أعلام تونس المنسيّة

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/mahmoud_el_materi_matri_hab.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم حامد الماطري

هي حادثة عشتها في صغري، أثّرت في كلّ ما عرفت في حياتي بعد ذاك اليوم. غيّرت نظرتي للعالم و لمغزى الحياة أكثر من أيّ تجربة أخرى.كنت شابّاً مراهقاً بسنّ الخامسة عشر، أدرس بجهة منفلوري بالعاصمة، و ككلّ أندادي، كان يصادف أن أزور أحد أصدقائي في منزله لنراجع سويّاً... كان صديقي هذا من عائلة ميسورة، أصيلي جزيرة جربة، و كانوا يسكنون فيلا شاسعة، هي أقرب للقصر.

يومها، اقتربت منّي جدّة زميلي، و كانت سيّدة عجوزاً ذات وقار و هيبة، يعاملونها في البيت بإجلال حدّ التّقديس.تقدّمت نحوي و هي تنظر لي نظرة مرتابة، تسألني ذاك السّؤال التّقليديّ الذي لم تعد تسأله اليوم إلا الجدّات: ولد شكون أنت؟ ... طبعاً كان سؤالها لتعرف من يصادق حفيدها، و كنت محرجاً لأنني اعتقدت أنّها إذا عرفت أنني لست جربيّاً فهي لن تستسيغ صداقتنا، و لن تستسيغ وجوديفي منزلها.




قلت لها في خجل: ولد الماطري ... رمقتني بنظرة ثاقبة، و كأنّ الإسم يعني لها شيئاً، و سألتني: تكون من الدّكتور؟ . عرفت أنّها تقصد الدكتور محمود الماطري فأجبتها إيجاباً و قلت: إي نعم، يقربلي... ليس جدّي المباشر، و لكننا في العائلة نعتبره بمثابة جدّ لنا .. ما كدت ألفظ هذه الكلمات إلا و تغيّر كل ما يحيط بي. تهللت أسارير العجوز و ضمّتني إليها و قالت: أنت من ريحة الغالي، ذاك رجل فاضل و كريم، ساعد الناس و خفف عنهم آلامهم، و أحبّ البلاد و أعطاها عمره .
يومها نصبت الصّفرة على شرفي.. بقيت أتفرّج على ما يحدث و أنا مندهش منبهر... في الحقيقة، كنت في غاية الحرج. لم أكن أعرف الكثير عن الرّجل، سوى بعض الحكايات الباهتة التي سمعتها على هامش أحاديث العائلة، و صورة صغيرة و سطران مسقطان درسناهما في درس التاريخ للسّنة السّادسة ابتدائي.
أمرت الجدّة ابنها -و هو رجل أعمال مرموق، لم يسبق أن حادثني قبل ذاك اليوم- بأن يجالسني للغداء، و مضت تروي لنا جميعاً قصصاً جميلة و هي تقول سي محمود عاونّا برشة أحنا الجرابة كيف جينا لتونس ، و روت كيف أنّه كان يخصّص يوماً في الأسبوع ليعالج الفقراء و المحتاجين، و كيف كان يسلّمهم الدّواء من دون مقابل، و كيف كان يعمل جهده على أن يخفف من همومهم و ألا يحرجهم... حدّثتنا عن الرّجل الوطنيّ الصّادق الخلوق، المبدئي، و الذي كان يلقّبونه أب الشعب .
كان يوماً عجيباً، أتذكّر أنني بقيت أقكّر في ما حدث لأيّام عديدة... كنت بالأساس منبهراً أن كيف يمكن لشخص ما أن يترك في عموم النّاس أثراً يجعلهم يكنّون له كلّ هذا الحبّ، و بعد مضيّ عقود على مماته؟ǃ حتماً كان هناك من هو أغنى منه، و من هو أشهر منه، و لكنّ كل نجومهم أفلت، و لم يبقى للأموال أو للشّهرة في هذه الدّنيا من صدى، و لم يبقى إلا مثل هذا العمل الطّيّب و الذّكرى الحسنة.

