مقامة الاعلام الرمضاني

أبو مـــــــــازن
ألا وقد نويتَ الصيام، كما اعتدت في كل عام، ها قد جاء رمضان يقرؤك السلام، ويفتح باب المغفرة والتوبة للكرام. هذا ركن من أركان الاسلام، يحزي الله فيه بسخاء أهل الصيام. تمضي كل سنة أجيال و أقوام، و يعود هذا الشهر بانتظام، فتكون ليلة القدر في آخر الايام، و ننال العفو والصفح من العزيز ذي انتقام. قيل : ألنا ترويح عن النفس عند الاعلام؟ واستعانة على قضاء الفرض بخشوع و استسلام.أعلم اذن أنّ أمر الاعلام أقسام، فيهم من اتخذ رمضان موائد و طعام، وفيهم من خصه بالميسر و الأنصاب والأزلام، وفيهم من شكك في كنه عقيدة الصيام، وفيهم أيضا من اختص في مسلسلات نشر الاجرام. كل يبحث جذب المشاهد على الدوام، حين الصوم وحين الصلاة و ساعة القيام.
ألا وقد نويتَ الصيام، كما اعتدت في كل عام، ها قد جاء رمضان يقرؤك السلام، ويفتح باب المغفرة والتوبة للكرام. هذا ركن من أركان الاسلام، يحزي الله فيه بسخاء أهل الصيام. تمضي كل سنة أجيال و أقوام، و يعود هذا الشهر بانتظام، فتكون ليلة القدر في آخر الايام، و ننال العفو والصفح من العزيز ذي انتقام. قيل : ألنا ترويح عن النفس عند الاعلام؟ واستعانة على قضاء الفرض بخشوع و استسلام.أعلم اذن أنّ أمر الاعلام أقسام، فيهم من اتخذ رمضان موائد و طعام، وفيهم من خصه بالميسر و الأنصاب والأزلام، وفيهم من شكك في كنه عقيدة الصيام، وفيهم أيضا من اختص في مسلسلات نشر الاجرام. كل يبحث جذب المشاهد على الدوام، حين الصوم وحين الصلاة و ساعة القيام.

ملاحظات أسوقها لنفسي و لمن أعجبه هذا الكلام، أن لا يفسد صيامه ببذيء الكلام، ومسلسلاتنا تتفنن في ابرازه عبر الأعوام. بتنا نتعلم تفاصيل بيوت الظلام، في عز شهر الصيام، و نراقب النشل و النطر و الاغتصاب و الاجرام، وتفاصيل علاقات جرمتها الشرائع و كذلك الاسلام. بتنا نتعلم القمار والميسر و صناديق الأثام، وما يصيبها من عار و خفة و ازدراء و حرام. في اعلامنا لا تتلى سير العظام، ولا تردد آيات القرآن بانتظام، في اعلامنا على مراد الله يا كرام، حضرة و جبّة و وتقاليد نالت الاهتمام، فلبث الصوم مجرد جوع و عطش و آلام. في رمضان يحلو للاعلام نشر الخصام، و ترويج مسلسلات الغرام. كذلك يتيه أهل السراب على الدوام، يحسبونه صوما وقد أفسدوه بما جادت الشاشة من آثام.
كل القنوات العربية و الاسلامية تروّح عن أهل الصيام، فيها الغث وفيها السمين و فيها بعض من الحرام. و فيها التلاوة وفيها الدعاء و فيها الدرس الهام. ولكن بيننا مختصون في حشو الأفلام، دعارة وحقارة و خمرا و اجرام. قصص غريبة عن معتاد أهل البلد الكرام، و ألعاب مرعبة و مدمرة للأخلاق بالتمام، و وجوه كالحة تستبيح تيه الظلام، فما دخلها في نهار نقضيه في الصيام؟ أين الهايكا التي تدافع عن الذوق العام؟ ألا تعاقب مذنبا ومفسدا من ذاك المقام؟ تبا لمن تسارع في تكميم أفواه الأيمة على الدوام، و تشتكي أمر المجلس الاسلامي الأعلى في يوم من الأيام.
قد يعالجك بعضهم بقول عامّ، اغلق التلفاز أو غيّر القناة ان كنت الهمام، حسنا و ما يفعل ابنك الفتى و ما يفعل من بلغ الفطام؟ و ما يفعل من استعان برمضان على هجر الاعلام، وفيه ضعف و للاعلام جذب و اشهار محل اهتمام. لو لطّف الاعلام من معروضاته ينال المرام، و يزداد منسوب المشاهدة ويكون خير دام. ولكن ما كان ذلك مراد أولئك الأقزام، فغايتهم الأخلاق أن تصبح كالحطام، و يمسي المسلم عربيدا فيعيش الانفصام، ويبتعد المواطن عمّا أصابه من هدى و نهج الالتزام. وبعد قولي هذا أستشهد في الختام، بقول سيد المرسلين خير الأنام (صلى الله عليه وسلم) : إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ. وفي أحاديث أخرى: وصفدت الشياطين. ولكن شياطين الانس يحضرون مع الاعلام، يبيعون في مسلسلاتهم الأحلام ، و صندوق قد يحوي دنانير الأوهام، نسأل الله التوبة و حسن الختام، فلا يؤاخذنا بالسفهاء مريدي الفتنة في شهر الصيام، ويمنع عنّا شبح الارهاب الهدّام، كلّ يسيء للدين و لهذا الشهر لو كان فيهم عقلا يخلّص الحلال من الحرام.
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 126425