إرهاب الدروس الخصوصية

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/courssupp.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ عادل الزواوي

سأحاول رصد الظاهرة من خلال جملة من الأمثلة و ما عاينته بنفسي أو من خلال ما قدمه لي العديد من المتداخلين في العملية التربوية بدون العودة لأسبابها و هي بدورها تحتاج ربما إلى كتب و دراسات مختلفة للولوج في خفاياها الحقيقية كما أن النص سيركز على الظاهرة بالتعليم الثانوي بالدرجة الأولى و هو لا يعني أن الدروس الخصوصية أقل وطأة في المدارس الإبتدائية أو حتى بالتعليم العالي ...

سأحاول تفجير الظاهرة من الداخل والتي تحولت إلى ظاهرة تجارية بإمتياز تورط فيها جل المتداخلين و على رأسهم ما يصطلح تسميتهم مجازا ب المقاولون العرب كما أني سأركز على بعض الظواهر التي يعتقد أنها شاذة و هي عين القاعدة.




فكيف يستمال أو يبتز تلاميذنا للدروس الخصوصية ؟؟ما هي أهم الجرائم التربوية المتعلقة بالدروس الخصوصية و من يتورط بها ؟؟ماهي نتائج مضخة الدروس الخصوصية على العدالة الإجتماعية بين الأساتذة و بين التلاميذ ؟؟
( سأختصر مع علمي أن كل سؤال قد يحتاج إلى كتاب )
1
كيف يستمال أو يبتز تلاميذنا للدروس الخصوصية ؟ هذه العملية تمر عادة بالترغيب و الترهيب فلنبدأ بالترغيب :
1*1-الترغيب :يسعى من خلالها المعلم إلى دفع التلميذ نحو الدروس الخصوصية بإعتبارها تساعده عل تحسين أعداده من خلال عمله مع زملائه ضمن النظام الفرقي أو بإستدعاء الولي ذاته و محاولة إستمالته نحو ضرورة تدريس إبنه للدروس الخصوصية بإستعمال أسلوب اللباقة و اللياقة أو بوضع تلميذ أو مجموعة من التلاميذ الذين لا يدرسون دروس خصوصية في وضعية مقارنة مع زملائهم ليجد التلميذ الذي لا يدرس أن زميله يفوته في معلومة أو أسرع في الإستيعاب و هي عادة طرق تعتمد على الجانب البسيكولوجي للتلميذ و للولي من خلال إظافة هالة من القداسة على مدرس الدروس الخصوصية فهو عادة ما يكرر بأنه أفضل من يدرس المادة و أنه رقم 1 و أن تلميذه فلان و هو الأن دكتور و أن الوزير الفولاني إتصل به راجيا أن يدرس إبنه...و بذلك فهو يضفي مشروعية على السوق السوداء أو كأنه يريد التخلص من عقدة أوديب أستاذه الذي درسه و لم يدرسه الدروس الخصوصية .
طريقة الثانية للترغيب :و تعتمد على ماينشره البعض في بعض النشريات العلمية أو الأدبية أو حتى الإلكترونية أو بالإعتماد على أحد التمارين في فرض ما قد أستنسخ في إمتحان وطني ما وهي عملية إصطياد فهو بذلك يبين للتلميذ أنه خشين برشا فيجد التلميذ نفسه مشدودا بسلك الخوصصة .
الطريقة الثالثة : تمر بربط علاقة صداقة بالتلميذ ذاته تلاميذ الأقسام النهائية و يصبح التلميذ ذاته و من خلال حبه أو صداقته يبحث عن مجموعات لمعلمه .
1*2 -الترهيب :سأحاول الإطناب لخطورة هذه الأفة و التدرج من الخطر إلى الأشد خطورة
تنطلق هذه العملية قبل أن يدرس التلميذ ذاته عند الأستاذ الفولاني الذي يضفي على شخصه معلومة متداولة لدى الذين درسهم ,و هي عموما صحيحة ,بأنه لا يعطي عددا إلا للذين يدرسون عنده الدروس الخصوصية فيجد التلميذ نفسه مجبرا و منذ اليوم الأول على تسجيل إسمه لدى مدرسه ليحصل على عدد مشرف
