اقتراح حل لتخفيف الضغط المروري في نابل المكتظة بالسيارات

<img src=http://www.babnet.net/images/6/nabeul.jpg width=100 align=left border=0>


بريد القراء - إعداد عـزوز الخـرّاز - خـبيـر استـشاري - لقد صار لي أكثر من ثلاثين عاما بعيدا عن نابل، مسقط رأسي ومدينة أجدادي منذ هجرتهم من الأندلس في القرن السابع عشر ميلادي واستقرارهم بها. وكلما أزورها أراها في نمو متزايد وسريع في مختلف المجالات. ولكن ألاحظ أيضا من وجهة نظري أن راحة المواطنين فيها تتراجع دائما إلى الوراء من حيث الكثافة العمرانية المرعبة واختناق حركة المرور بالشوارع الرئيسية التي ازدادت ضيقا عما سبق نتيجة لتزايد أعداد السيارات، خاصة في السنوات الأخيرة. واللافت للانتباه أن ازدحام واختناق الشوارع بوسط المدينة ومداخلها الرئيسية، لا يقع في وقت الذروة فقط بل يطال أغلب الأوقات حتى قبل حلول المواسم السياحة التي عادة ما يميزها الاكتظاظ بطوابير السيارات في كل الاتجاهات، علما وأن نابل تعدّ قطبا سياحيا متميزا يتوافد عليها آلاف الزوار على مدار العام وخاصة في فصل الصيف ومواسم العطل والأعياد.

هذا الوضع المروري الرديء له أثر سلبي على راحة المواطن والسائق على حد سواء، ويستدعي إعادة النظر في كيفية التقليل من مشاكل الازدحام الخانق الذي تعانيه نابل المكتظة بالسيارات، وتخفيف التلوث والضغط الحاصلين عليها من زيادة حركة السير فيها والفوضى المرورية الكبيرة التي تتبعها وتتسبب في حالة من السخط والتذمّر والاستياء لدى السكان والتجار والزوار. ويساهم في هذا الوضع المتأزم الانتهاك الواضح والصريح للقانون والمتمثل في وقوف السيارات على حافة الرصيف في أماكن ممنوعة واحدة قرب أخرى بسبب انعدام وجود مواقف خاصة بها، وكذلك احتلال الأرصفة بكاملها من قبل المقاهي والمشارب وأصحاب المحلات والباعة ليعرضوا عليها بضاعتهم المختلفة، حتى أن المارة من الناس العاديين الأصحاء يضطرون إلى استعمال الطريق المخصص للسيارات عوضا عن الرصيف. أما بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين فيبدو أن هناك جهلا أو عدم اعتراف بحقوقهم في الطريق والتمتع بالتنقل في المدينة.





وإزاء تفاقم مشكلة هذا الاكتظاظ المخيف الذي لم يعد يطاق ويستوجب معالجة فورية، فإنه لا بد من العمل على إيجاد حلول سريعة وملائمة تقوم على تحسين الوضع المروري في شوارع نابل من خلال تخفيف الازدحام بها لأجل ضمان راحة المتساكنين وخاصة السياح حتى يأخذوا فكرة طيبة ويعاودوا الزيارة لا أن يندموا عليها.

ومما هو جدير بالذكر أنني زرت مدينة صنعاء في الفترة المتراوحة بين شهري جانفي وفيفري 2011 في إطار مهمة كلفتني بها المنظمة العالمية للملكية الفكرية لتشخيص وضع قطاع الصناعات التقليدية بالجمهورية اليمنية. وقد اطلعت خلال هذه الزيارة على تجربة اليمن في مجال تخفيف الازدحام بالسيارات في العاصمة صنعاء، حيث يخترقها مجرى وادي اسمه مجرى السيل أو السايلة والذي يفصل بين صنعاء القديمة وصنعاء الجديدة، وقد تم استخدامه بعد تهيئته كطريق لعبور السيارات في أوقات الجفاف وحالات المطر الخفيف، علما وأنه يتم إخلاؤه من السيارات في حالات الأمطار الغزيرة والسيول الناتجة عنها.

