المنظومة الإجرامية في تونس

<img src=http://www.babnet.net/images/5/bandit.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم كريم السليتي*



الحلقة الإجرامية في تونس، هي عبارة عن مجموعة الأشخاص و الأفعال التي تخلق مسارا، يُوّلد منظومة إجرامية شبه منظمة. تبدأ الحلقة الإجرامية بأنشطة غير مخالفة للقانون لكنها قريبة من أوساط الجريمة وبعيدة كل البعد عن الأخلاقيات والضوابط الاجتماعية و الأخلاقية و الدينية. و ذلك على غرار بيع الخمر سواء بالجملة أو في الحانات أو النزل. بعض هؤلاء التجار يسعون لمزيد من الكسب وذلك بتشجيع أو تركيز نقاط بيع غير مرخص لها قريبة من المستهلك في الأحياء و القرى وهم ما يعرفون ببائعي الخمر خلسة والذين يشهدون انتشار كبيرا في جل المدن التونسية. مروجو الخمر خلسة عادة ما يتواطؤون مع مسؤولين رسميين لحماية أنشطتهم، و بعضهم يشتغل كمخبر ، أو يقدمون هدايا ثمينة لأولي الحل و الربط كشكل من أشكال الحماية.




بعضهم لا يكتفي ببيع الخمر بل يتاجر أيضا في المخدرات. هذه الفئة بحكم قربها الجغرافي (في الحارات) من الشباب يشجعونهم على الإدمان بتقديم تسهيلات في الدفع و ما شابه. ومن ثمّ يتم تجنيد هؤلاء الشباب في عصابات السرقة والسطو النشل و البركاجات و غيرها وذلك قصد الحصول على الأموال الكافية لسداد الديون المستحقة أو لاقتناء الجعة والخمور و مخدر الزطلة .

ينتج عن نشاط الشباب المجند أيضا إحداث للهرج، و جرائم قتل و عنف و في بعض الأحيان حوادث مرور نتيجة استهلاك الخمور أو المخدرات. كما ينتج عن أنشطة السطو و السرقة، تعمـــيم الخوف و الهلع لدى المواطنين و الإحساس بانعدام الأمن والطمأنينة.

ومن خلال تحليل الحلقة الإجرامية نلاحظ أنها تبدأ بنشاط قانوني غير أخلاقي و تنتهي بالجريمة و انخرام أمن المواطن و تعكير صفو النظام العام. و لا يمكن في الحقيقة القضاء على جرائم العنف و السرقة والنشل و القتل إلا بقطع حلقات هذه المنظومة المترابطة. و لذلك فإن تحقيق الأمن في تونس اليوم رهين نجاح الدولة في إيجاد حلول عملية لضرب منظومة الجريمة والتصدي للعدو الحقيقي للمجتمع التونسي الذي يهدد الأمن الفعلي للمواطنين و يتسبب يوميا في الكوارث و الفواجع والمصائب للتونسيين في مختلف جهات الجمهورية.

من السهل جدا خلق عدو افتراضي وتضخيمه، ومن ثمة محاولة القضاء عليه (كما يريد البعض أن يوحي بذلك بالنسبة للسلفيين والمتدينين بصفة عامة)، لكن هذا لا يحل المشكل، لأن الجريمة لن تتراجع بل ستكثر أكثر فأكثر- وهذا ما حدث في السنوات الأخيرة لنظام بن علي. و ذلك بحكم أن كثيرا من الشباب سيفسر ذلك على أساس أن الدولة تحارب التدين و تشجع الانحراف، وهذا عامل نفسي واجتماعي محفز للدخول في عالم الجريمة.

من يهدد أطفالنا أمام المدارس هو سائق مخمور أو شاب مستهلك لمخدر وليس السلفي الذي يرتدي قميص و يطيل لحيته. بل في كثير من المواقف رأينا كيف أن الشباب المتدين ينقذ شيخا أو عجوزا أو طفلا صغيرا من حادث مرور أو عمليات سطو وغيرها. من يثير الهرج و المرج في الطرقات العامة هم الشباب المنحرف الذي لا يوقر لا كبيرا و لا صغيرا و لا حتى رجال الأمن. من يقول الكلام البذي و يسب الجلالة دون احترام أحد ليسوا السلفيين بل المنحرفين. من يسرق و يسطو ويثير الهلع في المواطنين هم رواد عالم الجريمة و ليس السلفيون. لذلك من الحكمة أن لا ننساق وراء تهويل وسائل الإعلام و أصحاب القلوب المريضة أو العقول الساذجة. علينا جميعا أن نعي من هو عدونا .الحقيقي لنحاربه ونوجه جميع سهامنا نحوه للقضاء عليه

عدو تونس الأول هو الفساد و الجريمة و ليس التدين، وسعي كثير من الأطراف سواء التجمعية و بعض الأطراف الأمنية (راجع بيانات نقابات الأمن الأخيرة) إلى إشعال الفتنة بين المتدينين و المجتمع، ويهدف إلى عودة تونس إلى المربع الأول حيث تتوقف محاربة الفساد والرشوة و الإجرام و يركز المجهود الأمني فقط على ما يسمى مكافحة الإرهاب وهو في الحقيقة مكافحة الإسلام و مظاهر التدين.

