خمسين فرنك

أبو مــــازن
أي كرم حاتمي ألمّ بقانون المالية التكميلي الذي سيعرض على نواب الشعب، نعم ولأول مرة تنزل أسعار مشتقات النفط من بنزين و مازوط من عليائها وتلامس واقع الشعب الفقير. خمسون مليما للبنزين وثلاثون للمازوط آشكون زاد؟ . لم نكد نصدق هذا الخبر المفرح جدّا و لم نقدر على تثمينه الا بعد سلسلة من الحسابات الدقيقة ليتبيّن لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود:
أي كرم حاتمي ألمّ بقانون المالية التكميلي الذي سيعرض على نواب الشعب، نعم ولأول مرة تنزل أسعار مشتقات النفط من بنزين و مازوط من عليائها وتلامس واقع الشعب الفقير. خمسون مليما للبنزين وثلاثون للمازوط آشكون زاد؟ . لم نكد نصدق هذا الخبر المفرح جدّا و لم نقدر على تثمينه الا بعد سلسلة من الحسابات الدقيقة ليتبيّن لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود:

ان كنت ممن تستعمل قليلا سيارتك الممونة بالبنزين، أي بقدر أربع أو ثلاث لترات يوميا فانك ستوفر ثمن باقات وهذا لعمري كسب جيّد يذكر فيشكر. اما ان كنت من المغرمين بالأربع عجلات و تقضي كامل اليوم في سياقتها، فانك ستوفر أكثر من ذلك بكثير. لك ان تشتري مثلا مثلجة آخر اليوم ترد عنك حرارة الصيف و لكن لا تنس ان تشكر القانون التكميلي. أما حساب المازوط فهو معقد للغاية لوجوب المعرفة بجدول الثلاثة للضرب واحتساب معلوم التاكس الموظف على الجولان لهذا النوع من المحروقات. لكن في النهاية ستكون سعيدا بتوفير عددا من خبز الباقات أسبوعيا أو قد ترقى الى شراء مرطبة ان اشتهتها العين مرة و مانع الجيب عن تسديد الثمن.
شعبوية فارغة و تكتيك لا أساس له هذا التنزيل في أسعار البنزين و المازوط، ففي خضمّ البحث عن البترول، يعالجنا القانون التكميلي بتخفيض زهيد وكأنه يبتغي اسكات البعض أو الوفاء بوعد من وعود الحملات الانتخابية أو ذر رماد في العيون حتى يتسنى له تمرير قوانين الضرائب الجديدة التي يبدو أنها ستعصف حتما بالجيب المثقوب فتريحنا من الخمسين التي وفرناها وقد تأتي على الدنانير أو الأوراق النقدية بمختلف ألوانها. ان البترول قد فقد الكثير من كبريائه في الأسواق العالمية وصار يباع ويشترى على قارعة الطريق فالعرض متوفر والطلب زهيد لا سيما في أشهر الصيف. لقد فقد النفط أكثر من نصف سعره وتدحرج البرميل الى الأربعين وبضع دولارات فكيف قيّموا الخمسين مليما لتكون مقدار التنزيل في السعر المحلي؟
Comments
18 de 18 commentaires pour l'article 109494