الجزيرة تنشر رسالة استقالة وضاح خنفر

<img src=http://www.babnet.net/images/1/khanfar_wadah.jpg width=100 align=left border=0>


بعد أن قدم رئيس شبكة الجزيرة وضاح خنفر استقالته لمجلس إدارتها بعد قضائه 8 سنوات بها، أرسل رسالة يودع فيها زملاءه من العاملين فى الشبكة، ونشر موقع الجزيرة رسالة خنفر الأخيرة :

الزملاء الكرام:-

...

خمسة عشر عاما قاربت على الانقضاء منذ أن أطلت شاشة الجزيرة على جمهورها قوية مدهشة ومتميزة، ومنذ اليوم الأول قطعت الجزيرة على نفسها عهدا ووعدا بأنها مستقلة شعارها الرأى والرأى الآخر، ولعل كلمتى الإعلام والاستقلالية كانتا فى ذلك الوقت من الأضداد التى لا تجتمع، فالإعلام الرسمى العربى كان قد أفسد صورة الصحافة فى أذهان الناس، وحوّل الإعلامى إلى أداة طيعة فى أيدى الحكومات، ولذا لم يكن يسيرا على مشاهدى الجزيرة أن يصدقوا وعد القناة ولا عهدها.

ومرت الأيام فإذا الجزيرة وفية بوعدها، وإذا الأنظمة الفزعة من هذا المخلوق الجديد تحاربه بكل صرامة، بالإشاعات أولا، ثم بالاحتجاج لدى الحكومة القطرية، ثم بالاستهداف المباشر لمراسلى القناة ومكاتبها، وصولا إلى الاعتقال وإغلاق المكاتب، ثم فى حجب إشارتها والتشويش على بثها، كل ذلك والجزيرة ماضية فى طريقها التحريرى القويم، كلما وقع عليها أذى ازدادت عنفوانا.

فلما رأى المشاهدون سيرة القناة مع أهل السلطة والنفوذ، وأيقنوا أن الجزيرة قد انحازت لهم فى شوقهم القديم للتحرر والكرامة والانعتاق، وأن شاشتها تنتمى إلى عالمهم هم، ليست وافدة مما وراء البحار، ولا حاملة لأية أجندة سياسية أو حزبية أو أيديولوجية، وأنها تؤمن بمنح الجميع صوتا، حتى أولئك الذين آذوها واعتقلوا أبناءها، عندها وعندها فقط منحوها ثقتهم.

شارعنا العربى ليس كما رآه الزعماء والملء من أعوانهم: سوقة ودهماء وغوغاء وأتباع كل ناعق، بل هو شارع ذكى ومسيّس، يدرك بفطرته السليمة ما لا تدركه النخب ولا أهل النفوذ، والثقة التى منحها الناس للجزيرة كانت عن سابق وعى وتمحيص، ومع ذلك فلن يكون جمهورنا رفيقا بنا إن أخطأنا، وهذا خير ضمان لاستمرار الجزيرة فى طريقها ونهجها، ذات النهج الذى قضى من أجله طارق ورشيد وعلى حسن الجابر، ومكث فيه تيسير وسامى فى السجن بضع سنين، ومن أجله اعتقل وعذب وأبعد كثير منكم.

الزملاء الكرام،

اسمحوا لى أن أشيد فى هذه المناسبة بكل زميل وزميلة من أبناء الجزيرة. فلولا مثابرتكم وإيمانكم برسالتها لما وصلت إلى ما وصلت إليه، وقد وصلت اليوم بقنواتها ومكاتبها ومواقعها ومؤسساتها شأوا رفيعا تغبطها عليه مؤسسات إعلامية سبقت إلى الوجود وما سبقت إلى عقول الناس وقلوبهم.

وعلى المستوى الشخصى أكمل ثمانية أعوام فى إدارة المؤسسة، بعدما عملت قريبا من الناس مراسلا فى إفريقيا وأفغانستان والعراق، وانزرع فى وعيى منذ تلك الأيام أن الصحافة الحرة الحقة هى تلك التى تضع الإنسان فى مركز اهتمامها، درس تعلمته وتعلمه كل مراسل للجزيرة وكل عامل بها، وهو ما آليت على نفسى أن أحافظ عليه فى السنوات الثمانى الماضية: غرفة أخبار مستقلة تحترم عقول المشاهدين وتنحاز إلى وعيهم الجمعى بمهنية ومسئولية.