اليوم نحن في تونس، أمام مفترق طرق، إما أن نختار الحلول السهلة وهي محاربة جزء من شعبنا (السلفيين) في إطار مكافحة الإرهاب، ونترك جميع المشاكل الحقيقية للبلاد من فساد مالي و إداري و أخلاقي و انتشار للجريمة و بطالة و غلاء للمعيشة و تفاوت في نسق التنمية و بين الطبقات الاجتماعية. و إمّا أن نعي العدو الحقيقي الذي يهدد أمن المواطنين و البلد وهي عصابات الجريمة التي تبدأ من مروجي الخمور المرخص لهم و تنتهي بعصابات السرقة و السطو مرورا بمروجي الخمور خلسة والمخدرات و الشباب المدمن (وهي حلقة مترابطة ومتشابكة).

كما يتعين على كل تونسي مسلم مخلص لدينه ووطنه، أن يسعى إلى تأطير الشباب التائب حديثا وبعض الشباب ذوي السوابق العدلية. و تبين الحق لهم من الباطل، و كيفية التصرف السليم. و ليكن رد المتدينين على حملات التشويه والتهويل بتقديم العون و المساعدة للمسلمين و أقلها التبسم في وجوهم. يجب أن تعكس تصرفاتهم أخلاق الرسول الكريم. و يتعين أن يكون كل حامل لملامح السنة ، سفيرا الإسلام في عائلته وحارته و حيه و في عمله.

أما بالنسبة، للدولة فهي مطالبة بمحاربة الجريمة و العصابات، و تحقيق الأمن الفعلي للمواطن لا خلق فزاعة جديدة. أما بالنسبة لأعوان الأمن فنعلم أن فيهم رجالا صادقين من أبناء الشعب يريدون محاربة الجريمة لا محاربة الإسلام.

كاتب و محلل سياسي*






Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 50234

Truth  (Tunisia)  |Mardi 5 Juin 2012 à 19:50           
Les grosses têtes de l'ugtt et les grosses têtes de l'utica sont la vrais mafia les autres petites affaires c'est du banal et sa existe partout dans le monde....

   (Anonymous Proxy)  |Mardi 5 Juin 2012 à 16:26           
ملا تحليل لووووووول زعمه ثمة غبي يصدق المقال هذا

Banlieunord  (Tunisia)  |Mardi 5 Juin 2012 à 16:23           

merci mr le journaliste....

un bon article très constructif d'un journaliste patriotique qui cherche a reformer et non a détruire et propager le chaos

a rappeler que notre grand-père essebsi , qui prétend la réforme dans ce pays figure parmi les 1ers participants à la propagation des actes criminels.... c'est un marchand d'alcool , son point de vente est très célèbre à la soukra....
y en a de touts les goûts et de toutes les couleurs........!!!!!!!!!!!!


David  (Tunisia)  |Mardi 5 Juin 2012 à 15:25           
بارك الله في عملك

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 5 Juin 2012 à 13:07           
هل المقال خلاصة لدراسة اجتماعية علمية افرزت ان المنظومة الاجرامية تبدأ من بائعي الكحول المرخص لهم .يعني منبع النيل الاجرامي هو الباجي قايد السبسي ..لا أتفق مع كاتب المقال .

   (France)  |Mardi 5 Juin 2012 à 11:25           
الحكومة مطالبة بتطبيق القانون لا بفرض مبادي وأخلاق قد يختلف الناس في مفهومها .وأنظر لمن إستولى على تجارة المخدرات في إيران وأفغانستان

   (Tunisia)  |Mardi 5 Juin 2012 à 09:26           
Un grand merci à l'auteur de l'article. vous avez tout à fait raison monsieur karim selliti.

Ibnourochd  (Tunisia)  |Mardi 5 Juin 2012 à 09:17           
C'est de la propagande proislamiste salafiste ,
dans le monde entier les plus gros
producteurs et consommateurs de drogue sont les
intégristes islamistes et les indiens d'amérique centrale .
tout le monde sait qu'ils vendent de la drogue pour se procurer entre autre les armes pour tuer
d'autres musulmans, les exemples ne manquent
pas - remarque : les tunisiens qui vendent du
vin font au moins travailler les vignerons de leur
pays - quant à l'integrisme obscurantiste s'il n'est pas arrêté à temps, il ramènera certainement
la "fitna" dand ce pays comme il le fait un peu partout dans le monde arabe et musulman.

