمس وحتى بعض المحاولات للتموقع و الإختراق والتي باءت إلى حد الآن بالفشل وهذه المؤشرات يمكن تلخيصها في النقاط التالية :

-أولا :عودة العديد من المقاتلين الذين قاتلوا في صفوف تنظيم القاعدة في أفغانستان سواء في الحرب الأمريكية ضد التنظيم وضد حركة طالبان أو قبلها في حرب السوفييت. إلى تونس وهي عودة كانت إما طوعية أو قسرية نتيجة ترحيلهم إلى بلدهم الأصلي بعد القبض عليهم في دول مختلفة بتهمة الإرهاب لعل أشهرهم سيف الله بن حسين المكنى بأبي عياض الرجل الأول في تنظيم أنصار الشريعة والذي ذكر اسمه في أحداث الحادي عشر من سبتمبر و الذي أعلن صراحة أنه يحمل فكر القاعدة رغم أنه لم ينتم إليها تنظيميا. إضافة إلى القيادي الثاني سليم القنطري المكنى بأبي أيوب التونسي . وغيرهما كثير مثل طارق المعروفي العائد من بلجيكا والمتهم لدوره في استصدار جوازات سفر للمجموعة التي اغتالت أحمد شاه مسعود في أفغانستان يومين قبل هجمات 11 سبتمبر. إلخ

-ثانيا : خروج العديد من الشباب السلفي من السجون إثر قيام الثورة التونسية و تفعيل العفو التشريعي العام و منهم من سعى إلى حمل السلاح ضد الدولة التونسية و محاولة استهداف مقار أمنية و بعثات دبلوماسية و إقامة معسكرات بهدف تغيير هيئة الدولة وعرفوا تحت اسم تنظيم جند أسد إبن الفرات أو ما يعرف في تونس بمجموعة سليمان التي ألقي القبض عليها أواخر 2006 بعد مواجهات مسلحة مع السلطات .

-ثالثا : العودة المرتقبة للعديد من المجاهدين التونسيين الذين تحولوا إلى سوريا مع إندلاع الثورة هنالك و انضمامهم إلى الجيش السوري الحر الذي يخوض معارك شرسة مع النظام، و التي أعلنت الأمم المتحدة مؤخرا أن نسبتهم تصل إلى 40 بالمائة من إجمالي عدد المقاتلين في سوريا و هو رقم كبير جدا خاصة إذا علمنا أن غالبيتهم من الشباب حديث العهد بالجهاد و المتحمس بفتاوى الشيوخ وقصص البطولات في افغانستان و العراق .

-رابعا : بعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا و ما أصبح يسود الوضع هناك من فوضى للسلاح و سيطرة للميليشيات على عديد المناطق ، سهل اختراقها من قبل تنظيم القاعدة و ذراعه في المغرب العربي و الذي رأى في تونس طريقا سريعة لإرسال السلاح إلى الجزائر المعقل التقليدي للجماعات الإسلامية المسلحة ، و قد أحبطت قوات الأمن التونسية عديد العمليات وصادرت شاحنات كانت محملة بأسلحة كلاشينكوف وقنابل وذخيرة كانت في طريقها سواء إلى الجزائر أو للتخزين في تونس انتظارا لحين وقت استخدامها .

كل هذه المؤشرات تدل أن القاعدة غير بعيدة عن تونس ،لكن السؤال الذي يطرح بإلحاح هو هل أن تونس هي التي نجحت في إبقاء القاعدة خارج حدودها رغم الأوضاع الأمنية و السياسية المتردية ليس في الداخل فحسب بل في كل المنطقة ، أم أن القاعدة هي التي اختارت أن لا تدخل تونس في المرحلة الراهنة وانتظار الوقت المناسب لذلك حتى لا تتشتت جهودها بين ليبيا و الجزائر وشمال مالي. هذا السؤال سيبقى معلقا مدة من الزمن قد تطول وقد تقصر حسب المتغيرات السياسية و الأمنية .


Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 58508

Free_Mind  (Tunisia)  |Mercredi 2 Janvier 2013 à 12:33           
Quand l'opposition parlait de ces danger, on répondait: "fazaaaaa".
voila le resultat!

Norchane  (Tunisia)  |Mercredi 2 Janvier 2013 à 10:17           
Meskina tounis

al kayda et les islamistes; secte d'ignorant frustres qui veulent prendre revanche de ce monde qui les depasse et qu'il n'arrive pas a assimiler

il profite de la democratie et des droits de l'homme pour s'infiltrer encore plus, profitant toujours de la faiblesse d'un etat et de la mediocrite du peuple en question

que dieu preserve la tunisie de ce cancer

Elmejri  (Switzerland)  |Lundi 31 Decembre 2012 à 22:05           
تونس عصية على القاعدة ...مالنا والقاعدة...ناس مجانين لا دين ولا ملة لهم ...جهلاء ومنافقين خاسرين الدنيا والآخرة ...مصطكين بالدارجة ...للجحيم وبأس المصيرbonne année pour ma belle tunisie

Kairouan  (Qatar)  |Lundi 31 Decembre 2012 à 19:23           
كاتب المقال محمد نبارة أسم على مسمي إن من يقرء بين السطور يجد أن هذا المقال كله تنبير ضد السلفيين ؟ إن الحكومة لا تزال تحارب عدوا إفتراضيا وتهرب من مواجهة العدو الميداني الحقيقي الذي أحرق المقرات الأمنية والمعتمديات واغلق الطرقات والمصانع ومناجم الفسفاط وكبد الاقتصاد خسائر بالمليارات والقي قنابل المولوتوف على الناس من مقر حكومي إن وسائل الإعلام واحزاب المعارضة تقود هذه الحكومة وبالذات النهضة إلى حتفها من خلال شحنها ضد الأطراف المتقاربة معها
فكريا وذلك لعزلها سياسيا ثم الإجهاض عليها

