<img src=http://www.babnet.net/images/2b/drapeauunioneurtunisie.jpg width=100 align=left border=0>
بقلم الاستاذ بولبابه سالم
منذ فترة قصيرة قرر الاتحاد الاوروبي مثالثة المنحة التي يقدمها الى المجتمع المدني في تونس ، و بالتالي مضاعة قيمتها الى ثلاثة اضعاف ..طبعا ، ياتي هذا القرار لتشجيع الدور الذي لعبه المجتمع المدني و تاثيره في مجريات الاحداث قي السنوات الاخيرة ..لكن السؤال المطروح :هل يقدم هؤلاء ''الخواجات'' صدقات لوجه الله ام لغاية في انفسهم ؟
من السذاجة و السطحية النظر الى الامر ببساطة فهؤلاء يعملون وفق اهداف معلنة و غير معلنة و لا يلقون الاموال جزافا ، و هنا تكتسي خطورة التمويل الخارجي للجمعيات و المنظمات و تهديدها للسلم الاهلي بل و مدى انحيازها الى الخيارات الوطنية . فالاجندات غير خفية و معلومة و ولاء من يلبسون عباءة النشاط الجمعياتي للاجنبي مفضوحة ، فكيف لجمعية او منظمة لا يتجاوز اعضاؤها بضعة انفار ان تقيم ندوات و مؤتمرات في افخم النزل الا اذا كانت ''سبالة'' المال الاجنبي بلا حساب؟
كلنا يتذكر تاثير هذه الجمعيات في كتابة الدستور و ما رافقها من تظاهرات مختلفة و ضغوطات حيث فتحت منابر الاعلام على مصراعيها امامهم و صاروا اقوى تاثيرا من الاحزاب المنتخبة من الشعب .. و اننا نلمس اليوم عودة الى نشاط هذه الجمعيات بعدما خفت صوتها و انتهى دورها بعد انتخابات 2014 ، و مع فتح 'سبالة'' التمويل من جديد و باكثر غزارة فسنشهد اندفاعا قويا من منتسبي هذه الجمعيات لابتزاز الطبقةالسياسية و الدفع بها نحو تهارج سياسي و معارك جانبية كالحديث عن المساواة في الارث الذي يتزامن مع فتح الخارجية الفرنسية للتمويلات الخارجية في شهري افريل و نوفمبر ، كما بدات بعض المنظمات الاخرى التي اختصت في مراقبة الانتخابات وهي في الحقيقة غير محايدة في التنافس السياسي في الظهور مجددا بل و يعطى رئيسها في احدى القنوات الخاصة مساحة زمنية معتبرة لالقاء الدروس حول قانون الانتخابات البلدية القادمة و كانه خبير بينما هو اقرب الى مخبر لدى منظوريه .
كما سيتابع التونسيين فصولا من مطالب غريبة و عجيبة لا علاقة لها بمطالب الشباب التونسي ، فبعد تعديل قانون الزطلة قد نشهد تشريع زواج المثليين و المساواة في الارث ، فالجماعة عندنا يفعلون كل شيء و لا يقيمون اعتبارا للقيم و هوية الشعب ما دامت الاموال تتقاطر ،، للاشارة فان هذا القانون قد لقي في فرنسا نفسها معارضة شديدة قبل تفعيله .
لقد صدق ما كتبه الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه ' المسالة الثقافية في الوطن العربي " حيث انه و منذ بداية تسعينات القرن الماضي بدا الغرب يغير سياسته تجاه دول شمال افريقيا و المنطقة العربية عبر ضرب هويته الثقافية و خلق الصراعات الاثنية و الطائفية و اثارة قضايا تشغل الراي العام و تقسمه ، و يسعى الى ذلك عبر انشاء جمعيات و منظمات يمولها لتقوم بهذه الادوار القذرة ، لان الغرب قد استخلص الدروس من استعماره المباشر لهذه البلدان و لاحظ ان الهوية العربية الاسلامية لتلك الشعوب قد لعبت دورا قويا في محاربته ، و بعد فشل المستشرقين الذين واكبوا الحركة الاستعمارية جاء الدور اليوم على العملاء الحضاريين للغرب كما يقول انور عبد المالك لمواصلة هدم ما عجز عنه الغرب نفسه ..و يبقى ضرب الاسرة و اسسها هو الهدف البعيد لهؤلاء ..
ان موضوع التمويل الخارجي للجمعيات يجب ان يوضع على الطاولة للنقاش لانه كان مفهوما في سنوات الاستبداد بحكم الحصار المضروب على نشاطها لكن منعه اليوم في الحرية صار مطلبا ضروريا مثل تمويل الاحزاب .
اما مثالثة المنحة قبل الانتخابات البلدية فهو يؤكد ان الغرب مدرك لضعف تاثير الكثير من الاحزاب و الاكيد ان سفراؤهم قد كتبوا تقاريرا تصف الوضع بدقة و ان تسمين المجتمع المدني و احياؤه لا يكون الا بالمال ، و بالذهب تشترى المعادن الصلبة كما جاء في برتوكولات حكماء صهيون .
