الحرب على ليبيا... الكذبة التكتيكية

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/moezlibyaaalibyaairporttt.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم عادل السمعلي

بدون سابق إنذار إنخرطت الاذاعات والتلفزات التونسية في دق طبول الحرب على ليبيا وكأنها اصيبت بالصرع فجاة وتم فتح المنابر للضيوف من خبراء السياسة والاستراتيجيا لتناول التداعيات المفترضة لهذه الحرب على الوضع الاقتصادي والاجتماعي على تونس...





كانت الحالة الاعلامية التونسية وهي تتناول هذا الخبر تتسم بنوع من التخبط و من الهيستيرية وكأنما أصابها مس من الجن وكأن الحرب بدأت فعلا مما أربك المشاهد التونسي الواقع تحت القصف العشوائي لبلاتوهات تلفزية لا تتقن غير البهتان و الكذب وذهب المحللون وأشباه الخبراء بعيدا بعيدا خارج الموضوع حتى إقترح أحد المخبولين ممن أصبح يسكن في التلفزة أن يتم توظيف إتاوة مالية على كل ليبي يهرب لتونس من هذه الحرب الافنراضية .

وما يؤسف له أن الكثير من المتابعين ومن الشعب الكريم انطلت عليهم الحيلة ووقعوا في فخ الخديعة فهم لا يعلمون أن الوضع الحالي في ليبيا لا يتطلب كل هذا الزخم الاعلامي وكل هذا الفزع المبالغ فيه خاصة وان قوات خليفة حفتر تكبدت هزيمة كبيرة وخسارة معتبرة في الارواح والعتاد وسحبت الاطراف الغربية الثقة فيه ولم يبق له من عزاء ودعم الا محور العدوان المصري الاماراتي على الشعب الليبي
ولا يعلم المواطن التونسي أن كثيرا من المدن الليبية أكثر إستقرارا وأمانا من بعض المدن التونسية.

إن المحور الاقليمي المعادي لخيارات الشعوب مازال يترصد كل فعاليات دول الثورات العربية ولا نستغرب من وقوفه وراء هذه الحملة الجديدة بدق طبول الحرب للتأثير على مجريات السياسة في ليبيا وخاصة أن خليفة حفتر الانقلابي المهزوم يطالب بحقيبة وزارة الدفاع في حكومة التوافق الليبية الجديدة .
.
ان دق طبول الحرب في ليبيا عن طريق اعلام أغلبه مرتزق ومأجور مثل الاعلام التونسي له علاقة بمحاولة فرض الحكومة الجديدة المنبثقة من جولات الحوار الليبي الليبي في الصخيرات بالمغرب والتي تلاقي توجسا ومعارضة من عديد الاطراف الليبية وان هذه الحملة الفجئية عن الحرب في ليبيا انما هي حملة تخويفية نفسية لفرض جكومة الامر الواقع.
.
ان تحرك بعض القطعات البحرية العسكرية مقابل السواحل الليبية إن صدق الخبر انما هي تهديدات سياسية مبطنة للاطراف الليبية الرافضة لمخرجات الحوار وأما طلعات الطائرات العسكرية والطائرات بدون طيار فوق الاراضي الليبية فالمتابعون والمختصون بالشأن الليبي يعلمون علم اليقين أن طائرات التحالف الدولي لم تبارح سماء ليبيا منذ سقوط القذافي وهذا أمر معروف ومتداول لمن يواكب جيدا سير الاوضاع الامنية في ليبيا.

زد على ذلك نؤكد ان تحركات ما يسمى داعش ليبيا انما هي تحركات تحت السيطرة والمراقبة اللصيقة منذ اكثر من ثلاثة سنوات وأن داعش ليبيا ورقة بيد التحالف العسكري الغربي لتركيع الفصائل المسلحة الرافضة للمشروع الغربي في ليبيا وان الحرب المبرمجة في ليبيا لم يحن وقتها بعد وشروطها لم تتوفر بعد

إن ما اشيع هذه الأيام حول الحرب المرتقبة في ليبيا إنما هي مجرد كذبة تكتيكية وزوبعة في فنجان كلفت بها أطراف من الاعلام التونسي لتفهموا درجة انسجام وترابط اصحاب الاجندا المعادية لخيارات الشعوب في المنطقة....ولتفهموا كذلك كيف أن هذا الاعلام سكت عن المطالبة بمصير الصحفيين المختطفين في ليبيا بمجرد تأكدهم أن مرتكب جريمة الاختطاف الحقيقي هي قوات تابعة لخليفة حفتر وليست تابعة لفجر ليبيا وهذا الاعلام الذي يبيع ويتاجر حتى بالمنتسبين إليه لا تستغربوا منه حملات التزييف والافتراء والبهتان وما حملة الحرب على ليبيا إلا جزء من المهمة القذرة المكلف بها إعلام لا ذمة له ولا كرامة .



Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 120264

Mandhouj  (France)  |Vendredi 12 Février 2016 à 13:19 | Par           
"إن المحور الاقليمي المعادي لخيارات الشعوب مازال يترصد كل فعاليات دول الثورات العربية ولا نستغرب من وقوفه وراء هذه الحملة الجديدة بدق طبول الحرب للتأثير على مجريات السياسة في ليبيا وخاصة أن خليفة حفتر الانقلابي المهزوم يطالب بحقيبة وزارة الدفاع في حكومة التوافق الليبية الجديدة ." العدو يستعمل كل الأسلحة ، ليكون في الموعد وذا جاهزية شاملة ... على كل حال الخطر موجود ، وتدخل القوة الكبرى سيدفع ثمنه الشعوب المغاربية . نتمنى الوصول إلى توافق في ليبيا ، لأن الوقت يمشي اليوم في صالح الغزاة والمفسدين من الداخل والخارج .

Sabiha Chahdoura  (Tunisia)  |Vendredi 12 Février 2016 à 12:17           
"كل طبخة سياسية في المنطقة أمريكا تعدها، روسيا توقد تحتها، أوروبا تبردها، إسرائيل تأكلها والعرب يغسلون الصحون" حسبنا الله ونعم الوكيل لك الله يا أمة محمد

Elmejri  (Switzerland)  |Vendredi 12 Février 2016 à 12:05           
الخطر على الأبواب

http://airwars.org/

https://twitter.com/AirwarsArabic



3azizou  (Tunisia)  |Vendredi 12 Février 2016 à 10:11           
عار عليك يا إعلام ألعار

Srettop  (France)  |Vendredi 12 Février 2016 à 10:01           
"ولا يعلم المواطن التونسي أن كثيرا من المدن الليبية أكثر إستقرارا وأمانا من بعض المدن التونسية".
يبدو إن الكاتب يعلم أشياء غابت عن كافة المواطنين، والدليل على ذلك تنقله المستمر بكل أمان بين هاته المدن المستقرةو الآمنة.

Kam Jab  (Tunisia)  |Vendredi 12 Février 2016 à 09:16 | Par           
قريب جدا من الواقع.والشعب لم يعد يفهم شيء لقد لخبطر علينا الامور والله لطيف بشعوبنا من كيد الكائدين ً

Amir1  (Germany)  |Vendredi 12 Février 2016 à 09:00           
التخويف..."باش كل واحد يطب ببوشتو" ويتم التفريق بين الشعوب
الشقيقة التي ليس لها ذنب...ويتم طي صفحة الثورات والحريات وما
استتبع ذلك...إيه وبعد؟...نعود للمجهول والظلام الذي كان سائدا
لا نعرف شيئا ولا نرى شيئا...مثل الجنين...مفعول به طوال الوقت
بث التخويف والتشكيك جريمة في حق الوطن وهو...سلوك الجبناء
حتى ولو كنا متأكدين ألف في المائة بأن حربا ستندلع في الجوار
المفروض أن نرفع من معنويات الناس حتى نساهم في بناء الثقة والوحدة الوطنية...أما غير ذلك فهو تهيئة الجو لكل المصائب

MSHben1  (Tunisia)  |Vendredi 12 Février 2016 à 07:53           
الخطر موجود و المشكلة محدقة اي الارهاب و الجلوس على الربوة لا ينفع . و حفتر هو الذي يصلح للمرحلة بمؤازرة الغرب المخادع نعرفه مخادعا و لكن الخداع و لا هدر كرامة الانسان بالارهاب . الخندق التونسي جاء فكرة خارقة للعادة و الحاجز الالكتروني يكمل رصد الحدود و الباقي جيشنا و على الاخيار و على الله فهو صاحب قوة عزم الامور . و هو فعال لما يريد .

انا mshben1.

Ali Arroum  (Netherlands)  |Vendredi 12 Février 2016 à 01:20           
هذا لمقال هو تجسيد متقن لفن المغالطة .و لإعلام التونسي لم يتناول سوى الشءن الوطني . وربي يستر ليبيا

Tuttifrutti  (Singapore)  |Vendredi 12 Février 2016 à 00:52           
Moez Joudi

Monsieur Je sais Tout

Ahmed Beyoub  (France)  |Jeudi 11 Février 2016 à 22:59           
يسبنا فى بلدنا

على كل نحن وصحافتنا أحرار فى بلدنا ولنا الحق والحرية فى ما نقول وفى ما يخصنا وما يمس بلدنا
والوباء والحسك للليبيين

يزي وإلا إنزيد

Freudon84  (Luxembourg)  |Jeudi 11 Février 2016 à 22:52           
الله يحسن العاقبة وإن شا الله التطمين إلي في المقال يكون قريب للواقع خاطر حسب ما فهمت الناس بدات تدخل في حالة شريان مؤن وماكلة..


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female