منذ تلك اللّحظة، تغيّرت نظرتي للحياة، و تغيّرت معها أولويّاتي.. أصبحت هذه الواقعة مصدر إلهامي. أحسست أنني أحمل أمانة تجاه هذا البلد، فانخرطت في الشّأن العامّ منذ صغري. حاولت أن أحافظ على مبادئي، و أن أرى الحقّ أين يكون، لا أين أريد له أن يكون... حاولت أن لا أخاف كما اختار غيري أن يخاف، كنت أقول لنفسي ماذا يمكن أن يصيبني مقارنة بما تحمّله السّابقون؟ و حاولت أن أتعفّف أين أطلق غيري العنان لجشعه، و أن أكون دائماً زاهداً في المنافع أو المناصب.
لا أقارن نفسي أبداً بالمناضل، أقول فقط أنّه كان مصدر إلهام في حياتي، و أنّ قصّته علّمتني أن أغلى ما في الدّنيا ليس بالأساس شيئاً مادّيّاً. كذلك لم أروي هذه القصّة ابتغاء التباهي بقرابة أو نسب، أو ادّعاءً لبطولة، بل لابراز قيمة أن يكون لك مصدر إلهام في الحياة، أن يكون لك رمز تسير على خطاه... من دون ذلك، قد لا يمكن للانسان أن يحمل رسالة، أو لا يدرك قيمة ما هو لا مادّيّ ، من وطنيّة و حبّ للنّاس، و ايمان و علم و حقّ و أخلاق... من لا يعرف القيمة المعنويّة للأشياء، لا يعرف معنى الإيثار.. لن يعرف غير ذاته، و غير تحصيلا لمنافع الشّخصيّة الضّيّقة– و هو حال الكثيرين للأسف.
منذ ذلك اليوم أيضاً، أصبحت مولعاً بقصص التّاريخ الذي لم يكتب... قصص تسمعها من النّاس، يروونها بصدق و حماس، و أحياناً بألم، و لكنّك لا تجدها في كتب التاريخ، لم نسمع بها في صغرنا، و هي حتماً لا تروى لأطفالنا.
شهداء قضوا في الجبال ضدّ الاستعمار... أبطال زمن الحروب، و آخرون أبطال في البناء و في عطائهم للمجتمع... أناس عاديّون، لكنّهم أعطوا من لدنهم و من طاقتهم، عمّروا البلاد و أثثوها حضارةً، و تركوا فيها أثرأً حتى صار لنا فيها اليوم ما نفتخر به.
و اكتشفت شيئاً مهمّاً: لست الوحيد الذي عاش جاهلاً لقصص أبطاله.. الأبطال في تونس في كلّ حيّ و في كلّ عائلة..هم حقّاً كثيرون، فلا تخلو قرية في تونس أو شارع من مناضل أو بطل أو رمز. لكنّهم أبطال مجهولون، لم يكرّمهم أحد، و لم يذكرهم أحد و نساهم الجميع...
لم يتحدّث عنهم أحد، لأنه في بلادنا لا يتّسع المشهد لغير الزّعيم الأوحدǃ
تاريخنا عبث به كلّ من مرّ به.و كلّ عابر يعمل جاهداً على طمس كلّ ما سبقه، و إعادة كتابة التاريخ على هواه. و من ثمّ يتجنّد المطبّلون (و ما أكثرهم) فيكتبون الملاحم لشخصه، و تردّد الأشعار في حمد نعمته بلا انقطاع... فهو الأب و هو القائد و هو الباني و هو الحامي و هو المنقذ... هو من ليس من قبله قبل، و لا من بعده بعد.
و في ظلّ الزّعيم و أصحابه، و التّابعين، هضم حقّ الكثيرين في التّكريم و العرفان...

الدغباجي

هل يعرف أحد منكم عن معركة رمثة في صحراء تطاوين بالجنوب التونسي، و التي استشهد فيها العشرات، و منهم مقاومون قصفوا في الجبال و لم يقع جمع رفاتهم حتى اليوم، أي بعد ستّين سنة من الاستقلالǃ من يعرف سيرة مصباح الجربوع أو الدغباجي، غير أهاليهم و عشيرتهم؟ من يحتفل بشهداء الجنوب غير أهل الجنوب؟

مصباح الجربوع

هل يعرف التّونسيّ شيئاً عن جورج عدّة، المناضل التونسي اليهودي الكبير، و الذي قال عندمانالت تونس استقلالها: اليوم انتهى فصل من نضالي، و انطلاقاً من الآن سأدافع عن قضيّة حقّ أخرى.. قضيّة فلسطينǃ

جورج عدّة

هل سمع أحدكم بالمهندس التونسي الذي ضحّى بحياته لانقاذ مصفاة النفط ببنزرت من حريق خطير اندلع بها في السّتّينات..؟هل سمع أحد بعبّاس البحري، و الذي توفّي منذ أسابيع قليلة فقط، و هو من صنّف كأحد أعظم علماء العصر، و كان حتماً لينال جائزة نوبل لو كانت تسند في اختصاص الرّياضيّات..؟

عبّاس البحري

للأسف، كلّها أسماء إمّا مبهمة، أو تماماً مجهولة.
بالماضي القريب تفتّق ذهن حمزة البلومي عن هذه الخلاصة: البايات هم من أتوا بالاستعمار إلى تونس، و بورقيبة هو الذي أخرجه ... اعجاز في السّطحيةǃ

كلام سخيف، مسلوخ عن الحقيقة التاريخية، و ببّغاء يردّد بغباء أسطوانة كرّرت على مسامعه منذ عقود.. البروباغندا و تمجيد الزّعماء –بالحقّ و بالباطل- هو أمر معمول في النّظم الشّموليّة. و جمهوريّة الاستقلال لم تشذّ عن هذه القاعدة. لكن أن نبقى نكرّر ذات الكلام من دون تفكير، و ان نصبح نحن أنفسنا رجع الصّدى للبروباغندا حتّى بعد ان سكتت ابواقها، فهو أمر خطير، اذ مررنا من مرحلة استهلاك الجهل الى مرحلة انتاجه.

أنجازات بورقيبة لا ينكرها عليه أحد. في النّهاية، لم يترك هو، أو الأوفياء من أنصاره من بعده، أيّ مناسبة تمرّ دون أن يذكّرنا بخصاله و أفضاله على البلاد. و لكنّ تزوير التاريخ و مسح قرون من تاريخ تونس، و اظهار البلاد و كأنّها كانت غباراً من الأفراد من قبل أن يحلّ ركبه هو، فهذه مغالطة تاريخيّة كبرى، و إثم جناه بورقيبة على تونس و نحمل إزره الى اليوم...
تجفيف تاريخ تونس الحديث و إفراغه من معالمه ضرب مقومات شخصيّة التونسي، و جعل منه منبتّاً ، شيئاً كمجهول النسب، يبحث لنفسه عن أصل و عن هويّة (و لا زال)، بكلّ ما في هذه الفكرة من معان و أبعاد اجتماعيّة و قيميّة.

