تونس الحُلم : ذكرى 18 أكتوبر 2005

بقلم الأستاذ أبولبابة سالم
كثيرون يجهلون هذا اليوم التاريخي قبل الثورة , إنّه اليوم الذي هزّ عرش بن علي و أزعجه , إنّه إضراب الجوع الشهير الذي نفّذه أحرار تونس عندما كان النضال له ثمنه من إقصاء و سجن و تعذيب و هرسلة بوليسية. في لحظة فارقة و في توقيت أربك النظام الذي كان يستعد لقمة مجتمع المعلومات كان إضراب الجوع للمطالبة بالحريات في بلد اختنقت فيه نسائم الحرية و تحوّل إلى سجن كبير . لقد اجتمع المناضلون من تيارات سياسية و حقوقية في تلك الوقفة النضالية الرائعة , أحمد نجيب الشابي , حمة الهمامي , سمير ديلو, عبد الستار بن موسى , المختار اليحياوي , عبد الرؤوف العيادي , لطفي حجي و الجيلاني الهمامي . هذه الكتلة التاريخية جمعتها سنوات الجمر و النضال ضد الدكتاتورية و فرّقها بناء تونس الجديدة الديمقراطية .
كثيرون يجهلون هذا اليوم التاريخي قبل الثورة , إنّه اليوم الذي هزّ عرش بن علي و أزعجه , إنّه إضراب الجوع الشهير الذي نفّذه أحرار تونس عندما كان النضال له ثمنه من إقصاء و سجن و تعذيب و هرسلة بوليسية. في لحظة فارقة و في توقيت أربك النظام الذي كان يستعد لقمة مجتمع المعلومات كان إضراب الجوع للمطالبة بالحريات في بلد اختنقت فيه نسائم الحرية و تحوّل إلى سجن كبير . لقد اجتمع المناضلون من تيارات سياسية و حقوقية في تلك الوقفة النضالية الرائعة , أحمد نجيب الشابي , حمة الهمامي , سمير ديلو, عبد الستار بن موسى , المختار اليحياوي , عبد الرؤوف العيادي , لطفي حجي و الجيلاني الهمامي . هذه الكتلة التاريخية جمعتها سنوات الجمر و النضال ضد الدكتاتورية و فرّقها بناء تونس الجديدة الديمقراطية .

كثيرون يحتلون المنابر التلفزية هذه الأيام و يدّعون الثورية و النضال وهم أبعد ما يكونوا عن هذا , إن ساحات النضال تعرف أصحابها و فرسانها . لو كان للبعض من الإنتهازيين و الثوريين الجدد اليوم بقية حياء لتواروا بعد رؤية هذه الصورة التاريخية . أن يلتقي الإسلامي و الشيوعي و الليبرالي و الحقوقي حول وثيقة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات بكل مضامينها{ من أبرزها: علاقة الدين بالدولة/ حقوق المرأة / مدنية الدولة} بعد حوار شاق و طويل في ظل حصار بوليسي خانق فذلك يؤكّد رغبة الفاعلين السياسيين في تلك الأيام القاسية لإحياء الأمل و بناء تونس الحلم , تونس التي تتّسع للجميع و تتعايش فيها مختلف الإتجاهات السياسية في نظام ديمقراطي يرعى الحقوق و الحريات . نقترب هذه الأيام من الذكرى السنوية السابعة من هذه الوثيقة التاريخية و هذا الموعد الرمزي و بلادنا تعيش احتقانا سياسيا و اجتماعيا و صراعا إيديولوجيا حادا و مزايدات و مشاحنات تصل حدّ التصادم و تبادل العنف مع اقتراب يوم 23 أكتوبر . إن العودة لمضامين 18 أكتوبر و الإعلان عن خارطة طريق واضحة و نهائية في ذكرى إضراب الجوع الشهير يمكن أن يجدد الثقة في الطبقة السياسية الحالية من حكومة و معارضة . إن التفكير في المصلحة العليا لتونس يفرض مصالحة تاريخية و نسيان مخلّفات الإشتباكات السياسية في العامين الأخيرين , لاشك أن بعض الموتورين و الإنتهازيين و الثوريين الجدد و أصحاب الزوايا المظلمة لا يتمنّون حصول اختراق حقيقي في الأزمة السياسية و لا صعود الدخان الأبيض لكننا مازلنا نأمل في حكمة و وطنية رفاق النضال لإعلان صفحة جديدة و تأكيد أن شعبنا و تونس على وجه الخصوص جديرة بحياة سياسية متطوّرة تتعايش فيها الأفكار و تمارس فيها الحرية و يقصى منها العنف و يرتقي الفرقاء السياسيون إلى مستوى المسؤولية التاريخية فبلادنا لا تتحمل المزيد من التوتّرات و حالة الفوضى التي يسعى إليها البعض بل مازال البعض سجينا لغرائزه السياسية و الإيديولوجية التي دفنها الزمن بعد إفلاسها.

و للتاريخ فإن الحزب الديمقراطي التقدمي هو من قام برعاية تلك النقاشات التي ضمّت حساسيات متعدّدة فكانت وثيقة 18 أكتوبر .نرجو أن يكونوا في مستوى المسؤولية التاريخية ليزول القلق عن التونسيين و أن يكون يوم 18 أكتوبر 2012 برمزيته تاريخا ملهما للطبقة السياسية . لقد أخطات الحكومة كما أخطأت المعارضة و حان وقت المصارحة و المصالحة لأجل تونس بعيدا عن الحسابات و منطق الغالب و المغلوب فالمنتصر الوحيد يجب أن يكون تونس , أليس كذلك ؟؟
كاتب و محلل سياسي
Comments
17 de 17 commentaires pour l'article 55537