مشاكسات: بعد صدور بلاغ عنها, هل دخلت قناة حنبعل فعلا مرحلة الشيخوخة المبكرة؟

<img src=http://www.babnet.net/images/5/hannibaltv.jpg width=100 align=left border=0>


عرفت الفضائية التونسية حنبعل في المدة الأخيرة بعض الهزات والمشاكل وبعض التغيرات الطارئة والمفاجئة وبدت فيها الأمور لا تسير على الشكل المطلوب وبدا وضع القناة ليس على أحسن ما يرام. وقد وقع التنبيه على أعمدة الصحف وعلى صفحات المواقع الإلكترونية إلى هذا الوضع الذي تعيشه حنبعل وأشارت إلى مدى خطورته وتداعياته على مستقبل هذه القناة الفتية، وأكاد أجزم أن أكثر ما كتب عن حنبعل كان مرده حب هذه المؤسسة الإعلامية والخوف عليها وهي التي أثرت بشكل كبير في المشهد الإعلامي عامة وفي المجال التلفزيوني خاصة بتونس، ولقد كان لها بكل صراحة فضل لا ينكر في اكتساب الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في بلادنا عادات جديدة محمودة...
لا ينبغي للقائمين على الفضائية حنبعل أن ينكروا وينسوا أن هذه القناة عند انطلاقتها وجدت كل الدعم من قبل الصحافة المكتوبة التي باركت المولود الإعلامي الجديد وباركت إسهامه في تغيير المشهد الإعلامي ببلادنا وتطويره وباركت خلقه لمنافسة كانت مفقودة في ما سبق وقد استفاد منها المشاهد التونسي. فكم نـُـشرت في الصحافة المكتوبة في تونس من مقالات تمجد قناة حنبعل في عصرها الذهبي وتشيد ببرامجها الناجحة والجريئة وتشكر القائمين عليها والعاملين بها وتبين كيف أنها أدخلت حركية كبيرة في المجال الإعلامي ببلادنا. فالصحافة المكتوبة ببلادنا أعطت قناة حنبعل حقها وأكثر من حقها ووقفت بجانبها لما كانت متألقة وكان بريقها ساطعا وكان المشاهدون في تونس وخارج تونس مبهورين بما تقدمه من برامج وأعمال تلفزيونية مختلفة ويعبرون عن إعجابهم اللامتناهي بالمواد المعروضة على هذه القناة وبالنجوم الذين يؤمنون تلك المواد ويسهرون على تقديمها في صورة تروق للجميع...
إلا أن الفضائية حنبعل عرفت في المدة الأخيرة تراجعا واضحا إن لم نقل مذهلا ومفزعا في ما صارت تقدمه من أعمال، ولا شك أن هناك أسبابا كثيرة خلقت ذلك التراجع مثل المنافسة الشديدة التي صارت تجدها من مؤسسات إعلامية أخرى في بلادنا وما تبعها من إنتاج برامج شبيهة ببرامج تقدمها حنبعل مثل المسامح كريم وبالمكشوف وغيرهما ومن مغادرة أغلب نجوم حنبعل إلى قنوات أخرى مما جعل هذه القناة في حيرة من أمرها كالذي وقع مثلا عند انطلاق برنامج بالمكشوف هذا الموسم إذ تأخر عرضه بسبب عدم التوفق إلى إيجاد من يقدمه حتى تم في الأخير الاتفاق مع الإعلامي القدير منذر الجبنياني ليكون ربان هذا البرنامج رفقة مشاركين جدد.

وبطبيعة الحال إزاء ما تعانيه حنبعل الحالية من نقائص واضحة للعيان لاحظها المهتمون بالشأن الإعلامي بتونس ولاحظها المشاهدون وخاصة بعد مغادرة عدد من النجوم لهذه المؤسسة الإعلامية وتسببهم في فراغ كبير بها نــُـشرت مقالات في الصحافة المكتوبة وفي المواقع الإلكترونية (منها موقع باب نات) تنقد وضع القناة وتشير إلى السلبيات التي بدت للعيان انطلاقا من خوفها على هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية التي ولدت كبيرة وتريدها أن تظل كبيرة ويؤسفها أن تسجل تراجعا ملموسا، ربما هذا النقد اختلط فيه الموضوعي بالذاتي أحيانا وربما لا يخلو في بعض منه من محاولة للإساءة إلى القناة، ولكن من المؤكد أن البحث عن مصلحة قناة حنبعل هو المقصود أكثر من غيره في أغلب ما نشر من مقالات.