الحقيقة هي أنّ تاريخ تونس الحديث يزخر بالأسماء التي تستحقّ أن تخلّد، فيه المصلحون و المنظّرون من باني الدولة التونسية زمن الدّولة الحسينيّة. فيه مجتمع الثّلاثينات، الذي جمع الشّابّي و الحدّاد و بشيرة بن مراد و الحامّي و حشّاد، و الدّوعاجي و الطّاهر و الفاضل بن عاشور و و و... بورقيبة نفسه، لا يعدو ان يكون احد افرازات هذا الثراء المجتمعي الاستثنائي.

بعد قرابة العشرين سنة من الحادثة التي رويتها في بداية نصّي، شاءت الأقدار أن يحملني عملي إلى الصحراء بأقصى الجنوب التونسي، و أتيحت لي الفرصة يوماً أن أزور برج بورقيبة . و هي حاليّاً ثكنة عسكريّة شيّدت بالقرب ممّا كان يوماً ما برج البوف –le boeuf ، و الذي نفي إليه و اعتقل فيه خمسة من الزعماء الوطنيين، المؤسسين للحزب الحرّ الدستوريّ الجديد (الحبيب بورقيبة، محمود الماطري، الطاهر صفر، البحري قيقة و محمود بورقيبة) في أوائل الثلاثينات. حالفني الحظّ أن أكون ربّما الأول من بين عائلات كل هؤلاء، الذي تتاح له الفرصة لزيارة هذا المكان النّائي و المشبع بالتاريخ.
استقبلني الظابط المسؤول عن الموقع، و رحّب بي و أوصلني إلى غرفة منزوية بناؤها قديم يوحي أنّها كانت الوحيدة الواقفة في الخلاء، و قبل أن تشيّد باقي المرافق المحيطة بها. فوق الباب، ألصقت رخامة نقش عليها: في هذا البيت سكن المجاهد الأكبر أثناء إقامته منفيّاً .

فتح مرافقي الباب، فإذا بها غرفة تمسح عشرة أمتار مربّعة على أقصى تقدير، يغطّي أرضها حصير من السّعف، و يحتلّ ثلث هذه المساحة سرير حديدي و منضدة صغيرة.. قال الظّابط: هنا كان يحتجز الزّعيم بورقيبة . شعرت بالحزن و بغضب شديد و أنا أقول له: كلّا...ǃهنا أحتجز خمسة أشخاص، و كلّهم زعماء... و هذه الغرفة مشوّهة،فربّما كان الحصير موجوداً، لكن حتماً هذا السّرير و تلك المنضدة هم من وحي خيال من وضع الرّخامة التي ألصقت فوق الباب .


ما لا يدركه الكثيرون، أن الكثير من تاريخنا الوطنيّ قد زوّر بمثل هذا الشكل الفجّ و القبيح.. ما لا يدركه التونسيون، هو أنهم أغنى و أثرى ممّا يتصوّرون، أنّهم لا يدينون بشيء لأحد. هم من يصنع الأبطال، و في عروق كلّ تونسيّ يسري بضع من دم زعيم أو مناضل أو شهيد أو بطل. بل أن كلّ من يتبجّح بنضالهبعطائه للبلاد، هو أصلاً صنيعتها و لا يزال مديناً لها.

دور المجتمع المدنيّ التونسيّ اليوم هو اعادة النّظر في تاريخنا. ليس التّاريخ الببّغائي و الشعار المفرغ من معناه في عبارة بلد الثلاثة آلاف سنة . بل اعادة قراءة التّاريخ بشيء من التّجديدو البحث و الموضوعية، بعيداً عن عربدة الضّوضاء و تشنّج الهويات .
أن تمسح تونس الغبار عن أبطالها و روّادها و تحتفي بهم لا يراد منه تكريم السّابقين فحسب، بل هو رسالة مهمّة الى النّاشئين.ليس أحسن من يزرع المستقبل في تربة غنيّة من التّاريخ المشرّف، و من المهمّ أن يكون لكلّ تونسي ذكرى من عائلته أو من قريته تلهمه و تنير خطاه. الحياة يكون لها مغزى مختلف حين تشعر بأنّك تنتمي إلى مسيرة تتعدّى حدود شخصك، و أنّك مستأمن على إرث بناه غيرك و يجب عليك أن تصونه و تمرّره إلى من هو بعدك.
لو بلغ مثل هذا الوعي عقول التونسيين، سيدرك المعلّم قيمة الدّور الملقى على عاتقه، و كذلك الطّبيب و الموظّف و الصّحافيّ. و لن تجد وقتها من يتعاطى التّهريب، أو من يشتري البضائع المهرّبة.سيلتفت الجميع إلى البناء، و يتعفّفون عن الفساد... لن يكون هناك منبتّ في أرضنا، و حتماً لن يجد الارهاب -أو الاستعمار- مواطئ قدم في عقول أبنائنا.



Comments


28 de 28 commentaires pour l'article 125679

Mohammed Adel  (Tunisia)  |Jeudi 26 Mai 2016 à 23:21           
السيد BenMoussa
فعلا، "الاعتراف بالخطإ والاعتذار الصادق من شيم الرجال لا يقدر عليه إلا من يملك رفعة نفس ورجاحة عقل ونبل أخلاق"
وحسبي الله ونعم الوكيل

Mohammed Adel  (Tunisia)  |Jeudi 26 Mai 2016 à 22:21           
السيد BenMoussa
فعلا، حسبي الله ونعم الوكيل


Mohammed Adel  (Tunisia)  |Jeudi 26 Mai 2016 à 22:12           
حسبي الله ونعم الوكيل

BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 26 Mai 2016 à 18:44           
السيد محمد عادل
الاعتراف بالخطء والاعتذار الصادق من شيم الرجال لا يقدر عليه الا من يملك رفعة نفس ورجاحة عقل ونبل اخلاق
وانت اتهمتني باطلا بالتعصب وانكار فضائل الغير وقولتني ما لم اقل بتاتا ولم تقدم دليلا واحدا على ذلك وتجاهلت كل ادلتي التي قدمتها وتثبت تماما عكس ما ذهبت اليه انت
فحسبي الله ونعم الوكيل

