بعد 100 سنة من توقع آينشتاين، اثبات وجود موجات الجاذبية في الكون

وكالات -
أعلن فريق علمي دولي عما وصفه باكتشاف مذهل في سعيه للحصول على فهم كامل للجاذبية، وذلك برؤية التواء الزمكان (الزمن والمكان) الذي حصل نتيجة اصطدام ثقبين اسودين من مسافة تتجاوز مليار سنة ضوئية عن الأرض - أي ان الاصطدام وقع قبل مليار سنة ونيف ولكن آثاره يتم الاستشعار بها الآن.


Numerical simulations of the gravitational waves emitted by the inspiral and merger of two black holes. The colored contours around each black hole represent the amplitude of the gravitational radiation; the blue lines represent the orbits of the black holes and the green arrows represent their spins. [Credit: C. Henze/NASA Ames Research Center]
ويقول الفريق الدولي إن الاستشعار بوجود موجات الجاذبية هذه تؤذن ببدء حقبة جديدة في علم الفلك، وتعد تتويجا لعقود عديدة من البحث والاستقصاء، وقد توفر في نهاية المطاف فرصة لمعرفة ما الذي حصل في الانفجار الكبير الذي افضى الى خلق الكون.
ونشرت نتائج الابحاث التي قام بها الفريق (مشاركة LIGO) الخميس في نشرة Physical Review Letters

وتدير المشاركة العلمية المذكورة عددا من المختبرات حول العالم تقوم باطلاق حزم من اشعة الليزر في انفاق طويلة في محاولة للاستشعار بوجود موجات في نسيج الزمكان.
والاشارات المتوقع التقاطها في هذه البحوث صغيرة جدا، بحيث لا تبلغ على اجهزة قياس التداخل اكثر من جزء صغير من سمك الذرّة.
وتمكن مرصدان تابعان لـ LIGO في الولايات المتحدة من رصد اصطدام الثقبين الاسودين، وهو حدث ادى الى انبعاث طاقة جاذبية تعادل 3 اضعاف كتلة الشمس.
وقال البروفيسور دافيد رايتز، المدير التنفيذي لمشروع LIGO، للصحفيين في واشنطن لقد تمكنا من اكتشاف موجات الجاذبية. هذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها الكون الينا من خلال هذه الموجات، فقد كنا الى هذه اللحظة صم.
وقال البروفيسور كارستن دانزمان، من معهد ماكس بلانك لفيزياء الجاذبية وجامعة ليبنيتز في هانوفر بالمانيا، وهو الذي يترأس الجانب الاوروبي في مشاركة LIGO، إن الاكتشاف الجديد واحد من اهم التطورات العلمية منذ اكتشاف جزيئة هيغز ولا يقل اهمية عن اكتشاف تركيب الحامض النووي DNA.
يذكر ان القدرة على الاستشعار بوجود موجات الجاذبية سيتيح للفلكيين اخيرا استكشاف ما يطلقون عليه الكون المظلم الذي يشكل الجزء الاعظم من الكون الذي لا يمكن رؤيته من خلال التلسكوبات الضوئية المستخدمة حاليا.
اضافة لذلك، قد تعين دراسة موجات الجاذبية العلماء في سعيهم لحل بعض من اكبر المعضلات في الفيزياء كمعضلة توحيد القوى عن طريق الربط بين نظرية الكم والجاذبية.
ففي الوقت الراهن، تتمكن النظرية النسبية من وصف الكون الكبير بشكل جيد جدا، ولكن عندما يريد العلماء دراسة الظواهر الاصغر حجما يلجأون الى نظريات الكم. ولكن المقدرة على دراسة المواقع الكونية التي تكون فيه الجاذبية قوية جدا - كما في الثقوب السوداء - قد تفتح الطريق الى فهم جديد شامل لهذه القضايا.
وما لبث العلماء يسعون للحصول على براهين لوجود موجات الجاذبية منذ اكثر من 40 عاما.
وكان آينشتاين نفسه يعتقد ان اكتشاف هذه الموجات قد يكون عصيا على التكنولوجيا، فنظريته النسبية تلمح الى ان الاجسام كالنجوم والكواكب بامكانها لي الفضاء المحيط بها تماما كما تتسبب كرة البليارد في خسف اذا وضعت على سطح مطاطي رقيق.
والجاذبية هي نتيجة لهذا الخسف ، فالاجسام ستنجذب الى الفضاء الملتوي تماما كما ستسقط حبة البازلاء على سبيل المثال في الخسف الذي تسببه كرة البليارد.
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 120273