كبيرهم الذي علمهم السحر

أحيا التونسيون بمختلف أعمارهم وتوجهاتهم السياسية الذكرى الثانية عشرة لرحيل الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية المستقلة, ذكرى خيمت عليها الجوانب البروتوكولية العادية بعد الاحتقان الذي عرفته الساحة السياسة في علاقة بمسيرة الزعيم وانجازاته والتي يلخصها البعض في قضايا التعذيب
والدكتاتورية كعادة من لا يريدون النظر الى نصف الكأس المتبقي.
زيارة رئيس الجمهورية الى ضريح الزعيم والترحم عليه كانت بمثابة رد اعتبار ورسالة شكر الى شخص ارتبط تاريخ تونس باسمه مهما اختلف التونسيون في تقييم مسيرته وانجازاته التي بفضلها تنعم البلاد التونسية بما تعيشه الأن من مكاسب حداثية يوظفها البعض ويتشادق بها عند الحاجة.
لا يختلف التونسيون ولا أحد ينكر أن الزعيم قد ارتكب عديد الأخطاء في علاقة بالحريات العامة وارساء الديمقراطية والتعددية السياسية يطول الوقت لشرح أسبابها, لكنه قدم لتونس ما لم يقدمه أحد ممن استكبرت نفوسهم وأخذتهم العزة بالنفس ليسمحوا لأنفسهم بعدم الترحم عليه واعتباره مجرما في ذكرى وفاته, فحتى مقولة اذكروا موتاكم بخير يبدوا أنهم تناسوها.

زيارة رئيس الجمهورية الى ضريح الزعيم والترحم عليه كانت بمثابة رد اعتبار ورسالة شكر الى شخص ارتبط تاريخ تونس باسمه مهما اختلف التونسيون في تقييم مسيرته وانجازاته التي بفضلها تنعم البلاد التونسية بما تعيشه الأن من مكاسب حداثية يوظفها البعض ويتشادق بها عند الحاجة.
لا يختلف التونسيون ولا أحد ينكر أن الزعيم قد ارتكب عديد الأخطاء في علاقة بالحريات العامة وارساء الديمقراطية والتعددية السياسية يطول الوقت لشرح أسبابها, لكنه قدم لتونس ما لم يقدمه أحد ممن استكبرت نفوسهم وأخذتهم العزة بالنفس ليسمحوا لأنفسهم بعدم الترحم عليه واعتباره مجرما في ذكرى وفاته, فحتى مقولة اذكروا موتاكم بخير يبدوا أنهم تناسوها.
كنا ننتظر أن نتصالح مع تاريخنا وأن نعيد الاعتبار الى كل من ساهم في بناء هذه الأمة بعد ثورة مجيدة أطاحت بديكتاتورية قتلت فينا رموزنا وزورت تاريخنا وتنكرت لعظمائنا, فكانت الحسابات الشخصية والتوظيف السياسي سباقة لتؤثث معالم احياء الشعب التونسي ذكرى مؤسس الدولة المدنية الحديثة حتى أصبح كل من يمتن للزعيم الراحل ينعت بالتجمعي والخائن وأزلام النظام المخلوع.

ففي الوقت الذي ترحم جميع التونسيين على الزعيم الراحل رغم بعض المأخذ على سيرته ونهجه في علاقة بمعارضيه السياسيين, استكبر زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي عن فعل ذلك ومن ورائه حركة النهضة بجميع مناصريها الذين يعتبرون الزعيم مجرما وخائنا وملحدا.
فحتى شباب حركة النهضة الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد ورثوا عن زعيمهم توصيفه وقرائته للفترة البورقيبية وكأنها قرأن منزل وحقيقة لا تقبل النقاش.
فاعتقادي أن الشيخ راشد لم يستطع تجاوز ونسيان ذكريات الماضي رغم أن العفو والتجاوز أقرب للتقوى وهذا من حقه أما أن يورث ذكرياته ويجعلها أحد مبادئ الحركة ليجعل منها ثأرا يتعاقب جيلا بعد جيل فهذا ليس من حقه وهو الداعي الى مصالحة الأمة مع تاريخها, فحتى أخلاقيا أخطأ الغنوشي بأن لا يذكر موتانا بخير.
حلمي الهمامي
Comments
130 de 130 commentaires pour l'article 47971