كلامولوجيـــــا / قدّاش الوقت في تونس ؟

منجي بـــــــاكير
الوقت : هو قيمة غالية برْشا ما يقدّرها إلاّ اللّي يعرف مفعولها و انعكاساتها سواء على مستوى الأفراد أو الشّعوب و الدّول . الوقت ما يمكنش إيقافو و لا تخزينو و لا زيادتو و لا شريانو أيضا ، و هاكا علاش الحكمة تقول (
الوقت من ذهب ) و ( الوقت كالسّيف إن لم تقطعه قطعك ) ، كذلك من الثّابت أيضا أنّ كلّ النّاس متساوين من حيث توفّر كمّية الوقت ،أمَا كلّ واحد كيفاش يستغلّ هذه الكميّة ، كيفاش يوزّعها و ينظّمها باش يحقّق أكثر فوائد ليه و لمحيطو ، من الثّابت أيضا أنّ من يسيء استغلال الوقت ، بمعنى يضيّعوا في ما لا يعني هو كذلك يساهم في إضاعة وقت الآخر و وقت المجموعة ككلّ ، مثلا كيف ما موظّف أو عامل ما يحترمش التوقيت ، أو ما يخدمش واجباتو في أوقاتها المحدّدة ، أو يعدّي وقت الخدمة في أمور أخرى أو في حالة فراغ ، فهو يساهم في إضاعة وقت ماهوش ملكو و بالتالي يتعدّى على حقوق المجموعة و يساهم من هذا الباب في تردّي كثير من الأوضاع الإجتماعيّة و الإقتصاديّة و غيرها ...
الوقت : هو قيمة غالية برْشا ما يقدّرها إلاّ اللّي يعرف مفعولها و انعكاساتها سواء على مستوى الأفراد أو الشّعوب و الدّول . الوقت ما يمكنش إيقافو و لا تخزينو و لا زيادتو و لا شريانو أيضا ، و هاكا علاش الحكمة تقول (

هنا نحبّ نفتح قوس باش نحكي على إحصائيّة خرجت سابقا عن مؤسّسة عالميّة معروفة ، هالإحصائيّة تقول أنّ 5 في الميّة فقط من الموظّفين التونسيين ملتزمين بعملهم بجدّية ،،، و البقيّة طبعا - هاني معاكم لا تنْسوني – يعني كرْكارة - و طبْعا هذا شيء يأسّف ويوجع القلب ،،،،
في الوقت يقولوا العرب : (الزمن مسابقٌ لا يُسبَق ، وغاضبٌ لا يمهل ، ومدرس قاس) ، أمّا الإنقليز يقولو : ( تـــايم إيز موني ) و معناها أنّ كل دقيقة تمرّ بدون عمل فعّال و مفيد للشّخص أو المجموعة و المحيط هي تكلُفة ضايعة و خاسرة .
عموما نحن العرب و خصوصا التّوانسة عندنا قيمتين أساس كلّ تطوّر و تحضّر لكن أحْنا نهمّلوهم و اللّي هوما :( قيمة العمل + قيمة الوقت ) بل نزيدو نأكّدوا على إهمالهم و ضياعهم ،، تلقى التونسي عادي باش يقولْلك مشيت نقصّر في الوقت و إلاّ، نضيّع في الوقت ، بينما الشعوب الأخرى تلقى فيها كيف ما قلنا الإنقليزي يقول: تايم إيز موني ، الياباني يقول : الوقت و الفرص لا ينتظران أحد ، وهذاهو السرّ في تقدّمهم و تأخّرنا و اللّي يفسّر زادة هوما وين و أحنا وين ....

أحنا في القهاوي اللّي منشّرة في البلاد و تعدّات الأرقام القياسيّة ، أحنا قدّام الفيس بوك و الشات بالسّوايع ، أحنا قدّام المسلسلات المكسيكيّة و التركيّة ، أحنا نقشّروا في القلوب و نلعبو في الكارطة – باش نضيّعو الوقت - أمّا الخدمة و الواجب ففي مرتبة ثانية أو ثالثة ، والأغرب أنّو أثناء الخدمة فقط يتحيّر فينا سؤال : قدّاش الوقت ؟؟
إيه نعم أحنا هكّا برغم أنّ شريعتنا الإسلاميّة ركّزت على هذا الجانب الأساسي في حياة الإنسان ، ربّي سبحانه خلق و أشار في القرآن للأهلّة ، المواقيت ، السنين لمعرفة الحساب و تنظيم الحياة ، كما أنّ الحديث الشّريف يؤكّد على أهميّة استغلال الوقت و ينبّه على خطورة إهدار الوقت و تضييعه و يشير إلى نتائج ذلك ، حيث يقول صلوات ربّنا و سلامه عليه : (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة ، حتّى يُسأل عن أربع ،عن عمره في ما أفناه ، و عن جسده في ما أبلاه ، و عن علمه ماذا عمل فيه ، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه ))
الوقت أيضا هو مصدر سعادة أو تعاسة الإنسان ، فالإنسان الذي يعرف و يخطّط لاستغلال وقته في عمل عادة أو عبادة يكون أسعد من الإنسان اللّي يهدر وقتو و يكون أيضا متوازن النّفسيّة و قويم الشخصيّة الإجتماعيّة لأنّو يحسّ بمكانته و نفعه لنفسه و مجتمعه بينما اللّي يضيّع وقتو و يعيش الفراغ يصبح دوما متوتّر غير مؤمن بذاته بل يمكن يوصل إلى الشعور بالإحباط وبتفاهة وجوده و عدميّة معنى الحياة لديه ...
لـــهذا من الجمال أن نقدّر قيمة الوقت و العمل ،،و نسعى لاستثمار أوقاتنا في ما يفيدنا و يفيد المجموعة في الدّنيا و الدّين،، و نساهموا في الإرتقاء و التحضّر و التطوّر ،،
تذكير لبعض المتابعين : سلسلة – كلامولوجيا – هي سلسلة في صيغ قالب هزلي أو نقدي بنّاء ، كُتبت خصّيصا و قصدا باللّهجة العاميّة التونسيّة لتلامس بعضا من واقعنا الإجتماعي أو السياسي أو الإقتصادي . و ذلك لكسر الروتين الحاصل لدينا و إيجاد فُسحة مختلفة عمّا يسود و عمّا يُكتب .
شكرا لبهيّ التفهّم .
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 107644