تحرير المرأة... ماعون صنعة

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/egelit%C3%A9F-H.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــــازن

هي أهازيج ترددها حناجر لا تعرف غير هذا اللغو و لا تملك انجازات أخرى تحدثك عنها. ماذا تريدها أن تقول ؟ فشلت في تحقيق واحد بالمائة من النمو، فشلت في تنظيم حركة القطارات فحصدت عددا من الأرواح، فشلت في استباق الارهاب فضرب بعصا غليظة سياحتنا، فشلت في دفع الديبلوماسية واسترداد الأموال المنهوبة. لم ينجز النمط ما وعد غير عزل الأئمة المعتدلين و السيطرة على وسائل الاعلام رغم دعم أغلب التكتلات والتركيبات السياسية له و رغم غياب معارضة حقيقية تلجم نهمه السلطوي. لم ينتظر النمط عيد المرأة ليطلق شعارات تحرير المرأة الجوفاء بل عبر عن ذلك منذ نشأة نسخته الثورية المضرجة بالماضي. لقد جعلها شعارا له و كأنه يعيش عصرا يلي الحرب العالمية الأولى أين انطلقت المرأة الى المعامل والمصانع و اكتسحت مقاعد الدراسة في المدارس والجامعات. هذا حال كل بلدان العالم تقريبا ولعل البحث في ألبومات صور الماضي تخبر المشاهد بهذه التطورات. لقد كانت بداية العولمة وقد شجعتها في ذلك وسائل الاتصال المخترعة و البث الاذاعي والتلفزيوني. في تلك القترة كانت تونس تتبع خطى بقية الدول على نفس الوتيرة فتحررت المرأة التونسية على غرار زميلاتها من قيود العادات والتخلف والجهل و استعادت مكانة منحتها اياها الحضارة الاسلامية المزدهرة.

...

كان التونسي في غفلة من أمره أوائل الستينات والسبعينات فصدق ما قيل في الاجتماعات السياسية والتوجيهات الرئاسية و أصبح بدوره مرددا لهذه الشعارات حتى صارت هواء يتنفسه وماء يطفي به عطشه. لم يكن يتنقل بسهولة بين الدول ولم تكن له امكانات ليعاين عن كثب التطور الذي يعيشه العالم بيدي المرأة و أخيها الرجل في آن واحد. لم يكن يملك التونسي قناة تلفزية حرة تمكنه من متابعة حياة المجتمعات و مسايرة الثقافات فتنقل له حقائق الأمور وسير التطور في العالم. انطلت الرواية و صدقها الجميع وصرنا نفخر بتحرير المرأة وكأن باقي نساء العالم تعيش تحت نير العذاب والعبودية و سطوة الرجل. ولكن حال اليوم مختلف فالفضائيات تغزو العالم والقنوات الوثائقية تنتشر عبر كافة الأقمار الصناعية فتظهر لك عيش المجتمعات في نيبال والصين وأدغال افريقيا والأمازون و الصحراء والمناطق الثلجية. المرأة عنصر حياة يتقاسم الأدوار مع الرجل بل يكاد يتفوق عليه في عديد الأعمال. فهي الام التي تحمل لتلد بعد مشقة وهي الصدر المرضع الذي يبني أجساد رجال ونساء الغد وهي المربي الأول لأجيال الغد والمستقبل. تلك وظائف فسيولوجية و اجتماعية لا يمكنها الاستغناء عنها قد وهبها الله للمرأة فأعلا من شأنها وأضيف لها العمل و الانتاج كأخيها الرجل. لله درها تلك الأم العاملة كيف توفق بين رضيع و آلة تهبها لقمة العيش.
لن يتغير واقعنا الاقتصادي فننهض من غفوتنا الثورية و نسترد مكانة محترمة بين الدول بمجرد رفع شعارات تحرير المرأة وترديدها بل و دفع التطرف الى أقصى مداه حين تطالب احداهن بالزاوج بغير المسلم وتطالب أخرى بالمساواة في الميراث و يدعو آخر لتحرير المرأة من الحجاب. أ بمثل هذه المطالب ستتطور التنمية الجهوية وتقتسم الثروة ان بقي شيء منها و تبنى البنية التحتية للدولة الحديثة. لقد ضاعت ثروتنا ابان الاستقلال لما كان القوم يرددون نفس الشعارات وانطلقت دول أخرى حديثة عهد بالحرية في البناء والتشييد. فبقينا ببغاوات مرددة لأهازيج الخمسينات و صاروا دولا تصنع السيارات والآلات والتكنولوجيا الحديثة فنشتري منهم ونحن نردد نفس الشعارات تحرير المرأة .. فعلا هو ماعون صنعة غرس فينا حتى نواري اخفاقاتنا في مواكبة النمو والازدهار الاقتصادي العالمي.





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 110320

Antisalafy  (Tunisia)  |Mardi 18 Août 2015 à 10h 16m |           
AbouFatma@ Le coran a honorifié la vache aussi, il lui a dédié la sourat la plus longue..

