التطبيع.. والتمييع

بقلم: شكري بن عيسى (*)
ان تظهر في مرحلة اولى صورة مسؤول جامعة كرة اليد التونسية مع رئيس جامعة الكيان الصهيوني بعنوان صاخب حول تصويت تونس لفائدة العدو في الكنفدرالية المتوسطية لكرة اليد ثم ما يلبث ان يصدر تكذيب من المسؤول التونسي وتنتهي هكذا القضية دون اي رد فعل جديد فذاك عين المغالطة.. وذلك عين التطبيع..
ان تظهر في مرحلة اولى صورة مسؤول جامعة كرة اليد التونسية مع رئيس جامعة الكيان الصهيوني بعنوان صاخب حول تصويت تونس لفائدة العدو في الكنفدرالية المتوسطية لكرة اليد ثم ما يلبث ان يصدر تكذيب من المسؤول التونسي وتنتهي هكذا القضية دون اي رد فعل جديد فذاك عين المغالطة.. وذلك عين التطبيع..

وكأن الحادثة الشنيعة انتهت بتكذيب المسؤول التونسي.. هكذا.. وحتى على فرض ان تونس لم تصوت للكيان الصهيوني.. ولو ان لا شيء يؤكد الامر.. فان مشاركة تونس دولة الاحتلال الاجرامي في فعاليات رياضية.. او اجتماعات او مصافحة هو اكبر تطبيع..
فما بالكم والصورة بين الطرفين ناطقة والابتسامة على المحيا.. انه التطبيع الاجرامي.. بالمعنى الاخلاقي والقيمي.. وحتى الاداري.. والرياضي.. وماذا يعني ما قاله المسؤول التونسي بان البروتوكول يفرض الصورة.. فهل يعني ان البروتوكول يصبح اعلى من معاداة العدو.. ومساندة الحقوق الفلسطينية..
اما ان يتغاضى الاعلام عن المقابلة.. والصورة.. ولا يعتبرها تطبيعا اجراميا فذلك عين التمييع الاعلامي.. يعني ان تطرح في البداية امرا عال السقف.. ثم تتغاضى عما هو اقل منه رتبة في الفداحة.. ولكنه يظل فادحا.. بل شنيعا.. ووحشيا.. فلا فرق الحقيقة بين من يقدم السلاح او يدعم العدو في القتل.. وبين من يضحك له او يصافحه او يصور معه.. فلا فرق.. بل ان الثاني هو الذي يعطي المشروعية السياسية والاخلاقية.. وهي الاهم للكيان البربري الصهيوني..
ان تصبح الاشكال البسيطة في العلاقة مع العدو الاسرائيلي امرا معتادا مقبولا فتلك عين الكارثة.. احذروا الصغائر فانها هي التي تقود للكبائر.. بل هي قلب الكبائر..
ولا ننسى ان المسؤول التونسي لا يمثل نفسه.. بل يمثل الدولة والشعب التونسي.. وتلك عين المصيبة.. ولا رد الى حد الان او ادانة لما حصل من السلط الرسمية التي يبدو انها لن تقدر على مس الابن المدلل للحليف الاستراتيجي الجديد بعد امضاء مرزوق مع كيري الاتفاق السري!!
(*) قانوني وناشط حقوقي
Comments
11 de 11 commentaires pour l'article 111308