الطريقة الثانية :تعتمد على إعطاء رقم الهاتف الخاص للأستاذ و يكتب على السبورة منذ اليوم الأول و أحيانا يسلم ( carte de visite ) و هي عملية إبتزاز رخيصة للتلميذ
الطريقة الثالثة :يعنمدها العديد بتبخيس زملائهم في نفس المادة و الحط من شأنهم العلمي و أحيانا الأخلاقي لجلب الزبائن و إضفاء الشرعية المعرفية على ذاته بإعتبار أننا في سوق يعتمد على العديد من الأساليب أهمها Marketing و التبخيس أحد الأساليب.
الطريقة الرابعة :الولوج إلى عدد كبير من منازل الأولياء و ربط شبكة من العلاقات تسمح بدفع الأولياء لأبنائهم نحو سي فلان فهو من الثقات و ولد العائلة
الطريقة الخامسة: و هي شائعة للأسف في المواد العلمية حيث يسعى الأستاذ إلى تدريس النظري في القسم و يترك التطبيقي في الدروس الخصوصية و التعلة دوما ضغط البرنامج أو لفلفة التطبيقي في تمارين و ترك( les series ) في بيت الصالة أو المحل المتسوغ أو القاراج .
الطريقة السادسة: و هي عدم تدريس التلميذ أصلا في بعض الفترات داخل القسم و تحويل وجهته و في ساعة الدرس إلى المنزل لتتحول بذلك المدرسة العمومية المجانية إلى مدرسة خاصة و خصوصية .
الطريقة السابعة :و هي تحويل بعض أساتذة مادة الرياضة التلاميذ لقاعات الرياضة قبل الباك سبور أو إجبار التلميذ لدفع معلوم معين قبل الحصص الأخيرة للإمتحان للدعم و الإسناد ...
الطريقة الثامنة :و بإعتبار أننا أصبحنا في حالة حرب بين بارونات الدروس الخصوصية فيعتمد البعض منطق الشكايات لوزارة الإشراف بإعتبار غريمه يدرس الدروس الخصوصية بدون مراعاة الشروط القانونية .
الطريقة التاسعة :و هي تخصيص سماسرة لضخ أكبر عدد ممكن من التلاميذ.
2 المتورطين أو الشطار
أولا : مدرسي الدروس الخصوصية :و لا أقصد الجميع بل أولائك الذين يتجاوزون كل المعايير الأخلاقية و القانونية و هم الأغلبية و ليسوا شواذ يعنمدون على الترهيب بالأساس .
ثانيا : المتفقدين : يظهر ذلك جليا في بعض المعاهد النموذجية أين يقع الدفع بالبعض داخل هذه المعاهد دون مراعاة للمستوى البيداغوجي أو ما سمي بالكفاءة بإعتبار أن متفقد المادة في بعض المواد يدفع بصاحبه داخل هذه المعاهد بإعتبار أن التلاميذ في جلهم أبناء بوشماوي و من جاورها, فالخير فيها كثير و خلي لخويك نسبة مائوية أو تذكر أش عملت معاك من شهر لشهر .كما أن البعض من المتفقدين يدرس بنفسه الدروس الخصوصية .
المسؤولين داخل المندوبيات و حتى وزارة الإشراف : يقع رص بارون داخل منطقة مترفهة بعد ما يغدق عليهم العطايا و الهدايا أو غض الطرف عن بارون من هؤلاء البارونات رغم تجاوزاته فهو يسلم الباكو للمندوب الفلاني أو للمدير العلاني بالوزارة من مدة لأخرى أو هو يدرس ولد سي فلان و نحن نحتاج لخدماتاه أو يصرخون صرخة العاجز يجعل بلاه على غير إيدينا
بعض الأساتذة النقابيين :و هو ما يؤلم في كل ما كتبت فنجدهم يصرخون و يكتبون عدالة إجتماعية تعليم عمومي لا للحيف الجهوي و بعضهم موجود في هياكل عليا يقوم بالترهيب و يستغلون صفتهم ليمنحوا لأنفسهم أفضل الجداول و الأقسام التي تجني أرباحا أكثر من غيرها .