Khalbaoui  (Germany)  |Lundi 17 Août 2015 à 17h 50m |           
!مقال جميل جدا احسنت

AbouFATMA  (Tunisia)  |Lundi 17 Août 2015 à 15h 33m | Par           
تحرير المرأة كلام حق يراد به باطل. المرأة حررها الإسلام منذ 14 قرن حتى أنزلت سورة كاملة في القرآن الكريم سميت بسورة النساء و أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم. لكن المتاجرين بها من الكفار و من تبعهم من المحسوبين زوراً على المسلمين وبلغة أوضح المنافقين، اوهموها بأن الحرية تقتضي التنصل من مبادئ الإسلام المتميزة بالعفة و الحياء حاثين إياها على الفسق والفجور و التعري لتصبح لقمة سهلة لهم فيما بعد. إذا المقصود هو تعرية المرأة و ليس تحريرها.

Tounsi68  (France)  |Lundi 17 Août 2015 à 14h 28m | Par           
يا سي ابو مازن هناك مثال على ما انتجته الأنظمة في تونس مثل درة العرة و هو أسوء مثال

Dorra  (Italy)  |Lundi 17 Août 2015 à 14h 06m |           
يا سي أب مازن لكل ماعون صنعته تحرير المرأة ماعون صنعة و المتاجرة بالدين و بالمقدسات ماعون صنعة و تمثيلية التمسك بالهوية و يالثقافة ماعون صنعة و محاولات التهجم على الحداثة و الرقي و التقدم ماعون صنعة و دولة الخلافة ماعون صنعة و و الجهاد في سبيل الله ماعون صنعة و المنظمات الخيرية و القرانية ماعون صنعة ....... الحكاية و ما فيها نحن نعيش في مرمّة تحتاج الى أسطى و الى كهرباؤي و الى لحام و الى نجار و الى مهندس و الى غيره و كلهم يعرض خدماته بماعون صنعته
و كل واحد يضرب على صلاح بلادو

Srettop  (France)  |Lundi 17 Août 2015 à 14h 03m |           
أتسائل في أي عالم وفي أي دهر يعيش من يعتبر إن المساواة في الميراث و الزواج بغير المسلم من "باب التطرف إلى أقصى مداه". مازلنا بعاد يا سي.

Echahed  (France)  |Lundi 17 Août 2015 à 12h 43m |           
تحرير المرأة أو إخضاعها:

تحريرها من دينها أو إخضاعها 'للنمط العالمي الجديد' أو النظام العالمي الجديد "Nouvel Ordre Mondial".
نظام هرمي في أعلى قمّته من وضعوا هذه القوانين العالمية ثم المقرّبون ثم من إتّبعوا النمط، و لا يكون دور العرب و المسلمين فيه إلاّ كدور الخاضعين المُستعبدين الذين تُغتصب أراضيهم و تنهب ثرواتهم.
إمّا أن تخضع فيصبح لك الحق في الأمن وإمّا أن تتمسك بحريتك فيعصف بك الإرهاب ( بكل أشكاله) و الفقر.

إذا كانت هناك حرية للمرأة فلمذا يُفرض عنها إتباع النّمط؟ لماذا يؤمن النّمط 'بلكم دينكم و لي ديني' إلا في إتجاه واحد. إنها حرب و سلاحها الأكاذيب.
قال تشرشل"في زمن الحرب الحقيقة غالية ويجب أحاطتها بكثير من الأكاذيب"
و يقول تعالى:
"وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

Mandhouj  (France)  |Lundi 17 Août 2015 à 12h 10m |           
منذ الخمسينيات و الحديث عن المرأة في تونس ، تجارة سياسية بامتياز . مكاسب المرأة خضعت لمزايدات ، لقلة همم الرجال (رجال السياسة ، رجال الادارة ، رجال الأعمال ، رجال التدين ، ) ، كما خضعت لتمسك حرفي بعادات و تقاليد ليس لها من التونسة إلا الماضي الذي عياشته الاجيال (فنحن -المجتمع - في هذه الحالة سلفي متشدد بامتياز ، يصل إلى حد التطرف ، و الجريمة .
قضية المرأة هي قضية الانسان ، المكرم ، الفاعل ، المسؤول و الذي يحاسب و يسأل ، و في إطار المسؤولية تتحدد حدود حرية كل فرد .
مهمتنا العامة هي الاعمار و التقدم بحياة الانسان من أحسن إلى أحسن ...
كفى مزايدات ، أبواب هذا السوق غلقتها ثورة الكرامة و الحرية .
لكن مع الأسف احزاب بلادنا ، مجتمعنا المدني ، على إختلاف المشارب و التوجهات و المرجعيات ، متمسكين بهذا السوق .


Tounsi68  (France)  |Lundi 17 Août 2015 à 11h 42m | Par           
مقال ممتاز يختصر الواقع التوتسي لكن للأسف من يسمون أنفسهم بالعلمانيين و الحداثيين لم يأخذوا من الغرب غير قشور تقدمهم و حضارتهم و يتاجرون بكل شيء حتى بمبادئهم

Tfouhrcd  (Europe)  |Lundi 17 Août 2015 à 11h 39m |           
Comme d´habitude monsieur Abou Mezen bravo pour ´cet article. Tu sa tout dit. je suis a 100% avec toi


babnet
All Radio in One    
*.*.*