عن ثوراتنا التي حولها الإسلاميون إلى كوابيس

<img src=http://www.babnet.net/images/7/kaled_chouket_1.jpg width=100 align=left border=0>



د.خالد شوكات*



مع الاعتذار سلفا إلى أصدقائي السوريين إن ثبطت بعض الشيء من عزائمهم







لطالما قاسى الليبراليون العرب من تلكم التهم الجزاف التي كانت تلقى في وجوهم، سواء من قبل الأنظمة المستبدة السابقة، التي ارتدعت من سقوط صدام حسين، فبادرت لنعت كل من طالبها بالإصلاح و التغيير الديمقراطي بأنه عميل للأمريكان، و أنه يريد العودة إلى بلاده و ارتقاء سدة الحكم من على ظهر دبابات العدو، أو القوى الرجعية التي يسهل عليها التخلص من خصم فكري و سياسي قوي عندما تصله بالعمالة الأيديولوجية للغرب.

إلا أن ثورات الربيع العربي كشفت الحقائق عارية، فالأمريكيون و من ورائهم الحلفاء الغربيون، لم يكن رهانهم يوما على التيارات الليبرالية الحداثية، إنما بدا جليا أن الرهان الأساسي منصب على التيارات الإسلامية في تحقيق الأجندات الامبريالية، لسبب قوي و بسيط في آن، أن هذا الرهان وحده القادر على إسقاط ثلاثة عصافير بحجر واحد، أولها استغلال شعبية هذا التيار في إسقاط أنظمة انتهت مدة صلاحيتها و ضمان قدر واسع من التأييد الشعبي له، و ثانيها إفراغ الورقة الإسلامية من محتواها بتعميمها بعد أن عرفت قيمتها في بعض البلدان التي جربتها، و ثالثها ضمان بقاء هذه الأمة مهزوزة الثقة في نفسها عديمة القدرة على تحقيق استقلالية قرارها و استقلالها الحضاري.
و تقوم شواهد كثيرة في بلدان الربيع العربي، حيث وصل الإسلاميون إلى السلطة، على أن هؤلاء – أي الإسلاميين- قد جاءوا إلى الحكم مذعنين تماما للإدارة الأمريكية و الغربية، و أنهم بصموا و سيبصمون بالعشرة على العمل من أجل إبقاء دولهم ضمن السياقات الدولية المرسومة غربيا. بدا ذلك واضحا في موافقة الرئيس المصري على الاستمرار في العمل باتفاقية السلام و السماح بتدفق الغاز المصري بثمن بخس في اتجاه إسرائيل، و بدا ذلك أيضا في اتجاهات و اتفاقيات الحكومة التونسية السائرة في فلك القرارات و التوجيهات الأمريكية و الفرنسية أكثر من أي وقت مضى.
و بالمحصلة فإن مجمل المؤشرات يدل على أن الدول العربية ستنتهي إلى دول أكثر فشلا خلال السنوات القادمة، فسياسيا سيراوغ الإسلاميون بطرق شتى للبقاء في الحكم أطول فترة ممكنة، و ستكون الأنظمة السياسية الخاضعة لهم أضعف بالضرورة في مواجهة القوى الخارجية، و أما من جهة الأمن القومي العربي، فستنتهي دول وطنية عربية إلى الانقسام، و ستتجه دول أخرى إلى الحرب الأهلية، و ستغرق ثالثة في بحر من الأزمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، و سيكون العرب بشكل عام أضعف أداء تجاه القضية الفلسطينية و سائر القضايا الإقليمية و الدولية.
لقد كانت رؤية القوى الوطنية العربية التقدمية و التحررية إلى قضية مقاومة الاستبداد، و إن اشتركت مع الغرب في منظومة القيم الإنسانية من قبيل الحرية و الديمقراطية و العقلانية و العلمية و العلمانية، على أنها يجب أن تفضي في النهاية إلى إسقاط الأنظمة المستبدة و زوال الاستثناء العربي، و إقامة أنظمة ديمقراطية تقدمية تجمع بين تحقيق مبدأ السيادة الشعبية و ربح رهان العصر و تحدياته المطروحة، أما الاستعاضة عن الاستبداد السابق باستبداد ديني رجعي ألعن، فذلك ما لم يكن في الحسبان و ما لايتفق مع المصلحة، أكانت وطنية قطرية أم قومية عربية.
و قد عمل الإسلاميون طويلا على الترويج لهذا الرابط المزعوم بين الأفكار الليبرالية التحررية و مسألة الولاء للغرب أو معاداة الإسلام، في حين تبدو الحقيقة غير ذلك تماما، فقد كان أبناء العصر الليبرالي العربي أو النهضة العربية من أمثال سعد زغلول في مصر أو الحبيب بورقيبة في تونس أو علال الفاسي في المغرب، هم أنفسهم أباء الحركة الوطنية التي قادت أقطارهم للاستقلال عن الاستعمار الغربي، و هم أنفسهم أصحاب المشاريع التنويرية و التجديدية التي تطلعت إلى تقديم الإسلام كما هي حقيقته رحمة للعالمين، لا تجارة بائرة لتحقيق أهداف سياسية ضيقة غالبا ما ستنتهي بالدين الحنيف إلى كارثة، أو وسيلة لبث الفرقة و صناعة الموت.
إن الناظر في مسارات الثورات العربية سيلاحظ أنها في طريقها إلى بناء دورة تاريخية جديدة من الديكتاتوريات الناشئة ، و إلى مزيد من تسليم مقدرات العالم العربي و أمنه القومي إلى القوى الاستعمارية، و إلى خلق المزيد من الدول الفاشلة الممزقة، و إلى إغراق المجال العربي في الحروب الداخلية و الفتن و الأزمات المتعددة، فالثورات العربية في ظل حكم الإسلاميين في طريقها إلى تحويل الأحلام الوردية إلى كوابيس مرعبة، و بدل مقاومة استبداد استمد شرعيته من الأرض سنكون في مواجهة استبداد أقسى و أعنف يزعم أهله بأنهم يحكموننا بإرادة السماء.
* كاتب و ناشط سياسي تونسي