ويبدو أن هذا النقد لم يعجب قناة حنبعل ولم تستسغه، فبادرت إلى إلى نشر بلاغ موجه إلى الصحافة المكتوبة جمع بين التنديد والتهديد: التنديد بما كتب حول حنبعل واستنكاره والتهديد لمن يكتب عن حنبعل قاصدا الإساءة إليها مع سبق الإضمار والترصد بأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء التجاوزات الحاصلة ضدها وبأنها تحمل في جرابها عدة وسائل للدفاع عن مكانتها... واعتبر البلاغ الصادر عن حنبعل أن بعض الصحف فسحت المجال لكل من هب ودب لنشر تصريحات ومقالات تستهدف القناة ومنشطيها وكوادرها وحرفيتها وتصب في خانة الثلب والادعاء بالباطل... وطبعا مثل هذه المقالات تعرض أصحابها كما ناشرها لتتبعات عدلية... وتحدثت حنبعل في بلاغها عن النقد البناء وبطبيعة الحال النقد غير البناء أو النقد الهدام وتحدثت عن الصحافيين الأكفاء مما يعني أنها تصنف الصحافيين إلى أكفاء وغير أكفاء، ولسنا ندري هنا على أي معيار ارتكزت لتقوم بمثل هذه التصنيف؟! وتطوع البلاغ لإرشاد أصحاب الصحف والصحافيين إلى أن يتحروا في ما يكتبون وينشرون وأن لا يستسهلوا العمل الصحفي وأن لا يوظفوا أقلامهم لخدمة أغراض معينة ....
وإن هذا البلاغ لمشكور جدا على ما قدمه من معطيات وما أشار إليه من تصنيفات وما حبا به الصحف والصحافيين من إرشادات، ولكن ليسمح لنا هذا البلاغ بأن نذكر قناة حنبعل أنها كانت سباقة في مختلف برامجها إلى النقد بجميع أنواعه، كانت توزع هذا النقد على يمينها كما على شمالها، وكانت لا تترك شاردة ولا واردة إلا ووجهت إليها النقد، وكان نقدها يستهدف الأشخاص كما المؤسسات، وكان القائمون عليها ومقدمو برامجها يتمسكون بمبدأ حرية الرأي وحرية التعبير وحرية النقد ولا يبدون استعدادا للتنازل عن هذا الحق، قناة حنبعل شرعت لنفسها أن تنقد كل المجالات في برامجها ولا أحد توجه إليها باللوم والعتاب، ولا أحد قدم لها دروسا في الفرق بين النقد الهدام والنقد البناء والفرق بين المقدمين الأكفاء والمقدمين غير الأكفاء، ولا أحد تحدث عن الموضوعية، فلماذا حنبعل اليوم تذكّر الصحافة المكتوبة والصحافيين ـ بنبرة مشبعة بالتهديد ـ بأخلاقيات الكتابة الصحافية وترشدهم وتنصحهم وتعظهم وتهديهم لعلهم يرشدون وينتصحون ويتعظون ويهتدون إلى الصراط المستقيم، فيكفون عن النقد الهدام ويتبعون سبل النقد البناء المليء بالتعبير عن الشكر والمديح والتمجيد والإطراء والإشادة والإعجاب بما تقدمه القناة وبجهود القائمين عليها؟؟!! فهل هي نـُذُرُ الشيخوخة المبكرة التي بدأت أعراضها تظهر على القناة منذ مدة ورفض النقد الموجه إليها يعتبر أكبر دليل على تلك الشيخوخة المبكرة؟؟!! وهل تريد حنبعل ـ بإصدارها هذا البلاغ وبتهديدها بالتتبع العدلي كل من تشعر أنه أساء إليها بكتابته ـ أن تكمم الأفواه وتصادر الحريات بدعوى حماية مصالحها؟! وهل ترضى وتقبل حنبعل أن يقع منع برامجها من توجيه النقد إلى المؤسسات والأشخاص وأن يقع تقييد حريتها في إثارة كثير من القضايا والإشكاليات؟؟!! وهل نسيت حنبعل كم كالت لها الصحافة من شكر وتمجيد لمّا استحقت مادتها التلفزيونية المعروضة ذلك الشكر وذلك التمجيد؟! والسؤال المطروح: ألم تتساءل حنبعل عن الأسباب الكامنة وراء ذلك السيل الجارف من النقد الموجه إليها بعد أن كانت تنال المديح والتمجيد بدون حساب؟؟!!
