هذا ما قلته قبل الثورة عن منظومة التكوين المهني

استأثر قطاع التكوين المهني خلال العشريتين المنقضيتين بعناية فائقة و رصدة له موارد مالية ضخمة ليواكب التطورات التقنية و يساهم في إعداد الكفاءات اللازمة للصناعة الوطنية، و سأتطرق في مداخلتي إلي بعض النّقاط الهامة التي تتطلّب المزيد من العناية و الاهتمام من قبل الساهرين علي هذه المنظومة حتى تتحقّق الجودة المنشودة.

التكوين بالتداول : لا يمكن أن ننكر الجانب الإيجابي للتّكوين بالتّداول في جعل المتربّص يحتكّ مباشرة بفضاء العمل و الإنتاج، و لكن يتطلّب هذا النمط من التّكوين مؤسّسات منظّمة و ذات مصداقية عالية لتحرص علي حضور المتربّصين و لتنخرط بجديّة في تأطيرهم و تكوينهم، فبعض المؤسسات تعتبر المتربّص بمثابة العامل تكلّفه بأعمال لا علاقة لها ببرامج التكوين، و يلاحظ ضعف في التنسيق بين مراكز التكوين المهني و المؤسّسات و عدم إلمام المؤطّرين المهنيّين بمحتويات
البرامج ممّا لا يضمن إتمام متابعة تكوين المتربصين علي أحسن وجه.

أمّا عن مركز تكوين المكوّنين و هندسة التكوين برادس فقد كان له دور كبير في تكوين المكوّنين في الجوانب التقنية التطبيقية وإعداد الوثائق البيداغوجية و الإشراف علي الامتحانات أما الآن فعمل المركز يقتصر علي الجوانب البيداغوجية فقط.

و في ما يخص المحتويات البيداغوجية، و من أجل الارتقاء بجودة التكوين يجب تفعيل دور هذا المركز ليتمكّن من إعداد المحتويات البيداغوجية وخاصة كتاب المتربّص "les guides d’apprentissages "، و للأمانة لا يمكن لمركز رادس القيام بهذا العمل العظيم بمفرده فعليه الاستعانة بمكوني الوكالة التونسية للتكوين المهني و لما لا تشريك إطارات المركز الوطني البيداغوجي التابع لوزارة التربية فلهم خبرة طويلة و إمكانات كبيرة في هذا المجال.

و في ذات السياق إن للمكونين دور كبير في منظومة التكوين المهني، و لتحقيق الجودة و توفير تكوين نوعي يجب أن تتوفر لهم الوسائل البيداغوجية اللازمة و الظروف الملائمة حيث يلاحظ وجود عدد كبير من المكوّنين والإداريين العرضيين يعملون بكامل الوقت و لعدّة سنوات "بعضهم يعمل قرابة العشر سنوات" و لم تسوّى وضعيّاتهم إلى اليوم.

فهل للوزارة من خطّة و برامج لتسوية وضعيّاتهم حتى يتمّ لهم الاستقرار المهني وتشملهم التغطية الاجتماعية و يتمكّنوا من المشاركة في دورات الرّسكلة التي تنظّمها الوكالة للرفع من كفاءتهم المهنيّة ليقدّموا تكوينا جّيدا لأبنائنا من المتربصين.

توفيق بن رمضان (مكوّن)