لامجال للإنحياز والمراوغة إعلاميا في قضايا الأمن

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/laaabididardouriiiiiiii.jpg width=100 align=left border=0>


أبو خليل

قضايا الأمن في البلاد قضايا حسّاسة يتمنّى المواطن أن تكون له فيها رؤيا مطمئنة ولهذا السبب تراه متعلّقا بكل ما يظهر في الإعلام حولها.
تسفير الإرهابيين، الإغتيالات السياسية، الأمن الموازي، الدردوري، عبد الكريم العبيدي، لجنة التسفير، إلخ... كلمات جالبة في هذا المضمار الشيء الذي دفعني إلى الإصغاء لبرنامج "هنا شمس" يوم الثلاثاء 23-01-2018، ممنّيا نفسي بتحسين معرفتي لإحدى قضايا الساعة. وقضية الحال هي الجدل الحاد القائم بين النقابي الأمني عصام الدردوري رئيس منظمة الأمن والمواطن و عبد الكريم العبيدي رئيس فرقة حماية الطائرات بمطار تونس قرطاج سابقا. وسبق لموقع باب نات نشره لعدد من المقالات حول هذه المواضيع وهذا الموضوع بالذات .
...


استضاف برنامج "هنا شمس" يوم الثلاثاء الضابط عبد الكريم العبيدي للتحاور معه حول ما يحوم حوله من قضايا تسببت في إيقافه 16 شهرا. كنت استمعت سابقا إلى الدردوري، الذي تحدّث أمام اللجنة البرلمانية المختصّة بقضيّة التسفير إلى بؤر الإرهاب، وقدّم آنذاك بيانات مهمة تليق بملف قضائي من الوزن الثقيل. المربك في الأمر هو أن القضاء حسب عبد الكريم العبيدي لم يجد في ما اتّهم به هذا الأخير ما يسمح بمواصلة احتجازه و بما أني لا أشكّ لحظة في علم القضاء بما ذكر الدردوري ارتفع منسوب شكوكي حول ما يروج في هذه القضيّة البالغة الدقّة. من أجل ذلك تابعت "هنا شمس" وحتى لا أطيل هناك ملاحظات يتعيّن ذكرها:
كأني بالضابط عبد الكريم العبيدي من أولائك الذين لهم تجربة في تسيير جلسات الاستنطاق، أولائك الذين يحاصرون ضحيّتهم بعدد وفير من المحققين وينخرطون في إمطاره بوابل من الأسئلة آملين زلّة يبنون عليها محاصرة ثانية. و مصدر هذا الإحساس هو إخفاق عصبة الصحفيين في استدراج الرّجل إلى الخطأ وكأنّه كان ينتظر هذا التعامل.
كل متابع على دراية باللغة السياسية بتونس، يستشفّ دون عناء، اختيار السائلين الموحّد لتوجّه لا بدّ أن يرسخ في ذهن السامع بغض النظر على تدخّلات المُساءل، حتى لا أقولُ، خلفية الصحفيين لأنّ الموضوع ليس موضوع رأي.
على المستوى الشكلي لم يرتق الحديث إلى مناقشة هادئة بين مثقفين (الصحفيين) و موظف رفيع المستوى بل كان يشبه إلى حد كبير حصّة تدريبية لمحققين مبتدئين مع مدرّبهم الذي طلب منهم محاولة جرّه إلى اعتراف ما ولم ينجحوا في ذلك.
كنت أتمنّي أن يتحكم الصحفيّون في درجة اندفاعهم و أّلّا يكثروا من الكلام في نفس الوقت الشيء الذي يؤدّي إلى تشتيت انتباه السامع ويجعل الشحنة العاطفيّة في الأسئلة هي الطاغية على الحوار.
قد يكون الأمر كلّه سيناريو هدفه تبييض الضابط وفي هذه الحال كُلل العمل بالنجاح وخسر المتابع وقته وهذا غير غريب في بعض وسائل الإعلام التونسية لم أصنّف شمس .ف.م. من بينها حتى الآن.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 154747

Mandhouj  (France)  |Mercredi 24 Janvier 2018 à 07h 03m | Par           
تعافي وزارۃ الداخليۃ مرتبط أيضا بالقعل السياسي.. ثم تعافي وزارۃ الداخليۃ يعني أكثر أمن , يعني علی الأقل علی الأقل علی الأقل 5 نقاط نمو خرج الجهد الذي تقوم به الوزارات الأخری.. و الذي لا يريد أن يصدق ميش مشكل يمكن أن يستمر في تغميض عينيه.

