مؤتمر الديمقراطي التقدمي: مّية الجريبي تتألق و أحمد ابراهيم يكرّر خطاب الهزيمة

<img src=http://www.babnet.net/images/6/brahemmaya.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ أبولبابة سالم *

شكّل افتتاح المؤتمر الخامس للحزب الديمقراطي التقدمي بداية توحيد بعض القوى الوسطية التي قررت الإندماج في الحزب الوسطي وهي حزب آفاق تونس و الحزب الجمهوري ,و قد شهدت قاعة الكوليزي بالعاصمة حضور لافت لعديد الشخصيات الوطنية و المستقلة و ممثلي الجمعيات و المنظمات الوطنية .شدّت السيدة مية الجريبي الإنتباه بكلمتها الإفتتاحية فكانت كعادتها صارمة , حازمة و صريحة تجاه الحكومة و المعارضة على حد سواء . ذكّرت بالتاريخ النضالي للحزب الديمقراطي التقدمي زمن الدكتاتورية و كيف كانت مقرّات الحزب ملجأ المناضلين و جريدة الموقف صوت المعارضة الوطنية بجميع أطيافها , انتقدت أداء الحكومة و بطئها تجاه الملفات الحارقة التي تواجه البلاد و أكدت مبدأ التمسك بالحرية و العدالة و البناء الديمقراطي و رفض محاولات الهيمنة و الإلتفاف على أهداف الثورة . كما دعت المعارضة إلى استخلاص الدروس من انتخابات 23 أكتوبر و مراجعة الخطاب الموجه إلى عموم الشعب و أن تكون أكثر ديناميكية و تفاعل مع الواقع و تتجاوز خلافاتها فجزء من الفشل تتحمله المعارضة نفسها و أكدت تمسك الحزب بالهوية العربية الإسلامية لتونس.





