مصارحة ثم مصالحة

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/national-recon-2.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــــازن



قالوا المسامح كريم قلنا نعم ولكن... قالوا خير المؤمن قلبو صافي قلنا نعم ولكن... قالوا: قال رسول الله صلى الله علية وسلم المسلم أخو المسلم قلنا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أتموا الحديث النبوي. قالوا قال الله في كتابه العزيز : فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون قلنا صدق الله العظيم ولكن على ماذا سنصفح ؟




منذ مدة طفا موضوع المصالحة الوطنية الذي أضحى يسمى المصالحة الاقتصادية والمالية فأشير اليه بالبنان و انتقد من الجميع في السر والعلن ولم يهلل له أحد غير مقترحيه. يطلبون الصفح والمصالحة والشعب الكريم يعلم علما جيدا أنه نُهب وسُرق منذ عهود ولا يزال يسرق وينهب تحت أنظار رجال السياسة والنخبة. لكن المواطن البسيط لا يعلم غير بعض الاسماء المورطة والتي عمد الاعلام لاظهارها اشهارا أما بقية المتحيّلين فهم متخفون وملفاتهم في الحفظ والصون ان نجت مما أحرق ابان الثورة.
لقد أظهرت القناة الوطنية في لحظة طيش ثورية عديد الجرائم الاقتصادية و طرقت ابان الثورة بعض ملفات الفساد فأشارت الى بعض الاسماء و حاولت التركيز عليهم نكاية بهم ولقد نحت بعض القنوات حديثا على طرق هذا الباب من المال العام المهدور والمسروق كالزيتونة ولكنها ألجمت بلجام الهايكا فأسكتتها لحين. أصبح اليوم في ذهن المواطن البسيط أنه مغبون مسروق القوت فرضي وترك أمره للثورة وساستها علها تدر عليه برد اعتبار أو كرامة مفقودة أو بعض الملاليم المنهوبة ولكن هيهات. أقفل هذا الملف في ذهنه وقال عليه العوض و منه العوض ولكنهم لم يتركوه لحاله لما طالبوا بالمصالحة.
من تراه يصالح وهو يجهل من سرق قوته وهرّب أموال مشروعه التنموي، من يصالح و قد حرم منح دراسية قضمها أحد الموظفين بالسفارة، من يصالح وقد فرض عليه مشاركة الأصهار فأتت عليه الذبحة الصدرية و نجا من الموت بأعجوبة. من يصالح وقد اتلفت بضاعته بالميناء نكاية به لما ركب رأسه واستورد سلعة يتاجر بها المعلمية . هل يسامح من باع له شهادة الشكر التجمعية بمئات الدنانير وهو مجرد حرفي يأكل مما تنتج يديه من بضاعة.
قد يتوه المواطن لو علم عدد الشبكات واللوبيات الماسكة لتجارتنا تصديرا وتوريدا أيام المخلوع وقد يعجب ان علم أن مجمل هذه الشبكات لا زالت تعمل بل ربما ازدادت لما صار الصناع أعرافا. قد يعجب المواطن لو صدق ان ما عرض عليه من أموال في قصر الظريف كانت مجرد عربون تمويه وما خفي كان أعظم. أرقام مفزعة و أموال ضخمة لو رجعت للخزينة لكفتنا مؤونة سنين عجاف و لأصبحنا في بحبحة من العيش ولكن هيهات، الأموال حرقت الى سويسرا و لامجال لعودتها والمواطن مردد لعبارة عند الله خير .
لو صارحوه واعتذروا له لكان أول المسامحين وهو العارف بكنه الصفح الجميل بعد التوبة و القلب الأبيض ولو كان صاحب حق. بينوا له من أخطأ في حقه وكم غرف من الخزينة وكم دفع من رشوة و كم اشترى من ذمة وكم زوّر في تصريحات الدخل و و و... قولوا له ولا تخشوه فهو المسالم السوي الذي يمتلك القناعة والهناء الذي يهرول وراءه من يطلب المصالحة. صارحوه وردوا الحق لأهله بل ردوا جزءا من الحق للبلد الذي نشأتم فيه وتعلمتم في مدارسه ثم نهبتم ثروته و جعلتموها أرصدة بنكية في الخارج و مشاريع معطلة مفلسة في الداخل. قفوا بكل ثقة واطلبوا المعذرة فستكبرون في أعين القوم وسيعالجونكم بالقبل ثم يرفعونكم على الأعناق. ذلك هو المواطن البسيط الذي قد يكتفي بمجرد صورة أمام العدسة أو تصريح أمام الكاميرا. لستم أول من أخطأ في حق تونس ولستم آخر من يفعل ذلك ولكنها عامرة بأهلها لا تزعزعها السنون والآفات بل معوضة ما نهب و باقية الى أن يرث الله و من عليها.


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 110939

Ahmed Beyoub  (France)  |Lundi 31 Août 2015 à 21:04           
هل البكاء على الاطلال يجدى نفعا

هل الصياح والصياح وإعادة ثم إعادة المحاسبة العدل القصاص سوف ترجع لنا أموالنا المنهوبه
يا ناس فيقوا
الدول الحاميه للمجرمين لن تعيننا إلا فى إ طار المصالحه

من تمسك برفض ذلك فهو مجرم في حق التونسيين المحتاجين كصاحب الشهاده البطال و و و

Antar Ben Salah  (France)  |Lundi 31 Août 2015 à 10:42 | Par           
Celui qui demande une justice juste et équitable dans le dossier vérité et dignité il rêve . Mais qui tient le pouvoir , les médiats , l'argent , la milice et le soutient de l'intérieur comme de l'étranger évidement c'est l'État profonde qui est concerné par ce dossier . La seule association pour l'objectif de la révolution c'était les gardiens de la révolution le quartet a demandé de dissoudre toutes ces associations et depuis la révolution n'a plus de boussole pour l'orienter vers l'objectif tant souhaité .

Toucom  (France)  |Lundi 31 Août 2015 à 08:18           
مصارحة ثم محاسبة ثم مصالحة هكّ نمشي معاك.

Khan Khalilo  (Qatar)  |Lundi 31 Août 2015 à 07:59 | Par           
يمهل ولا يهمل الحرام لم يثمر

TheMirror  (Tunisia)  |Lundi 31 Août 2015 à 07:53           
قال شيخ الانبطاح راشد الغنوشي
نحن مع المصالحة و المصالحة لا تعني الإفلات من المحاسبة، فكل من يثبت عليه شيء عليه الاعتذار

مما يعني أنه بالنسبة للغنوشي
من قتل التونسيين يكفيه الاعتذار و تحفظ القضية
من سرق أموال التونسيين يكفيه الاعتذار و تحفظ القضية
من نهب خيرات تونس يكفيه الاعتذار و تحفظ القضية

المصيبة أن هؤلاء المجرمين يستكثرون على ضحاياهم حتى مجرد الاعتذار

السؤال هو من فوض لشيخ الانبطاح راشد الغنوشي أن يتكلم و يقرر باسم الضحايا

Mandhouj  (France)  |Lundi 31 Août 2015 à 06:38           
العدالة الانتقالية ، المصالحة الوطنية ، العقد الاجتماعي ، ثم نترك الديمقراطية تعمل عملها ، و أهداف الثورة فوق الجميع .

MENZLY  (Canada)  |Lundi 31 Août 2015 à 02:35           
Une excellente réflexion... Je partage M. Abou Mazen!


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female