Mohammed Adel  (Tunisia)  |Jeudi 26 Mai 2016 à 11:56           
السيد BenMoussa
أنهي هذا النقاش بالقول إن احترام الآراء المختلفة أمر واجب دون شك، أما تقديم معلومات خاطئة ونكران فضل مجموعات كاملة من الناس خاصة من الذين يشاركوننا الانتماء إلى نفس الوطن والدين فالسكوت عنه سكوت عن الحق...
والسلام

BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 26 Mai 2016 à 10:16           
لسيد محمد عادل
جيد أننا نلتقي على ضرورة إعادة كتابة تاريخنا...
ولكن الخطوة الاولى هي ان نقلع عن توزيع الاتهامات الباطلة ونحترم اراء بعضنا البعض وان اختلفنا

Mohammed Adel  (Tunisia)  |Mercredi 25 Mai 2016 à 23:40           
السيد BenMoussa
جيد أننا نلتقي على ضرورة إعادة كتابة تاريخنا والاعتراف لمن تألموا ومن استشهدوا من أجل أن يحيا من يعمر البلاد بعدهم أحرارا أعزة. وجيد أيضا أن نتدخل لتصويب المعلومات التاريخية التي تبدو لنا غير دقيقة، لكني أظنك توافقني على أن تصويب خطإ ما لا يكون بتقديم معلومات أخرى خالية من الدقة.
وعلى أي حال فإني أظن أن نقاشنا، وإن شابه شيء من الحدة، قد حمل إلينا جميعنا فوائد لعل أبسطها هو هذا الاتفاق على ضرورة الاعتناء بتاريخ الشعب والاعتزاز بجهد أي مجموعة من مجموعاته مهما كان مستقرها (في المدينة أو البادية، على تخوم السواحل أو بعيدا عنها...)، بدلا من طمس أمجاده في أعمال أفراد ما كان لها أن تحقق نفعا إلا بامتزاجها بأعمال غيرهم من عامة الناس المغمورة أسماؤهم، وطمس إحساسنا بشخصيتنا الوطنية تبعا لذلك وتحويلنا إلى "ذرات غبار" تستمرئ
العبودية

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 25 Mai 2016 à 22:03           
السيد محمد عادل
لست ادري لماذا تحرفون كلامي وتقولوني ما لم اقل
انا ذكرت مقاومة الجنوب في نطاق ردي على من انكر ذلك وكتب حرفيا "اما على مستوى الجهة كجهة فلم يثبت في التاريخ المكتوب و المروي جهة انتفظت على الاستعمار غير صفاقس الا اذا اعتبرتها من الجنوب" ولكنني لم انف المقاومة عن اي جهة بل بالعكس لمت من يفعل ذلك وكتبت "تونس للجميع ولا داعي لانكار فضل جهة او تفضيل جهة اخرى "
وما طالبت انت به من ـ إعادة كتابة تاريخنا ولكن مع التشديد على دور "البطل الشعبي الجماعي" دون تفريق بين شمال وجنوب أو مدن وقبائل... بدلا من التشديد على دور "الأبطال الفرديين".ـ هو تماما ما ذهبت اليه مسبقا في تعاليقي "الجهات الاخرى فقاومت لحد علمي من خلال هبات شعبية تلقائية وبقيادات محلية ذاتية دفاعا عن الدين والوطن" و"لا داعي لانكار فضل جهة او تفضيل جهة اخرى" ولكنني هوجمت واتهمت بالتعصب وتفضيل الجنوب وحده مع اني لم اذكر مدينة او قبيلة او
فردا بعينه ولم انتقص من دور اي جهة او مدينة او قبيلة وما ذكرته عن صفاقس هو رد على تعصب السيد الفاطمي لهذه المدينة ومستخرج من كلامه هو وبينت ذلك بقولي "وهو ما أجهله" اي ليس لدي علم مسبق بذلك ولا انفيه ولا ايده
فلماذا هذا التهجم والاتهامات الباطلة؟ والمتناقضة تماما مع كل ما كتبت

Afarit  (Tunisia)  |Mercredi 25 Mai 2016 à 17:55           
وهل صدقتم أن بورقيبة كان معتقلا في رمادة؟بورقيبة كان عميلا لفرنسا ولم يسجن يوما واحدا في سجن رمادة
هل يعقل أن يكون السجين بهذا اللباس الفاخر والسيقار
http://img15.hostingpics.net/pics/171302bourguiba.jpg