أمّا كلمة السيد أحمد إبراهيم رئيس المسار الديمقراطي الإجتماعي { بعد تحالف التجديد مع حزب العمل التونسي و مستقلي القطب الحداثي} فقد كانت صادمة بسبب النقد اللاذع للحكومة التي اتهمها بالفشل الكامل بل رفض حتى مشروع المالية التكميلي قبل أن تتم مناقشته في المجلس الوطني التأسيسي واعتبر هذه الحكومة فاقدة للكفاءة بلغة تهكمية قاسية { اعتبرها كمن يقود دون رخصة سياقة } . السيد أحمد ابراهيم كان وزيرا و يدرك جيدا حجم التحديات و لكنه لم يقرّ على الأقل مثل السيدة مية الجريبي بشرعية الحكومة قبل أن يكيل لها الإتهامات لأن ما يميّز كل تدخلات جماعة التجديد هو المعارضة العدمية وعدم قبول نتائج الصندوق الإنتخابي و يرفضون وصول الطرف الإسلامي إلى السلطة رغم أنه لا يمسكها لوحده بل بتحالف مع أحزاب علمانية و حداثية , كنا نتمنّى لو أن السيد أحمد ابراهيم عرّج على أسباب الهزيمة التاريخية التي تمثل فضيحة بالمعنى السياسي للكلمة في انتخابات 23 أكتوبر, فكيف لحزب تأسس سنة 1920 { أي أن عمره يقارب 92 عاما } يتحصل على مقعدين في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بنظام انتخابي مخصوص { أكبر البقايا } , أليس خطاب الإقصاء و التخويف و الفزاعات الوهمية التي لا توجد إلا في أذهان أصحابها هو الذي أوصلهم لهذه النتائج المخجلة, ألم يعاقبهم الشعب على هذا الخطاب البائس . كلمة السيد أحمد ابراهيم فيها رفض مطلق للآخر نفهم منها عداوة كالتي يعبر عنها أغلب قياديي التجديد تجاه حركة النهضة و الإسلاميين عموما و لا علاقة له بالمعارضة التي من مقتضياتها بعد واجب الرقابة على الحكومة هو الإعتراف و التعايش مع المنافسين السياسيين دون اعتبار لمرجعياتهم الفكرية و إلا فإننا ننفي كل إمكانية للتعايش الديمقراطي فالديمقراطية تستوجب القبول بالآخر .إن حركة التجديد و من يدور في فلكها من الجمعيات و خصوصا النساء الديمقراطيات لم يحسموا أمرهم بشكل حاسم في مسألة الهوية العربية الإسلامية للشعب التونسي بل هم من يغذي الصراعات الإيديولوجية و العقائدية التي تستفيد منها حركة النهضة التي تصور خصومها كمعادين لعقيدة الشعب .
لدينا مآخذ عديدة على أداء الحكومة بعد مائة يوم من تسلمها لمهامها مثل البطء في نسق الإصلاحات و الإرتباك في أخذ القرارات و عدم معالجة الملفات العاجلة بالسرعة اللازمة كملف جرحى و شهداء الثورة و غيرها من المآخذات التي لا يتسع المقامات لذكرها الآن.لكن البعض انتقد الحكومة قبل أن تتشكل و تستلم السلطة لأن وجود خصومهم الإيديولوجيين هو المشكلة و ليس أداؤهم .
السيدة مية الجريبي هنّأت الفائزين في الإنتخابات وأقرّت بأن الحكومة شرعية و اختار الحزب الديمقراطي التقدمي المعارضة وهذا هو الحس الديمقراطي الحقيقي و لا ينسى أحد دور الحزب في جمع شتات المناضلين من مختلف الإنتماءات الفكرية زمن الإستبداد و دفاعه عن الإسلاميين في سنوات الجمر في حين كان البعض يزكّي ما يقوم به الدكتاتور بدعوى الحفاظ على مكتسبات الحداثة .
و تجدر الإشارة أن الخط العروبي و الإسلامي المحافظ في الحزب الديمقراطي التقدمي لا يرتاح لأي تمشي توحيدي مع حركة التجديد بسبب توجهات الحركة التي أشرنا إليها سابقا.
قدرة المعارضة الوطنية على تشكيل جبهة قوية في الإنتخابات القادمة قابل للتحقيق متى تركوا جانبا الصراعات على الزعامة و الخلافات الشخصية و ترفّعوا عن المشاحنات الإيديولوجية و الخطاب الإستعلائي و التصقوا بمشاغل الناس في الميدان و ليس في المنابر الإعلامية و القاعات الفخمة , و كانوا جزءا من الحل عبر التدخل في الأزمات و الكوارث الطبيعية لإغاثة الناس و عدم الإقتصار على انتقاد التقصير الحكومي .
إن الديمقراطية لا تترسّخ في بلادنا إلا بوجود الكيانات الكبيرة , و الإختلاف في الرأي لا ينبغي أن يتحول إلى عداوة .
*كاتب و محلل سياسي


Comments


22 de 22 commentaires pour l'article 47975

SOS2012  (Tunisia)  |Mardi 10 Avril 2012 à 12:03           
Les (2)

les deux vont converger à l'abîme .

il reste une année de politique pour les deux.

ils sont enntrain de se suicider politiquement.

la fusion de chacun d'eux sera couronnée par une defaite nouvelle , mais catastophique cette fois.

les deux se heurtent à se rapprocher de sebsi , chacun à sa manière.

leurs hauts parleurs ne comprennent jamais et sont rejetés par les citoyens.

je conseille l'un à revenir au baath et l'autre au parti communiste , sources d'origine.

Ahlem70  (Tunisia)  |Lundi 9 Avril 2012 à 13:31           
Encore 0,000000000 a ahmed brahim

ya si ahmed rabbi itoub alik inchallah

David  (Tunisia)  |Lundi 9 Avril 2012 à 12:58           
احمد ابراهيم هو وشكون معاه عندو زوز كراسي في التاسيسي...يحب يحكم لبلاد...ياخي هي شهوة وايلا شنية؟ناس ما تحشمش ما عندها حتى صدى على الساحة تنقد في حكومة الشعب بالفم والملى عطاها ثيقتو...عاذي الذيمقراطية الي يتشدقو بيها؟انا في بلاصتو ها المسكين نبعد على السياسة...لزمة هي؟الشعب قالك لا...شبيك؟

Vieux960  (France)  |Lundi 9 Avril 2012 à 09:09           
Don annahda c.l’extrême droite !! c. il existé la gauche

Jelel  (Netherlands)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 21:51           
Ce qui est vraiment honteux, c'est copier ce qu 'écrivent les autres.
cela signifie lâcheté, et faiblesse de facultés intellectuelles.

