صفاقس:المستشفى الجامعي يزدادُ رداءة وتسيّبا في ظلّ الصّراع بين الوزارة والنّقابة

منجي بـــاكير
المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس عنوانٌ برّاق و كبير في إحصاءات و تقديرات الإنجازات في دفاتر كلّ الحكومات السّابقة و الحاليّة ، كما أنّ واقع انخرام صياغة و توزيع الخارطة الصحيّة في البلاد يحتّم على هذا المستشفى فتح أبوابه زيادة على ولاية صفاقس لكلّ الولايات المجاورة و يتحمّل أضعاف قدرته ممّا يساهم في تراكم العجز و يؤثر في نوعيّة الخدمات الصحيّة و يحدّ من طاقة الإستيعاب و بالتالي أثبت مع مرور السنين بأنّه صار مبنى بلا معنى ...

المستشفى الجامعي برغم التطوّرات العلميّة و ثورة التكنولوجيات الطبيّة فهو لم يحرّك ساكنا في هذا التوجّه ، بل أنّ ما يملكه من تجهيزات أساسيّة لم تعد تستجيب إلى المطلوب ، كما أنّها دائمة الأعطاب مترهّلة و لا تغطّي حاجيات الكتلة السكّانيّة – المفروض عليه – استقبالها و علاجها .... ممّا نتج عنه تراكمات كبيرة جدّا في المواعيد سواء على مستوى العيادات أو الكشوفات و خصوصا التدخّلات الطبيّة و الجراحيّة بما فيها المستعجلة و الأكيدة . هذا بالإضافة إلى نقص الزّاد البشري و سوء تقسيمه مقابلة بما تتطلّبه الخدمات .
هذا بالإضافة إلى نقص الأدوية الضرويّة و أدوية الأمراض المزمنة و اهتراء البنى التحتيّة و اللوجستيّة اللصيقة بخدمة المرضى و غياب النّظافة و ضعف خدمات الإستقبال و الإرشاد و تدنّي بعض المعاملات و التعاملات في بعض الأقسام و تفشّي الغيابات و التقصير و الإهمال ...
هـــــــــــذا الوضع السيّء زاد سوءً هذه الأشهر الأخيرة ليسقط مستشفى بحجم و أهميّة المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس في متاهة إثر الصّراع الذي قام بين النّقابة و وزارة الإشراف على خلفيّة تنصيب مدير مدير عامّ عسكري على رأس إدارة هذا المستشفى ،،، لا يهمّ ماهيّة و لا ملابسات الإشكال القائم و لا يعني المواطنين من روّاد المستشفى المشكل في ذاته و لا الحلّ الذي سيؤول إليه ، فقط يهمّ هذا الجمهور العريض و المحتاج إلى الخدمات الصحيّة الضروريّة و الإستعجاليّة التي تمسّ صحته و تمثّل علامة فارقة بين الحياة و الموت لبعضهم ، لا يهمّهم سوى – استقامة - الخدمات المسداة ، هذه الخدمات التي صارت رهينة الإضرابات المتكرّرة من جهة و تعنّت الوزارة من جهة أخرى ، خدمات لا ترتقي في أصلها إلى المستويات المتعارف عليها و المحدّدة من المنظّمات الصحيّة و الإنسانيّة .
تواصل التوتّر داخل المستشفى و توالي الوقفات الإحتجاجيّة و الإضرابات أضرّ كثيرا بسير العمل العادي – الأعرج أصلا - سواء منه الإداري الذي يخصّ التمويلات و الشراءات و تسهيل الطلبيّات المتخلّدة للآلات و ضرويّات العمل و ما شابهها ، و كذلك أخلّ ببرامج العيادات و العمليّات و الكشوفات الخصوصيّة و أيضا بمواعيد العيادات و التحاليل و الأشعّة بقدر ساهم في تراكم المواعيد إلى حدّ يثير في كلّ مرّة غضب المواطنين من المرضى و مرافقيهم و يخلق حالات من الإحتقان تتحوّل أحيانا إلى مظاهر من العنف المادّي و اللّفظي ليعبّروا عن سخطهم إزاء كلّ – مكوّنات – المشاكل العالقة و المتسبّبين فيها و يبدون عدم رضاهم و عدم مسامحتهم لكل من يتسبّب في تعطيل مرفق عمومي صحّي من أيّ جهة كان و لأيّ سبب كان و لتبقى أخيرا – صحّتهم و حياة التاعبين منهم – في مزايدات لا تعنيهم .
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 123163