الفضل يعود إليكم وإلى اقتراحاتكم وتشجيعكم فى أن انتقلت الجزيرة فى السنوات الأخيرة من قناتين إلى شبكة من القنوات تزيد على خمسة وعشرين، وتبث بالعربية والإنجليزية وقريبا بالتركية والسواحيلية ولغة أهل البلقان، وكنتم أنتم من أعان فى تشييد بنية مؤسسية حديثة وراسخة، احترمت العاملين فيها وقدمت لهم ما يستحقونه، ثم بجهدكم الدؤوب استطعنا أن نصل ببث الشبكة إلى مئات الملايين حول العالم، بما فيها الولايات المتحدة التى اتهم وزير دفاعها السابق الجزيرة بأنها كاذبة وشريرة، والتى عادت وزيرة خارجية إدارتها الحالية لتشيد بتغطيتها وتصفها بأنها تقدم أخبارا حقيقة.. لم يفل الوصف الأول من عزم الجزيرة، ولم يَغُّرها النعت الأخير، فالجزيرة هى الجزيرة لم تتبدل ولم تتغير.

إنهم مراسلو الجزيرة المنبثون فى أصقاع الأرض وصحفيوها ومنتجوها ومذيعوها وكل العاملين بها من قدم للعالم تغطية مدهشة للأحداث فى حرب أفغانستان والعراق ولبنان وغزة ومقديشو، وهم من نقل الصور الأولى لكارثة تسونامى والمجاعة فى النيجر، وكثير غيرها، وفى عامنا هذا كنتم من أدهش العالم ونقل أنظارهم وأفئدتهم إلى ميادين التحرير والتغيير من سيدى بوزيد إلى جسر الشغور، فى ثورة عربية سطر الشباب فيها أسمى وأنبل ملحمة عاشتها أجيالنا، لا تزال تؤتى ثمارها كل حين، ماضية إلى منتهاها: عزة وكرامة وانعتاقا من أغلال الاستبداد وأوثان الديكتاتورية.

وكنت محظوظا فى سنواتى الثمانى الماضية أن جمعتنى بمجالس إدارة الجزيرة علاقة عمل متميزة، وكان لخبرة رئيس المجلس، سعادة الأخ الشيخ حمد بن ثامر آل ثانى، وسديد نظره وكريم خلقه ورحابة صدره ودعمه اللامحدود للجزيرة والعاملين بها، الأثر الأجل فى استقرار المؤسسة ونموها وثباتها على درب الإعلام الحر.

وما كان للجزيرة أن تحقق ما حققت لولا الرعاية التى أولتها قطر شعبا وقيادة للجزيرة، فقد احتملت فى سبيل الحفاظ على استقلالية الجزيرة أذى كبيرا، ومع ذلك استمرت قطر فى تقديم الدعم المشكور من غير منة، ووقفت إلى جانب العاملين فى المؤسسة بما يليق بكريم خلق قطر وأهلها.

ولأن الجزيرة قوية بمنهجها، ثابتة بانتماء أبنائها، راسخة فى مؤسستها، محروسة بوعى مشاهديها، لا تتغير بتغير موظف ولا مدير، ولأن ثمانية أعوام من العمل الإدارى كافية لتقديم ما لدى القائد من عطاء، وأن مصلحة المؤسسات كما هى مصالح الدول، تحتاج إلى تداول وتعاقب، فتحا لرؤى جديدة، واستجلابا لأفكار مبدعة، فقد كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس الإدارة منذ زمن عن رغبتى فى أن أعتزل الإدارة عند انتهاء السنوات الثمانى، وقد تفهم مشكورا رغبتى هذه، فها أنا ذا اليوم أمضى من موقعى إلى ميدان آخر جديد، أستلهم فيه روح الجزيرة ورؤيتها، وأنقل ما تحصل لى من تجربة وخبرة، مستمرا فى الدفاع عن الإعلام الحر النزيه، منافحا عن أخلاق المهنة وميثاقها، معتزا ما حييت بكم جميعا، ممتنا لجمهور الجزيرة ممن أحبنا وأحببناه، والذى كان ملهما لى فى المضى قدما رغم كل الضغوط والصعوبات.

