سارق البيضة وسارق الدجاجة

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/baidadajajaaaaaaa.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــازن

امّا الدجاجة فقد سرقت مرات ومرات، سرقت المسكينة حية و مسلوخة و طازجة ومطبوخة، سرقت الدجاجة السمينة المكتنزة باللحم مشوية ومصلية وسرقت منذ الاستقلال ولا زالت تسرق بعد الثورة. لأجل هذا تحايل أهل السياسة منذ عشرات السنين و طبخت المكائد على نار هادئة في بعض الاحيان و على عجل أحيانا أخرى فكان انقلاب السابع ومحاولات انقلاب الرابع عشر و غيرها من مساعي الشروع لتمكين الثورة المضادة منذ اعتصام الرحيل. الدجاجة سرقت عديد المرات و في كل مرة يخرج اهل القرار ليقنع الناس بصعوبة استعادتها و مقاضاة سارقها واستحالة تطبيق القانون. لهذا همّ المجتمع السياسي بعد يأس من العثور على الدجاجة المسروقة بتقنين المصالحة الاقتصادية لعل تونس تسترجع ساقا أو جناحا ّاو مجرد عنكوش فان لم يكن فبعض الريش قد يستر عورة البلاد ويغنيها من جوع أيام. لا خشية على سارق الدجاج لأنه عالم بالقوانين و الدروب التي تمكنه من العبث بدجاجتنا واستدراجها الى قنّه كلما أراد ذلك، فلن تنفع معه التشريعات والردع ولن يناله الايقاف والتتبع. سارق الدجاجة هو أصلا سارق البغل و سارق البقرة الحلوب ذات يوم وهو الذي يبيع اليوم لبنها بالعلن فيستحسن صنيعه ويثنى عليه.





أما البيضة المسروقة فهو عيب لامحالة وان كانت فاسدة او صغيرة الحجم او متروكة للسبيل، فالسرقة سرقة مهما كان الأمر. ولكن لو تريث القوم هنيهة وتثبتوا ان ثبتت سرقة بيضتنا أم أن الأمر مجرد اتهام. لم تقل المحكمة رأيها في الأموال المجموعة بغاية التبرع في مسجد اللخمي ولم تثبت تهمة التحيل والفساد حسب رأي محامي الجوادي بل ثبت مجرد سوء تصرف يؤاخذ عليه ولكن كيف؟ قد يحسبه البعض انتقاما وتشفيا بل يحسبه المغالين من الصوفية والأحباش و السلفية انتصار عقديا مهما و تخلصا أبديا من خصم لم ينالوا منه اعلاميا بحضور متميز وبداهة في الاجابة على ترهات التهم المعنوية المنسوبة. لم ينجح الاعلام في ارهاقه و تأجيج نار الفتنة الدينية فلذلك التُجأ الى الطرق القديمة و المعهودة ولكنه شر قد ينقلب الى خير.
يوم يطلق سراح الجوادي ورفاقه سيعلم الجميع أنه لم يكن تكفيريا ولا جهاديا فقد تخلص من هذه التهم التي اشتغل عليها الفايس بوك والاعلام لسنتين أو يزيد بعد ان بانت حقائق الامور وارتبك شيوخ الدروشة والشعوذة و المزارات في الرد والمقابلة. سيعلمون ان الشيخ الجوادي كان مجرد جامعا للتبرعات التي سترت عورات الناس في البرد القارس و اطعمت بطونهم الخاوية. سيعلمون أن البيضة لم تسرق بل هي محفوظة لجوع ألم بالفقراء والمحتاجين. سيصنعون منه نجما وطنيا قد تعينه على استقطاب سياسي أو نقابي أو ناشط من المجتمع المدني فلم تعد الامامة تسعه بل صارت كابحة للعمل المنتظر منه لتثبيت مفاهيم الجمهورية الثانية والتي ترتكز على المواطنة و عدم الاقصاء والمساواة الحقيقية في الحقوق والواجبات. أيام قليلة ويظهر الحق جليا لأن قضاء تونس الثورة باتت تدغدغه احلام الاستقلالية الحقة ولعل من بين هذه الأحلام قضية جامع اللخمي التي سال حبر النخاسة والتبعية وقارب على الانتفاء و الانعدام.


Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 114214

Matouchi  (Tunisia)  |Vendredi 30 Octobre 2015 à 16:30           
وعاشت الدجاجة في سلام مع بيضته لا يعرف أحد أيهما المتقدم للامامة حت فكر أحدهم في فصلهم ...فاستنبط سارقا
وكل اناء بما فيه يرشح

BenMoussa  (Tunisia)  |Vendredi 30 Octobre 2015 à 13:54           
قراءة للاحداث تطابق الواقع وقد تبدو للبعض تنبؤات صحيحة للمستقبل
فها هو رضا الجوادي يخرج من السجن بطلا وزعيما يستقبله الالاف من المواطنين
ارادوا اقصاءه وتهميشه فجعلوا منه قائدا وزعيما تماما كما ذكر الاستاذ ابو مازن
رد كيدهم في نحورهم واصبحت الوزارة ومسؤليها متهمين امام القضاء وشركاء في "الجريمة" بسكوتهم عنها لاكثر من ثلاثين عاما كما ذكر ذلك احد محامي الجوادي

Mandhouj  (France)  |Mercredi 28 Octobre 2015 à 18:25           
MOUSALIM (Tunisia) |Mercredi 28 Octobre 2015 à 18h 15m | Historique de MOUSALIM
الحرية لرضا الجوادي .


الحرية لتونس
الحرية لحزب التحرير
الحرية لحزب العمال
الحرية لحمة ، لانه لم نراه منذ مدة ، هل هو بخير ؟
الحرية للانسان
الحرية و الكرامة للمسنين

الحرية للحرية

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 28 Octobre 2015 à 18:15           
الحرية لرضا الجوادي .

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Mercredi 28 Octobre 2015 à 16:43           
يبدو انك من المولعين بكتاباتي حديثا، اذ كتبت يوم استشهد الحاج البراهمي و يوم فقدنا خيرة شباب الحرس الوطني و الجيش
ولكن الأمر عندك معيز ولو طاروا يا لسان الخية

Matouchi  (Tunisia)  |Mercredi 28 Octobre 2015 à 14:24           
في كل مرة تهبطوا ريش في الوزير عثمان بطيخ
ألم تتساءلوا.....سي الجوادي هذا.... يخطب في الناس و ينصح فيهم والا يجمع في فلوسهم...؟؟ توة معقول منو ينصح ويوجه منو يجمع في الصوارد؟
حت في عهد الرسول ما كانش هو بيدو يعمل في الشي هذا الكلو
كان هو ينصح
وثم أمين بيت مال المسلمين
و ثم أمين السر
و ثم قايد الجند
و سي الجوادي...امام خطيب...أمين الفلوس...رئيس نقابة الايمة...استاذ
الحاصيلو يوفا الكلام...كيفاش تقطعولوا رزقو؟؟ على خاطر الشيئ مترابط ببعضو

Fromilan  (Italy)  |Mercredi 28 Octobre 2015 à 13:53           
العمل الخيري و التطوعي و جمع التبرعات اصبح في العديد الدول قطاع رابع تنظمه قوانين وتراتيب.
ما يسمىwelfare،
في تونس اصبح سبيل للتحيل على عامة الشعب و طريقة للابتزاز، المقصود ليس الشيخ الجوادي، بل الحكومة التي تسجن من تشاء و تترك من تشاء،

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 28 Octobre 2015 à 13:06           
منذ يوم فرار المخلوع وقع إنزال أشخاص من السماء «من فرنسا خاصة» نراها لاول مرة على المشهد السياسي، منهم كمال الجندوبي مسؤول الاول عن الانتخبات الاولى بعد الثورة، فقرأت عنه ووجدت بأن له الجنسية الفرنسية وكذلك بانه عضو بالحزب الحاكم في فرنسا الحزب الاشتراكي.

كانت اكثر تصريحاته مركزة على الاسلاميين والارهاب والتطرف والآن في هذه الحكومة نراه يلعب دورا غامضا ولا احد يفهم ما هي فاعليته، واليوم قرأت مقالة على صفحة «تونس ناو»، ان هذا السيد كمال الجندوبي هو وراء إيقاف الإمة المعتدلين والحرب على بيوت الله و له شيخ البطيخ يعمل تحت يديه فمهمته هي محاربة الاسلام من وراء الستار.

ولا استغرب من ذلك

Mandhouj  (France)  |Mercredi 28 Octobre 2015 à 12:55           
و من سرق البقرة ؟ و من سرق الهنشير ؟ من سرق المعمل ؟ من سرق الاستثمار ؟ من سرق الأمن ؟
من سرق أهداف الثورة ؟ من و من و من ؟
قل هو من عند أنفسكم ،
الواجب معالجة مواقع الضعف و إستبدال أليات العمل و الرجال ، الذين هم ضعف في ضعف ، إذا جهل ، بلاهة و إستبداد و ظلم ، و سوء تصرف ...
و هذا لا يخص وزير واحد .
وين الحوكمة الرشيدة ؟
وين الشفافية ؟
وين العزم الصادق من أجل التغيير ؟


babnet
*.*.*
All Radio in One