المديرين و النظار :عادة ما يقع التفاهم بين بارون الدروس الخصوصية و المدير و الناظر لمنحه القسم الفولاني و الوقت الفولاني( صباحا طبعا ) فبعد منتصف النهار هو خاص لجمع الغنائم و يحصل معد جدول الأوقات إما على لحمة كبرى في الصيف أو لحمات شهريا .
الأساتذة الجامعيين : و هم من المتحصلين على شهادة الدكتوراه أصبحوا خلال هذه السنوات ينافسون المقاولون العرب بالإعتماد على إغراء شهادهم العلمية و هم يستغلون و سطاء لجمع نفر من الفرائس السمينة في المناطق الراقية .
الأساتذة العاطلين عن العمل : بعضهم يسوغ منزلا بأحد المناطق الراقية ليجني أضعاف راتب الأستاذ المباشر و هم لا يجتازون المناظرات الوطنية للإدماج في الوظيفة العمومية و هم أصبحوا محل إزعاج لبعض البارونات .
3ماهي نتائج مضخة الدروس الخصوصية على العدالة الإجتماعية بين الأساتذة و بين التلاميذ ؟؟
حيف إجتماعي رهيب بين أساتذة ,يفوق دخل البعض 100 مليون سنويا و أكثر و هي ليست مجازا أو إشاعة بل هي الحقيقة التي يحاول البعض أن يغمض عينه لها نعم لدينا من لا يذهب بتاتا للبنك ليتحصل على راتبه و يسخر من قولة الأساتذة درجة ثانية صبو و إلا ما صبوش ؟
لدينا من يسافر سنويا إلى أغنى الدول و أفخم الفنادق في العالم لدينا من يمتلك مسبحا من الدروس الخصوصية .
و لدينا كذلك من يموت في قاراج من يذهب ليدرس بنصف حذاء و نصف قميص و يحتال على جميع القروض ليشتري أرضا أو منزلا يرتهن من خلاله لبقية عمره إن بقي له عمرا .
حيف كذلك بين التلاميذ ,فعن أي مدرسة عمومية و مجانية نتحدث ؟؟ و أبنائنا يجبرون و فق منظومة تربوية جائرة و خاربة و بارونات يراهنون بمصير بلاد بكاملها و يدفعون العديد من الأولياء للإقتراض من البنوك ليتمكنوا من دفع معلوم الجباية لسي فلان و الزبلة و الخروبة لفلانة .
عن أي ديمقراطية التعليم نتحدث و تكافأ الفرص بين التلاميذ نغني ؟؟ أنظروا للمعاهد التي تحقق أعلى نسب النجاح داخل الولاية الواحدة سنجده معهدا بمنطقة مترفة هل سمعت يوما معهد حي التضامن أو أحد المعاهد برواد أو المنيهلة إستطاع أن يحضى بنسبة نجاح تفوق معاهد المنزه أو حي النصر ؟ و بربكم لا تقولو أن السبب هو الفقر فالسبب الحقيقي و الرئيسي هو مضخة الدروس الخصوصية و الحيف التي مارسته كل الحكومات في مستوى التجهيزات و البنية التحتية داخل الولاية الواحدة فما بالك بين المناطق المترفة و المناطق المنسية في ربوعنا .
كتبت ما كتبت وتجاوزت عدة جرائم أخرى و أعي جيدا أن البعض المستقيد سيغضب على غنائمه و البعض الأخر سيسبني عن إقحامه فكل شيئ في الدولة ووفق ما تعود عليه يسير هكذا وكل الفم تستحي العين
كما أن البعض من النقابيين ربما سيلومني بالقول بأن طرح هذا الموضوع موش وقتو و هم بذلك يطيلون المدة المخصصة لدفن الميت حتى فاحت رائحته و أنتفخ و لعل القبر لا يسعه الأن .
أعي كذلك أن ضرب هذه الظاهرة مثله مثل محاربة الرشوة و الفساد الذي ينخر وزارة التربية و الأمثلة كثيرة و على الجميع أن يكون شجاعا و أن ينزل على الجرح و أن يحول شعاراته الرنانة إلى واقع ملموس و أن لا يرتهن لحسابات نقابية أو سياسية عله بطرح مثل هذه النقاط يضعف من حضوره في المشهد.
تبا لمشهد نكون فيه شهود زور و سحقا لموقع لا يساوي بين تلميذ حي التضامن و تلميذ حي النصر .

