حملة ''حل الدوسي''، لماذا تثير قلق البعض؟

أيمن النوري (*)
بعد تشكيل حكومة الإئتلاف اليميني منذ أكثر من 3 أشهر، لم يستطع الرباعي الحاكم على أن يتفق سياسيا أو أن يعمل مشتركا على أي ملف أو قضية حارقة و مستعجلة، بل أظهر فشلا ذريعا في التنسيق إنتهى بحصيلة ضعيفة ان لم نقل كارثية بعد 100 يوم.
بعد تشكيل حكومة الإئتلاف اليميني منذ أكثر من 3 أشهر، لم يستطع الرباعي الحاكم على أن يتفق سياسيا أو أن يعمل مشتركا على أي ملف أو قضية حارقة و مستعجلة، بل أظهر فشلا ذريعا في التنسيق إنتهى بحصيلة ضعيفة ان لم نقل كارثية بعد 100 يوم.

إلى أن جاءت حملة حل الدوسي وتلتها حملة وينو البترول، لنجد هذه الأحزاب الحاكمة تجتمع لأول مرة في تمييع الحملة الوطنية و الإستهزاء بالقضية و مناصريها، إلى حد تجرؤ أحد الصحافيين ' المحايدين ' على إتهام المطالبين بالحقيقة و فتح ملفات الفساد بكونهم يستهدفون الدولة ويجيشون الشارع و يبثون الفتنة في البلاد،
جاء هذا الموقف المريب، ليسقط عنهم قناع الأحزاب المتبجحة بالوطنية والمنشغلة بهموم المواطنين،و ليكتشف الشعب حقيقة توجهاتهم الليبرالية اليمينية الرأسمالية.
وزادهم نجاح التيار الديمقراطي في المساهمة في خلق رأي عام داعم للقضية، عن وعي وتعقل وإستبصار، زادهم احراجا وتململاً، خاصة اثر نجاح الخيمة التوعوية والندوة السياسية ليوم السبت الفارط،
فخرجت بعض الألسن المستائة والملتاعة سريعاً، لتتهمه بالركوب على الأحداث واستغلال الفرصة لتوسيع قاعدة منخرطيه.
أولا، يشرفنا أن ينخرط في صفوفنا مواطنون على اثر اقتناعهم بمبادئ الحزب و اثر تحمسهم للدفاع عن القضايا الكبرى التي يطرحها الحزب، لا مقابل علوش العيد أو وصل في خلاص الأدوات المدرسية.
ثانيا، وصل إيداع رخصة الخيمة وتحضيرات الندوة السياسية خير دليل على كونها وقعت برمجتها منذ اسبوعين، قبل أن يسمع هؤلاء المتململون أصلا بكلمة حل الدوسي أو وينو البترول.
ثالثا، وهذا الأهم، رغم كونه مبادرا بطرح الملف، أكد الحزب في أكثر من مناسبة، في بيانات رسمية وفي تصريحات لقياداته، أن هذه الحملة وطنية و مواطنية و لا يمكن أن تكون حكرا على حزب معين و أن كل من ينخرط فيها تكون ملكا له! دون إدعاء تزعم أو تحزب أو أسبقية، لكن للأسف مثل هذه المفردات استعصت على حدود فهم البعض،ممن اعتادوا المكاسب السياسية الشعبوية والنظرة الحزبية الضيقة، معذورون....
يبقى المهم في المسألة، هذا التململ و الإرتباك الذي لاح على أكثر من طرف، الذي إن دل على شيء فهو يدل على الإحراج الشديد الذي تسببه حملة حل الدوسي، ممكن أكثر حتى من حملة وينو البترول، لعديد الأطراف و اللوبيات الحاكمة و المتنفذة، و ذلك لسببين على الأقل:
- على عكس حملة وينو البترول، حملة حل الدوسي تعتمد على معطيات دقيقة من مصادر رسمية موثوقة ومطلعة، وليست مجرد شعارات عامة وسطحية بل تضع الإصبع مباشرة على موطن الفساد بالوثائق و البراهين.
- على عكس حملة وينو البترول، حملة حل الدوسي حملة منظمة، مدروسة الأهداف وبمطالب واضحة، لا تقتصر على البترول فقط بل تطالب بفتح ملفات الفساد في جميع قطاعات الثروات الطبيعة من غاز و فسفاط و ملح و طاقة شمسية، في إنتظار ملفات الديوانة والجباية والوظيفة العمومية وغيرها.
فبحيث، لا يرفض حل الملفات إلا مستفيد أو متورط في شبهات الفساد، فانتقدوا كما شئتم، شوهوا القضية كما اعتدتم، اختلقوا الأكاذيب و الترهات كالعادة، لكن في الأخير ستجبرون على حل كل الدوسيات السوداء و ملفات الفساد، فنحن #عازمون على مواصلة المشوار.
، منخرط وناشط في حزب التيار الديمقراطي
Comments
16 de 16 commentaires pour l'article 106183