Mohammed Adel  (Tunisia)  |Mercredi 25 Mai 2016 à 14:37           
السيد BenMoussa
أنت سعيت إلى تأكيد أن الجنوب وحده (مع وضع حدود جغرافية وعمرانية وتاريخية خاصة لم تبين ماذا تكون) هو الذي "قاوم الاستعمار باستمرار وشراسة مما حدى بالمستعمر الى اعلان الجنوب الشرقي منطقة عسكرية تطبق فيها القوانين العسكرية دون سائر البلاد ورغم ذلك استمرت المقاومة حتى بعد الاستقلال الداخلي مما عجل بالاستقلال التام" وكأنك تنفي حتى أحداث بنزرت، ونفيت بشكل واضح عن بعض الجهات استمرارها في مقاومة المستعمر ودور الإرادة الشعبية فيها. وعلى هذا كان ردي.
ولست أدري في أي عبارة مما كتبتُ وجدتَ تمجيدا للمدن والساحل ومعاقبة "للجنوب والمناطق الداخلية بمزيد التهميش"، مع أني ذكرت دور بعض القبائل في الشمال من داخل البلاد (أولاد عيار) وفي الوسط من داخل البلاد (قبائل جلاص) إضافة إلى مدينة قابس (التي أظنها مندمجة فيما تسميه أنت الجنوب) ومدينة صفاقس لتبيان أن المقاومة عمت البلاد جميعها، كما أكدت أن المقاومة كانت بإرادة شعبية لا استجابة لإذن (أو أمر) القايد علي بن خليفة (أو غيره من القياد...)
وأنا لم أعلق على كاتب المقال. على العكس أنا أوافق على مجمل ما كتب، وما أريده بالفعل هو بالضبط ما أراده كاتب المقال، أي إعادة كتابة تاريخنا ولكن مع التشديد على دور "البطل الشعبي الجماعي" دون تفريق بين شمال وجنوب أو مدن وقبائل... بدلا من التشديد على دور "الأبطال الفرديين". فما أفسد تاريخنا وما زيّف وعْيَنا وما نشر الفرقة بيننا شيء أكثر مما فعل ذلك، أي تقديس "البطل الفرد" وإلغاء الشَّعْب واعتباره "ذرات غبار" أوقطعانا تتمايز بالاتجاه الجغرافي
لمقامها...

MokhtarAyeb  (Tunisia)  |Mercredi 25 Mai 2016 à 00:58           
السيد محمد عادل
انا كتبت حرفيا "لا فائدة من اثارة النعرات الجهوية" ثم "تونس للجميع ولا داعي لانكار فضل جهة او تفضيل جهة اخرى حقا او باطلا" فترد علي بـ"دع عنك التعصب"
انه فعلا منطق غريب ولكنني لا اتعجب لاننا تعودنا بهذا طوال اكثر من نصف قرن فتمجد المدن والساحل تماما كما فعلت انت الآن وان قلنا كلمة عن الجنوب او المناطق الداخلية فنحن متعصبون نعاقب بمزيد التهميش حتى صار الحال الى ما هو عليه الان
انا لم انتقص من فضل اي جهة بل بالعكس وخلافا لما فعلت انت والسيد الفاطمي انا ذكرت ان كل الجهات قاومت الاستعمار وسردت بعض مقاومة الجنوب تماما كما فعل السيد حامد الماطري فاتهم كلانا بالتعصب وقولنا ما لم نقل
فهل ما زال الحديث عن الجنوب وبقية المناطق المهمشة جريمة ينتفض لها البعض؟

Ben Djraad  (Switzerland)  |Mardi 24 Mai 2016 à 21:08 | Par           
🇹🇳👍🇹🇳👍🇹🇳👍🇹🇳👍 شكرا سي حامد الماطري 🇹🇳👍🇹🇳👍🇹🇳👍🇹🇳

Mohammed Adel  (Tunisia)  |Mardi 24 Mai 2016 à 21:04           
السيد BenMoussa
دع عنك التعصب (لاتجاه الجنوب الذي يبدو ذا حدود خاصة وتكوين عمراني استثنائي عندك)، وأعد قراءة التاريخ جيدا بنفس مستعدة للانتصار للحق والاعتراف لذوي الفضل بفضلهم. الجهات التي انتفضت بصورة شعبية جماعية ضد الاستعمار في تونس كانت مدينة صفاقس وقابس. وإلى جانبهما كانت انتفاضات لبعض القبائل كجلاص في القيروان (أي في الوسط) وأولاد عيار (في الشمال، إن كان من الضروري ذكر الاتجاهات الجغرافية). ونضال أهالي صفاقس لم يكن بأمر من خليفة النفاتي، وإنما التحق هو بهم
حين أعلنوا الثورة لمساندتهم. وقد استمر نضال أهالي هذه المدينة لاحقا بأشكال متعددة ومنها ما كان في أحداث 5 أوت 1947. وأظنك تعرف الدور المركزي لهذه المدينة والقرى والمدن المرتبطة بها إداريا في أحداث ثورة 17 ديسمبر - 14 جانفي، ما يعني حضورها بصورة مستمرة في الأحداث التاريخية الكبرى. وما أظن الاعتراف بحقيقة تاريخية كهذه مما ينتقص من فضل بعض قبائل ما تعتبره أنت جنوبا في الثورة على المستعمر أو المستبد الوطني. ولعله من المفيد أن أقول إن المدن الكبرى
تتعالى على الاتجاهات الجغرافية لأن نسيجها الديموغرافي متنوع كل التنوع

Citizenvoice  (Tunisia)  |Mardi 24 Mai 2016 à 12:55           
- Merci beaucoup M. Matri. Je vous félicite beaucoup pour votre article. Malheureusement, pour ce petit pays il semble qu'il y a pas mal de chose à revoir de fond en comble et les bonne volontés pour cela ne semble pas pour demain. encore une fois merci.

عبد المجيد الأحمر  (Tunisia)  |Mardi 24 Mai 2016 à 10:36           
شكرا جزيلا للسّيّد حامد الماطري على الإفادة ونتمنّى أن تستجاب دعوته إلى مشاركة جماعيّة في إعادة كتابة تاريخ تونس وتخليصه من التّرّهات والأكاذيب والأراجيف على نحو ما كشفه السّيّد حامد الماطري في هذا المقال .

Moncef Lahzami  (Tunisia)  |Mardi 24 Mai 2016 à 09:57           
Nombreux documents historiques en disent trop sur nos vrai héros, Ils sont pour la plupart constitués par un ancien archive des ambassades et disponibles pour un large public dans certains centres de documentations européens.