وأبارك للمدير العام الجديد متمنيا له التوفيق والسداد فى قيادة المؤسسة والمضى بها نحو آفاق أوسع، وبتعاونكم جميعا معه فإن الجزيرة ستكون بحول الله على الدوام منارة للإعلام الحر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم/ وضاح خنفر



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 39351

Hourre.tn  (Tunisia)  |Mercredi 21 Septembre 2011 à 23h 42m |           
Al jazira reste tjs au dessus du lot. soyons honnÊte,la seule qui a soutenu et ÉpaulÉ notre rÉvolution et celle de tous les peuples arabes.mr khanfar est un homme musulman honnÊte et un journaliste de classe et trÈs professionnel qui a fort bien donne une autre dimension aux mÉdias arabes qui Étaient des mÉdias maison mÉdiocres et nulles.
bon courage al jazira tv.

Sofiane  (France)  |Mercredi 21 Septembre 2011 à 17h 30m |           
Par contre ce qu'ils oublient de rendre public,sont ses relations très proches avec le mossade et la cia,révélation de" weakelleex du 15septembre",les informations sortent de leur tiroir,donc il n'etait plus possible qu'il dirige al jazeera,lorsque babnet encensse un journaliste sans connaitre son pédigré,je m'interroge?

Al jazzara  (Belgium)  |Mercredi 21 Septembre 2011 à 17h 07m |           
Il démissionne pour ouvrir la chaine "al jazzara" fi tounes finance par son beau père ghanouch

الأسطى  (Tunisia)  |Mercredi 21 Septembre 2011 à 14h 28m |           
،، تكملة ، والطريف أيضا أن اسمه وضّاح ، أي يوضّح كل شيء من الأخبار التي تحرج الكثير من الحكّام وبودّهم أن لا يسمع بها أحد ، لذا وضّاح خنفر ، اسم على مسمّى ، ونرجو أن يواصل خلفه على نفس الدرب ، بالخبر الصحيح ، الصريح والسريع ،،، والسلام

الأسطى ـ قاريء  (Tunisia)  |Mercredi 21 Septembre 2011 à 14h 07m |           
،،خنفر ، أظنه اسم على مسمّى ، وتعني خنفر يخنفر أي يضرب على الخنافر يعني على الأنوف ، لذا يقال في العامية عندنا ، عركة وضرب خنيفري ودميّة تشرشر هه ،،، لذا لا عجب أن نلاحظ أن خنفر ، بقناة الجزيرة تلك، خنفر كل الأنظمة المستبدّة ، وكشف كل الأخبار التي تزعجهم ، ففاز عليهم جميعا ، وصمد رغم كل محاولات إسكات ـ قناته ـ إلى أن قدّم استقالته الآن ،، يبدو أنه ماشي يحلّ وحدو ، يعني ماش يعمل ـ جزيرة ــ على روحو والله أعلم ، علما وإننا سمعنا أن بن جدّو حل
ـ قناة ـ على روحو ، لكننا لم نر شيئا للآن

Albaji  (Germany)  |Mercredi 21 Septembre 2011 à 14h 04m | par             
************

Jn el ouni  (Tunisia)  |Mercredi 21 Septembre 2011 à 13h 57m |           
Toujours imitée, jamais égalée.
sacrée jazeera.

Jnn  (Tunisia)  |Mercredi 21 Septembre 2011 à 13h 57m |           
Malgré les reproches; al jazeera restera un formidable monument.
une leueur execptionnelle dans l'histoire des arabes.
une lumière intense dans les esprits.
elle sait corriger quand elle se trompe, et elle sait oser quand les autres bouches son cousus.

et ce n'est pas par hasard si bush et la maison blanche ont étudié un plan pour bombarder son siège et s'en débarrasser.

hommages à ses journalistes tués en pleine mission et bon courage.

c'est une fierté pour tous les esprits epris de liberté et de justice.


babnet
All Radio in One    
*.*.*