<img src=http://www.babnet.net/images/2b/sayedlasyadd.jpg width=100 align=left border=0>
نصرالدين السويلمي
عندما تغيب اغاني التمجيد الركيك لبورقيبة خلال عُهدة بن علي ثم تعود لتظهر في مرحلة ما بعد الثورة ، ذلك يعني ان الردة عن المنجز تسير على قدم وساق وان القوم يتحركون بخطوات مدروسة نحو العودة الى مرحلة مخزية اختزلت تونس وتاريخها العريق الطويل في شخص بورقيبة وتنكرت لما دونه بل وضربت حالة من التعتيم على بقية الشخصيات التي تركت بصماتها في تاريخ البلاد وابلت على جبهة النضال كما غيرها من جبهات الشرف ، حين تهيم هذه الجوقة في بورقيبة وتالهه ، حتى اذا اسقطه الجنرال انصرفت عنه لتنحاز بحدها وحديدها الى بن علي ثم اذا اقبلت الثورة بالحرية وردت للإنسان قيمته ورفعت الحجر عن الراي الحر ، حينها وحينها فقط ترفض الجوقة الانحياز الى الكرامة وتصر على التوغل في غياهب التاريخ لتنتشل كتل التزلف من غبارها وتبعث فيها الحياة من جديد .
عندما تغيب اغاني التمجيد الركيك لبورقيبة خلال عُهدة بن علي ثم تعود لتظهر في مرحلة ما بعد الثورة ، ذلك يعني ان الردة عن المنجز تسير على قدم وساق وان القوم يتحركون بخطوات مدروسة نحو العودة الى مرحلة مخزية اختزلت تونس وتاريخها العريق الطويل في شخص بورقيبة وتنكرت لما دونه بل وضربت حالة من التعتيم على بقية الشخصيات التي تركت بصماتها في تاريخ البلاد وابلت على جبهة النضال كما غيرها من جبهات الشرف ، حين تهيم هذه الجوقة في بورقيبة وتالهه ، حتى اذا اسقطه الجنرال انصرفت عنه لتنحاز بحدها وحديدها الى بن علي ثم اذا اقبلت الثورة بالحرية وردت للإنسان قيمته ورفعت الحجر عن الراي الحر ، حينها وحينها فقط ترفض الجوقة الانحياز الى الكرامة وتصر على التوغل في غياهب التاريخ لتنتشل كتل التزلف من غبارها وتبعث فيها الحياة من جديد .
فاجأتنا الاذاعة "الوطنية" مساء الاثنين 20 مارس بالعودة الى تلك الاغاني الركيكة التي جرعتها لشعبنا دولة التزلف ، دولة الشخص الحاكم بأمره ، الاذاعة المذكورة وبدل ان تستغل ذكرى 20 مارس لتفتح ملفات الاحرار وتحقنها بحرارة التاريخ ، وتعيد الاعتبار للشخصيات الوطنية المغيبة عن الذاكرة ، بدل ذلك اختارت ان تعود الى تلك السلوكات الرديئة حين اجتذبت اغنية تمجد شخص الزعيم الاوحد من الارشيف وعرضتها على امواجها ، " يا سيدّ الأسياد يا حبيبي بورقيبة الغالي.." ذلك ما اقترحته الاذاعة في عملية مراودة للحس الجمعي وفي محاولة مستفزة لإعادة الماضي الشمولي التسلطي في ثوب فني تراثي اصيل يدغدغ الحنين ويرحل بالوجدان الى مرحلة الزمن الجميل او هكذا خيل لهم ، زمن الزعيم والماجدة وسيلة ومفيدة ، زمن من توجيهات الرئيس وقصر سقانص ، الزمن الذي كانت تسمى فيه المعارضة "شرذمة" ويطلق على الشخصيات الوطنية الناقدة لسياسة بورقيبة "اعداء الوطن" ..لا تقترحوا علينا مرة اخرى يا سيد الاسياد ، ان لم يكن احتراما لقوافل الضحايا فاقله احتراما لصالح بن يوسف ، وحتى لا تعود بنا الذاكرة الى الداعشي الذي سبق عصره ! الى البشير زرق العيون .
Comments
18 de 18 commentaires pour l'article 140236