هي فسرت الأمر في البلاغ الصادر عنها على أنه ثلب وادعاء بالباطل وعلى أنه تحقيق لأغراض معينة... ربما في هذا القول جانب من الصحة لا يمكن إنكاره، وربما ما ذكره البلاغ كان موجودا حتى في الفترة الذهبية للقناة، إلا أن من المؤكد أن ما شاع من مقالات نقدية موجهة إلى حنبعل في الآونة الأخيرة لم يأت من فراغ ولا يتنزل ـ على الأقل ـ في نسبة كبيرة منه في خانة التجني على حنبعل والتحامل عليها...
وإن أحسن رد على منتقدي حنبعل ـ وهذا أفضل بكثير من إصدار البلاغات التي هي في ظاهرها توضيح وفي باطنها تهديد وهي لن تقدر على تغيير الواقع ـ هو أن تنكب على دراسة موادها التلفزيونية المعروضة والبحث عن مواطن الخلل والخطأ والنقائص والسلبيات فيها ومعالجتها والقضاء عليها القضاء التام وأن يحاسب القائمون على القناة أنفسهم ويتوقفوا عند الأخطاء المرتكبة من قبلهم في تعاملهم مع الرصيد البشري الذي كان متوفرا على ذمة القناة وأن يراجعوا طرائق عملهم وأساليبه ويتساءلوا لماذا أكثر نجوم القناة هجروها؟؟!! ولماذا كان أكثرهم يصرحون بعد خروجهم من القناة بأنهم لم يجدوا الظروف المناسبة للعمل وللإبداع؟؟!! وعندما يوفق القائمون على القناة إلى تحقيق كل ذلك فإن حنبعل ستعود إلى سالف إشعاعها وتألقها وبريقها وإبداعها، وستبقى تلك القناة التي أمتعت مشاهديها وأسعدتهم بمواد تلفزيونية مغايرة لما هو سائد في المشهد الإعلامي ولما تعودوا عليه وبه، وهذا يكون أفضل رد على ناقدي حنبعل الذين مهما تكن نواياهم فإنهم سيصمتون ماداموا لن يجدوا النقائص والسلبيات ليكشفوها وماداموا لم يسمعوا بفلان أو فلتان قد غادر القناة فيبادرون إلى البحث عن العلة وبنت العلة لهذه المغادرة وإلى فسح المجال لذلك الفلان أوالفلتان حتى يوضح أسباب هجره لحنبعل ويكشف المستور ويفضح القناة التي كان يشتغل بها.
وإن حنبعل مازلت تحتل مكانة متميزة في قلوب مشاهديها ومحبيها والنقد الموجه إليها إن كان كاذبا ومشبوها فإنه لن ينطلي أبد على المتلقي ولن يقنعه ولن يصدقه، لأن المشاهد اليوم هو واع أكثر من أي وقت مضى ويميز جيدا بين النقد الذي يقصد الخير والنقد الذي يقصد الشر، وبالتالي لا ينبغي لحنبعل أن تخاف من هذا الجانب وعليها فقط أن تهتم أكثر بموادها التلفزيونية وبتوفير الظروف المناسبة لمعديها ومقدميها حتى لا تداهمها الشيخوخة المبكرة وحتى لا نخسر لا قدر الله قناة أحببناها بكل صدق ونريدها أن تواصل تألقها وأن تحافظ على بريقها وأن تستمر في إبداعها وأن تبقي على مكانتها بين قلوب مشاهديها ومحبيها. وليعلم القائمون على شؤون الفضائية الوطنية حنبعل أن لا شيء ـ بالإضافة إلى ما ذكرنا ـ يمكّن من المحافظة على القناة وتجنيبها الشيخوخة المبكرة إلا توفر المال لأن المال ـ وهذا لا ريب فيه ـ هو قوام الأعمال والإعلام ...
مشاكس






Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 30327

HADJ  (Tunisia)  |Vendredi 29 Octobre 2010 à 12:03           
J'ai une idée pour une émission télé à proposer à hannibal comment dois je faire pour les contacter?

مشاهد تونسي  (Tunisia)  |Vendredi 29 Octobre 2010 à 10:01           
Je trouve que m. nasra est trop médiatisé , qu'il y a un esprit de narcissisme, qu'elle n'innove pas pas beaucoup , qu'il ya des mains mystérieues , hannibal tv attention ,ce n'est pas de tout repos, vous devez travailler il ne faut pas laisser trainer, réveillez-vouz sinon vous serez bouffés...

Stoufa  (Tunisia)  |Jeudi 28 Octobre 2010 à 22:13           
Mais ce n'est pas un mal que ces animateurs quittent hannibal.
comme elle les a lancés, les a laissés s'exprimer librement et les a fait découvrir au grand public, elle en découvrira d'autres, qui lui seront aussi redevables de leur célébrité que les premiers.
les émissions de hannibal échapperont ainsi à la monotonie, qui risque au contraire de s'abattre sur les premiers transfuges.
le pays est plein de talents, pas forcément visibles. a hannibal donc de les détecter et d'innover. son directeur a su le faire dans le passé, quand la chaîne faisait ses premiers pas.
donc laissons-leur un peu de temps.
cependant, la principale inconnue est relative aux moyens dont dispose hannibal.

TITO  (Tunisia)  |Jeudi 28 Octobre 2010 à 20:37           
Hannibal critique les autres, mais ne veut pas être critiquée

تحيا تونس  (Tunisia)  |Jeudi 28 Octobre 2010 à 20:04           
@ telecommande (tunisia)
تعرفش علاش الصحافة ما تنقدش برامج تونس 7 و تونس 21 كيما تنقد إلي تعديه حنبعل ؟؟؟
الجواب بسيط برشة : الصحافة ما تلقى ما تنقد في تونس 7 و تونس 21 على خاطر ما فيهم ما ينتقد و ما فيهم ما يتكتب عليهم ... على خاطر فارغين برشة ...
و النقد المتوجه لحنبعل يعني إلي القناة هذي محبوبة ويتفرجوا فيها الناس برشة .
و الخلاصة إلي يخدم يغلط و إلي يغلط ينقدوه و هذا إلي صاير لحنبعل و تلك هي ضريبة العمل و النجاح
و إلي ما يخدمش ما يغلطلش و حتى واحد ما يشعر بوجوده على هاذيك الصحافة ما تشعرش بوجود تونس 7 و تونس 21 ...

BEN HALIMA  (Tunisia)  |Jeudi 28 Octobre 2010 à 18:37           
La chaine hannibal tv est en toute objectivite la meilleure seule contre tous.
elle a introduit de nouvelles traditions et
nouveau paysage mediatique en tunisie .
mais toute audace et courage ont un prix.
toute reussite a un prix.

Mona  (Tunisia)  |Jeudi 28 Octobre 2010 à 12:09           
Hannibal tv et la meilleure chaine jusqu'à présent, elle est populaire, elle traite des sujets qui nous intéressent dans la vie, elle a contribué à trouver les solutions aux autres, à trouver la "petite sarra". a assister aussi pour trouver le mari qui a tué sa femme etc...
alors laisser cette chaine travailler et surtout "el mousemeh karim".
enfin je vous souhaite bon courage et bonne continuation et essayer d'éviter les désaccords car vous êtes tous des tunisiens.

Hamou  (Tunisia)  |Jeudi 28 Octobre 2010 à 11:42           
Nous en tunisie ,toujours on veut critiquer même que ça marche bien!!!!!! no comment......

Telecommande  (Tunisia)  |Jeudi 28 Octobre 2010 à 10:14           
Je pense htv a raison d’attaquer la presse qui veut toujours saboter cette chaîne sinon pourquoi on parle jamais des émission de la tv 7 et tv21 qui sont nuls et qui ont toujours implanter le régionalisme et que ces deux chaînes recrute les présentateur de htv qui n’a pas les même moyen ainsi que la presse (qui n’est pas aussi bonne qu’elle se croix) utilise toujours des mots choquant « chaykhoukha, etc.… ».
bref, laissez cette chaîne travailler, elle seule sait ces intérêt, et si vous n’aimiez pas ce qu’elle fait vous n’avez qu’a pressez un bouton de la télécommande.

Migalo  (Austria)  |Jeudi 28 Octobre 2010 à 04:13           
Hannibal a changé l image mediatique en tunisie mais dans ce pays tout ce qui marche bien deviens un centre d interet pour une poigné de gens qui essaye de profiter de ce succer pour batir leur succé personnel en le sabotant puisque ils ont le pouvoir et les moyens!!!


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female