<img src=http://www.babnet.net/images/2b/rio2016tunisia2.jpg width=100 align=left border=0>
بقلم الأستاذ رضوان نجاحي
انطلقت الألعاب الأولمبية ومعها انطلقت حملة " التنبير" لدى التونسيين تعليقا على نتائج رياضيينا دون أدنى إدراك لمدلول الألعاب الأولمبية. و أهدافها دون اجترام للقيم الأولمبية. ماذا كان ينتظر التونسيين؟ الفوز بالذهب؟ بالفضة؟ بالبرونز؟ ألا يكفينا أنه لدينا أبطال عالميين ورياضيين أولمبيين ونحن نعيش في ما يشبه الدولة وشعبا لا علاقة له بقيم الجمهورية.
ليس من حق التونسيين أن ينتقدوا رياضيينا الأولمبيين لأسباب عديدة:
أوّلها، من لا يرسل أبناءه لممارسة الرياضة لا يحق له ان ينتقد رياضيين وهو لا يعلم حجم المكابدة والجهد الذين يبذلهما الرياضي التونسي في ظل استقالة شبه كلية للدولة
ثانيها، من لا يذهب لمتابعة مقابلاتل الرياضات الفردية وألعاب القوى والرياضات الأولمبية ليقدم الدفع المعنوي للرياضيين ليس له الحق ان ينتقدهم في المناسبات فقط وهو لا يعرفحتى أسماءهم إلا حين تظهر على شاشة التلفزة فيمباراة أولمبية
ثالث الأسباب، يعود للدولة، هل تنتظرون أن يفوز أبطالنا على أبطال فرنسا وأمريكا وأنقلترا والصين وروسيا واليابان وكندا والبرازيل وكوريا الجنوبية، وهولاندا وإيطاليا وألمانيا وغيرها من الدول التي تتفوق في العديد من الرياضات وفي هذه الدول ثقافة تدعم الرياضي المخفق حتى يتجازو الفشل وثقافة تقوم على تنمية القيم الأولمبية وروح المنافسة بعيدا عن النتائج و الميداليات هذا فضلا عن كون ميزانية بعض الاختصاصات في دول معينة تفوق بكثير ميزانية وزارة الرياضة في تونس.
رابع الأسباب، كيف يمكن لشعب عدد المجازين فيه في مختلف الرياضات لا يتجاوز 10% من مجموع السكان أن يخلق أبطالا يحصلون على الميداليات، لذلك فمجرد بلوغ رياضيين الألعاب الأولمبية يعتبر مكسبا و لإنجازا
ثالث الأسباب، يعود للدولة، هل تنتظرون أن يفوز أبطالنا على أبطال فرنسا وأمريكا وأنقلترا والصين وروسيا واليابان وكندا والبرازيل وكوريا الجنوبية، وهولاندا وإيطاليا وألمانيا وغيرها من الدول التي تتفوق في العديد من الرياضات وفي هذه الدول ثقافة تدعم الرياضي المخفق حتى يتجازو الفشل وثقافة تقوم على تنمية القيم الأولمبية وروح المنافسة بعيدا عن النتائج و الميداليات هذا فضلا عن كون ميزانية بعض الاختصاصات في دول معينة تفورق بكثير ميزانية وزارة الرياضة في تونس.
هناك أسباب عديدة أخرى قد لا نتوقف قريبا لو أردنا الوقوف عليها جميعا ،من أهمها غياب الوعي الشعبي بأهمية الرياضة ودورها التربوي الي يغدي روح المنافسة واحترام الأخر و يدرب على تهذيب النفس من انفعالات الغضب والعنف ويعود المرء على مثابرة الاجتهاد. و كذلك التهميش الذي تعاني منه الرياضة وغياب خطة تربوية في المجال الرياضي هذا بالإضافة إلى فساد الهياكل الرياضية والقائمين عليها وغياب التكوين العلمي الصحيح والتأطير و الرعاية و الاهتمام بالرياضيين.
كلها أسباب تدفعنا إلى احترام الرياضيين المشاركين في الألعاب الأولمبية بقطع النظر عن النتائج.
بقيت إشارة بسيطة لعلها تفيدنا في فهم أخر للرياضة، إناليونانيين القدامى حين أقاموا الألعاب الأولمبية كانوا يريدون أن يقول لسكان أولمب من الألهة " أيتها الألهةالتي تلعب طوال الوقت على مدار العام.. ها نحن البشر الذين نذهب لحقولنا و متاجرنا ومراكبنا ومزارعنا و حروبنا نستطيع أيضا ان نلعب وان نتنافس. نحن ننجز ما تقومونبه وما لا تقومون به" و كان اليونانيون لا يحبون الأبطال المتفوقين كثيرا لأنهم يخرجون من دائرة التنافس الإنساني و يصبحون مماثلين للالهة.
لماذا هذه الإشارة؟
لعلنا نفهم الأساس الذي تقوم عليه الروح الأولمبية وهي بذل الجهد والمنافسة والمثابرة العمل و احترام الأخر و العمل على تجاوز الفشل و كسر الاحباط و حط المعنويات.
لذلك أنا أحب الألعاب الأولمبية وفخور بكل رياضي تونسي يمنحني فرصة أن استمع للنشيد الرسمي الوطني و راية تونس تخفق في كل مبارة، ذلك أيضا نصر كبير
فتكن إيجابيين وأولمبيين وحين نصير شعبا متمدنا يعيش في ظل جمهورية حقيقية سوف نحصل على الكبير من الميداليات الأولمبية
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 129387