قصة الأف.بي.آي

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/fbile260717.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم مهدي الزغديدي
#‏كيفما_اليوم


في مثل هذا اليوم 26 جويلية 1908 تمّ تأسيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي المعروف اختصارا ب"أف بي آي"
...

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكيّة دولة فيدراليّة، فكلّ ولاية من الولايات الخمسين لها حكم شبه ذاتي وقوانينها الخاصّة شرط أن لا تتناقض تشريعاتها مع الدستور الأمريكي ولا مع الأمن القومي الفدرالي. ظهرت الحاجة لوجود عدالة فديراليّة بعد ما تضاربت عدّة قوانين محليّة عند التعامل بين الولايات. ففي سنة 1886 أقرّت المحكمة العليا أنه ليس من صلاحيّات الولايات سن قوانين التجارة بينها بل هي من مهام الحكومة الفديراليّة، ممّا جعل وزارة العدل تتعهّد بالتحقيق في القضايا الفديراليّة بالاستعانة بمحقّقين خواص. تعدّدت الجرائم ذات الطابع الفدرالي كالجريمة المنظمة التي تهدّد الأمن القومي والتي تكون شبكتها في ولايات مختلفة، والجرائم العابرة للولايات التي يكون المجرم قد قام بجرائمه في ولايات مختلفة، فقام المدعي العام الأمريكي تشارلز بونابرت (وهو بالمناسبة حفيد نابوليون بونابارت) باقتراح إنشاء وكالة خاصة بالجرائم الفيدراليّة. وفي مثل هذا اليوم 26 جويلية 1908 تمّ إنشاء مكتب التحقيقات الذي سمّي فيما بعد مكتب التحقيقات الفيدرالي Federal Bureau of Investigation ويعرف اختصاراً بالـ(أف.بي.آي) FBI .

كان في البداية عبارة على مكتب صلب مقرّ وزارة العدل، لكن تعدّدت الجرائم ذات الطابع الفدرالي من الارهاب الى التجسّس إلى الجريمة المنظّمة (المافيا) الى الجرائم الماليّة فالاليكترونيّة وخطف الأشخاص، الخ... حتى تحوّل إلى وكالة استخبارات داخلية وقوة لتطبيق القانون في الدولة وله سلطة قضائية على أكثر من 200 نوع من الجرائم الفدرالية. وأصبح له مقرّ خاص بالعاصمة واشنطن وهيكلة شبه مستقلّة.

كان من أشهر رؤساء المكتب هو جون إدوارد هوفر الذي تولّى رئاسته من سنة 1924 إلى وفاته سنة 1972، لتمتدّ ولايته 48 سنة كأطول رئاسة في تاريخ الوكالة. فقد جعل هذا الرئيس من المكتب سلطة قويّة ومنظمة، ونوّع مجالاته ليضيف إليه عملاء ومحقّقين في التحليل العلمي والتقني للجرائم، وأطباء للكشف عن الجرائم الطبّية. فقد عرف عليه محاربة عصابات الأحياء خصوصا في شيكاغو التي وصلت إلى حدّ قتل زعمائها من طرف عملاء إف.بي.آي. وحارب انتشار الفكر الشيوعي في أمريكا إبان الحرب العالميّة الثانية، ومقاومة التجسّس أثناء الحرب الباردة. كما استطاع إقناع البيت الأبيض بالتكفل بتأمين رئيس البلاد بعد حادثة اغتيال كينيدي. لكن مع ذلك، لم يترك هوفر سمعة طيّبة لدى نفوس من عاشوا تلك الفترة، فقد تغلغلت المافيا في دواليب البلاد في عهده. كما تميّزت فترته بتصاعد العنف العنصري، وتفاقم اغتيال الزعماء السود، فقد كتب مالكوم اكس قبل اغتياله أنه يشعر بأن احدى الوكالات تعدّ له أمر ما. كما كان مارتن لوثر كينغ ينتظر قبل اغتياله من هوفر أن يؤذيه بعد أن تعمّد مضايقته وسجنه في السابق، ويتّهم أنصار كيننغ هوفر بالوقوف وراء اغتياله.

بعد وفاة هوفر، وخصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة وأحداث 11 سبتمبر توسّعت مهام أف.بي.آي، ليمتدّ نشاطها إلى الخارج بعد أن صار لديها 50 مكتب تحقيق دولي في القنصليات والسفارات الأمريكية حول العالم، وكان أوّل ظهور للمحققين علنا خارج أمريكا مع حادثة تفجير البارجة الأمريكيّة كولن في اليمن. وتمتلك الوكالة قاعدة بيانات ضخمة ومخابر من أعلى طراز للكشف عن الجرائم بميزانيّة عامة تفوق 8,2 مليار دولار. كما تشغّل 36 ألف موضّفا وعميلا ومحقّقا مدرّبين تدريبات خاصّة، جعلت العديد من المخرجين والسيناريست يستلهمون قصصا لمسلسلات وأفلام لا تحصى ولا تعدّ عن أشهر مكتب تحقيقات في العالم.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 145718

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 26 Juillet 2017 à 10h 44m |           
D'après monsieur Asef Ben Ammar, Ph.D., 2017 est l’An 0 pour l’éthique de la République de Tunisie
Et cette république avec son FBI elle est alors en l'An combien en éthique ? !


babnet
All Radio in One    
*.*.*