كلامولوجيـــــا / أبــي، بابا آش أحوالك في تونس ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/baby-203048_640.jpg width=100 align=left border=0>


منجي بــــــاكير

قرّءنا الأعزّاء أهلا بيكم في موعد جديد مع ( كلامولوجيا ) و اللّي غايتها إسعادكم و لفت انتباهكم لجماليات الحياة ،، و فيها نلامسوا بعض تفاصيل حوايج نعايشوها يوميّا لكن يمكن ما نعطيوهاش من اهتمامنا ،، و اليوما باش نتناولوا موضوع الأب و وضعو في العايلة التونسيّة ....





كلمة أبي ، بابا، بويا و إلاّ ،.يا أبّا ، و غيرها من نوع ها الكلمات هي ترنيمات حلوّة و جميلة تشبّه ياسر نوتات و أحْرف السلّم الموسيقي ،، كلمة بابا ، كلمة سحريّة تفتح الأبوا ب المسكّرة و تليّن القلوب المتحجّرة و تسيّل دموع العطف و الحِنّية ...
كلمة بابا تعني برشا جماليّات ، بابا ،،، هو المثل الأعلى ، بابا هو عنوان الرّجوليّة و الشّهامة ، عنوان الإعتزاز بالأصل ، عنوان العطف و الحبّ و زادة عنوان الأمان و الإحساس بالإنتماء ...
قبلْ - و معناها أيّام الزّمن الجميل - كان لكلمة بابا وقعها و تأثيرها و معناها ،

البابا أو البو ، مثلا ،، كان لمّا يصير وقت رجوعو للدّار ، كانت الدّار الكلّ تستنّاه بالدّقيقة و الدّرج ، تستنّاه في شوق و محبّة ، و زادة في رهْبة كبيرة ...
إيه نعم رهبة لكن حلوّة ، كان كيف البُو يدخل الدّار ، كلّ حاجة في الدّار تشدّ بلاصتها ، الصغير و الكبير ، الأنثى و الذكر ، كلّ واحد يشدّ بلاصتو ،،، حتّى من حوايج الدّار و أثاثها يتْسَنتِر و يركح !!
رهبة... موش خوف ! و اللّي ما فهمهاش يسأل جيل السّتينات و السّبعينات .
البُو/ البابا كان مصدر إعتزاز و فخرة ، كان عندو قدرْ كيف الجبلْ سواء حاضر أو غايب ، وقدْروا يبدا من عند الأمّ و يرضعوه صغارها مع الحليب ، من غير تنظيرات و فلسفات و من غير حقوقيّات و موائد حوار ..
لكـــــــــن ما نشوفوه هالأيّام هو قلّة وجود كلمة بابا ، و انحسارها مقابل تغوّل كلمة ماما .. الماما اللّي و لاّت حاضرة برشا في محيط الصّغير ، و حياة الصّغير تقريبا الماما مهيمنة على كلّ حاجة و كلّ لحظة ،و البابا ما بْقى منّو في أحسن الحالات كان أنّو موصّلاتي أو تاكسيست يوصّل و يرجّع و إلاّ ( داب ) متاع فلوس ... طبعا هذا صار نتيجة ظروف و تحوّلات داخل الأسر و العايلات الفتيّة وهذا ما يهمّناش لا في أصل الموضوع و لا في نتايجو و ماهوش مبحث كلامنا .
إذا قلنا كلمة البابا بدات تقلّ و تضيع عند صغيّراتنا ، ماما قالت ، ماما وصّاتني ، ماما ماتحبّش ، نخاف من ماما ،،، حتّى نشاور ماما ، ،،
لكــــن الغريب أنّ هذه الماما و لطبيعة صبغة الأمومة الليّنة فيها مع كثرة مشاغلها و بطول الزّمان يجيها نهار و يكبروا الصّغيّرات ، تتنوّع و تتكاثر مشاكلهم و ما عادش تنجّمهم ، وقتها تستنجد بْبُوهم اللّي هو غالبا ماهواش حاضر و ما هواش في نفس الموجة لكن من اللّززْ يتدخّل و يكون تدخّلو غالبا من غير تقدير سليم للموقف و ربّما يوصل حتّى لبعضْ التهوّر ..
و وقتها يحدث المحظور و تتعمّق المشاكل و يصير العنادْ والجنوح وحتّى اللّطف ساعات العقوق من هاك الصّغيّرات اللّي هوما في الحقيقة ضحايا هاك الإختلال في التوازن التربوي و غياب تقاسم الأدوار ....
قلتلكم في أوّل حديثي أنّ البو/ البابا قبل على أيّام طفولتنا كان فاعل في العايلة و قدرو كبير ، و يقابلو من جيهة ثانية شحنات العطف و الحنان اللي تعطيها الأمّ مع اللّهوة و المتابعة لصغيّراتها ،،،
هكّا عشنا و تربّينا ، وهكّا طلعنا أجيال متعلمة أحسن تعليم ومتربّية أحسن تربية ، وأقلّ عٌقد في ها الحياة نقدّروا والدينا و نحبّوهم برشا وزادة نجلّوا آباءنا .
و هاكا علاش (همسة ) نسوقوها للأمّهات الفضليات باش يخلّيوا بلاصة لوظيفة الآباء و يعطيوا الهيبة و القدرْ للبو/ البابا على خاطر هذا فيه انعكاس إيجابي لخلق توازن في شخصيّة الصّغيرات . و هكّا صغيّراتنا يتربّاو في محيط يساعد على نموّ متوازن تربويّا ، عاطفيا و نفسيّا ....
و همسة ثانية نقولوافيها للآباء أنّو لازم باش يتحمّلوا مسؤولياتهم و لازم باش يكونو حاضرين مع صغيّراتهم بالجسم و العقل و العاطفة حتّى تكون عندهم بصمتهم في العايلة ....
و بهذا تزداد المحبّة و الالفة بين أفراد العايلة و صغيراتنا يحقّلهم باش يغنّيوا : يطوّل عمرك يا ميمة يا حنينة و تعيش يا بابا و تنوّر علينا ...