وكنت كلما مررت بهذا الطريق مجرى السايلة يدور في خاطري تساؤل وهو: لو أن السلطات المحلية بنابل تستفيد من هذه التجربة من خلال تحويل مجرى وادي سوحيل الجاف إلى طريق لعبور السيارات في أوقات الجفاف وحالات المطر الخفيف؟ وتكمن أهمية إنشاء هذا الطريق على مجرى وادي سوحيل في تعزيز وتحسين شبكة الطرق في مدينة نابل بأقل تكلفة على ميزانية الدولة وبدون التهام الهكتارات من الأراضي الفلاحية، إضافة إلى كونه يربط بين غرب وشرق مدينة نابل مباشرة دون المرور بمركزها مما ينعكس إيجابيا على تخفيف الازدحام في فترة الذروة السياحية ويسهل من حركة المرور وسرعة الوصول.

ومن المعلوم أن مجرى وادي سوحيل، يخترق مدينة نابل على مسافة حوالي 6 كم قادمًا من المرتفعات الغربية حيث توجد مقالع الطين (غار الطفل)، ويمر بحقول البرتقال وبعدد من الأحياء السكانية والسياحية، ثم يتجه نحو الشرق لينتهي في البحر، بمعنى أن الانحدار العام للأرض يتجه من الغرب إلى الشرق. ويتراوح عرض مجراه المتكون من تربة رملية وبعض الرواسب الحصوية بين 50 متر وما يقارب من 80 متر كأقصى اتساع، وهو يمثل مصرفا طبيعيا لمياه السيول والأمطار عند نزولها بغزارة. ومما هو جدير بالذكر أنه نادرا جدا ما نشاهد في وادي سوحيل الماء يجري أثناء موسم الأمطار، فالطابع الذي يميزه في معظم أيام السنة أنه جاف خالي من المياه.

ولكن الملاحظ بكل أسف أن وادي سوحيل يعاني من التجاهل والإهمال من طرف السلطات المحلية والجهات المختصة، حيث أن بعض الأجزاء منه تحولت في غياب الرقابة إلى مقصد لكل من يريد التخلص من نفاياته بمختلف أنواعها، وأصبحت مكبًا لرمي مخلفات البناء والأنشطة الصناعية وملوثات البيئة الأخرى، بالإضافة إلى أن هناك من يستغلون مجرى الوادي لأخذ الرمال منه ويتركون آثار الحفر. ومن وجهة نظري فإن الحالة الراهنة للوادي تعكس صورة سيئة عن نابل المدينة السياحية وكذلك عن المسؤولين فيها وسكانها.

ويمكن أن يشتمل اقتراح استعمال مجرى وادي سوحيل كطريق لعبور السيارات بعد تعبيد وتزفيت سطحه وتسييج جانبيه، على اقتراحات أخرى تتمثل في كيفية رفع مستوى المناطق التي يمر بها مجرى الوادي وتحويلها إلى منتزه بيئي ترفيهي جاذب للاستثمار السياحي، بحيث يحافظ الوادي على دوره الطبيعي كمصرف لمياه الأمطار والسيول الواردة من المرتفعات الغربية ويصبح في نفس الوقت وجهة ترفيهية للمتنزهين بعد تأهيل جانبيه على طول امتداده بتوفير مقاعد للجلوس، وزراعة أشجار وأزهار الزينة، وتوزيع الإضاءة المميزة، وإنشاء ممرات للمشي والجري وركوب الدراجات، وإقامة ملاعب لممارسة الرياضة ومساحات للصغار وأكشاك لبيع الجرائد ومطاعم للأكلات الخفيفة ومواقف للسيارات.



