إيحاءات جنسية في سهرة رأس السنة الإدارية...

<img src=http://www.babnet.net/images/3/ecrans.jpg width=100 align=left border=0>


عبد الجليل الجوادي

لا يكاد المواطن التونسي يجد لنفسه و لأسرته ملاذا وسط هذا الكم الهائل من القنوات التلفزية، للترفيه عن نفسه و التسرية عنها بعد عناء العمل و صعوبة الظروف المعيشية، إلا أن يجازف بالتنازل عن جزء من ذوقه السليم و كثيرا كثيرا من أخلاقه و ما تربى عليه كمسلم شرقي الطباع. و في سهرة ليلة رأس السنة الإدارية، لم يبخل علينا منشط خفيف الظل بفقرات ترفيهية ممتعة فيها المرح و الدعابة، يؤثثها ثلة مرموقة من الفكاهيين و المنشطين و الممثلين، توحدهم جميعا رغبة جامحة في إدخال السرور على قلب المشاهد الذي طالما تعكر صفو الحياة عنده أمام هذا الزخم الهائل من الأخبار المحبطة ما بين إرهاب يقظ مضجعه و صعوبة عيش تؤرقه و مآسي من هنا و هناك زادت الطين بلة.





و لا شك أن هذا المنشط و إن كنت شخصيا اختلف معه و أخالفه الرأي في كثير من القضايا، إلا أنني أعترف بأنه سجل نجاحا باهرا في أغلب البرامج التي يقدمها و استطاع أن يأسر أنظار المشاهدين ليسجل نسبا عالية من المشاهدة، رغم كثرة الأعداء كما ضريبة النجاح دائما.
لكن ما راعني فعلا ليلة البارحة و أقلقني و ربما لا أبالغ إن قلت أنه أقرفني، هو استضافته لتلك العرافة البائسة بتلك الهيئة المخلة بالذوق السليم، إذ كانت تقريبا عارية تماما من اللباس و من الحياء. و ما زاد الأمر سوءا هو ما أقدم عليه منشط معروف، من تعليقات و تلميحات و إيحاءات جنسية مكشوفة كنت أفضل أن يترفع عنها قليلا و أن يحفظ لنفسه في قلوب المشاهدين تلك المكانمة المتميزة التي أعتقد أنه يحظى بها كمنشط ناجح و محاور ذكي و مناور بارع مع أكبر و أرفع الشخصيات السياسية، فضلا عما عرف به من جرأة نادرة في طرح المواضيع الحساسة.
لكن للأسف الشديد، رأيته ليلة البارحة، ينحدر بنفسه في مستنقع الهبوط الأخلاقي و هو يغازل بعينيه و شفتيه ما تكشف من جسم تلك العرافة قليلة الأدب. فيصرح على رؤوس الأشهاد بأنه لا يمكن- و هو يتفحص جسمها- إلا أن يفكر في الشر.... و بقي على هذا المنشط أن يفسر للمشاهد الكريم، أي شر يعني في حديثه حتى لا نظلمه و لا نتجنى عليه.....
و لم يكن منشط البرنامج أقل منه جرأة في معاملته مع ضيفته حين بادرها بالسؤال إن كانت علاقتها مع القذافي تقتصر على العرافة أم أن هنالك علاقة من نوع آخر؟؟؟
و لن تعجز المشاهد التونسي و العربي عموما الحيلة في فهم تلميحات صاحبنا و إيحاءاته الخبيثة بالنظر لما عرف به عقيد ليبيا من علاقات شاذة و مشبوهة مع الجنس اللطيف....
و هنا أتسائل عن دور الهايكا في مثل هاته المواقف. أليس من الجدير بها أن تراقب المادة المقدمة على قنواتنا التلفزية الوطنية و الخاصة إحتراما لذوق المشاهد التونسي الذي يدفع من أسرته و من نفسه ضريبة نجاح برامج تسوق للانحراف الأخلاقي، قصد جلب الأنظار إليها و تحقيق أكبر قدر من الأرباح؟؟؟.
و لا أعني بالرقابة هنا قطع البث على قناة أو إيقاف برنامج بعد حصول الضرر، و لكن أن يكون لهذه الهيئة العليا آليات رقابة مسبقة على البرامج قبل البث. تحقيقا لحرمة المواطن و حقه في برامج عائلية تحترم فعلا هيبة العائلة و لا تخل بالأخلاق الحميدة و لا بالذوق السليم لهذا الشعب المسلم بنص الدستور.....
و لا يفوتني في هذا المقام أن أعرج على مهزلة أخرى بإمضاء قناة تونسية ثانية، أبت إلا أن تتحف أسماعنا و أعيننا بفقرة ملتهبة من الرقص الشعبي، بقيادة المايسترو المتألق، عضو مجلس النواب السابق الذي أبدع في تدوير حزامه في حركات رشيقة تدمى لها القلوب قبل العيون....
أهكذا نودع سنة من أعمارنا بكل ما فيها من خير و شر و ألم و فرح وخوف و قلق و حمل ثقيل من الصعوبات و التحديات المختلفة، لنستقبل سنة جديدة بهذا الإسفاف و هذا الهبوط الأخلاقي و هذه الميوعة المارقة عن كل مألوف، ثم نرجو بعد ذلك لبلدنا النمو و الإزدهار و الرقي. و في جزء من المعمورة ، شعب غير عربي، بات يعد خياما لإستقبال اللآجئين من أشقائنا السوريين....
في الحقيقة، تعجز الكلمات عن وصف ما أشعر به من حجم المأساة التي صرنا إليها بفضل شريحة من مثقفينا و نخبتنا التي كانت و لا تزال النقطة السوداء في مسيرة هذا الشعب و السبب الحقيقي في استمرار أزماته الخانقة طيلة عقود من الزمن.
و يبقى الأمل قائما و باب الإصلاح دائما مفتوح. و ثقتنا كبيرة في أصحاب العقول الراجحة و الذوق السليم في أن يقدموا لنا البديل الثقافي و الحضاري عن هذا الإسفاف. و إني أرى قافلة الإصلاح قد انطلقت في مسيرتها فعلا رغم كل العراقيل و لكن كما يقول المثل الشعبي ما يدوم في الواد كان حجرو .







Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 117937

Jaloulnet  (Tunisia)  |Lundi 4 Janvier 2016 à 16:52           
A Chiheb Oueslati (Tunisia).
نحن أمة مصيبتها أن مثقفيها يفكرون بشكل فردي و يتصرفون من منطلق فردي فتكون الحلول لدينا فردية. مع أن المفروض أننا نفكر بضمير الأمة و نتصرف وفق ما تمليه علينا المصلحة العليا لهذه الأمة و وفق قيمها و مبادئها. و لعل من أهم مرتكزات العقيدة الإسلامية هي جلب المصالح و درء المفاسد. و نحن إذ نقاوم هذه المظاهر من الميوعة و التفسخ إنما نحمي أجيال بأسرها تعاني من هشاشة العقيدة و ضعف التكوين الفكري.

Chiheb Oueslati  (Tunisia)  |Lundi 4 Janvier 2016 à 13:52           
القنوات التلفزية والمواقع الاباحية تعد بالآلاف عبر عالم مفتوح فإذا كانت هذه القناة أو تلك لا تستهوي ذوقك الأخلاقي أو الديني فما عليك إلا تغيير القناة نحو أخرى تتناسب وذوقك...

Abdallah Arbi  (Tunisia)  |Samedi 2 Janvier 2016 à 17:51           
Certaines antennes ont bien compris qu' un bon nombre de Tunisiens sont hyperactifs au dessous du nombril et totalement inertes à la partie supérieure du corps et alors ces antennes ont le taux le plus élevé d'audience .....on craint que notre pays serait sous l'emprise de l’éros au point d'en être possédé .Un pays ou l'estomac et le sexe font la loi est un pays au bord de l’abîme.

