تنافس محموم بين القنوات التلفزيونية التونسية في شهر رمضان ..كوميديا هزيلة.. ومسلسل ضعيف.. و"فوضى" درامية وغير إبداعية

لأول مرة منذ إنشاء التلفزيون التونسي أواسط الستينيات من القرن المنقضي، وجد المشاهد التونسي نفسه أمام خيارات متعددة بعد إنشاء فضائيتين جديدتين، هما قناة حنبعل المملوكة لرجل الأعمال التونسي، العربي نصرة، وقناة تونس 21 ، سليلة التلفزيون التونسي الحكومي..
فبخلاف رمضان السنوات الماضية، شهدت الفضائية التونسية قناة تونس 7 ، نقلة نوعية في برامجها الدينية، التي تضاعف توقيتها ثلاث مرات، بحيث باتت تمتدّ على نحو 50 دقيقة تقريبا بعد أن كانت لا تتجاوز الربع ساعة، وهو ما اعتبره المراقبون، تحولا هاما قياسا بما كان عليه الوضع قبل عدة سنوات، حيث لم تكن الفقرة الدينية الرمضانية تشتمل سوى على حديث ديني وتلاوة قرآنية قبيل الإفطار بالإضافة إلى أذان المغرب..
فبخلاف رمضان السنوات الماضية، شهدت الفضائية التونسية قناة تونس 7 ، نقلة نوعية في برامجها الدينية، التي تضاعف توقيتها ثلاث مرات، بحيث باتت تمتدّ على نحو 50 دقيقة تقريبا بعد أن كانت لا تتجاوز الربع ساعة، وهو ما اعتبره المراقبون، تحولا هاما قياسا بما كان عليه الوضع قبل عدة سنوات، حيث لم تكن الفقرة الدينية الرمضانية تشتمل سوى على حديث ديني وتلاوة قرآنية قبيل الإفطار بالإضافة إلى أذان المغرب..
لكن في الوضع الجديد، اشتملت المساحة الدينية على الحديث الديني الذي حمل عنوان قيم خالدة ، وبرنامج أخلاق القرآن ، إضافة إلى التلاوة القرآنية، ثم أذان المغرب وفقرة خاصة بالدعاء، إلى جانب برنامج من أسماء اللّه الحسنى ..
واللافت للنظر في برمجة رمضان الجاري، التحاق الشيخ محمد مشفر، الإمام الخطيب والشيخ الذي شغل التونسيين وملأ دنياهم على القناة الإذاعية الخاصة إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم ، من خلال أحاديثه وأسلوبه الذي شدّ التونسيين بشكل غير مسبوق، التحاقه بالتلفزيون التونسي عبر فقرة تبث مباشرة بعد الإفطار..
في مقابل ذلك، لا تتضمن قناة حنبعل أو تونس 21 الفضائية المخصصة للشباب تحديدا، أية برامج دينية عدا رفع الأذان في وقت الصلاة على قناة حنبعل..
على صعيد آخر، شهدت القنوات الثلاث تخمة من الأعمال الكوميدية وقليلا من الدراما..
فقد تنافست القنوات الثلاث على الأعمال الكوميدية في نوع من السباق المحموم، غير أن هذه المنافسة جاءت ساذجة وهزيلة، فنيا وحرفيا ومن حيث النص كذلك، بل إن أغلبها بدا مستهلكا في أعمال سابقة، إلى الحدّ الذي جعل بعض الملاحظين يصفون هذه الأعمال الكوميدية بـ الفوضوية التي تخلو من كل نفس إبداعي ..
في المقابل، قدمت القناة التونسية (تونس 7)، عملا دراميا حمل عنوان: مكتوب ، الذي يزعم معالجة علاقة الرجل بالمرأة ومسائل تخص العنصرية والتمييز، إلى جانب تسليط الأضواء على مشاكل الانحراف والجريمة وصراع الطبقات الاجتماعية، في سياق مشوق تتداخل فيه مشاكل الحب والعشق والخيانة والكراهية، وتمتزج فيه المصالح المتناقضة بالقيم النبيلة، كما تختلط فيه العواطف والأحاسيس بالرغبة في الانتقام..
لكن الحلقات الست الأولى من هذا المسلسل، أثار انتقادات الإعلاميين والرأي العام التونسي، بسبب عدم التمييز بين الجرأة واللغة السوقية المبتذلة أحيانا، الذي لا يتسم بأي خطاب فني أو إبداعي..
ولجأت قناة تونس 21، إلى إعادة بث المسلسل التركي المدبلج نور ، في محاولة لشدّ المشاهد التونسي، بعد أن عرف هذا المسلسل نجاحا منقطع النظير في تونس والعالم العربي..
ويرى عديد النقاد، أن البرمجة التلفزيونية في تونس خلال شهر رمضان، ما تزال محكومة بنوع من التنافس الذي يخلو من كثير من الحرفية، ويفتقر إلى النفس الإبداعي، ما جعلها أعمالا موسمية غير قابلة للتداول عربيا أو حتى مغاربيا..
صالح عطية
Al Sharq
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 14098