وفي الختام لا بد من الإشارة إلى أن مدينة نابل أقيمت على مجاري أودية وتوسعت على حسابها مما جعلها تعاني من فيضانات متكررة عند هطول الأمطار بغزارة شديدة وتدفق مياه السيول من مرتفعات المنطقة الغربية مرورا بنهج الربط وشارع الحبيب بورقيبة. ومن الملاحظ أن وسط المدينة يتعرض دائما لخطر الغرق في مياه السيول بسبب انخفاضه عن مستوى البحر واحتجاز المياه بين المباني وعجز شبكة التصريف عن استيعاب كميات كبيرة من المياه بسبب ضعف البنية التحتية، إضافة إلى انسداد العديد من فتحات تصريف مياه الأمطار وعدم وجودها في بعض الأماكن بالقدر الكافي. ولتفادي تعرض نابل لمخاطر السيول ينبغي قطع الطريق على مجاري مياه الفيضان وتحويلها عبر شبكة تصريف سطحية وجوفية يتم إنشاؤها على مستوى المرتفعات الغربية من خارج المدينة وجعلها تصب في سد يتم انجازه في موقع مجاور لمجرى وادي سوحيل، وذلك للاستفادة من هذه المياه في مجالات أخرى بدلا من ذهابها إلى البحر.


إعداد عـزوز الخـرّاز
خـبيـر استـشاري



Comments


13 de 13 commentaires pour l'article 39576

Azouz KHARRAZ  (Tunisia)  |Lundi 3 Octobre 2011 à 21:40           
الإيجابي ……….يفكر ويبحث عن الحلول
السلبي …..…..يفكر ويبحث عن المشاكل
الإيجابي…..…..يرى حل لكل مشكلة
والسلبي …..…..يرى مشكلة في كل حل
الإيجابي….……الحل صعب لكنه ممكن
والسلبي ……….الحل ممكن لكنه صعب
الإيجابي ……….يعتبر الإنجاز التزاما يلبيه
والسلبي…..…..لا يرى في الإنجازأكثر من وعد وتسويف
الإيجابي …..…..لديه أمال واهداف يحققها
والسلبي…..…..لديه أوهام أو أضغاث أحلام يبددها
الإيجابي …..…..عامل الناس كما تحب أن يعاملوك
والسلبي….……اخدع الناس قبل أن يخدعوك
الإيجابي…..…..يرى في العمل أمل
والسلبي….……يرى في العمل ألم
الإيجابي …..…..ينظر إلى المستقبل و يتطلع إلى ما هو ممكن
والسلبي ……….ينظر إلى الماضي و يتمنى ما هومستحيل
الإيجابي…..……يختار ما يقول
والسلبي…..…..يقول ما يختار
الإيجابي …..…..يناقش بقوة و باسلوب لطيف
والسلبي….……يناقش بضعف و باسلوب فظ
الإيجابي…..…..يتمسك بالقيم و يتنازل عن الصغائر
والسلبي….……يتشبث بالصغائر و يستهزئ بالقيم
الإيجابي …..…..يصنع الأحداث
والسلبي …..…..تصنعه الأحداث

ايمان  (Iran, Islamic Republic of)  |Jeudi 29 Septembre 2011 à 19:57           
ميمو عنا كلوشار في الحومة شهر ميمو والله عيب تونس متاع الناس الكل انا في بالي تدخلت باش نقول نظفو نابل من الحنوشة على خاطر في الصيف نقز علي حنش في قهوة و لطف ربي والله بلحق

Urgent  (Tunisia)  |Jeudi 29 Septembre 2011 à 12:20           
Entre nabeul et dar chaabane au niveau du pont sur le canal artificiel à coté du marché hebdomadaire se trouve un quartier "nouzou7" sidi omar dont les habitants se sont transformés en braqueurs et criminels qui arretent les passagers sous la menace des armes blanches et leur arrachent tout( argent,portables...) .cette zone de nabeul et le marché hebdomadaire sont devenus très dangereux où les criminels et voleurs font la loi et sont soutenus
par leur famille (mères et pères compris). une intervention costaud de l'armée et de la force de l'ordre est nécessaire pour nettoyer cette zone de nabeul et rétablir la paix.

