ماذا يريد الباجي قايد السبسي ؟

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
لاشك ان السيد رئيس الدولة الباجي قايد السبسي هو الذي يمسك خيوط اللعبة السياسية في البلاد و يتلاعب بالجميع رغم وجود دستور يضبط صلاحياته ، لكن و بما ان منصب الرئيس له سلطة معنوية اكتسبها بفضل نظرة الناس الى ساكن قرطاج ، اضافة الى القدرة الخطابية للباجي قايد السبسي ، فإنه تجاوز كل تلك الضوابط الدستورية ليقترح مبادرة حكومة وحدة وطنية رغم ان الحكومة لا تسقط الا بسحب الثقة منها داخل مجلس نواب الشعب او عند تقديم رئيس الحكومة لاستقالته .
لاشك ان السيد رئيس الدولة الباجي قايد السبسي هو الذي يمسك خيوط اللعبة السياسية في البلاد و يتلاعب بالجميع رغم وجود دستور يضبط صلاحياته ، لكن و بما ان منصب الرئيس له سلطة معنوية اكتسبها بفضل نظرة الناس الى ساكن قرطاج ، اضافة الى القدرة الخطابية للباجي قايد السبسي ، فإنه تجاوز كل تلك الضوابط الدستورية ليقترح مبادرة حكومة وحدة وطنية رغم ان الحكومة لا تسقط الا بسحب الثقة منها داخل مجلس نواب الشعب او عند تقديم رئيس الحكومة لاستقالته .

الباجي قايد السبسي داهية سياسي و يعلم جيدا ان العبرة بالنتائج في عالم السياسة المتقلب و المثير ، و بعلم ان رئيس الحكومة الحبيب الصيد شخصية كفأة على المستوى الاداري لكنه لا يملك كاريزما السياسي القوي ، و امام تعدد الانتقادات و التصريحات حول الازمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد و دعوة البعض اطراف المعارضة الى مؤتمر انقاذ و تشكيل حكومة وحدة وطنية أخذ زمام المبادرة في حوار مدروس بدقة و القى الكرة في ملعب منتقدي الحكومة و يعلم يقينا انهم لن يتفقوا بحكم تضارب المصالح فلو اتفقوا لشكلوا معارضة موحدة ، اما رد المنظمات الوطنية فيعلمه الباجي جيدا رغم سعيه و رغبته في ضم انحاد الشغل و اتحاد الاعراف الى الحكومة لضمان الامن الاجتماعي و دعم رجال الأعمال .
أيد اتحاد الشغل مقترح رئيس الدولة لكن دون دخول الحكومة و يواصل اتحاد الاعراف مشاوراته لبحث أليات تفعيل المشاركة . المهم ان الباجي قايد السبسي نجح في اعادة الحياة الى الطبقة السياسية في شهر رمضان حيث كثفت اجتماعاتها بينما يواصل الحبيب الصيد عمله بطريقة عادية لكن بأكثر حماس و بزيارات ميدانية شملت مناطق عديدة و مرافق خدماتية متعددة .
اجواء التغيير قد تهب على بعض الوزارات لكن منصب رئيس الحكومة يظل يسيل لعاب الكيير من الطامعين رغم ان الجميع يعلم ان الصعوبات التي تعانيها تونس كبيرة و شاقة و لكن حلم القصبة صار مغريا و تلعب بعض وسائل الاعلام دورا ترويجيا لبعض الشخصيات و الوزراء بدفع من حكومة الظل و المتنفذين الحقيقيين الذين لا تراهم الاعين و لكن تعرفهم عقول المتابعين .
لقد نجح الباجي قايد السبسي ايضا في تصدير أزمة حزبه الى الحكومة فنداء تونس يعيش اليوم صراعا رهيبا بين لوبياته المختلفة حول التموقع و كعكة السلطة ، هناك من يريد الدفع بالمحسوبين على حافظ قايد السبسي ، و آخرون يرغبون بتقوية شوكة يسار النداء الذين عاد بعضهم في الفترة الأخيرة ، و بعض الندائيين يرون اليوم و ضمن حسابات المستقبل ان الفرصة مواتية ان يتحمل الحزب مسؤولياته في السلطة عبر شخصية سياسية قيادية من الحزب بعد ان خسر بعض مناضليه اثر فوزه في الانتخابات السابقة خصوصا مع اقتراب الانتخابات البلدية في مارس 2017 .
يبقى الامر رهين ما يدور في ذهن الباجي قايد السبسي ، فهو يعرف ملفات الجميع سلطة و معارضة ، و يناور مع الكل لكسب الوقت .
تجدر الاشارة ان رئيس الدولة هو صاحب الكلمة الفصل داخل نداء تونس و يعرف الخبيث و الطيب ، و يدرك يقينا ان التوازنات الداخلية تفرض عليه التفاهم مع حلفائه ، اما الخارج فلا تهمه الاشخاص بقدر اهتمامه بمصالحه .اراده الباجي رمضانا سياسيا ساخنا مع حرارة الطقس لكن خبر التغيير سينزل بردا على البعض و نارا مستعرة على البعض الآخر ، فرضاء الجميع غاية لا تدرك .
كاتب و محلل سياسي
Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 126655