كاتب و محلل سياسي
منذ فترة قصيرة قرر الاتحاد الاوروبي مثالثة المنحة التي يقدمها الى المجتمع المدني في تونس ، و بالتالي مضاعة قيمتها الى ثلاثة اضعاف ..طبعا ، ياتي هذا القرار لتشجيع الدور الذي لعبه المجتمع المدني و تاثيره في مجريات الاحداث قي السنوات الاخيرة ..لكن السؤال المطروح :هل يقدم هؤلاء ''الخواجات'' صدقات لوجه الله ام لغاية في انفسهم ؟
من السذاجة و السطحية النظر الى الامر ببساطة فهؤلاء يعملون وفق اهداف معلنة و غير معلنة و لا يلقون الاموال جزافا ، و هنا تكتسي خطورة التمويل الخارجي للجمعيات و المنظمات و تهديدها للسلم الاهلي بل و مدى انحيازها الى الخيارات الوطنية . فالاجندات غير خفية و معلومة و ولاء من يلبسون عباءة النشاط الجمعياتي للاجنبي مفضوحة ، فكيف لجمعية او منظمة لا يتجاوز اعضاؤها بضعة انفار ان تقيم ندوات و مؤتمرات في افخم النزل الا اذا كانت ''سبالة'' المال الاجنبي بلا حساب؟
كلنا يتذكر تاثير هذه الجمعيات في كتابة الدستور و ما رافقها من تظاهرات مختلفة و ضغوطات حيث فتحت منابر الاعلام على مصراعيها امامهم و صاروا اقوى تاثيرا من الاحزاب المنتخبة من الشعب .. و اننا نلمس اليوم عودة الى نشاط هذه الجمعيات بعدما خفت صوتها و انتهى دورها بعد انتخابات 2014 ، و مع فتح 'سبالة'' التمويل من جديد و باكثر غزارة فسنشهد اندفاعا قويا من منتسبي هذه الجمعيات لابتزاز الطبقةالسياسية و الدفع بها نحو تهارج سياسي و معارك جانبية كالحديث عن المساواة في الارث الذي يتزامن مع فتح الخارجية الفرنسية للتمويلات الخارجية في شهري افريل و نوفمبر ، كما بدات بعض المنظمات الاخرى التي اختصت في مراقبة الانتخابات وهي في الحقيقة غير محايدة في التنافس السياسي في الظهور مجددا بل و يعطى رئيسها في احدى القنوات الخاصة مساحة زمنية معتبرة لالقاء الدروس حول قانون الانتخابات البلدية القادمة و كانه خبير بينما هو اقرب الى مخبر لدى منظوريه .
كما سيتابع التونسيين فصولا من مطالب غريبة و عجيبة لا علاقة لها بمطالب الشباب التونسي ، فبعد تعديل قانون الزطلة قد نشهد تشريع زواج المثليين و المساواة في الارث ، فالجماعة عندنا يفعلون كل شيء و لا يقيمون اعتبارا للقيم و هوية الشعب ما دامت الاموال تتقاطر ،، للاشارة فان هذا القانون قد لقي في فرنسا نفسها معارضة شديدة قبل تفعيله .
لقد صدق ما كتبه الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه ' المسالة الثقافية في الوطن العربي " حيث انه و منذ بداية تسعينات القرن الماضي بدا الغرب يغير سياسته تجاه دول شمال افريقيا و المنطقة العربية عبر ضرب هويته الثقافية و خلق الصراعات الاثنية و الطائفية و اثارة قضايا تشغل الراي العام و تقسمه ، و يسعى الى ذلك عبر انشاء جمعيات و منظمات يمولها لتقوم بهذه الادوار القذرة ، لان الغرب قد استخلص الدروس من استعماره المباشر لهذه البلدان و لاحظ ان الهوية العربية الاسلامية لتلك الشعوب قد لعبت دورا قويا في محاربته ، و بعد فشل المستشرقين الذين واكبوا الحركة الاستعمارية جاء الدور اليوم على العملاء الحضاريين للغرب كما يقول انور عبد المالك لمواصلة هدم ما عجز عنه الغرب نفسه ..و يبقى ضرب الاسرة و اسسها هو الهدف البعيد لهؤلاء ..
ان موضوع التمويل الخارجي للجمعيات يجب ان يوضع على الطاولة للنقاش لانه كان مفهوما في سنوات الاستبداد بحكم الحصار المضروب على نشاطها لكن منعه اليوم في الحرية صار مطلبا ضروريا مثل تمويل الاحزاب .
اما مثالثة المنحة قبل الانتخابات البلدية فهو يؤكد ان الغرب مدرك لضعف تاثير الكثير من الاحزاب و الاكيد ان سفراؤهم قد كتبوا تقاريرا تصف الوضع بدقة و ان تسمين المجتمع المدني و احياؤه لا يكون الا بالمال ، و بالذهب تشترى المعادن الصلبة كما جاء في برتوكولات حكماء صهيون .
كاتب و محلل سياسي
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 138673