Comments


23 de 23 commentaires pour l'article 52486

Modaoui  (Tunisia)  |Mardi 31 Juillet 2012 à 01:55           
Primo il faut se rappeler que l'auteur est l'ancien sg du parti elwtani elhorr qui a injecter des sommes d'argent faramineuses pour aboutir à un échec cuisant aux élections du 23/10/11
donc il veut se voiler la face en nous faisant comprendre que les islamistes ne sont parvenue au pouvoir qu'avec l'aides des occidentaux ce qui est totalement faut; les élections étaient transparentes et personne ne venir maintenant remettre en cause le choix du peuple.
secondo m. chawket en mauvais perdant (au lieu de chercher les vrais causes de la pertes des libéraux s'ils existent) il se focalise sur des faux problèmes ce qui le conduit à une masturbation intellectuelle plutôt qu'à une analyse scientifique de la situation.

Touti  (Tunisia)  |Lundi 30 Juillet 2012 à 22:46 | Par           
@tunisien_libre:صحيح كل ماقلته ياتحفون ولذلك نهضة وترويكا بان بالكاشف انهم لايت ..الانتخابات القادمة لازم تحرير وسلفيين حثالات الحجامة لازمتهم خرطة باهية بالصابون..اش قولك موافقني كيما اني موافقك هههعه

Sliti  (Tunisia)  |Lundi 30 Juillet 2012 à 18:15           
Les larmes de crocodilles,ils n'ont osé ouvrir leurs s avant la révolution et maintenant ils veulent devenir des heros mais en réalité ils sont des zéros

Vieux960  (France)  |Lundi 30 Juillet 2012 à 15:35           
@tunisien_libre
bravo bien dit
hozni wa alami kabiran !!! a la tounes


