معرض حرفى بقصر العبدلية بالمرسى يسلط الضوء على تاريخ فن الخزف بتونس

باب نات -
بحثت عن خزافين فوجدت شعراء.... كانت هذه شهادة الكاتب والشاعر الفرنسى جورج ديهامال 1884/1966 متحدثا عن فن الزخرفة فى تونس وفن الخزف وهما من الخصائص المميزة للموروث التقليدى التونسى الموغل فى الجمالية والابداع.
هذا المنتوج الخزفى تنوعت أشكاله واختلفت الوانه فجعل من تونس قبلة لدول متوسطية مثل مصر وليبيا والجزائر وفرنسا واسبانيا وتركيا بل تعدى هذه الدول ليبلغ الولايات المتحدة الامريكية كما يقول مدير دار ديميتير للنشر منصف القلاتى الذى أشرف على نشر كتاب باللغة الفرنسية يحمل عنوان أولاد شملة قرن من فن السيراميك بتونس .
هذا المنتوج الخزفى تنوعت أشكاله واختلفت الوانه فجعل من تونس قبلة لدول متوسطية مثل مصر وليبيا والجزائر وفرنسا واسبانيا وتركيا بل تعدى هذه الدول ليبلغ الولايات المتحدة الامريكية كما يقول مدير دار ديميتير للنشر منصف القلاتى الذى أشرف على نشر كتاب باللغة الفرنسية يحمل عنوان أولاد شملة قرن من فن السيراميك بتونس .

هذا الفن الذى أحياه أولاد شملة مع بداية القرن العشرين بعد أن شهد ركودا فى القرن التاسع عشر مثل محور معرض تم افتتاحه مساء السبت بقصر العبدلية بالمرسى ليتواصل الى غاية 8 ماى القادم ويقام ببادرة من الجمعية التونسية للنهوض والمحافظة على الخزف التقليدى حرفة ودار ديميتير للنشر بمناسبة الاحتفال بشهر التراث 18 أفريل الى 18 ماى .
ويضم المعرض قطعا مقولبة من الفخار ذات أحجام مختلفة ولوحات مزخرفة ومربعات خزفية يعرض بعضها للمرة الاولى وهى اما أعمال أصلية تم ابتكارها بدكاكين ساحة القلالين بالعاصمة فى العهود الوسطى أو أنها أعمال مستنسخة من منتوجات القلالين وأعاد انتاجها أولاد شملة مع نهاية القرن التاسع عشر وفى النصف الاول من القرن العشرين رغبة فى اعادة احياء هذا الموروث والمحافظة عليه.
ويحوز هذا المعرض أربع قاعات كبرى من القصر تم تبويبها على النحو التالى قاعة القلالين وفيها عرض لمنتوجات خزفية مستوحاة من ابتكارات ورشات ساحة القلالين قديما والتى أتقن صنعها يعقوب شملة وأبناوه فى شركة أحدثها سنة 1881 تحت اسم شركة أولاد شملة فظلوا أوفياء للتقنيات والالوان والاذواق التقليدية الموروثة عن نماذج الفخار من نوع قلالين واجتهدوا فى ترميم اللوحات الخزفية القديمة.
وضمت القاعة الثانية عرضا للمربعات الخزفية يدوية الصنع ولوحات مشكلة بالوان مختلفة لشملة وأولاده موش و البار و فيكتور وتم تنظيم هذه اللوحات تنظيما زمنيا حسب تاريخ صنعها.

وأما القاعة الثالثة فقد امتزجت محتوياتها الفخارية التونسية الاصيلة بالفن المعاصر وخاصة من ناحية التزويق الزهرى للوحات وبعض المنتوجات الخزفية الاخرى.
وخصصت القاعة الرابعة وكذلك فناء قصر العبدلية لعرض نماذج من لوحات زخرفية أدخلت عليها الوان وأشكال جديدة كالطيور والاسماك وأوراق الاشجار.
ويعود الاستاذ منصف القلاتى بزوار المعرض الى فترة ازدهار هذه الحرفة بساحة القلالين بالربض الشمالى لمدينة تونس حيث تقوم بعض المعروضات شاهدا على فترة عرف فيها الخزف التونسى أوج ازدهاره دون منازع ولاتزال هذه المنتوجات تحافظ على تقنياتها وبريقها وسحر الوانها التى حيكت بأسلوب تونسى موغل فى عالم الجمال الفنى.
وجدير بالتذكير أن اسم أولاد شملة يرمز الى ورشة لفن الخزف بعثها سنة 1881 يعقوب شملة وحملت اسم أبنائه البار وفيكتور وموش اسمه الاصلى موسى .
والى جانب صناعة الخزف عرف يعقوب شملة 1858/1938 وفق ما ذكره الاستاذ منصف القلاتى فى حديثه ل وات بولعه بالادب والصحافة فى شبابه وتميز بفصاحة العربية لديه فضلا عن اتقانه لغات الفرنسية والايطالية والعبرية.


Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 123739