(*) عادل الزواوي:الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بأريانة المدينة ..




Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 105142

AhmedFrance  (France)  |Mardi 19 Mai 2015 à 05:52           
J'ai vu des enfants faire des cours particuliers dès le début de l'école primaire et tous les jours!!!

dans les pays évolués, on interdit les devoirs et le travail à la maison aux élèves de l'école primaire...pour laisser un temps de jeu pour les petits....

à la fin de chaque mois, la plupart des élèves sont stressés
car les parents ont du mal à payer ...

ceci est un crime mais le crime est banalisé en Tunisie....il est ou le problème ?

BENJE  (France)  |Vendredi 15 Mai 2015 à 09:23           
Non ce n'est pas du terrorisme fut il intellectuel et il ne faut pas abuser de ce terme car il n'y a pas mort d'homme ni de crime ni d'endoctrinement ! Certes c'est un business et un commerce illicite qu il faut absolument stopper et interdire notamment les cours particuliers d'un enseignant a ses propres élèves et par dessus le marché sur les lieux des établissements . Ceci dit les cours particuliers existent et existeront toujours dans
tout les pays du monde mais mais ils sont organises et déclarés par des entreprises et organismes et se sont généralement les étudiants pour financer leurs études qu'ils le font .
Mais ce commerce et abus de pouvoir il est a tout les niveaux et dans d'autres activités comme le signale l'auteur et les causes sont toujours les mêmes c'est l'appât du gain pour vivre au dessus de ces moyens. C'est pratique par les travailleurs jusqu'aux cadres supérieurs on veut vivre à l'européen (équipement , voitures, villa, ...) et on oublie vite que le PIB est plusieurs fois inférieur à celui de nos voisins européens comme
l'Italie ou la France !
Enfin l'auteur ne signale pas de solution ou des actions bénévoles pour aider le enfants des des cites populaires "aide aux devoirs" . Les enfants des riches continueront à reussir et avoir leurs diplômes car l'environnement sociales et culturels est favorables particuliers et malheureusement ''ascenseur social qui est l'école pour les enfants des classes pauvres est en panne !

Njimabd  (Tunisia)  |Jeudi 14 Mai 2015 à 16:44           
باختصار نظام التعليم هو السبب الرئيسي في تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية و تنصّل الأولياء من مهمتهمو البحث عن النتائج مهما كان الثمن هو السبب الثاني و إذا أردنا الإصلاح علينا بمراجعة نظم التعليم أي معالجة الأسباب

Tahrir  (Tunisia)  |Jeudi 14 Mai 2015 à 15:48 | Par           
الأستاذ داعشي هتلري شاروني؟؟؟! ولكن ما وصف التجمعي والدستوري وقيادة الحكومة التي تبتز شعبا بأسره ؟؟ وماذا نسمي رجال الأعمال الذين ينهبون مدخرات البلاد ؟؟ الكاتب هناك أسئلة لم يطرحها لماذا تنامت وتوسعت هذه الظاهرة ؟ لماذا حمل الأستاذ فحسب مسؤولية ؟؟ أوليس الأستاذ بولي ؟؟!

Kairouan  (Qatar)  |Jeudi 14 Mai 2015 à 14:34           
شكرا جزيلا لكاتب المقال

MedTunisie  (Tunisia)  |Jeudi 14 Mai 2015 à 13:24 | Par           
التعليم العمومي كبر عليه ارع لقد اصبح التلميذ الذي لا يحضر الدروس حتى نهاية شهر ماي محبوب عند استاذه و الدروس الخصوصية هي التي تقيم التلميذ

Ahfedkhaled  (Tunisia)  |Jeudi 14 Mai 2015 à 13:17           
الكاتب لم يتكلم عن مسؤولية
التلميذ
و
الولي

LATTOUF  (Tunisia)  |Jeudi 14 Mai 2015 à 13:09           


نقابة التعليم الثانوى كانت وعدت بعدم الرجوع الى الدروس الخصوصية بعد الموافقة على الزيادة الاخيرة فى الشهرية
تفضلوا للمورج واحد و ساحملكم الى المنازل اللتى تتم فيها الدروس الخصوصية بمجموعات من الابتدائى
الى الثانوى .وينك يا لسعد اليعقوبى ؟؟؟؟ تحب يلفونى تفضل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female