Njimabd  (Tunisia)  |Mardi 24 Mai 2016 à 08:36           
حان الوقت لإعادة كتابة تاريخ تونس و إعطاء كل ذي حق حقه.

Rafik  (France)  |Mardi 24 Mai 2016 à 08:27           
Il est inconcevable aujourd'hui, 5 ans après la révolution que sebsi, parce qu'il est président, se permette de dilapider l'argent public qui est l'argent de tous les tunisiens dans des choses qui n'apportent rien ni à la tunisie ni au peuple tunisien. la réinstallation de la statue de bourguiba à tunis coûte 600 millions de millimes. chacun peut rêver ou imaginer ce qui aurait pu se faire avec tout cet argent jeté par la fenêtre et ceci
pour exaucer le vœu d'un homme déconnecté de la réalité alors que la majorité des tunisien(ne)s vivent plein de problèmes dans leur quotidien surtout la chèreté de la vie , le manque d'infrastructures......
c'est pourquoi je demande à tous les citoyen(ne)s libres de signer la pétition du remboursement de cette somme par le présient tunisien , et qu'une commission indépendante soit formée pour contrôler ce remboursement de l'argent privé de Mr sebsi, et même s'il arrive qu'il décéde, le remboursement doit avoir lieu à partir de l'héritage qu'il laisserait.


https://www.change.org/p/président-tunisien-sebsi-remboursement-des-frais-de-la-statue-de-bourguiba-par-l-argent-privé-de-sebsi?recruiter=37325110&utm_source=share_for_starters&utm_medium=copyLinkf

BenMoussa  (Tunisia)  |Mardi 24 Mai 2016 à 08:21           
Fatimide (Tunisia)
اولا انا لم أتحدث عن قصدك ولم ابحث فيه ولكنني علقت على كلامك وقدمت بعض الحقائق التاريخية التي يجهلها الكثيرون ويتجاهلها البعض
وفي نفس السياق اذكرك بان المقاومة كانت أساسا قبائل وعروش ولم تكن جماعات كما ذكرت لان النظام السائد يومها هو نظام قبلي
وصفاقس قاومت اذن المستعمر استجابة لعلي بن خليفة الذي كان نفاتيا وليس صفاقسيا و"قايد" معين من الباي وهو ما أجهله، اما الجهات الاخرى فقاومت لحد علمي من خلال هبات شعبية تلقائية وبقيادات محلية ذاتية دفاعا عن الدين والوطن وليس بطلب من زيد او عمرو
فالمقاومة كانت جهات بقبائلها وعروشها وليست بحكامها فان اردت الحديث عن ثورة "القياد" والحكام ضد المستعمر فذلك طبعا شان آخر

Fatimide  (Tunisia)  |Mardi 24 Mai 2016 à 07:27 | Par           
بن موسى كلامك جميل لكن اضن انك لم تفهم قصدي. لما فرضت الحماية على تونس عام 1881 صفاقس كقيادة و شعب انتفظت معا نفس الشي فا قابس وهو ما لم يثبت في اي مكان اخر. الهبة الشعبية في باقي المدن كانت جماعات و ليس جهة باكملها دلني على قائد معين من الباي بمثابة الوالي اليوم غير علي بن خليفة الذي قاوم مع جنبا الى جنب مع المدينة

BenMoussa  (Tunisia)  |Mardi 24 Mai 2016 à 05:51           
Fatimide (Tunisia)@
ما ثبت في التاريخ المكتوب والمروي ان صفاقس قاومت دخول المستعمر الفرنسي كجهات عدة من البلاد ولكنها لم تنتفض عليه بعد ذلك وهي باعتبار موقعها الجغرافي وخصوصياتها التاريخية والعمرانية ليست من الجنوب
والجنوب قاوم الاستعمار باستمرار وشراسة مما حدى بالمستعمر الى اعلان الجنوب الشرقي منطقة عسكرية تطبق فيها القوانين العسكرية دون سائر البلاد ورعم ذلك استمرت المقاومة حتى بعد الاستقلال الداخلي مما عجل بالاستقلال التام
انها الحقائق التاريخية التي يجهلها جل ابنائنا وعمل على تغييبها ونسيانها وإنسائها السياسيون
فلا فائدة من اثارة النعرات الجهوية والمهندس حامد الماطري لم يننوه بان "الجنوب هو من قاوم فقط" ولم يرد عنه شيء من ذلك رغم ما تعرض له من تمييز جهوي مقيت في حياته المهنية
تونس للجميع ولا داعي لانكار فضل جهة او تفضيل جهة اخرى حقا او باطلا
انما الفتى من يقول ها انا ذا ليس الفتى من يقول كان ابي

