التونسي وثقافة العبرة بالمشاركة

منذ أيام قليلة أعطت /جيان/ شارة انطلاق مسابقة /أجمل رضيع/ ولم تمض دقائق حتى انخرط عشرات الآباء في تسجيل أطفالهم الذين لم يتجاوزوا السنتين لعلهم يظفرون بغرفة نوم أو واحدة من الهدايا الأخرى.
ولكن سرعان ما انقلبت الأمور وتحولت المسابقة من مجرد لعبة ذات هدف تجاري بحت إلى حرب حسب موقع الفيس بوك التابع ل جيان والذي يضم أكثر من 1600 عضو.
ولكن سرعان ما انقلبت الأمور وتحولت المسابقة من مجرد لعبة ذات هدف تجاري بحت إلى حرب حسب موقع الفيس بوك التابع ل جيان والذي يضم أكثر من 1600 عضو.
فقد خلفت هذه المسابقة حسرة كبيرة لدى عدد كبير من الأولياء وصلت بهم حد اتهام جيان بغياب المصداقية والشفافية لعدم تمكنهم من تسجيل أبنائهم نظرا لعدم وصول الرسائل الالكترونية التي تمكنهم من ذلك رغم تأكيد الموقع بان التسجيل لزال ممكننا ودعوة هؤلاء للتحلي بالصبر.

كما خلفت استياء اكبر لدى الذين عجزوا عن التصويت لأطفالهم دون أن تتكرم الجهة المسئولة وتجيبهم أو تبحث عن سبب الخلل في الوقت الذي تتضاعف فيه أرصدة عدد محدود جدا من الرضع لتصل ل4000 صوت في أسبوع مع العلم أن قانون المسابقة يمنع تصويت شخص واحد أكثر من مرة في اليوم لنفس الرضيع.
وبعد ضغط كبير وتعليقات ساخنة على الفيس بوك قامت جيان بإلغاء مشاركة عدد من أصحاب المراتب الأولى متهمة إياهم بالغش ومخلفة في قلوب آبائهم حسرة وألم كبيرين وارتياحا لدى آخرين.
كل هذا يدفعنا للبحث في الأسباب التي تكمن وراء تحول مجرد مسابقة للأطفال إلى مسالة جدية وسط اتهامات بالمحاباة والغش و الامصداقية ... فهل أننا لهذه الدرجة فاشلون في تنظيم مسابقة تنظمها دول عديدة في العالم أو أننا لهذه الدرجة لا نتمتع بروح رياضية.. روح المشاركة لأجل المشاركة والتصفيق للرابح الأكبر .
المعنيون بالأمر هنا هم أطفال لم يتجاوزوا السنتين لحسن الحظ لا يدرون مالذي يجول حولهم ولكن يوجد مسابقات أخرى يكون فيها الأطفال اكبر سنا وأكثر إدراكا للأمور ويقعون ضحايا هذا النوع من المسابقات وضحايا أبائهم الذين يزجون بهم فيها ويعتبرون الفوز مسالة حياة أو موت مما يجعل الطفل عرضة للضغط نفسي من جهة ومواجهة عقدتين الفشل والإحساس بالذنب تجاه والديه حيث انه خيب ضنهما وكان سببا في تحسرهما وخجلهما من الأقارب والأصدقاء لعدم احتلاله المراتب الأولى.
فهل من مراجعة لهذا النوع من المسابقات ومتى نتعلم بصدق أن العبرة بالمشاركة ونربي أطفالنا على هذا المبدأ
مديحة بن محمود
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 26822