ربّي يصلح حالنا و حال ذرّيتنا .


تذكير لبعض المتابعين : سلسلة – كلامولوجيا – هي سلسلة في صيغ قالب هزلي أو نقدي بنّاء ، كُتبت خصّيصا و قصدا باللّهجة العاميّة التونسيّة لتلامس بعضا من واقعنا الإجتماعي أو السياسي أو الإقتصادي . و ذلك لكسر الروتين الحاصل لدينا و إيجاد فُسحة مختلفة عمّا يسود و عمّا يُكتب .
شكرا لبهيّ التفهّم .





Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 107450

Nasehlelleh  (Tunisia)  |Lundi 22 Juin 2015 à 11:09           
الله يسامح الي قزم دور الاب في الاسرة سواء بالدمغحة اوالقوانين حتى صار 90 بالمئة من افراد المجتمع عبارة على اولاد مفيدة

Wasatiya  (Tunisia)  |Lundi 22 Juin 2015 à 09:49 | Par           
المراة التونسية اليوم متعلمة وتخوض غمار الحياة يوميا مما جعل دور الام في تربية ابنائها يتضاعف عكس زوجة الامس التي لا تعرف من الحياة سوي ما يدور بين جدران بيتها لذلك لا يمكنها الذهاب بعيدا في تربية ابنائها ودفعهم بكل ثبات الي معترك الحياة بل تتكل كليا علي تربية الاب خلاصة القول بالامس غيبت الام واليوم غيب الاب والاصلح هو حضورهما الاثنين في تربية الابناء لتحقيق توازن الاسرة وانجح العائلات هي التي تقوم علي التشارك لا علي التسلط والاستاثار بريادة الاسرة. ب

Ahmed Beyoub  (France)  |Lundi 22 Juin 2015 à 06:36           
Le père terreur d'autre fois n'est plus..
quand le maître punissait l'enfant élève, le soir le père doublait la punition.
ce père a laissé la place au père qui court pour payer les cours particuliers et grandir le maître qui ose dire une reproche à son fils.
le père propriétaire d'une main d'oeuvre gratuite et le plus longtemps possible n'est plus, il a laissé la place au père qui se réveille le soir pour couvrir son protégé et répondre à tous ses besoins d'enfant ...
le père qui ne savait rien de son fils et des nouvelles de son fils que ce que racontaient les voisins a laissé place au père qui a acheté un portable à son fils pour lui téléphoner plusieurs fois par jours et lui demander tous les détails sur son instant...
le père est mort vive le père ..

Ahmed Beyoub  (France)  |Lundi 22 Juin 2015 à 00:32           
On vit dans certaines familles : le papa poule et la maman coq:
les enfants et la mère se mettent d'accord pour ne pas annoncer les nouvelles dérangeantes au père car il panique souvent dès qu'une chose touche à ses enfants. mais quand les choses se compliquent, la mère et les enfants courent vers le père qui est le plus apte pour trouver la solution.


Farhood  (Tunisia)  |Dimanche 21 Juin 2015 à 22:52           
اصبح ما يرفضه الاب تقبله الام و تشجعه رغما عن انفه و ان تكلم فان مصيره سماع موشح من عذب الكلام و العبارات و اصبح الاب مقتصرا على دوره البيولوجي وهو اخر امل ليشعر بمكانته ...لذلك تغلب اليوم تربية النساء و طريقة كلامهم و منطقهم


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female