عثمان بطيخ أوصل الرسالة ولم يعتن بالأمانة

شمس الدين النقاز تونس
قبل أن يصعد الى الطائرة التي تقله رفقة الوفد الرسمي الى البقاع المقدسة لاداء مناسك الحج تسلم وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ رسالة خطية من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لتسليمها الى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز.
قبل أن يصعد الى الطائرة التي تقله رفقة الوفد الرسمي الى البقاع المقدسة لاداء مناسك الحج تسلم وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ رسالة خطية من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لتسليمها الى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز.
لا نعلم بالتحديد ماذا حوت تلك الرسالة من كلمات ومن طلبات لكننا تأكدنا حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية في 25 من شهر سبتمبر الماضي أن وزير الشؤون الدينية نقل لخادم الحرمين الشريفين تهنئة الرئيس التونسي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وتعازيه ومواساته له بعد حادث التدافع بمشعر منى وما نتج عنه من وفيات وإصابات وذلك خلال استقبال العاهل السعودي لبطيخ في الديوان الملكي بمنى.

لن نقف كثيرا على الرسالة ومحتواها فالأمر يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبين رئيسين لكننا نريد أن نطرح سؤالا ظل يراودنا كثيرا منذ أن شاهدنا تلك المرأة الحاجة التي عادت من البقاع المقدسة تشكو الوفد التونسي الذي أساء معاملة الحجاج ولم يقم بما يجب عليه القيام به من أجل حمايتهم وتأمينهم وإنجاح حجهم خاصة وأن أغلب الحجاج كما هي العادة كانوا من كبار السن اللذين يحتاجون الاحاطة والإرشاد اللازمين أكثر من غيرهم من الشباب والكهول.
هل كان هم وزير الشؤون الدينية الحفاظ على الرسالة من الضياع أم الحفاظ على الحجاج من التيه والجهل؟
هل كانت حجة السيد عثمان بطيخ لبيت الله الحرام لمراقبة تعامل المرشدين الدينيين اللذين تجاوزوا 100 مع أكثر من 8300 حاج أم أنها كانت وسيلة للراحة والهروب من الضغط الذي سيسلط عليه من قبل النقابات والأئمة اثر قراره الممضى عليه من أجل عزل امام جامع اللخمي في صفاقس قبل أيام من مغادرته تراب الوطن؟
نعلم علم اليقين أن ظروف الحج هذه السنة كانت صعبة واستثنائية على كل المقاييس ولكن من المؤكد أن الحجيج التونسيين كانوا في كل سنة اثر عودتهم يشتكون من معاملة المسؤولين عن تنظيم مراسيم الحج والعمرة متهمين اياهم بالتقصير وإهمالهم.
لا يمكننا في لحظة من اللحظات أن نشكك في صدق تلك المرأة التي ظهرت على شاشات قناة الحوار التونسي والتي حلفت أنها لم تتلق الاحاطة اللازمة من قبل المسؤولين حتى أن أحدهم لما طلبت منه خدمة قال لها كيف لنا أن نترك عائلاتنا ونحيط بك.
لقد أخربتنا الحاجة أن الخلل لم يكن من السعوديين بقدر ما كان من التونسيين المرافقين اللذين تسلموا المشعل عند وصولهم الى السعودية من قبل ادارة نزل فلسطين لكنهم كانوا يعاملون الحجاج بعنف وقسوة متهمين اياهم بأنهم جلبوا العار الى تونس في حين نسي هؤلاء أنهم جاؤوا بفضل مال الدولة لا مال جيوبهم.
لن نسرد كثيرا التفاصيل التي ذكرتها هذه المرأة لكننا نعلم علم اليقين أن تصرفات بعض المرافقين كانت هكذا وربما أخطر ولكننا نستغرب بيان وزارة الشؤون الدينية الذي صدر يوم الجمعة 2 أكتوبر والذي برأ كل الأطراف المشاركة في التنظيم كعادة مسؤولينا في الهروب من المسؤولية وأظهرهم في ثوب الأبطال عندما أكد اليان أنه قد أمكن والحمد لله بفضل حسن إدارة الأزمة وفطنة المؤطّرين وأعضاء البعثة تفادي كارثة حقيقيّة... كما أضاف البلاغ أنّ المعلومات المغلوطة التي يتمّ تداولها من طرف بعض الجهات غير المسؤولة من شأنـها إثارة الاستغراب والتشويش على الحجيج وعائلاتـهم في اشارة الى الوفود التي لا تزال في البقاع المقدسة.
كثيرة هي التساؤلات التي تراودنا لكننا نكتفي بهذا القدر منها فالوزير المعني بهذه الكارثة لم يكلف نفسه الا تفنيد التصريحات المتواترة للحجيج ولم يعر للأمر انتباها بل أصر في اذاعة جوهرة أف أم في برنامج بوليتيكا يوم الاربعاء 30 سبتمبر المنقضي على أن عددا من الحجاج اللذين وصفهم ب المساترية يشنون حملة اعلامية ضده مضيفا في تصريحه لصحيفة الصريح التونسية وبعد يوم واحد أنه لم يقدم استقالته بتاتا.
يمكن لنا أن نتفهم لماذا يشن الحجاج المساترية بالذات كما وصفتهم معالي الوزير حملة ضدك فالسبب ربما يعود لعدم اختيارك أكثر من قارئ للقران 24/24 في مقبرة ال بورقيبة على روح الزعيم الحبيب بورقيبة...
Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 112842