Tunisien_libre  (France)  |Lundi 30 Juillet 2012 à 15:00           
وعدوا الشّعب بــ 400000 وظيفة فإذا بالبطالة ترتفع بنسبة 40 % !!!
• وعدوا الشّعب بالعيش الكريم فإذا بالأسعار ترتفع إلى مستويات قياسية!!!
• وعدوا الشّعب بتوديع الحرمان فإذا بهم يقطعون عليه الماء و الكهرباء في
عز ّ الصيف !!!
... • وعدوا الشّعب بمحاربة الفساد فإذا بهم أفسد من المخلوع و حاشيته !!!
• تعوعدوا الشّعب بمحاسبة أزلام المخلوع فإذا بهم يمنحونهم أعلى المناصب

JAWHAR  (France)  |Lundi 30 Juillet 2012 à 14:30           
@nahdhaouiste
l'article est dur à avaler pour vous car l'auteur a mis le doit là où ça fait mal
en fait, parfois la vérité fait mal !!
béji caied sebbssii fait toujours mal !!

Toonsi  (Tunisia)  |Lundi 30 Juillet 2012 à 12:19           
هذا الصحفي يريد ان يقول لنا بأن الإنتخابات لم تكن نزيهة و شفافة و بأنه لا يجب ان يفوز الإسلاميون و نسي ان هناك حزبين يشاركان في الحكومة و اذا كان اللبراليون هم من فازوا في الإنتخابات لعصو أمركا و إسرائيل؟ و نحن نعرف جيدا ان المنضمات الحقوقية و الإحزاب اللبرالية تلبي مخططات الغرب عبر نشر الفتنة و التمويلات المشبوهة و محاربة الدين بكل الأساليب هذا الصحفي يريد إقناعنا بأن كل الإسلاميون لا يصلحوا لأي شيء و أنا أقول له دع الدين جانبا و عند نقدك أنقد
الأشخاص فأنت أصبحت تفرق حسب الدين و العرق هذا تمييز و فتنة و لا يليق بصحفي مثلك

Marouen2150  (France)  |Lundi 30 Juillet 2012 à 12:10           
Les incultes pensent qu'en disant un mot à propos de ces pratiques, on est entrain de défendre les alcooliques ou bien on est anti religieux ou quoi !!
après tout, j'attends pas grand chose d'une troupe guidée et commandé par un vendeur de "robafikia" (avec tout mon respect au métier) qui n'a aucun niveau culturel et intellectuel.
ces gens ne connaîssent même pas l'histoire de cette nation..
après, on entend ces ignards (et à leur tête rchouda radhia allahou ânh) alarmer les gens contre la situation de leur identité.
labes âliha ken khtitoha intouma wel wahabiya

Zorris  (Netherlands)  |Lundi 30 Juillet 2012 à 10:32           
......*****************

SOS12  (Tunisia)  |Lundi 30 Juillet 2012 à 09:55           
Compromis

après être séparé de hechmi hamdi.

après avoir perdu le poste de s.g. de l'upl.

considéré dépassé et maumiphié nahdha n'a pas accepté son recrutement, il est en train de vomir.

qu'il se soigne §

Touti  (Tunisia)  |Lundi 30 Juillet 2012 à 01:36 | Par           
ياسبحان الله ياسبحان الله ياسبحان الله ..اتذكر جيدا هذا الشوكات في برنامج سياسي علي الوطنية في حديث حواري في قضية دسترة الشريعة وكان وقتها تحت امرت بكسر الألف سليم الرياحي ومتحدث للتيار الوطني الحر (حزب توا لمن لايعرفه) وكان حاضرا في الحوار ممثل النهضة الصحبي عتيق وسمير بالطيب عن القطب وكمستقل العميد الصادق بلعيد ..الرجل دافع عن ضرورة تطبيق الشريعة دفاعا حتي ظننت ان المفاجأة كانت عظيمة علي وجوه بلعيد وسمير بالطيب وهما اللذان كانا يعتقدان ان سهامهم يجب ان توجه لممثل النهضة وبلغة اكثر وضوح لازم نبركو عليه ..غريب امر هولاء الاشخاص اللذين يعتقدون انهم نخبة في تونس ينامون علي كلام ويصبحون علي كلام غيره بل نقيضه ..سيد شوكات مع انك جريح انتخابي بعريضة المشبوه الهاشمي الحامدي وفاشل سياسي في أحضان سليم الرياحي أووكد لك انك زنديق راي ومنفصم الشخصية بعباءة المحلل والكاتب الناشط السياسي

Goldabdo  (Tunisia)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 23:38           
من تحمل مسؤوليات حزبية في العريضة ثم الوطني الحر لا يمكن أبدا أن تكون مقالاته محايدة. واصل عملك السياسي و أترك النقد و التحليل للمستقلين و الصحافيين الحقيقيين.