Hassine Hamza  (Tunisia)  |Lundi 23 Mai 2016 à 22:41           

شكرا سي حامد الماطري

نورت ذاكرتنا

الله ينورك


Almokh  (Tunisia)  |Lundi 23 Mai 2016 à 21:54           
تابع
لم يترقب علي بن خليفة وصول النجدة من العثمانيين بل توجه الى أهله من عرش
البلاد التونسية معه خصوصا بعد أن يئسوا من إعانة تركيا.
نفات وأعدهم لمواجهة الحرب مبينالهم أخطارما أقدم عليه الباي ونوايا المستعمر الفرنسي المحتل ثم قام باتصالات عديدة مع رؤساء القبائل الاخرى محرضا الجميع على الجهاد في سبيل الله والوطن.
مناورة ومواجهة
وقد استعان في ثورته بابنه راشد وتحولا معا الى جهة صفاقس في منتصف جوان 1881 واجتمعا مع الشيخين الحاج محمد كمون والحاج محمد الشريف، ثم تحول يوم 20 جوان 1881 الى القيروان فاجتمع بأعيان المدينة ورؤساء القبائل بجامع عقبة الكبير ومواصلة لحملته ضد الباي ومعاونيه فقد سعى لتوحيد الجهودلمقاومة الاحتلال الفرنسي مؤكدا للناس نجدة الخلافة العثمانية عبر المبعوثين الذين بعثهم الى طرابلس ويهدف من وراء ذلك الاشعار أن يبدد الخوف من نفوس الأهالي.
وفي 25 جوان 1881 اعترض علي بن خليفة النفاتي سنجقا عسكريا من الحامية، مرسلا الى قابس في أرض (المهاذبة) فردوه على أعقابه. وفي 2 جويلية 1881 أنجد علي بن خليفة مدينة صفاقس الثائرة ضد دخول القوات الفرنسية وانضم الى الثائرين بمئتي فارس من عرش أولاد نفات. كما شارك في معركة صفاقس من بدايتها في 5 جويلية الى نهايتها في 17 جويلية 1881 . وجعل مركز قيادته خارج المدينة حتى يبقى له مجال للمناورة والتحرك. وقد حمى فرسانه الذين وقفوا سدا منيعا أمام الجيش الفرنسي
واجبروه على المكوث في الميناء محتميا بمدافع البواخر.
ولما سمع علي بن خليفة بترويج منشور ورد من الباي الى أعيان صفاقس مؤرخ في 13 جويلية 1881 يدعوهم فيه الى الطاعة والاستسلام خشي ذلك ان يؤثر فيهم. فاستدعى كبار الأعيان من صفاقس الى معسكره خارج المدينة وهددهم أنه سينسحب مع اتباعه إذا ما أذعنوا لأوامر الباي وبذلك يصبحون عرضة للغزاة الفرنسيين. فطمأنوه بأنهم على وعدهم معه للدفاع عن مدينتهم وأبلى علي بن خليفة وأنصاره البلاء الحسن في الدفاع عن مدينة صفاقس وأظهروا شجاعة واستبسالا نادرين وخلال تلك المعارك
انكسرت رجل علي بن خليفة وعاش بعد ذلك اعرج وجرح ابنه (راشد) كما كسرت رجل أخيه ( صالح) وجرح ولدا هذا الاخير: (العوني ومحمد).
وإثر احتلال صفاقس من طرف الاستعمار الفرنسي انسحب علي بن خليفة النفاتي مع اتباعه الى جهة قابس ثم الى جهة (ودارن) والشعال، ومن هناك كان على اتصال بعروش جلاص والقيروان والساحل. وكانت قبائل أولاد عيّار متجمعة في مكثر، والفراشيش في سبيطلة وأولاد رضوان في قفصة وكانت كل تلك القبائل متّصلة بعلي بن خليفة النفاتي لكنها لا تدخل تحت قيادته رغم أنه انتصب ممثلا للسلطان العثماني. وقد انضمت له قبائل جلاص والسواسي والمثاليث وبنو يزيد وبواسطة عرش جلاص كان علي بن
خليفة متصلا بالقيروان. وكان مجاهدو صفاقس يقبلون سيادته.
ومن أعماله الحربية اعداده (500) فارس و(2000) من المشاة وصل جميعهم يوم 17 جويلية 1881 قرب مدينة تونس وأغاروا على ممتلكات الباي فساقوا ألف بعير واحتلوا عددا من الضيعات. ولم تستطع القوات الفرنسية ان تحرك ساكنا.
جمع السلاح
وبعد استقراره بمركز قيادته (ودارن) تحول أخوه صالح على رأس قوة أخرى الى قابس، حيث ساهم مع (محمد بن شرف الدين) في حصار الفرق الفرنسية التي نزلت بشاطئ (قابس).
وفي 31 جويلية 1881 وصلت القوات الفرنسية الى جهة (شنني) بقابس ودكت المدفعية منزله (دار الفريك) رغم الدفاع المستميت لأنصاره الذين استشهد منهم حوالي 50 مجاهدا، واثر ذلك تحول الى جهة القيروان ثم الى الساحل واتصل ببعض رؤساء القبائل حاثا على تعبئة القوى ومواصلة الجهاد. ولما أحس باستسلام بعض رؤساء القبائل ويأس الأهالي وتشتتهم انسحب الى الجنوب في 20 نوفمبر 1881 والتحق به أخوه صالح وبقيا يترقبان وصول عروش بني زيد والحمارنة لتكوين نواة لقوة جديدة ليقوموا
بهجوم قوي ولما تأخر المدد غادر المكان في يوم 29 نوفمبر سنة 1881 نحو مدنين فبنقردان في اتجاه الحدود التونسية الليبية بهدف الاشراف على اجتماع ضم زعماء المقاومة المتواجدين بطرابلس.
ولما اقتنع بخطورة الوضع هاجر علي بن خليفة النفاتي الى طرابلس ومعه نحو ثلاثين ألفا من الأتباع في أواخر سنة 1881 . وقد لحق به بقية المجاهدين وقواتهم من الجهات الاخرى من البلاد التونسية حتى وصل عدد القوات الى قرابة (120.000)، اجتمع من جديد برؤساء القبائل المتواجدة بطرابلس حاثهم على مواصلة الجهاد والاستعداد للرجوع الى تونس أرض الوطن ودحر الاعداء الفرنسيين المحتلين.
وكان علي بن خليفة يجمع الأسلحة والعتاد والمؤونة ويرسلها الى المجاهدين ممن بقوا في تونس للقيام بأعمال العنف والتخريب والشغب والقيام بغارات على القوات الفرنسية في كافة أنحاء البلاد التونسية.
ولم تنقطع اتصالاته بالخلافة العثمانية في تركيا عبر مبعوثيه والتصدي للجواسيس والحملات الصحفية التي تهدف الى الحط من معنوياته هو وأنصاره غير أنه لما فشلت محاولاته مع الباب العالي ونظراللحالة التي كان عليها المجاهدون في طرابلس لكثرة عددهم وقلة عتادهم ومؤونتهم تملكه اليأس وغلب عليه الحزن خاصة وأن الأخبار تصله من تونس تؤكد تمركز الفرنسيين واستحواذهم التام على السلطة.
واشتد به المرض وأدركه المنون في جويلية سنة 1885 ودفن حيث مات (بالزاوية الغربية) التي تبعد حوالي 40 كم عن مدينة طرابلس. وإثر وفاته رجعت عائلته الى ولاية قابس، كما رجع أغلب المهاجرين الذين غادروا