SAMUEL  (Algeria)  |Mercredi 28 Septembre 2011 à 23:15           
Tu me manque chere nabeul.
durant des années les responsables qui on travaillé a nabeul soit au municipalité ou autres, malheureusement ils non su faire que des gaffes. j'espère qu'après la révolution on va voir disparaitre les bras cassés.

.  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2011 à 17:04           
Le yemen comme modèle à suivre

Démission  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2011 à 15:45           
Et si la municipalité commence en premier lieu par la destruction des étalages anarchiques qui empiètent sur les routes et obstruent les trottoirs.faites une visite à nabeul et observez les dépassements sans gêne des cafetiers,des commerçants,des restaurateurs;tout est permis vu le laxisme la démission et l'iresponsabilité de tous les niveaux des autorités locales;situation qui commence à exaspérer les citoyens

Cinda  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2011 à 14:15           
@mimo
on aime toute la tunisie
je présume que tu as des idées régionalistes qui ne sont pas favorable pour notre tunisie démocrate.
ok pour arranger les embouteillages dans toutes les villes et spécialement tunis et l'ariana
bon travail

Regaya  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2011 à 11:51           
Le plus grave ce sont les détritus et autres immondices qui se deversent sur la plage à chaque pluie. c'est désolant de voir la plage transformée en dépotoir (entre l'hôtel le lido et le nabeul plage) parce que les oueds sont rarement curés d'une part et le silence complice de la municipalité qui ne sanctionne pas les irresponsables qui jettent leurs saletés dans ces oueds

Tunisien  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2011 à 11:13           
C'est bien d'avoir des citoyens qui pensent a leurs villes, on remercie monsieur kharez pour ceci. mais certes une telle operation n'est pas envisageable a nabeul. on comprend son optimisme, mais au meme temps son absence de la ville explique sa faible connaissance limitée de la situation de oued souhil ou les constructions se sont installées a bord du oued ce qui constitue deja un danger d'effondrement de la terre et par la suite ces
constructions qui n'ont pas respecte le retrait par rapport au oued. on peut aller plus loin dans l'optimisme et on dit on va faire de oued souhil un exemple du detroit du bosphore et il sera a la fois commercial et un centre d'animation mais bon. en conclusion, c'est bien de reflechir et d'essayer de trouver des solutions a des problemes qui nous menacent mais certes le copier coller ne pourra jamais fonctionner car cette solution qui nous
a plait est propre a cette ville, on ne peut jamais comparer nabeul a sanaa ni de part la superficie ni le contexte geoeconomique. ceci est juste mon avis, je remercie encore monsieur kharrez.

Stoufa  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2011 à 10:59           
Merci pour l'article, je haie les embouteillages,

faire déjà de l'effort pour réfléchir et proposer c'est bien, par la suite viendra l'étude de l'efficacité du projet,

tout bon tunisien doit essayer de proposer de quoi améliorer les choses, parfois des idées simples donnet d'excellentes résultat,

Capbonais  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2011 à 10:45           
Ce monsieur n a aucune idée lorsque on a une inondation et veut remplacer ce oued par une autoroute
alors l'eau de la pluie où ira t elle apres?? inonder les maisons

Bonne idée  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2011 à 09:35           
J'habite nabeul , et je trouve cette proposition très interessante (écologique ,économique,...).

MiMO  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2011 à 08:05           
Je t'aime ma ville, ma belle ville nabeul.

une autre proposition c'est de faire sortir les clochards (jboura et nouzouh )qui viennent de l'intérieur même pas pour travailler, c'est juste pour braquer, voler et faire des crimes


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female