MSHben1  (Tunisia)  |Mardi 5 Juin 2012 à 01:34           
الذين يروجون لتضخيم الخوف من السلفية هم منهم المخادع الكذاب ويفعل ذلك لغاية في نفس يعقوب وهي القضاء على السلفيين و السبب هو كرهه للدين و منهم من هو منفصم في الشخصية فان لاحظ حركة عنيفة هنا او هناك تراه يصاب بهستيريا و حقيقة الحكاية هي حل الصرة تلقى الخيط وهو ينسى ان الوضع بعد الثورة غير مستقر و ان الانفلاتات واردة وان ذلك لن يدوم ايضا . و انما هو نضرا لشخصيته المهلهلة تراه ينبري في تضخيم الاشياء . وكل هؤلاء هم مرضى نفسانيين و الحقيقة انه لا خوف
لا من السلفيين و لا من غيرهم و تونس قوية برجالها ولو ان كثيرا من شعبها اصابه المرض و الوهن بسبب السنوات العجاف من حكم المخلوع . اقول ان غاية المضخمين لخطر السلفيين هو طمبجة النهضة ضد السلفيين لكن يخيل لهم ذلك في الاحلام انما في الواقع هيهات ثم هيهات فذلك خط احمر . انا عبدكم المتواضع و المثقف الورع و التكنوكرات العلمي و المسلم بالفطرة كنت لهؤلاء بالمرصاد حمايةللاسلام وللوطن فناديت منذ اشهر بتحالف النهضة و السلفيين لطمر مشاريع برامج و مخططات جماعة
0.000 فينقلب السحر على الساحر و سنرى ذلك في الانتخابات القادمة حيث ان جماعة 0.000 سيخرجون هذه المرة بخفي حنين ومقاعدهم الحالية بالتاسيسي و التي هي اقلية ستذهب للدمدوم السبسي و جماعته الدساترة ومن لف لفهم وستضل الاكثرية بلا منازع بين النهضة والسلفيين قسمة الاخوة كما في مصر و بهذا التحالف الاستراتيجي ستتم ازاحة من عرفوا بجماعة 0.000 ازاحة نكراء وذلك هو استحقاقهم الذي عملوا لاجله من خلال تكتيكاتهم الغبية و اللامدروسة مع فقدانهم للبديل المقنع و
البين .ارجوكم لا تقولوا هذا نهضويا او سلفيا و لا تقولوا انه يتكلم بالعاطفة لان هذا هو استقراء الاذكياء و الواقعي لنابغة في قوة البديهة و الذكاء و سترون هذا بام اعينكم حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود . فبالنسبة لي هذا واقع لا محالة و باذن الله و من يراهن على غير هذا فهو معتوه معتوه .

   (Canada)  |Mardi 5 Juin 2012 à 00:36           
Excellent aticle! merci a l auteur et babnet.

cher cheee,
je partage parfaitement ton point de vue et j espere bien qu ils conprennent bien les ejeux et les mapupilations et expoiltaionb mal saines de la pseod-opposoition dont ils font objets.

barvo

   (Tunisia)  |Mardi 5 Juin 2012 à 00:27           
Bien dit monsieur karim et j’espère bien voir d'autre article de ce genre sur un plan plus large que ça, ce que je doute parce que la plus part des médias n'aime pas ce style qui fait éloigner les doigts de condamnation au "salafistes"

Cheee  (Tunisia)  |Mardi 5 Juin 2012 à 00:14           
Bon article.....aux salafistes...svp ne donnez pas une mauvaise image de l islam..vous etes sinceres et patriotes ...ne donnez pas un alibi à la contre révolution pour saboter ....donnez- nous une chance pour vous défendre....

Freddy  (Canada)  |Lundi 4 Juin 2012 à 23:48           
D'accord à 100%!!! j'espère que le gouvernement a un plan en ce sens!

Taiebmaaroufi  (Tunisia)  |Lundi 4 Juin 2012 à 23:01 | Par           
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: و تعاونوا على البر و والتقوى ولا تعاونوا على الإثم و العدوان. الحداثيون يطالبون بالحرية و حقوق الإنسان في كل الأحوال حتى فيما يضر المجتمع و خاصة تقليدهم الأعمى للغرب. لهؤلاء اذكرهم بمثلا الشعبي: جاء يقلد في مشية الحمام ضيع مشيتو . ولا يفوتني أ ن أنوه بقيمة هذا المقال و أشكر كاتبه

Antligen  (France)  |Lundi 4 Juin 2012 à 22:57           
شكر لك أثلجت قلبي بهذا المقال
شكر الله سعيك


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female