Fatimide  (Tunisia)  |Lundi 23 Mai 2016 à 21:54 | Par           
الى السيد المخ حول علي بن خليفة النفاتي القايد في ذلك الزمان. علي بن خليفة افتك ارضي شاسعة من اراضي المهاذبة و منحها لقبيلة نفات. راجع كتب التاريخ خاصة الاصل و الفصل للمكني و عروش تونس

Almokh  (Tunisia)  |Lundi 23 Mai 2016 à 21:50           
علي بن خليفة النفاتي .. ثورة تونس التى لا يعرفها احد …



هو علي بن خليفة بن راشد النفاتي من عرش (نفات) المنحدر من قبيلة (بني سليم) التي هي منتشرة في ولاية قابس من الجنوب الشرقي التونسي، على غرار العديد من العروش القديمة التي كانت تنتقل بين الجنوب والشمال بحثا عن المرعى ومتطلبات العيش.
ولد علي بن خليفة النفاتي سنة 1807 وتوفي سنة 1885 أي أنه عاش 78 سنة، وكان الفرنسيون أيام تمرده عليهم يطلقون عليه لقب (العجوز المتمرد). وتربى تربية العائلات البدوية، المتنقلة بين المدن والقرى حسب وظائف الأهل ومسؤولياتهم وحسب نمط العيش السائد في ذلك العصر. وكان علي بن خليفة النفاتي يجالس شيوخ العروش لاكتساب الخبرة والتجربة ويخالط الشباب الميال للقروية والسفر والترحال.
لما اكتسب خبرة الرجال دخل سلك الوظيف وتدرج فيه من خليفة الى كاهية الى عامل وتختلف أهمية الجهات التي عمل فيها من واحدة الى أخرى، وتقلب علي بن خليفة في عدة وظائف عسكرية منها أمير لاي، ثم أمير لواء الى غير ذلك من الرتب وتنقل كعامل في جهات: نفات، والهمامة، والقيروان وجلاص والمثاليث، وأولاد عيّار.
ولما انتصبت الحماية في 12 ماي سنة 1881 كان علي بن خليفة النفاتي يشتغل خطة عامل على الاعراض ويقطن بداره التي بقيت آثارها الى اليوم بقرية (شنني) بولاية قابس وتسمى دار الفريك (الفريق).
كان المجاهد علي بن خليفة النفاتي بالرغم من الوظائف التي تحملها ومن علاقة عائلته بالبايات محافظا على تمسكه بأصالته وبانتسابه للأمة العربية والاسلامية وكان يؤمن أن طاعة الخليفة العثماني أمر ديني مقدس لا يمكن التسامح فيه، وأن من يخرج عن طاعتهم وولائهم ويتعامل مع غيرهم من الدول والأحباس يجب محاربته ولو كان الباي نفسه.
ولما أمضى الصادق باي معاهدة الحماية مع الفرنسيين في 12 ماي 1881 كان علي بن خليفة من أول المبادرين باعلان الثورة على الباي فأرسل مبعوثين الى طرابلس لاعلام الباشا نائب الخليفة بعدم رضاه عن دخول الفرنسيين للبلاد التونسية واحتلال البلاد واستعمار العباد وبثورته ورغبته الملحة في النجدة بالسلاح والمال. ولكن الخلافة العثمانية آنذاك كانت مشغولة في الدفاع عن وجودها.
لم يترقب علي بن خليفة وصول النجدة من العثمانيين بل توجه الى أهله من عرش نفات وأعدهم لمواجهة الحرب مبينالهم أخطارما أقدم عليه الباي ونوايا المستعمر الفرنسي المحتل ثم قام باتصالات عديدة مع رؤساء القبائل الاخرى محرضا الجميع على الجهاد في سبيل الله والوطن.
مناورة وموا

Fatimide  (Tunisia)  |Lundi 23 Mai 2016 à 21:49 | Par           
رغم ان المرحوم الماطري لا يشك في وطنيته و جهده و حبه لشعب تونس و ارضها لكني ارى في كل مقال لك ولاخرين التنويه بان الجنوب هو من قاوم فقط هنا لبد من التاكيد نعم الجنوب قاوم كما قاوم الاخرون من مختلف الجهات على مستوى الافراد اما على مستوى الجهة كجهة فلم يثبت في التاريخ المكتوب و المروي جهة انتفظت على الاستعمار غير صفاقس الا اذا اعتبرتها من الجنوب. رحم الله محمود الماطري .

BenMoussa  (Tunisia)  |Lundi 23 Mai 2016 à 20:53           
المقال ممتاز جدا وممتع حقا فشكرا للسيد حامد
ولكنني لا اوافقك على الثلاث سطور الاخيرة وما اجمل المقال بدونها
وكما يقال لكل جواد كبوة

Ahmed Beyoub  (France)  |Lundi 23 Mai 2016 à 20:51           
رحم الله رجال تونس


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female