القمقم العربي و العفريت الاماراتي

أبو مــــــــــازن
رحم الله الشيخ زايد وطيّب الله ثراه لما قرّ في نفسه ذات يوم فجمع قبائل شرق جزيرة العرب تحت راية واحدة، ثم أنعم الله عليها من خيره الوفير فتعالى بنيانها و قويت شوكتها حتى صارت دولة ذات صيت و رأي. ولكن وافته المنية فتكالب الأمراء على الحكم و الوجاهة و أضيف الى ذلك السذاجة و السفاهة الأعرابية حتى جعل هذا البلد مطمعا لللولبيات العالمية و مركزا لتشتيت جهود الشيخ زايد.
رحم الله الشيخ زايد وطيّب الله ثراه لما قرّ في نفسه ذات يوم فجمع قبائل شرق جزيرة العرب تحت راية واحدة، ثم أنعم الله عليها من خيره الوفير فتعالى بنيانها و قويت شوكتها حتى صارت دولة ذات صيت و رأي. ولكن وافته المنية فتكالب الأمراء على الحكم و الوجاهة و أضيف الى ذلك السذاجة و السفاهة الأعرابية حتى جعل هذا البلد مطمعا لللولبيات العالمية و مركزا لتشتيت جهود الشيخ زايد.
لا يختلف اثنان في أنّ تصفية احلام العرب بالحرية والانعتاق وتقرير المصير قد أوكل حديثا الى الامارات، فهي اليوم تلعب أقذر الأدوار في تشتيت أحلام الربيع العربي، بل هي أصلا أحد معاول الهدم لهذا الأمر الذي بات مجرد وهم في عدد من الدول ونجت نسبيا بلادنا في تحقيق بعض الشيء منه. امارات اليوم تجمع اموالها و قرباتها و علاقاتها و كل ما في وسعها لتئد حلم التونسيين فتكيد وتكيد ولكن الله يفعل ما يريد. لعلّ السؤال البارز الذي يتبادر في ذهن الجميع، لماذا كل هذا الكره والحقد على الثورة التونسية؟ لماذا كل هذا التعنت و الصلف لضرب الديمقراطية أين ما كانت في العالم؟

في هذا المجال تستحضر الذاكرة قبائل الأعراب التي كانت تحيط بيثرب، كيف أصبحت لمّا قدم سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم و أسّس للدولة المدنية الفتية العتيدة فأقام الحق والعدل والاخاء على وجه الأرض. لقد خشيت تلك القبائل ومنها غطفان و سليم وفزارة وغيرها على سلبها ونهبها وقطعها لطرق القوافل المارة الى الشام، فجهزت الجنود و أعدّت العدة ثم تعاونت مع قريش رأس الكفر لمحاربة جيش الاسلام يوم أحد. و لكنّ تتالي الغزوات والسرايا جعلت قطعان الهمج المفسدين ينتقصون حتى أسلموا وأذعنوا لرسول الخير صلى الله عليه وسلم فانتهوا على صنيعهم المشين ونهبهم المعيب.
لقد دفعت أموال و أموال لإرباك الديمقراطيات الناشئة فانحدرت مصر العظيمة الى مستنقع الاستبداد و الارهاب و القتل والتفجير، وها هي اليوم تعاني التفرقة بين أبناء الشعب الواحد و الفقر الذي ازداد حدة و انسداد الأفق امام الحاكم والمحكوم و اخيرا تطاول دول الجوار للنيل من أمنها المائي. كذلك وقع في اليمن الشقيق أين استعان الحوثيون الشيعة بأموال الامارات التي نسيت في لحظة طيش جزر ابو موسى المستعمرة من قبل ايران، فآثرت وأد ثورة اليمن وارباكها فكان ما كان، موت وتقتيل و هوان و تحالف يقذف الصواريخ فتصيب من أذنب و من لم يذنب وتسيل دماء طاهرة في أرجاء هذا البلد الجريح. لقد فكرت الامارات أيضا في الاقتراب من تونس و أتت بحفترها ليستأثر بشرق ليبيا المتحررة فيدعم الانقلاب المصري من جهة ويؤرق الحكم في تونس من جهة أخرى. هنالك تشتت الليبيون بين شرق و غرب ومؤتمر طرابلس و برلمان طبرق. هنالك قبض على بعض جواسيس الامارات و هنالك تطبخ النسخة الداعشية لشمال افريقيا بتمويل مشبوه و سلاح مستقدم من أوربا و روسيا واسرائيل.
سدنة الحكم في الإمارات لم ينتهوا عن هذا الصنيع و لا يزالون يخشون هاجس الاخوان الذين سكنوا السجون والزنزانات و قضت عليهم المداهمات والسحل و الاعتقال و التعذيب و التصفية الجسدية. حكام دبي وأبو ظبي و غيرها من الامارات اتجهوا صوبا نحو الكيان الصهيوني نكاية في فلسطين وانتفاضتها المباركة فأقاموا العلاقات و تبادلوا الخبرات واجتمعوا على عدو وهمي واحد. هم نفسهم هللوا لروسيا القيصرية نكاية في الاتراك و شدّوا على أياديها لرد الصفعة و معاقبة النظام العثماني الصاعد. أي قوم هؤلاء؟ أين مصلحتهم الوطنية والقومية في كل هذا؟ لا يكاد يفهم السبب و لا تعرف المسببات غير الحمق و البلادة الفكرية اذ تحملهم أموالهم الى ساحة الكبرياء والعظمة ثم تأخذهم حكمة الرحمان الحياة كما أخذ قارون و أخذت عاد وثمود.
Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 116457