الشيخ الثعالبي يحييكم و يقول لكم ... لست جدكم

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
تتواصل معركة تثبيت الهوية الفكرية و المرجعية لحزبي نداء تونس و حركة النهضة , بعد الاعلان قبل أيام عن انطلاق ملتقى العائلة الدستورية برعاية التيار الدستوري من النداء ممثلا في السادة رؤوف الخماسي و نبيل القروي و خالد شوكات و أسامة الخليفي , اعتبر البعض ذلك محاولة لاستيعاب أجيال من الدستوريين القدامى و انذارا شديد اللهجة تجاه الرافد اليساري للنداء بقيادة الأمين العام الحالي للحزب محسن مرزوق و عبد العزيز المزوغي و عبد المجيد الصحراوي و غيرهم في اطار الصراع و التنافس الانتخابي خلال المؤتمر القادم .
تتواصل معركة تثبيت الهوية الفكرية و المرجعية لحزبي نداء تونس و حركة النهضة , بعد الاعلان قبل أيام عن انطلاق ملتقى العائلة الدستورية برعاية التيار الدستوري من النداء ممثلا في السادة رؤوف الخماسي و نبيل القروي و خالد شوكات و أسامة الخليفي , اعتبر البعض ذلك محاولة لاستيعاب أجيال من الدستوريين القدامى و انذارا شديد اللهجة تجاه الرافد اليساري للنداء بقيادة الأمين العام الحالي للحزب محسن مرزوق و عبد العزيز المزوغي و عبد المجيد الصحراوي و غيرهم في اطار الصراع و التنافس الانتخابي خلال المؤتمر القادم .

هناك صراع مواقع بين التيار الدستوري التجمعي و التيار اليساري الماركسي داخل نداء تونس,,و لم يغفر الدساترة لليساريين استحواذهم على كعكة السلطة بعد الفوز في الانتخابات الفارطة رغم أنهم يشكلون ثقلا بشريا و ماديا قويا لذلك نفهم غضب السيد فوزي اللومي من بشرى بلحاج حميدة لما قالت أن مرزوق هو رجل المرحلة باعتباره كان قائدا للحملة الانتخابية لحزب نداء تونس فرد عليها بأنه هو الذي كان المنسق العام و المشرف على الحملة . طبعا لا يخفى تماهي بشرى بلحاج حميدة و محسن مرزوق ايديولوجيا باعتبارهم سليلي تيار الوطد ثم الوطج في الثمانينات .
لكن لا أحد ينكر أن التيار اليساري كان رأس الحربة في مواجهة الترويكا الحاكمة بل كان يشكل الجناح الاعلامي و المعارض الثقافي الذي أربك النهضة و حلفائها خلال 3 سنوات . يمكن ان يكون المتنفذين من الدساترة هم الذين دفعوا بهم الى هذا الدور نظرا لقدرتهم على خوض المعارك الايديولوجية خاصة مع خصومهم التاريخيين من التيار الاسلامي . لكن توافق النهضة و النداء و شراكتهم الحكومية غير طريقة التعامل بين الطرفين حيث تأكد للجميع أن اتفاق الشيخين لا يعلى عليه رغم كل الخطابات الرنانة و المتشنجة و العنتريات الاعلامية و التحشيد الشعبي ابان الحملة الانتخابية .
نتيجة الانتخابات التقطها القروي و جماعته ليقولوا بأن التونسيين قد اختاروا الرافد الدستوري و الاسلامي فلم لا نجد جدا يجمع بين الفريقين ليكون اطارا مرجعيا للجميع فيثبت نداء تونس هويته الدستورية لما قبل 100 عام و لتتونس الحركة الاسلامية في تونس فتقطع مع امتداداتها الشرقية الاخوانية ؟ من المؤكد أن الجميع يفكر في الانتخابات القادمة , لذلك اقتنصت حركة النهضة الفرصة و أعلن قياديوها مثل الأستاذ راشد الغنوشي و رفيق عبد السلام تفاعلهم مع منتدى العائلة الدستورية و اعتبر صهر رئيس النهضة أن الشيخ الثعالبي هو الجد المشترك للنهضة و النداء . هذا التصريح أغضب محسن مرزوق المنزعج من مبادرة منافسيه داخل الحزب حيث اعتبرها موجهة ضده فقال : جدنا هو بورقيبة و ليس الثعالبي .و لا يخفى أن مرزوق قد ينسجم مع علمانية بورقيبة أكثر من صاحب روح التحرر في القرآن .
معركة الجدود متواصلة و قال فيها أحد المؤسسين للحركة الاسلامية في تونس صلاح الدين الجورشي : ما أعرفه شخصيا أننا في مرحلة تأسيس الحركة الاسلامية في تونس لم نعتبر الشيخ عبد العزيز الثعالبي أو غيره من الشخصيات التونسية مرجعا لنا . كنا نرى في حركة الاخوان المسلمين و رموزها بمثابة الآباء الشرعيين لنا , و قد بالغنا في احترامهم الى حد التورط في حالة أشبه بالتقديس لهم . { مقال للجورشي بجريدة الضمير ليوم 22 سبتمبر 2015 / ص 5 }. هذا اعتراف صريح بأن النهضة اليوم تحاول التخلص من العباءة الاخوانية و تريد السير في نهج التونسة بايجاد مرجعية ثقافية محلية في اطار قراءتها للواقع التونسي .
جميل أن نحيي الموروث الفكري و السياسي التونسي و يناقشه المهتمون بالشأن العام لأنه اثراء لتراثنا التونسي شريطة ألا يكون مجرد مناورة سياسية أو تكتيك مرحلي فرضته ضغوطات الواقع المحلي أو الاقليمي .
لو كان الشيخ الثعالبي مؤسس الحزب الدستوري و صاحب تونس الشهيدة و روح التحرر في القرآن حيا لوجد نفسه غريبا و تائها ازاء من يتنازعون على ارثه .و قد يعلنها مدوية لست جدكم .
كاتب و محلل سياسي
Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 112302