Mandhouj  (France)  |Mercredi 24 Janvier 2018 à 06h 57m | Par           
ثم يجب أن نفهم أن الدار التي إسمها وزارۃ الداخليۃ فعل فيها بن علي شر الأفعال.. فجعلها تساق لفترۃ طويلۃ عبر ولاآت إديلوجيۃ و كل من يخالف فيها حتی في النمط الإستهلاكي في المشرب و المأكل يصبح يحترز منه و حتی عدو.. ثم جعل منها "من الفريق المسيطر عليها" منبع حتی السياسات التربويۃ و الثقافيۃ.. و هذا أكبر خطر علی أي مجتمع.. و بذلك لما يستَبيح تيار من التيارات الإقصاءيۃ وزارۃ الداخليۃ و مستقبل البلاد يۡربط عبرها, فنصبح أمام أخبث صورۃ للنظام البوليسي.. حتی أن الخارج لا يری صورۃ البلاد سوی عبر ذلك التيار المسيطر و الذي ليس له قيم سوی قيمه الإقصاءيۃ التي لا تخدم المصلحۃ العامۃ.. و هذه تصبح جد خطيرۃ لما تدوم الأمر لعقود.. و هذا ما حدث لتونس مع نظام بن علي.. يمكن أن نأتي بعديد أمثلۃ ذهب ضحياتها الكثير من القيادات الأمنيۃ و العسكريۃ تأكد هذا السرطان الذي أصيبت به و زارۃ الداخليۃ.. ثم بعد الثورۃ حدث الإنفلات نتيجۃ هذا أيضا.. ميش لازم نطيل الكلام , لكن هناك ناس مع الأسف ليزالون في هذه العقليۃ التآمريۃ , و شبكۃ علاقات تابعۃ للإمارات و لأنظمۃ خبيثۃ مثل النظام السوري و قوی إستعماريۃ تريد أن تواصل مشوارها في الوزارۃ أو خارجها عبر مسميات جمعياتيۃ أو غيرها.. فلسفۃ جديدۃ لوزارۃ الداخليۃ تضع أمن الوطن و المصلحۃ العامۃ فوق كل إعتبار إديلوجي تصبح أولويۃ الأولويات.. هذا لا يعني أن وزارۃ الداخليۃ لم تتعافی بعض الشيء.. لكن بما أن التعافي يقاس علی حسب الأداء, يمكن أن نقول طريق التعافي ليزال طويل.. شخصيا كمواطن أشيد بالتعافي الحاصل عبر الحرب علی الإرهاب.. و هذا إنجاز عظيم.. لكن يبقی التعافي عبر محاربۃ الجريمۃ المنظمۃ, عبر محاربۃ كيانات مشرفۃ علی المخدرات الخطيرۃ الغبرۃ البيضاء, الحقن , الإكستازي,... هذا لم يقع بعد كما هو مطلوب, عبر الواردات الموازيۃ التي تمر عبر المعابر الرسميۃ و القناوات القنونيۃ, هذا ليزال ينخر الجسد التونسي.. نتمنی الخير لتونس.

Mandhouj  (France)  |Mardi 23 Janvier 2018 à 22h 37m | Par           
ملاحظات هامۃ.. لكن, مستوی الحوار في تونس داءما مع الأسف في غير المستوی , إلا من رحم ربي. ثم قضايا الأمن قضايا حساسۃ .. و الشعب التونسي في إستعداد لتقبل الحقاءق, وهو ليس بالأحمق حتی ينجر في فوضی.. الشعب التونسي يريد معرفۃ الحقيقۃ, الحقيقۃ. من؟ من؟ من؟ من؟ , من قتل شكري بلعيد ؟ من قتل البراهمي؟ من يحتجز نذير و سفيان؟ من قتل عبد الفتاح بن عمر؟


babnet
All Radio in One    
*.*.*