_KiNg_  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 19:58           
@mafhoum
ne pas aimer enahda = gauchiste?
"el jahl msiba"!
il ont reussi a te faire un lavage de cerveau!
@babnet ca devient fatiguant de lire des articles qui vont dans un seul sens

Honteux  (Germany)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 19:39           
السيدان احمد ابرهيم و السيد نجيب الشابي بصراحة هما فاشلان بكل المقاييس . فاشلان بنقدهما الغير متوازن جراء الحقد الدفين في انفسهما و فاشلان لانهما التحقا بحكومة محمد الغنوشي الاخيرة التي ارادت انقاض سفينة المخلوع .
أشاطرك أخي في كلامك و أقول التقدمي و التجديد في مزبلة التاريخ .
لن تفلحوا أبداً إلى قيام عيسى.

Muhammed  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 18:55           
Être un politicien c'est connaitre le terrain dans le quel doit travailler et quelles sont ses contraintes majeurs, mais monsieur ahmed brahim n'a pas encore saisi ces règles de travail et mme meya a bien tiré profil des élections du 23 10 2011 pour emporter les prochaines

Mafhoum  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 18:27           
@_king_
babnet cherche actuellement des journalistes pro gauche, présenter vite votre candidature.

Cactus  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 17:37           
Non seulement ils sont des perdants qui ne savent plus quoi faire, mais la nouveauté c'est qu'ils sont devenus hors la loi. au moins, ennahdah, a choisi de faire une marche à sejoumi et l'avenue 9 avril, pour ne pas entraver la libre circulation des touristes et des simples citoyens et des commerçants. les démocrates choisissent l'avenue habib bourguiba, malgré l'interdiction.

_KiNg_  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 17:35           
@ babnet: tous vos journalistes sont pro-nahda?
c'est un critère de recrutement pour vous? ou est ce que ce sont les ordres de la rédaction?

Hammami  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 15:40           
Etajdid ex pct séquelles du colonialisme français n'a rien à faire en tunisie

Portugal  (Portugal)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 13:43 | par             
ماك تحب تونس و وطنيتك لا شكّ فيها هات اش عندك و عاون البلاد في هذه الفترة
كما لا تزال تفعل tounsia horrA

Tunisia  (France)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 13:23           
شكرا لك يا أستاذ بولبابة دائما متميز في تحليلاتك أما بنسبة إلي الأحزاب الفاشلة كل ما يقولون ويفعلون فهو كعك ما يطير جوع

TheMirror  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 13:15           
Mon casse-croûte si je mens

tous les partis perdants de l’après 23 octobre 2011 s’agitent dans toutes les directions pour former un front, capable de vaincre ennahdha aux prochaines élections.
ces partis se mélangent comme ils peuvent pour s’unir. programmes et idéologies sont mis de côté pour l’instant, car ce qui urge c’est surtout la formation du front anti-ennahdha. les concernés doivent cependant se rappeler qu’avant le 23/10/2011 la situation était la même : tout le monde attaque ennahdha et la qualifie de tous les mots. les modernistes parlaient d’ennadha comme ils parlent de taliban. cela n’a pas convaincu les tunisiens qui ont
voté massivement pour ennahdha, malgré un mode de scrutin spécialement conçu pour réduire l’impact de ce vote massif sur les résultats.
je pense que la situation des perdants, qu’ils soient partis ou indépendants, est encore pire aujourd’hui car la plupart d’entre eux se sont mouillés dans des aventures à haut risque pour le pays. la tunisie a frôlé la catastrophe. elle s’en est sortie grâce à la sagesse, au retenu et au savoir-faire de la troïka.
lorsqu’ahmed ibrahim ironise sur le manque d’expérience des ministres de la troïka, qu’il soit rassuré : il peut continuer à manger tranquillement son casse-croûte offert par le pdp car la tunisie est entre de bonnes mains.