Almansur  (Germany)  |Lundi 31 Decembre 2012 à 17:51           
تونس عصية على القاعدة و ستظل عصيةعلى القاعدة, و سنتصدى للقاعدة في تونس. و إن كانوا يبحثون على الجهاد بالسلاح في ديارنا فد كفاهم الله ذلك عندما أطاح بالطواغيت و لكن جهاد الكلمة الطيبة , و هناك من لا يدري مالفاتحة و لا يعرف الشهادتين و لا يعرف من هو الرسول محمد --ص-- كما رأينا في بعض البرامج و الأخبار فحيا على الجهاد يا أهل القاعدة ويا أهل السلف و يا طالبي الشريعة هيا للجهاد في سبيل الله بالكلمة و الموعظة الحسنة, هيا على الجهاد نعلم الناس القرآن
و نعلم الناس السنة , هيا على الجهاد في سبل الله لقوله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ و لقول رسول الله --ص-- أحب عباد الله إلى الله أنفعهم لعباده و ليس " أذبحهم" و كما قال --ص-- لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من الدنيا و ما فيها و لم يقل لأن يذبح بك الله رجلا.... فهيا و لا تستكينوا و لا تتعللوا و سوف نقف لكم بالمرصاد إن أردتم إفساد بلادنا بسلاحكم الأمريكي و
الله المستعان

MSHben1  (Tunisia)  |Lundi 31 Decembre 2012 à 14:44           
القاعدة لم تنجح في فترة الدكتاتورية في تونس فما بالكم بها في عهد الحرية . المواطن التونسي اليوم حر في رؤياه و توجهاته السياسية و الدينية و هو في اصله اسلامي اب عن جد حتى و ان اصبح اسلامه هشا و لا عمق روحي فيه بل لنقل انه اسلام بالاسم فقط و انما بالواقع فالمواطنين التونسيين في معظمهم كذابون و سراقا و نهابون و مجرمين و حراقي انفسهم و ناكري نعمة ربهم و كسالى لا يفعلون شيئا ليكتسبوا العمل و لا يبحثون عنه و انما يريدون للعمل ان يأتيهم مشيا او جريا
وهذا التصرف الاخرق انما هو من ضلمات الجهل و من جراء ارتدادهم الاخلاقي و الديني عن اسلافهم الميامين الذين كانوا جلهم تقريبا اولياء الله الصالحين . فبتقمصهم الشر و الفقر و الكسل و التموت و التعاسة مع الكذب و النهب و الاجرام و التدني الاخلاقي و احراق النفس و ازهاقها مع عدم الشكر لله و عدم الرضا وعدم القناعة بالخير جعلهم الله كعصف مأكول يشقون فلا يلقون و الشقاء هنا هو قطع الطرقات و القيام بالاحتجاجات الزائدة عن الحد و عن المنطق و عن المعقول و
الانفلاتات في ظرب و مضروب و ايقاف المعامل ليلا و نهارا صيفا و شتاءا و نتيجة كل هذا نكالا و راء نكال ذلك جزاء المتقاعسين و الكسالى و الجهال . فلعودة الدر الى معدنه و جب اصلاح روحي اخلاقي على مدى سنين طوال حتى نكون صالحين فتدب الحياة بالصلاح و الفلاح .

انا خبير الاستراتيجيين و تقني التقنيين
انا العقلي و العلمي و العملي mshben1 .

Nonobstant  (Tunisia)  |Lundi 31 Decembre 2012 à 11:53 | Par           
Erratum
الحاضنة الاجتماعية

Nonobstant  (Tunisia)  |Lundi 31 Decembre 2012 à 11:48 | Par           
يبدو ان هناك جهل شديد ممن يتقدمون لتحليل هذه الظاهرة فهم ينزعون مفهوما اساسيا لفهم الظاهرة و هو الحاظنة الاجتماعية هل يمكن للقاعدة ان تنجح في بلد ما دون حاظنة إجتماعية؟

SOS12  (Tunisia)  |Lundi 31 Decembre 2012 à 10:58           
الاعــــلام عــــصي عــلى الـــشعب التونســـي من القــــاعـــدة

لانه تصرف كطرف سياسي منحاز وقبل بكراهية الشعب له

لانه لم يقبل بدولة مدنية ذات هوية ع ا

اما فكر القاعدة سيزول برجوع الاسلام المدنــي

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 31 Decembre 2012 à 10:57           
الانسان مبرمج منذ انطلاقه في غزوة البويضة لمواجهة أعتى المخاطر وهو معزز بكل الفنيات الدفاعية للافلات من كل المخاطر وهي مخاطر تتكرر حال خروجه الى كوكب الأرض ويبدأ بالاعتماد عن نفسه من خلال جهاز المناعة بأولى الدورات التدريبية وأي اخفاق فلن يكون له مكان على كوكب الأبطال للتنافس الى حين تصفيرة النهاية .والقاعدة هي احدى تلك المخاطر المتواصلة التي على الجميع التفنن في الافلات من مخاطرها بتحصين الدفاعات دون الالتجاء لسفك الدماء وانما بتخويف الذئب
ليبتعد عن مناطقنا ...


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female