جي سي سي ... وفا العيد و وفا مرقو

أبو مـــازن
(ج س س) ليست جلمة و سبيطلة و سبيبة ولا جندوبة و سليانة و سرس بل هي مجرد اختصار بالفرنسية لمهرجان قرطاج السينمائي الذي اختتم مؤخرا. لقد رافقت هذا المهرجان حوادث و مجريات ارهابية أدمعت العيون و آلمت المجتمع التونسي فنالت من بعض أبنائه و من أمنه و زرعت فيه هواجس الحيرة و عدم الاطمئنان لولا ايمانا راسخا بالقدر وحبّا لا متناهيا لهذه الرقعة من الأرض و لتلك الراية التي ترتفع باسقة بلونها الأحمر و نجمتها وهلالها.
(ج س س) ليست جلمة و سبيطلة و سبيبة ولا جندوبة و سليانة و سرس بل هي مجرد اختصار بالفرنسية لمهرجان قرطاج السينمائي الذي اختتم مؤخرا. لقد رافقت هذا المهرجان حوادث و مجريات ارهابية أدمعت العيون و آلمت المجتمع التونسي فنالت من بعض أبنائه و من أمنه و زرعت فيه هواجس الحيرة و عدم الاطمئنان لولا ايمانا راسخا بالقدر وحبّا لا متناهيا لهذه الرقعة من الأرض و لتلك الراية التي ترتفع باسقة بلونها الأحمر و نجمتها وهلالها.
كانت اللجنة المنظمة، التي نالت ميزانية ضخمة لتنظيم هذا المهرجان، في حيرة من أمرها : هل تنجح هذا النسخة من (ج س س) في ظل ارهاب يهدد العاصمة وغيرها من المدن؟ هل ينفع أرسنال الكاسيات العاريات اللاتي حضرن الافتتاح لنجاح المهرجان؟ هل يكفي ما استقدمنا من فناني الانقلاب المصري حتى نجني الفرحة؟ هل استقدموا أفلاما خليعة تترك الصدر عاريا كما قالت سلمى بكار؟ هل كانت تسمية الجائزة الكبرى تانيتا، وهي آلهة قرطاج، كافية لجلب الأضواء العالمية و جني الصيت الذائع في كامل أصقاع الدول

كلاّ وفى العيد و وفى مرقو و عاد حنين دون خفين و لا كلاسط . لم نحصل على جائزة الآلهة التي نملكها ولم نرق الى السمعة العالمية التي تجعل مهرجاننا ذا مرتبة محترمة. فسعفة كان الفرنسية و .... لا تكاد تسمع بآلهتنا التانيت. أما الصفوف الطويلة التي تشدق الاعلام بتصويرها وعرضها ليبيّن أنّ التونسيين لا يأبهون بالإرهاب ويتابعون عروض (ج س س) فهي خرافة لا يصدقها أحد اذ أنّ الصدور العارية على رأي عجوزنا سلمى تجمع الآلاف بسهولة دون تكلّف و لا واعز وطني.
لم يأبه بالإرهاب أمننا الذي واصل حملته الشديدة و حاصر الجناة والمدبرين فعمل ليلا نهارا ولازال على تلك الحال حتى يسلم الوطن. لم تأبه بالارهاب قواتنا المسلحة المتمترسة بأعالي الجبال والهضاب وعلى الحدود تذود عن الوطن باستبسال. لم يأبه بالإرهاب المواطن الذي توجه لعمله ليعمل و يكدّ فينتج اقتصادا متقدما وعلوما و تقنية و رعاية لشعب يفقد أبناءه بين الفينة والفينة ولكن لا يثنيه طريق الديمقراطية الطويل ولا يتعبه.
قال مقداد لما استدعاه الوافي أن الثقافة الوطنية هي الدرع الكاسر للارهاب وفكره. بلى لو كنّا نقرأ، لو كنّا ننتج أعمالا هادفة تخدم ثقافتنا و وعينا الوطني، لو كنّا ننشر ثقافة الاختلاف والتسامح و النقد الهادف. لو كنّا كذلك لكانت ثورتنا نقطة الانطلاق نحو الحضارة الفعلية والمكانة العلية بين الدول. لكن المهيمنين على قطاع السينما و انتاجه أصحاب رؤى غريبة لا تلائم شعب تونس المتجذر في تقاليده وهويته، فهم يصرون على ابراز كبتهم و جريهم نحو نشر الرذيلة و استهلاك الزطلة والانتحار و الحرقان . هل تجدون كل هذا في أعتى الصناعات السينمائية في العالم كالهند و ايران و تركيا و الصين و امريكا اللاتينية أو غيرها من الدول التي تستغل السينما لنشر ثقافتها وأفكارها لتغزو العالم و تعطي الانطباع الحسن على حضارتها و تاريخها.
لك الله يا(ج س س) جلمة و سبيطلة و سرس، فهو المانح وهو المعطي لأن (ج س س) السينمائي فاز بالأموال التي لو صرفت لهذه المناطق وغيرها من الجهات التي تعاني انعدام التنمية أو تعطلها لغيرت حالها الى حال أفضل ولتمتع أهلها بالماء الصالح للشراب و الطريق المعبّد و لبنوا أقساما جديدة في مدارسهم النائية ومعهدا قريبا يغنيهم عن نصف مقيم أو مقيم بالمبيت أو مركزا للصحة الأساسية تنقذ حياة حواملهم و أولادهم و شيوخهم. ولكن اهل السياسة القائمة يرغبون رغبة ملحة في بعض الصور مع هاته الفنانة الفاتنة أو تلك العجوز المتصابية أو ذلك الفنان الذي كلّما تكلم تذكّرت أنه يمثّل دوما دور الأحمق حتى غلب الدور على الواقع.
Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 116300