Touti  (Tunisia)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 23:36           
الصورة تعبر عن لوك غنائي او فنان سينمائي

Touti  (Tunisia)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 23:34           
تخمينات جريح انتخابي وفاشل سياسي

Saber  (Canada)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 22:33           
الحقيقة المرّة التي يرفضها المتأسلمين

Zekri  (France)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 22:30           
Guallouchi et les barbus yehsbou tounes blèd bouhom.
intégrisme = massacre heureusement 11 millions des tunisiens non nahdaoui.
un coup pas deux ,et le changement pour bientôt
restez vigilants, il faut éradiquer l’intégrisme c.
l’obscurité.
sahra taiba

Mohammed  (United States)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 22:19           
مقال سطحي جدا لا يثبت أية جديد أو حقائق مدعومة...اتهامات بالية تعكس محدودية فهم الكاتب للعلاقات الدولية وأسس بناء الدولة.

Bingo  (Tunisia)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 21:44           
Win traw fihom les islamistes ?

ce sont les milices du rcd

Zekri  (France)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 21:32           
Excellant article encore bravo si khaled dieu avec vous et un grand merci.
bon ramadan et chahia taiba si khaled

Elghazali  (France)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 21:12           
Bravo babnet pour cet article.
les islamistes ont transformé le printemps arabe en un hiver pourri.
la nakba est une dictature religieuse aux ordres des américains .

TOUNSI2050  (Saudi Arabia)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 20:50           
من المفترض أنّ من يضع أمام اسمه حرف الدّال : د. لا يكون تحليله سطحيّا الى هذه الدرجة

MSHben1  (Tunisia)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 20:41           
انت تنخر في حلاب مقعور يا سي خالد شوكات .الغرب في كل الحالات يعمل على المحافطة على العرب ليس حبا في العرب لا اسلاميين و لا ليبيراليين و كفاك هزان و نفضان .انت لا تعرف شيئا عن الاستراتيجيا و هؤلاء و اقصد الغرب الاروبي او الامريكي عندهم خطا استراتيجيا و ليس مثلك لا دليل لك و لا تعرف راسك من رجليك . خطهم الاستراتيجي المحافظة على اسواقهم في السلاح و في كل الصناعات كالسيارات و الطائرات و السفن و ادوات المستشفيات و ادوات الجامعات و المحافضة على
الاستثمار في الدول العربية لزهادة الاجر الادنى الصناعي فيلمون الارباح لما . و لدلك هم ان كان الحاكم ليبيراليا بنوا معه هذه العلاقة و ان كان اسلامي ايضا بنوا معه هذه العلاقة . فاصلح تحليلاتك الخاطئة و البائسة و التي تنم عن غباء متقع و لا تتكلم بعد هذا الا ان تستعمل عقلك . انت لا تستعمل العقل و لذلك كتاباتك غير ذي فائدة .

انا مستعمل العقل بدون حدود
انا ذكي الاذكياء و خبير الاستراتيجيين
انا منضر الاسلاميين نهضة و سلفيين
انا mshben1 .

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 29 Juillet 2012 à 20:34           
تلقى المشعل في محاربة الاسلاميين من المخلوع والحل الصومالي لن تقبله تونس نريد حلا يابانيا تعتز فيه كل التيارات بالموروث الديني والثقافي وهو ما دفع بغير الاسلاميين لاحداث الفارق في ليبيا ومن المؤسف أن أدمغة مثقفينا مغلقة وتردد اسطوانة قديمة .ويبدو أن حوار الصم بين الاسلاميين وأعدائهم بعيدة عن الحسم ...


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female