صلاح المنظومة الصحيّة لا يتمّ إلا بإصلاح حال التمريض

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/nhs.jpg width=100 align=left border=0>


منجي بـــاكير

لا مراء ، لا جدال و لا شكّ أيضا بأنّ أيّ دولة و أيّ مفصل من مفاصل دواليبها لا يستقيم ، كما أنّ الشعب لا ينصلح حاله إلاّ إذا أخذ نصيبه و حقّه من التغطية الصحيّة و بلغ درجة الرّفاه الصحّي في عدل بمستوى يخضع للمقاييس المحدّدة والمتّفق عليها من طرف منظمة الصحّة العالميّة .

و كلّ انخرام في المنظومة الصحّية لأيّ بلد إنّما تعود بالضرر و الوبال على شعبه و على مختلف أسباب عيشه ، لأنّ الإنعكاس سيكون مباشرا و فوريّا على الوظائف الإجتماعيّة و التعليم وكل فروع و شرايين الإقتصاد و ما اتّصل بها ...



أمّا المنظومة الصحيّة فهي ممثّلة في أكبر جوانبها بالهيكليّة القائمة و الساهرة على تفعيلها ، و هذه الهيكليّة يشكّل ( التمريض) أوّل ركائزها و الدّعامة الأساس و المحور الذي تدور به و حوله باقي مكوّناتها و ذلك بشهادة واقع الحال و مختلف دراسات و علوم التمريض القديمة و الحديثة .

غير أن حكوماتنا المتعاقبة و لخطإ مزمن في تشخيص الخارطة الصحيّة و عدم وضعها توافقيّا مع البُنى الصحيّة لم تهتد أبدا إلى أنّ حلقة الوصل و الضامن الوحيد في إنجاح أي منظومة صحيّة يبقى هو قطاع التمريض ممثّلا في (( الممرّض )).
إنّه من الخلل الخطير و من العار الكبير أن يبقى حال التمريض على ما هو عليه حاليّا من تهميش معنوي و إقصاء مجحف و أكثر منه الوضع المادّي المتردّي جدّا و الذي لا يكفي أنّه لا يُماثل غيره من أوضاع باقي القطاعات الخدميّة المقابلة ، فهو لا يستقيم أيضا مقارنة بمختلف مكوّنات القطاع الصحّي ذاته برغم كل المجهودات و كلّ المسؤوليات المناطة بعهدة – الممرّض - و برغم جسامة الخطر القائم وقت مباشرة المهنة وأيضا بعدها بمخلّفات العدوى و المضاعفات المترتّبة عن العمل .
أخيرا و من نافلة القول نشير إلى أنّه لن تؤدّي كل – الترقيعات – العشوائيّة لقطاع الصحة و المركّزة على – المارْشياتْ – المخصّصة لبُنى تحتيّة من غير دراسات جدوى حقيقيّة ، فقط هي تجمّل ظاهر القُبح و تموّه تردّي الخدمات و تنفخ جيوب المقاولين المتعاقدين .
حتما الإصلاح المنشود يبقى رهين التشخيص الصحيح لمواطن الخلل المزمنة ، إعادة توزيع الخارطة الصحيّة و تحيينها لمزيد من العدالة في التغطية و نوعيّة الخدمات . و لعلّ أهمّ هذه الإصلاحات و مفتاح نجاحها هي ردّ الإعتبار للموارد البشريّة على مستوى التصنيف ، التخصّص ، ضبط الصلاحيات و تصحيح الأوضاع المادّية المتردّية ... إصلاح لا يستقيم و لا يؤتي ثمار مساعيه إلاّ من باب الإرتقاء بقطاع التمريض محاكاة لكثير من الدّول التي تقدّر مواطنيها و تحترم جدّيا الذّات الإنسانيّة .




Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 106877

Ftouh  (Tunisia)  |Jeudi 11 Juin 2015 à 11:22           
البلاد مريضة
الحكومة مريضة
الوزير مريض
الطبيب مريض
المستشفيات مرضي
المواطن مريض
شكون باش إداوي شكون
على تونس السلام

MSHben1  (Tunisia)  |Jeudi 11 Juin 2015 à 06:34           
في بلادنا نحن العرب المتخلفين الفاقدين لبوصلة للحق و العدل و القيم في كل ذات بشرية تحولت ذواتنا الى ذوات شياطين . لا تنزهوا انفسكم فجلكم داخلين في حيط من الخليج الى المحيط . حكاما و محكومين اسلامويين كذبا و هم شياطين و علمانيين كذبا و هم منفصمين و عملاء الغرب و الصهاينة المحتليين و عملاء تركيا و الخليج الوهابيين عملاء امريكا المميزين . احزابكم و نخبكم علمانية او وهابية تلعب بها مخابرات الاتراك و الخليجيين اللتان هما لعبتان بيد المخابراتات الغربية
و بخاصة الامريكية . العامة العربية عبارة عن غنم بلا سارح و الحكام سراح اغبياء امتلغين . و الغنم عبارة عن سذج و دجالين و مجرمين و مشعوذين و نهابين و معتدين و زطالين و قطاعي طرق و ارزاق و انانيين و مخربين و ذباحين و مفجرين و مهجرين و الباهي فينا هو كذاب اثيم او نمام زنيم . فبأي آلاء ربكم من أين سياتي الاصلاح و من اين سيأتي المصلين ؟ و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم . هو وحده القادر لعله ينسفنا جميعا و يستبدل بدلنا اناسا آخرين و لا يكونون
مثلنا شياطين .

انا mshben1. أقول الحق على انفسنا و لا تهمني لومة اللائمين

Fadhel Sammari  (Tunisia)  |Jeudi 11 Juin 2015 à 04:25 | Par           
و الدولة لا ترغب في إصلاح حال التمريض و إﻻ كيف أتقاضى منحة العمل الليلي بحساب 2500 مليم مقابل 12 ساعة عمل ليلي بما فيها أيام الﻷحاد واﻷعياد والعطل الرسمية بينما الطبيب يتقاضى 80 دينار !!! بالله عليكم عن اي عدالة اجتماعية تتحدثون.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female