Nadim  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 13:05 | par             
الدساترة هذه المجموعات المجرمة لم تكفيها كل التصرفات الاجرامية التي قامت تريد اليوم العودة بتلاعب لفظي يميز بين من هم جماعة الدساترة و من هم جماعة التجمع و هذا تمييز كما يقال وفق الضرب و ليس وفق الحقيقة يكفي انهم حكموا البلاد بفكر اجرامي غير ان تركهم جعلهم لا يطلبون المغفرة بل يطلبون الشكر و هذا خلف اتاه المتخلف المسمى الهمامي بواسطة المغالطات كل الشعب احتفى ببورقيبة و هي تطلب افصاء و تخوين من يرفض جنون العظمة البورقيبي و دعاية اتباعه الذين صدقوا قول السملالي سبقت الروس و الامريكان اما المغالطة الثانية فتتمثل في القول بأن المطلوب الترحم على بورقيبة مع ان الكاتب المنافق يطلب الدعاية لحزب تحت اسم البورقيبية بفكر ديني بورقيبة من الملائكة و بنعلي من الشياطين من قال هذا? انما هو رجل يريد العودة الى مرحلة إرسال الطلبة الى رجيم معتوق و المحافظة على حاكم يلبسوا فيه في الكوش

Brigate2001  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 12:23 | par             
Si boulbaba merci et pour babnet merci que du bla bla ce article comme d'habitute on insulte l'opposition .

Tounsiahorra  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 12:08           
كالعادة بولبابة سالم يصطاد في الماء العكر
ويريد توتير العلاقة بين القوى الديمقراطية اي تيار الوسط بقيادة الحزب الديمقراطي التقدمي والمسار بقيادة حزب التجديد وذلك خوفا من توحد المسارين وعندها تكون الطامة العظمى بالنسبة للنهضة
لكن الاكيد ان الدساترة والحزب الوسطي والمسار سيجتمعون تحت مبادرة السبسي

Toonsi  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 10:28           
بالنسبة لهذه الأحزاب الوسطية كما يزعمون كانو يريدون فصل الدين عن الدولة اي لا يعترفون بهوية الشعب لن ننسى خطاب نجيب الشابي الذي يريد منع النقاب و دفاعه عن جريدة التونسية لنشرها صورة امرأة عارية و و رفضهم للإختلاف مثل إقصائهم للسلفية الذين هم من افراد الشعب اذا فهم ايضا لهم ازدواجية الخطاب و يريدون استغفالنا اما ان يتعاملوا مع جميع افراد المجتمع بالتساوي و إلا لن يفوزوا في اي انتخبات

CitoyenS  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 10:25           
Pour la première fois, je trouve le commentaire de mr boulba un peu équilibré.
on ne peut que le remercier, pourvu que ça dure.
tout journaliste est libre de choisir et adhérer à un parti politique mais il doit garder sa profession en dehors des altercations politiques et servir ses lecteurs dans la neutralité et la transparence.
je sais que c'est difficile, mais c'est la seule issue pour faire une grande carrière et jouir de la confiance des lecteurs.

Leraisonnable  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 09:55           
Merci ya si boulbaba pour ton" excellent" article wel fahem yefhem . tu as "superbement" analyse la situation de l opposition .on te doit beaucoup pour nous avoir eclaire sur les causes du fiasco de la gauche aux dernieres elections . merci d avoir diabolise cette gauche parcequ elle a critique le travail du gouvernement legitime . encore merci d avoir enumere mais pas totalement les derapages de ce meme gouvernement . et du moment que ces
notifications viennent de vous ; c est acceptable .pourvu que cela ne vienne pas de la gauche ou plutot de l opposition . c est cette forme de democratie que vous voulez nous imposer ? vous pouvez attendre. et puis ca me plait cette nouvelle appellation :analyste politique.

MSHBEN  (Tunisia)  |Dimanche 8 Avril 2012 à 09:48           
السيدان احمد ابرهيم و السيد نجيب الشابي بصراحة هما فاشلان بكل المقاييس . فاشلان بنقدهما الغير متوازن جراء الحقد الدفين في انفسهما و فاشلان لانهما التحقا بحكومة محمد الغنوشي الاخيرة التي ارادت انقاض سفينة المخلوع .و بكل صراحة هما بالنسبة للشعب 2 كوارت محروقة .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female