DOUZ12  (Tunisia)  |Samedi 2 Janvier 2016 à 11:57           

الى الذي علق ( جريدة والعصفور )بانه من لم تعجبه القنوات يغلق التلفاز يا غبي نحن نتحدث عن أعلام تونسي ولم نتحدث عن قنوات فرنسية او إيطالية حتى تنصحنا بإغلاق المحطة هذا أعلام تونسي يقتات من جيوب التونسيين و يوجه التونسيين ويبث الفتن بين التونسيين اذا علينا ان نتحكم في ما يبث من برامج عبر مؤسسات الدولة وإلا فما دور الهيكا مثلا أيها الغبي

DOUZ12  (Tunisia)  |Samedi 2 Janvier 2016 à 11:55           
منذ اليوم الاول للثورة ساهم الاعلام في وأدها ونكّد على الشعب كي لا يفرح بثورته
الأيام الاولى كانت ترويع وإشاعات تخويف تقودها قنوات خاصة وحتى العمومية
ثم تشكيك في قدرة التونسي على اجراء انتخابات ودعوة الى مقاطعتها والجميع يتذكر تلك الومضة التي كانت تونس 7 تصر على تكرارها ذلك الشاب الذي يقول انه سوف يصبح نائم ولن يذهب للانتخابات وكذب الله مسعاهم وصارت الانتخابات بمشاركة لم تحصل من قبل وحسن تنظيم وشفافية و كانت نتائجها مغايرة لما يريد الاعلام فانطلق في خطته الثانية الا وهي تشويه المجلس التأسيسي وتقزيم دور الحكومة حتى قبل ان تتشكل وكان يوم تنصيبها الفضيحة المكشوفة لإعلام العار حيث انه لم
يغطيها وكذلك يوم تنصيب الرئيس المرزوقي
ثم انتقل الى تأليب الشارع علي كل ما له علاقة بالثورة حتى يتحسر على ايام المخلوع وبعدها شارك إعلام العار في محاولة الانقلاب الفاشلة يوم 8فيفري
وكان له الدور الأكبر في نتائج الانتخابات الثانية حيث وجه الناخبين في حملات مفضوحة للجميع
وبنسق تصاعدي رجع الى حفلات المجون والعراء ومهرجانات الفسق والفجور

Omar_lovebabnet  (Tunisia)  |Samedi 2 Janvier 2016 à 09:05           
ليلة راس العام عملنا فرجة بلوشي على الملابس الداخلية الزرقاء للعرافة اللبنانية (و ان كنت اشك انها عرافة اصلا)

Celtia  (France)  |Samedi 2 Janvier 2016 à 09:01           
C'est des critiques khouanjistes , les ikhouans et les mouhajbat font pire que ça ,leurs cerveaux ne tournent qu'autour du el jiness .
Arrêtez l'hypocrisie.
Il existe un outils qui s'appelle la télécommande et celui qui n'aime pas ce programme n'a que zapper et aller voir ailleurs. Ils regardent pour rincer l’œil et après ils critiquent.

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Vendredi 1 Janvier 2016 à 20:21 | Par           
من لا يعجبه البرنامج او القناة يغير ....

Omarelfarouk  (Tunisia)  |Vendredi 1 Janvier 2016 à 20:15 | Par           
في غياب البديل الاعلامي الذي يقنع ويهذب الذوق لا يجب لوم الاخرين بل يجب لوم اصحاب القنوات التي تدعي الثورية ولا نرى ثورة اعلامية بل نرى اعادة اجترار الماضي باسلوب واخراج سيء

Libre  (France)  |Vendredi 1 Janvier 2016 à 17:22           
******(

CONTRA  (Tunisia)  |Vendredi 1 Janvier 2016 à 16:51 | Par           
لذلك سمي إعلام العار مع انهم مبتهجون مسرورون فرحون عندما غنى لهم نور شيبة اعلام العار.....يا للعار يا للعار

Jjjcc  (Jamaica)  |Vendredi 1 Janvier 2016 à 16:50 | Par           
J'ai jamais compris les gens qui critique les programmes télé, si vous savez que ettounsia par exemple et wernai ne respectent pas tes normes personnelle d'éducation et de politesses pourquoi insister a les regarder. Si Vous étés aussi conservateur pourquoi ne pas s'assoir le samedi soir avec ta famille et regarder ikraa, comme ça vous serez sûre que il y aura pas d'embara.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female